في الذكرى الثالثة لتشكيل الحكومة، اطل رئيسها نوري المالكي
في كلمة متلفزة تضمنت سلسلة مواقف لافتة تبدو وكأنها خارطة
طريق لما تبقى من عمر الحكومة التي قيل الكثير في شأنها
والتي واجهت انتقادات عدة، لكن كلمة حق تقال وهي ان هذه
الحكومة
نجحت الى حد كبير في تثبيت الامن والاستقرار وفي استعادة السيادة قريبا بعد انسحاب القوات الاجنبية. لكن هذا النجاح
الامني الذي يسجل لها عكـّرته ظاهرة الفساد التي اساءت لصورة الحكومة وبعض اعضائها، الذين تبرز يوما بعد يوما ملفات فساد
في حقهم واصوات تطالبهم بالاستقالة، فباتت الحكومة في وضع غير مستقر وفي موقع الشبهة، ما اضطر رئيسها الى رفع
الصوت عاليا ضد الفساد والعابثين بالمال العام، لكن يبدو ان تزايد عدد الوزراء الذين تحوم حولهم الشبهات والانتقادات
لادائهم، دفع المالكي الى الذهاب بعيدا في التصدي للفساد، فاعلن اليوم ان الوقت حان لاجراء تعديل وزاري لبناء الدولة العصرية،
داعيا الكتل السياسية كافة الى مساندته في مسعاه. كما اشار الى تصميم حكومته القوي على محاربة الفساد والارهاب لانهما
يشكلان جنبا الى جنب اخطر التحديات في وجه الحكومة وانهما وجهان لعملة واحدة مؤكدا على اهمية الدعم الشامل من كل القوى السياسية لمحاربة الفساد.