[محطم الاصنام]

عادت من جديد لغة الانفجارات في بغداد، بعد سلسلة هجمات بسيارات ملغمة اوقعت نحو 200 ضحية، في مشهد اعاد الاذهان الى الايام السوداء التي عاشتها العاصمة قبل سنوات. وقالت مصادر امنية ان 12 شخصا على الاقل استشهدوا واصيب 23 اخرون بانفجار سيارتين مفخختين في منطقة ام المعالف. وكانت المصادر اعلنت في وقت سابق استشهاد شخصين واصابة عشرة آخرين بالتفجيرين امام عيادة طبية وأحد اسواق المنطقة الشعبية. وفي الحسينية، استشهد اربعة اشخاص واصيب عشرون اخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من سوق شعبية. وفي مدينة الصدر، اوضحت المصادر ان «عشرة اشخاص استشهدوا بينهم امرأتان واصيب 65 اخرون بينهم اطفال ونساء بانفجار سيارة مفخخة في سوق العريبي الشعبية» في مدينة الصدر.

ونقل المصابون الى مستشفيات الصدر والامام علي والكندي وسط بغداد، بحسب مصادر طبية. يذكر ان المسؤولين قرروا قبل فترة رفع الحواجز الاسمنتية من السوق الشعبي. ويقول احمد كاظم (32 عاما) صاحب محل تجاري في منطقة الحادث «كان الانفجار هائلا وشاهدت كيف كانت النار تلتهم المتاجر» في السوق. ويضيف الرجل الذي اصيب بيده اليمنى «هرعت راكضا الى آخر السوق حيث وقع الانفجار ورأيت جثث نساء واطفال وجرحى على الارض، وحاولت مع مجموعة من الشبان نقلهم بواسطة سيارات مدنية الى المستشفيات». ويتابع «كان التفجير مفاجئا بالنسبة لنا، لان الاوضاع الامنية تحسنت ورفعت على اثرها الحواجز الاسمنتية القريبة من الاسواق، لم نكن نتوقع مثل هذه التفجيرات بعد فترة طويلة من الهدوء في مدينة الصدر». وتوقع مصدر امني ارتفاع حدة العنف في العاصمة، خاصة مع مرور الذكرى السادسة للحرب، لكنه اكد ان هدف التفجيرات يعود للخسائر التي منيت بها الجماعات الارهابية خلال السنوات الثلاث الماضية. من جهته وصف النائب قاسم داود عن كتلة التضامن التفجيرات التي حصلت في بغداد امس بانها محاولات يائسة لقوى ارهابية للتاثير على المسيرة السياسية للعراقيين. وقال في تصريحات صحفية عقب عمليات التفجير ان ارادة الشر تحاول من خلال تفجيرات اليوم ان تحافظ على موقعها. وتابع: نؤيد اجراءات الحكومة فرض سلطة القانون والضرب بيد من حديد على بؤر الارهاب وبما فيها ارهاب حزب البعث المحظور. كما شملت سلسة التفجيرات ليوم امس، منطقة العلاوي، اذ قالت مصادر الشرطة ان «ستة اشخاص على الاقل استشهدوا واصيب 25 اخرون بانفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة عند السابعة صباحا». واضافت ان غالبية الضحايا هم من العمال الذين يصطفون على قارعة الطريق بانتظار عمل ما. وفي بغداد الجديدة، استهدفت سيارة مفخخة موكب معاون مدير الامن الداخلي برتبة عميد لدى مرورها في منطقة النعيرية، ما اسفر عن استشهاد احد مرافقيه وشخص اخر واصابة ستة اشخاص بجروح، حسب المصادر.
من جانب اخر حذر ضابط اميركي من وجود جماعات مسلحة عراقية وصفها بالخلايا النائمة في دول الجوار، والتي تحاول العودة إلى البلاد لتنفيذ العمليات المسلحة.
ودعا قائد القوات المتعددة الجنسية في محافظة واسط العقيد ريتشارد فرانسي ، امس الاثنين، دول الجوار إلى طرد الجماعات المسلحة التي هربت إليها من العراق خلال العامين الماضيين. واشار بحسب «راديو سوا» الى ان «هناك خلايا نائمة من الجماعات المسلحة وعناصر سيئة هم خارج العراق حاليا، ويحاولون أن يدخلوا مرة ثانية ويقوموا بأعمالهم الإجرامية. وانا انصح هؤلاء الأشخاص أن يتخلوا عن هذه الأعمال ويعودوا كمواطنين صالحين». وشدد فرانسي على أهمية أن تعمل دول الجوار التي لم يسمها على ردع هذه الجماعات وعدم السماح لها بالعودة، وقال»هذه الدول يجب أن تقضي على هذه الجماعات ولا تسمح بدخولها مرة ثانية». وحسب المسؤولين العراقيين والأمريكيين فإن عددا كبيرا من المسلحين الذين كانوا يتولون تنفيذ العمليات المسلحة في البلاد، فروا إلى دول الجوار في السنتين الماضيتين بعد حملات الحكومة لحفظ الأمن والنظام في العراق.