السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أباالقاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ماهي علامات ظهورالأمام المهدي عليه السلام ؟؟
إذا كان للاِمام الغائب، ظهورٌ بعد غيبة طويلة، فلا بدّ من أن يكون لظهوره علامات وأشراط تخبر عن ظهوره، فما هي هذه العلامات؟
الجواب:
إنّ ما جاء في كتب الاَحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين:
قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنوّ القيامة.
وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.
وربّما وقع الخلط بينهما في الكتب، ونحن نذكر القسم الثاني منهما، وهو عبارة عن أُمور عدّة، منها:
1 ـ النداء في السماء.
2 ـ الخسوف والكسوف في غير مواقعهما.
3 ـ الشقاق والنفاق في المجتمع.
4 ـ ذيوع الجور والظلم والهرج والمرج في الاَُمّة.
5 ـ ابتلاء الاِنسان بالموت الاَحمر والاَبيض.
6 ـ قتل النفس الزكية.
7 ـ خروج الدجّال.
8 ـ خروج السفياني.
وغير ذلك مما جاء في الاَحاديث الاِسلامية(1).
هذه هي علامات ظهوره، ولكن هناك أُمور تمهّد لظهوره، وتسهّل تحقيق أهدافه نشير إلى إبرزها:
1 ـ الاستعداد العالمي: والمراد منه أنّ المجتمع الاِنساني ـ وبسبب شيوع الفسادـ يصلإلىحدّ، يقنطمعهمن تحقّق الاِصلاح بيد البشر، وعنطريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة، وأنّ ضغط الظلم والجور على الاِنسان يحمله عن أن يُذعن ويُقرّ بأنّ الاِصلاح لا يتحقّق إلاّ بظهور إعجاز إلهي، وحضور قوّة غيبية، تدمّر كلّ تلك التكتلات البشرية الفاسدة، التي قَيّدَتْ بسلاسلها أعناق البشر.
2 ـ تكامل العقول: إنّ الحكومة العالمية للاِمام المهدي _ عليه السلام _ لا تتحقّق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للاَعداء، وإنّما تتحقّق برغبة الناس إليها، وتأييدهم لها، لتكامل عقولهم ومعرفتهم.
يقول الاِمام الباقر _ عليه السلام _ في حديث له يرشد فيه إلى أنّه إذا كان ذلك الظرف، تجتمع عقول البشر وتكتمل أحلامهم: «إذا قام قائمنا، وَضَعَ الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم»(2).
فقوله _ عليه السلام _: «فيجمع بها عقولهم»، بمعنىأنّ التكامل الاجتماعي يبلغ بالبشر إلى الحدّ الذي يَقْبَلُ فيه تلك الموهبة الاِلهية، ولن يترصّد للثورة على الاِمام والانقلاب عليه، وقتله أو سجنه.
3 ـ تكامل الصناعات: إنّ الحكومة العالمية الموحّدة لا تتحقق إلاّ بتكامل الصناعات البشرية، بحيث يسمع العالم كلّه صوته ونداءه، وتعاليمه وقوانينه في يوم واحد، وزمنٍ واحدٍ.
قال الاِمام الصادق _ عليه السلام _: «إنّ المؤمنَ في زمان القائم، وهو بالمشرق يرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق»(3).
4 ـ الجيش الثوري العالمي: إنّ حكومة الاِمام المهدي، وإن كانت قائمة على تكامل العقول، ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر وفعّال، يُمَهِّد الطريق للاِمام _ عليه السلام _ ويواكبه بعد الظهور إلى تحقّق أهدافه وغاياته المتوخّاة.
من كتاب الأئئمة الأثني عشر
الى الأستاذ جعفر السبحاني