عن أبي عمر الشيباني قال: خبر عمر بن الخطاب رضوان الله عليه برجل يصوم الدهر فجعل يضربه بمخفقته (3) ويقول: كل يا دهر يا دهر (4).
(3) المخفقة. الدرة التي يضرب بها.
(4) سيرة عمر لابن الجوزي ص 174.
بن الجوزي سيرة عمر ص 146 من أنه كان يصوم الدهر. وروى الطبري وجعفر الفريابي في السنن وحكى عنهما السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 4 ص 332 من إنه كان يسرد الصيام، وفي سنن البيهقي 4 ص 301: أن عمر بن الخطاب قد كان يسرد الصيام قبل أن يموت، وسرد عبد الله بن عمر في آخر زمانه، وذكره ابن كثير في تاريخه 7 ص 135 ورواه المحب الطبري في الرياض 2 ص 38 واستدل به على أن سرد الصوم أفضل من صوم يوم وفطر يوم.
وأخرج ابن جرير عن أم كلثوم قالت قيل لعائشة: تصومين الدهر وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام الدهر؟ قالت:
نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام الدهر ولكن من أفطر يوم الفطر ويوم النحر فلم يصم الدهر (1
(1) كنز العمال 4 ص 334.
حديث حمزة بن عمرو وقد رواه البخاري ومسلم أنه قال: يا رسول الله إني أسرد الصوم أفأصوم في السفر؟ فقال: إن شئت فصم.
وهذا لفظ رواية مسلم فأقره صلى الله عليه وسلم على سرد الصيام،
ولو كان مكروها لم يقره لا سيما في السفر، وقد ثبت عن ابن عمر بن الخطاب إنه كان يسرد الصيام، وكذلك أبو طلحة وعائشة وخلائق من السلف
وممن يؤثر عنه صوم الدهر.
1 - عثمان بن عفان المقتول 35. الاستيعاب 2 ص 477.
2 - عبد الله بن مالك الأزدي المتوفى 56 / 59، يه 8 ص 99، صب 2 ص 364.
3 - أسود بن يزيد النخعي المتوفى 75، يه 9 ص 12.
4 - أبو بكر بن عبد الرحمن القرشي المتوفى 94، يه 9 ص 116.
5 - الفقيه أبو خالد مسلم المخزومي المتوفى 108، بق 1 ص 235.
6 - سعد بن إبراهيم المدني المتوفى 125، صه 113، هب 1 ص 173.
7 - وكيع بن الجراح المتوفى 196، طب 13 ص 470، بق 1 ص 282.
8 - مصعب بن عبد الله بن الزبير المتوفى 233، م 3 ص 172.
9 - محمد بن علي أبو العباس الكرخي المتوفى 343، ظم 6 ص 376.
10 - أبو بكر النجاد شيخ الحنابلة بالعراق المتوفى 348، ظم 6 ص 390، يه 11 ص 234.
11 - أحمد بن إبراهيم النيسابوري المتوفى 386، يه 11 ص 319.
12 - أبو القاسم عبد الله بن أحمد الحربي المتوفى 412، طب 10 ص 382، ظم 8 ص 4.
13 - أبو الفرج المعدل أحمد بن محمد المتوفى 415، طب 5 ص 67، يه 12 ص 18، ظم 8 ص 17.
14 - أبو العباس أحمد الأبيوري المتوفى 425، طب 5 ص 51.
15 - أبو عبد الله الصوري محمد بن علي المتوفى 441، طب 3 ص 103، ظم 8 ص 143.
16 - عبد الملك بن الحسن المتوفى 472، يه 12 ص 120.
17 - أبو البركات يحيى الأنباري المتوفى 552، يه 12 ص 237.
18 - الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى 600، يه 13 ص 39.
19 - الفقيه محمود البغدادي الحنبلي المتوفى 609، هب 5 ص 39.
20 - الشيخ محيي الدين النووي المتوفى 677، يه 13 ص 279.
21 - عبد العزيز بن دنف الحنبلي البغدادي. هب 5 ص 184.
وليس هذا الإصفاق منهم إلا لما عرفوه من جوازه في شرع الاسلام، هذا كله ولكن للمخفقة شأنها، وللخليفة اجتهاده، ولعله كان يرى اختصاص هذا الحكم به من دون الناس وإلا فما وجه ضرب الرجل المتعبد بالمخفقة؟
إن هذا لهو القصص الحق. ولقد جئناهم بكتاب فصلناه
على علم وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون
وإن الظن لا يغني من الحق شيئا