|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 33894
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 797
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كريم آل البيت
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 24-05-2009 الساعة : 03:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أحبتنا الموالين .. ونُكمِل معكم على بركة الله وبإذنه .. فنقول :
كُنا قد تحدثنا وبيّنا مُسميات الكُفر والكافرون والشرك والمُشركون والإيمان والمؤمنون .
والآن .. نأتيكم لنتحدّث عن الفِسق والفاسِقون .. فنقول :
إن لفظ الفِسق يعني الخروج عن الشيء .. فيُقال : فَسَقت التمرة .. أي خرجت مِن جِلدها .
وكذلِك يكون أيضاً معنى الفِسق في الشرع .. فالفِسق هوَ خروج الفاسِق عن شرع الله ودينه .
ونأتي الآن للنفاق والمُنافِقون .. فنقول :
النِفاق شرعاُ هوَ فِعل المُنافِق .. ومعناه الشرعي هوَ : الدخول في الإسلام مِن جهة والخروج مِنه مِن جِهة أخرى أو مِن جهات عِدّة .. وهوَ أيضاً إظهار خِلاف ما يُبطَن .
وقد يكون النِفاق في بعض الحالات مُباح .. وذلِك في الحالات ( القهريّة ) ؟؟
مِثل أن يخشى فاعِله على حياته أو حياة أبناءه أو خاصته .. وقد أباح الله مِثل هذا النِفاق .
فقال جلّ شأنه :
( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا مَن أكره وقلبه مُطمئن بالإيمان ) .
وهُنا وبهذه المُناسبة أحبتنا في الله والولاية .. يجب أن نعلم أمراً هاماً جداً في دين الله وشرعه وأحكامه .. ألا وهوَ :
إن هُناك كثيرا مِن الأمور والحالات تكون مُحرّمة ، ولكِن لأن دين الله هوَ دين رحمة ونيّة صادقة .. فقد أباح الله للإضطرار أمورا كثيرة مُحرّمة في الأصل ولكِنها مُحلّلة عِند الإضطرار .
ومِن أمثِلة ذلِك مثلاً : شُرب الخَمر وأكل ما يُحرمه الله في الأصل .. ولكِن ذلِك لا يجوز ولا يُباح إلى في حالات الإضطرار القهري فقط .. كذلِك فقد حرّم الله جل شأنه مثلاً موالاة الكافرين .. ولكنكم تجدونه جل شأنه قد أباحها في حالات ( الإتقاء ) .. وهوَ ما يُسمّى لدينا في مذهبنا ( التقيّة ) .
ويجب أن نعلم يقيناً أن التقيّة هذه لا تؤخَذ بغير إضطرار قهري وإلا يكون فاعِلها مُنافِق وكاذب ، والله هوَ المُضطلع على القلوب والنوايا وحقيقة المُضطر .. لذلك نجد الحق سبحانه يقول في كتابه العظيم المُبين :
( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء مِن دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) .
آااااه .. وهُنا نجد أيها الأحباب مِن تدبُّر هذه الآية .. نجِد أن الحق قال بعد قوله : إلا أن تتقوا مِنهم تُقاه .. فقال : ويُحذِركم الله ( نفسه ) !!!
ومِن هُنا نتبيّن أن الله العظيم هوَ المُطلع على خفايا الأنفس والصدور .. والمؤمن يجب أن يعلم ذلِك جيداً .. فيُحذِّرنا الله أن نفتعِل الإضطرار ؟؟
وكذلِك أيها الأحباب .. نجد أن دين الله وأحكامه يُسر وليست عُسر .. فالكثير مِن المُحرمات يُحلّها الله في حالات الضرورة القسوى .. وكما سبق أن ذكرنا .. فشُرب وأكل المُحرّم قد يحِل إن إضطُر فاعله لِذلِك .. كأن تكون مثلاً في صحراء وستموت جوعاً .. ففي هذه الحالة يحِل لك الله أكل ما يُبقيك على الحياة وإن أكلت ميتة أو لحم خنزير .. وكذلِك إن كنت ستموت عطشاً وليس أمامك إلا خمر .. فيحِل لك شُربه .. بل ويُحرّم الله ألا تأكل أو تشرب مِن المحرّم أصلاً إن كنت ستفقِد حياتك .. فربكم العظيم الكريم الحنّان يُحِب أن تؤتى رُخصه .
وفي ذلِك يقول جل شأنه :
( قل لا أجد في ما أوحي إلي مُحرما على طاعِم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فِسقا أهل لغير الله به فمن اضطُر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ) .
وقال :
( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمَن اضطُر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) .
مِن هُنا أحبتنا الكِرام فإن الأحكام في دين الله تتوقّف على الظروف والمُلابسات والأحداث المُحيطة بكُل فِعل .. وعليه .. فلا يوجد شيء إسمُه مُحرّم على الإطلاق أبداً .
أحبتنا في الله ،
إلى هُنا نترككُم ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائِعه .. وسنتحدث في المرّة المُقبِلة بإذن الله عن أمور يُحرّمها الله .. ولكِن قد تحِل إن كانت بـ ( حقّ ) .. مثل قَتل النفس التي حرَم الله قتلها .. وسنعلم مِن كتاب الله أنها في حالات يكون قتلها ( أي النفس ) هوَ بأمر مِن الله .. كذلِك البغي .. أليس مُحرّم ؟! ولكِن في حالات يُحلّه الله .
وإلى أن نلتقي لكم مِنا خالص التحية والود والتقدير ،
|
|
|
|
|