الموضوع هو قصتان من كتاب قصص وخواطر - من اخلاقيات علماء الدين
للكاتب عبد العظيم المهتدي البحريني بالاضافه لبعض ما روى لي
القصة رقم 388 الصفحه418 الطبعة الثانيه
تحت عنوان
حدود الحرية وضرورة الأخلاق
طلبتُ من الاخ الكريم سماحة الحاج السيد محمد علي الرباني(دام توفيقه) ان يذكر لي مالديه من خاطره مع استاذه اية الله العظمى المرجع الديني الحاج السيد علي السيستاني (دام ظله العالي) حيث تتلمذ عنده اكثر من اثنتي عشرة سنة ورافقه الى حج بيت الله الحرم مرتين ما عدا مرافقته له في النجف الأشرف.
فذكر على سبيل العجاله ما كان عليه السيد السيستاني من اخلاق كريمه بداية شبابه والتي كانت قاعدة انطلاقته وتوفيقاته,
يقول السيد الرباني:إن طالباً قد حضر درس استاذنا السيستاني يوماُ واجرى معه نقاشاُ حامياُ حول مسألة علمية,
فصدرت عنه تجاه السيد إساءة أدب أثناء الرد والنقد, وكان الطالب يحاول الاستنصار لرأي المرجع الديني الأعلى السيد الخوئي (قدس الله نفسه) مقابل رأي الاستاذ لكن دون حجة منطقيه, وهو أمر من اصله الجميل لانه نابع من الحرية الفكرية في عملية الاجتهاد الذي يعتز مذهب التشيع بفتح بابه منذ اكثر من الف عام إلا ان طريقة التلميذ المناقش للسيد السيستاني كانت لاتمت الى الاخلاق والاحترام بصلة مما جعل السيد يتألم كثيراُ , وبعدما خرجتُ برفقته من محل الدرس متوجهين الى المنزل ذكر لي السيد انه :لما كنت في الثامن عشر من العمر انهيت دراسة الفلسفه بفهم دقيق لمفاهيمها المعقده حتى اصبت بعض الاحيان بشيء ةمن العُجب والغرور, وكنت لذلك معجبا بالفلاسفه ومشدودا الى افكارهم, ومع هذا حضرت في حوزة مشهد المقدسة دروس اية الله العضمى الشيخ الحاج ميرزا مهدي الاصفهاني(قدس سره) وكان ناقداُ للفلسفه وشديداُ على الفلاسفه, ولازال صوته يدوي في اذني حيث كان يخطب فينا وهو يهاجم أنصار علم الفلسفه قائلاً "(( هل انكم تريدون صنع مذهب في وجه مذهب أهل البيت من انتم وما شأنكم ,ارتدعوا ,عودوا الى رشدكم, دعوا هذه الفلسفه الممتزجه بالاراء الغريبة عن منهج الائمة الطاهرين)).
ولكن رغم ذلك لم أُناقشه بإساءة ادب فأستنصر لفلاسفة كنت اؤيدهم واستمر حضوري لدروسه حتى اقنعني تدريجياً بإعادة النظر في المطلق لعلم الفلسفه وحبي المبالغ فيه للفلاسفه, فصرت محايداُ في الامر لا مؤيداُ ولا مندداُ , وهناك اكتشفت فائدة التواضع والأدب وضرر العُجب والغرور
انتهت القصه والتكمله للكاتب
اما الاخرى فهي
القصه رقم 313 الصفحه 347
تحت عنوان
مجتهد اليوم ومرجعٌ غداُ
حكى لي احد العلماء الساده والخطباء المعروفين في مدينة مشهد المقدسه : قبل ثلاثين عاماُ تقريبا حينما قررت شراء دار من اخي ذهب معه الى مسعر, وكانت العادة ان المسعر اذا خمن سعر الدار يخصم منه الفان ثم تمضي المعامله بين الطرفين , فلما سعر الرجل دار اخي بمبلغ , قال لي اخي خصمت من هذا المبلغ ثلاثة الاف , ةكان يريد ان يخدمني بهذا الارفاق وكنت انا لا اقبل الا بما لو كان يتعامل مع رجل اجنبي .فلاحظ المسعر نقاشنا وظن اننا نتنازع على السعر فقام من مكانه ودنا حتى يصلح ما بيننا فلما أدرك ان( النزاع ) يدور حول تخفيض من البائع وعدم قبول المشتري بضرر البائع ابتسم وعاد مكانه وهو يقول:ما دام نزاعكما من هذا النوع فواصلا فيه!
ولما تمت بيننا الموافقه على السعر بقي تسعير الاشياء المضافه الى الدار والتي تحسب عرفا على حده وبسعر مستقل , ولكن اخي ابى ان يحسب لها حسابا مستقلا فقال انها ضمن سعر الدار ولا حاجة الى ان تدفع لي مبلغاُ إضافياُ , من اين تستطيع توفير المال و انت طالب فقير في الحوزه الدينيه . فمنه الاصرار على الارفاق ومن الاصرار على عدم الاضرار به حتى قررت الذهاب الى مسعر في المحله كان كبير السن معروفا بالتدين ,
ولما جئته وجدته جالساُ يترحم على العالم المقدس اية الله الحاج علي السيستاني(اعلى الله مقامه)- وهو جد السيد االسيستاني(دام ظله) فقبل السؤال عما جئته لاجله سألته ما علاقتك ايها الحاج بالسيد السيستاني رحمه الله ولماذا هكذا تترحم عليه ؟
فقال انه كان ذا كرامات عجيبه , عرفته عن قرب , الله يرفع من درجاته في الجنه , لقد رأيت منه اشياء غريبه , لا تكون الا لمن قطع اشواطا في التقرب الى الله تعالى .
قلت فما هو الشيء الذي تتذكره عنه الان؟
قال: لقد اخبرني يوما ان ولده الحاج السيد محمد تقي لا يبلغ في العلوم الاسلاميه مقاماً محموداً فهو مجرد إنسان ورع متدين وعالم في حدوده لا اكصر , بينما يولد له ولد يسمى اسمي سوف يدرس حتى يبلغ درجة الاجتهاد ويصبح مرجعاً كبيراً للشيعه في العالم.
وكان هذا قبل ولادة حفيده السيد السيستاني بسبع سنوات , واني ارى هذا الحفيد مجتهداً اليوم ومرجعاً غداً .