جغرافية التشيّع في العالم تاريخيّاً وإنسانياً ( المقدمة )
بتاريخ : 12-03-2007 الساعة : 11:26 PM
جغرافية التشيّع في العالم تاريخيّاً وإنسانياً
الجزء الأول
مقدمة
للتعرّف على جغرافية التشيع فيعالمنا الإسلاميّ المعاصر.. أُجريتْ دراسات قليلة لا تفي بالحاجة، خاصّة وأنّ بعضهاكان مدعوماً من قِبل مراكز ثقافيّة معادية مرتبطة بالاستكبار، وموظّفةً في خدمةنوايا خاصّة.
والتقرير الحالي ـ أيها الأصدقاء ـ هو صورة مختصرة عن تاريخالتشيّع في دول شتّى تتضمّن إشارة إلى الوضع الفعليّ لشيعة أهل البيت عليهم السّلامفي تلك الدول.
ولتعذّر الحصول في بعض الأحيان على المعلومات اللازمة عن بعضالبيئات أضحى البحث مفصّلاً في بعض جوانبه، مختصراً ومقتضباً في جوانبه الأخرى، غيرأنّه يظلّ مقدّمةً لبحث مستقبليّ مستوعب ينبغي القيام به.
وقد أعرضنا في بحثناهنا عن الحديث عن التشيّع في إيران؛ لأنّه قد بُحث بالتفصيل في كتاب « تاريخالتشيّع في إيران منذ نشأته إلى القرن السابع الهجريّ ».
وأعرضنا كذلك عن الحديثعن التشيّع في أوروبا وأمريكا ـ وفيهما وجود شيعيّ ضخم ـ نظراً لأنّ ذلك الوجود غيرعميق بجذوره التاريخيّة في تلك البلاد، ممّا يخرج به ـ بطبيعة الحال ـ عن موضوعبحثنا الحاضر.
القسم الثالث
تتوفّر معلومات مفصّلة عن تاريخ الشيعة في الهند، على الرغم منندرة هذه المعلومات في بعض المراحل التاريخية.
وترجع نواة أوّل تواجد شيعيّ فيالهند إلى مودّة أهل البيت عليهم السّلام التي ترسّخت في قلب رجل هندي يدعى « شنسب » أسلم في عصر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وكان هذا الرجل محبّاً لأهل البيتعليهم السلام، وقد أعطاه أمير المؤمنين عليه السّلام عهداً توارثه أبناؤه من بعده،وعُرف أولاده وأحفاده بالأسرة الشنسبانيّة. وقد اشترك أحفاد شنسب في أواخر الحكمالأموي مع أبي مسلم الخراسانيّ في حركته التي حملت شعار « الرضا من آل محمّد عليهمالسّلام » وقد بقيت هذه المودّة والمحبة في قلوب طائفة من الأشراف والحكّام فيمنطقة الغور، تعرّض كتاب « منهاج سراج » لذِكرهم(1).