أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الأبيض مساء الأربعاء أن واشنطن تؤيد "الجهود لاندماج جميع العراقيين في الحكومة العراقية وقوات الأمن" وشدد على أن وضع قانون لتوزيع النفط وإيجاد حل للمناطق الحدودية المتنازع عليها في اقليم كردستان هي أركان أساسية لوحدة واستقرار العراق.
وقال أوباما في المؤتمر الصحافي المشترك مع المالكي بعد اجتماعهما في البيت الأبيض "يسرني استقبال رئيس الوزراء العراقي... نلتقي في لحظة محورية وبعدما أحرزنا الكثير من التقدم منذ زيارة المالكي الأخيرة الى واشنطن في الـ 2006".
ونوه الرئيس الأميركي "بالانخفاض المستمر في أعمال العنف في العراق وجهود قوات الأمن العراقية والقوات الأميركية لاستكمال هذا التقدم".
وأشار أوباما الى أن العراق والولايات المتحدة اليوم هما في "في خضم عملية شاملة لنقل المهام والمسؤوليات الى القوات العراقية والوصول الى شراكة شاملة مع العراق على قاعدة المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل" مضيفا الى أن" نجاح عملية نقل المهام هو محوري لأمن وازدهار الأميركيين، وهو أولوية لدى ادارتي".
ونوه الرئيس الأميركي بالخطوة الأخيرة بنقل المهمات الى القوات العراقية في المدن وطبقا للاتفاقية الأمنية، وبأنها ترسل اشارة اننا سنحافظ على التزامنا لحكومة عراقية سيدة، وأعاد تأكيده بأن واشنطن "لا تسعى لقواعد عسكرية في العراق ولا نريد أي سيطرة على الأراضي أو الموارد العراقية."
وفي الميدان السياسي وموضوعي المصالحة الوطنية والمشاركة السياسية، أكد أوباما أن ادارته " ستستكمل الدعم والتدريب لقوات أمنية عراقية متكافئة وغير مذهبية " وأنها ملتزمة "بانسحاب القوات القتالية في نهاية حزيران (يونيو) المقبل وجميع القوات مع نهاية 2011. " وحضر الرئيس الأميركي الى "أيام صعبة أمامنا" مشيرا الى أنه "سيكون هناك هجمات على قواتنا والقوات العراقية ممن يريد تحريض الانقسامات المذهبية انما هذه الجهود ستفشل".
ولفت أوباما في رسالة تهدف تدفع بالمصالحة الوطنية أن "أميركا تؤيد جهود الحكومة العراقية لتحقيق الوحدة الوطنية التي ستضمن لجميع العراقيين أن يعيشوا بسلام وازدهار" وأضاف "بحثت مع المالكي بقانون توزيع النفط والمناطق الحدودية المتنازع عليها (اقليم كردستان) والتي ستكون أساسا في وحدة ومستقبل العراق. " وزاد "العراق سيكون أكثر أمنا ونجاحا اذا كان هناك مكان لكل العراقيين للمشاركة وهذا يشمل جميع فئات العراقيين الاثنية والديبنية." وكرر أوباما تأييده لجميع الجهود لتعاضد واندماج جميع العراقيين في الحكومة والقوات الأمنية ولهذا زدنا مساعدتنا لاعادة اللاجئين العراقيين. "
وقلل أوباما من شأن الخلافات حول التفاقية الأمنية وصلاحيات القوات العراقية وأليمركية واعتبر أن هكذا خلافات "لا بد منها". كما أعطى أوباما المالكي التزام واشنطن "في العمل مع العراق ومساعدتها في فك القيود ضمن الفصل السابع التي تم فرضها من مجلس الأمن بعد حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)." وأشار الى أنه" سيكون هناك خطوات في الأمم المتحدة وعمل لحل الخلافات مع مختلف الأطراف وأنا تعهدت لرئيس الوزراء العراقي بأننا سنعمل بجهد لاخراج العراق من قيود الفصل السابع. " وأكد أوباما أن اللقاء أيضا تطرق الى "توسيع رقعة التعاون بيننا ليشمل الاقتصاد التجارة والثقافة والميدان العلمي.
أما المالكي فأكد بدوره أن الاجتماع " كان بناء وعكس قناعة لبدء صداقة استراتيجية ولمتابعة النجاحات وخصوصا الأمنية التي أدت الى الاستقرار في العراق ورفض المذهبية وعودة القوة الى الحكومة العراقية. " وأعلن عن الاستعداد لعقد " مؤتمر استثماري في تشرين الأول (أكتوبر) ليكون دليلا على عودة العراق" الى الخارطة الاقتصادية والسياسية. وقال رئيس الوزراء العراقي "العراق عانت كثيرا من التهميش جراء الديكتاتوريات والحروب والسياسات المذهبية" وتعهد العمل "على خطة وطنية تدحض المذهبية، وتساوي بين جميع العراقيين وتعمل تجاه وحدتهم".
رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي يلتقي بالرئيس الاميركي في البيت الابيض
بيان صحفي
الاربعاء22/تموز/2009
التقى دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي في البيت الابيض اليوم بالرئيس الاميركي باراك اوباما ، بحضور اعضاء الوفد العراقي ونظرائهم من الجانب الاميركي ، ثم عقدا بعد هذا اللقاء اجتماعا ثنائيا .
وقال سيادته في الاجتماع المشترك : ان تنفيذ اتفاق سحب القوات من المدن العراقية بنجاح اثار الاعجاب ويجب ان تسير اتفاقية الاطار الاستراتيجي بنفس المستوى من النجاح لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية ، وان العراق الذي واجه بعد سقوط الدكتاتورية اعداء حقيقيون من تنظيم القاعدة والميليشيات وازلام النظام المباد مصمم على اقامة دولة دستورية تعددية اتحادية يحكمها القانون .
واضاف السيد رئيس الوزراء ان اخطر ما يواجهنا هو محاولات اعادة الطائفية التي هي اساس المشاكل ، لكننا لن نسمح بعودة الدكتاتورية والطائفية واننا مقبلون على مرحلة جديدة من البناء والاعمار بعد الاستقرار الامني الذي تحقق بفضل المصالحة الوطنية ووحدة الشعب العراقي .
وتابع سيادته : ان بعض دول المنطقة تخشى التجربة الديمقراطية في العراق ، لكن شعبنا مصمم على اكمال تجربته بقوة ونجاح ، ونحن على ابواب اجراء الانتخابات البرلمانية التي ستكمل مسيرة النجاح التي تحققت في انتخابات مجالس المحافظات ،مؤكدا ان العراق يتطلع الى علاقات شراكة متعددة مع الولايات المتحدة ودعمها لاخراجه من طائلة الفصل السابع .
من جهته قال الرئيس الاميركي : اشعر بارتياح شديد لما تم تنفيذه في الثلاثين من حزيران الماضي والعمل المشترك الذي انجزناه، وان القوات العراقية اثبتت القدرة على تحمل المسؤولية ، واننا ماضون في دعمها في مجال التجهيز والتدريب ، كما ان التعاون بين البلدين في مرحلة ما بعد الانسحاب يؤسس لعلاقات استراتيجية بين بلدين يتمتعان بالسيادة .
واضاف اوباما : ما يدفعنا لهذا الشعور هو النجاحات التي تحققت في القضاء على الارهابيين وتعزيز التجربة الديمقراطية في العراق والتطورات المشجعة السياسية والامنية التي انجزتها الحكومة العراقية التي اثبتت انها حكومة وطنية .
وختم الرئيس الاميركي بالقول : ان الشراكة بين البلدين قطعت شوطا مهما وواضحا في الجانب الامني ويجب تطويرها في الجوانب الاخرى ، واننا ماضون في دعم جهود الحكومة العراقية ونساعد في اخراج العراق من الفصل السابع , فليس صحيحا ان يتحمل العراق وشعبه اعباء سياسات النظام السابق ، وان على المجتمع الدولي ان ينظر الى العراق بعد النجاحات التي تحققت باعتباره دولة جديرة بالاحترام والدعم والمساندة.