أول دكتوراه في كلية الفقه بجامعة الكوفة تمنح لباحث يكتب بفمه ويقلب الأوراق بقدمي
بتاريخ : 26-03-2009 الساعة : 12:24 AM
منحت كلية الفقه في جامعة الكوفة أول شهادة دكتوراه منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاما، وحصل عليها طالب يكتب بفمه ويقلب
الأوراق بقدميه.
وقال عميد كلية الفقه بجامعة الكوفة الدكتور صباح عنوز في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "الطالب محمد علي الاسدي الذي حاز على شهادة الدكتوراه من الجامعة اليوم، هو طالب مميز ولديه قابليات علمية غير اعتيادية".
وأضاف أن "الاسدي المصاب بضمور في الأطراف منذ الولادة، واظب على كتابة أطروحته للدكتوراه بفمه وبرجله أحيانا، وهو يقلب الصفحات بقدمه وبراحة يده" مبينا أنه "يقوم بعمليات الرسم الهندسي والتخطيط باستخدام القلم والمسطرة وغيرها".
من جانبه قال الطالب محمد الاسدي "مررت بمرحلة صعبة، كنت اطلب فيها المساعدة من الآخرين، أو تكليف من يكتب نيابة عني".
ويضيف الاسدي في حديثه لـ"نيوزماتيك" "لكنني في النهاية قررت الاعتماد على نفسي"، موضحا "في البداية لم اعرف كيف اكتب، لكنني اكتشفت أن فمي بإمكانه القيام بالمهمة فقررت الاعتماد عليه" مبينا أن "عموده الفقري تأقلم مع وضعه الصحي بحيث بات يستطيع الآن أن يكتب بفمه ورجله وكذلك يرسم ويخطط".
وللاسدي مواهب أخرى إضافة إلى اهتمامه بالعلم والبحث، فهو رسام شارك في العديد من المعارض الفنية، وقال "اكتشف قابليتي في الرسم في الصف السادس الإعدادي عندما طالبنا المدرس برسم وجه رجل، فشرعت على الفور برسم صورة الرئيس الأسبق احمد حسن البكر ما أثار استغراب المدرس وقتها"، مشيرا إلى انه "شارك في معارض أخرى للخط العربي".
أما عن بحثه الذي نال عنه اليوم شهادة الدكتوراه فقد حمل عنوان "السلطة القضائية تنظيمها واستقلالها في الشريعة الإسلامية" فقد نال عنه الشهادة بتقدير جيد جدا، بعد مناقشات اللجنة المكونة من رئيس جامعة كربلاء الدكتور حسن عودة رئيسا، وعضوية أساتذة متخصصين في جامعات بغداد والمستنصرية والكوفة، وحضرها عدد كبير من الطلبة والأساتذة، إضافة إلى عائلة الباحث.
وأوضح عميد كلية الفقه بجامعة الكوفة الدكتور صباح عنوز أن " الاسدي حصل قبل عدة أعوام على أول شهادة ماجستير تمنحها كلية الفقه، واليوم يحصل على أول شهادة دكتوراه تمنحها الكلية أيضا".
يذكر أن الاسدي هو من مواليد عام 1963 متزوج وله أربعة أطفال. وكان تلقى الدعم في البداية من والديه ثم من زوجته في ما بعد، والآن من ابنته الصغيرة.