بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة ةالسلام على اشرف المرسلين وخير البشر جميعا سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
صلاة دائمة باقية ابدا.....
وعجـــل بفرج إمامي ومولاي صاحب العصر والزمان المنتظر المهدي صلوات الله تعالى وسلامه عليه روحي لتراب اقدامه فداء وارزقنا شهادة بين يديه...
اخواني انتشر ايميل في الأونة الأخيرة يتعلق بجمع الصلوات وسأدرجه هنا وانتظر منكم الرد عليه وتفنيد ما جاء به جزاكم الله تعالى خيرا لأعيد إرساله من جديد الى الغافلين....
وهذا الأيميل:
اقتباس :
مثلا تكونون بسوق ومو على وضوء ومالكم خلق وانتو بكرامه تروحون الحمام مثلا فتجمعون المغرب مع العشاء وهذا وايد يصييير ديرو بالكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت في إذاعة القرآن شيء يخوف أول مرة يمر علي
وهي قصة حصلت في عهد موسى عليه السلام ، و القصة كالتالي
أن إمرأة أتت إلى موسى عليه السلام تائبة وقالت له يا موسى أنا زنيت و قد حملت
من الزنا و عندما أنجبت الطفل قتلته
فقال لها موسى عليه السلام : ما هذا العمل العظيم الذي فعلتي ، أخرجي من هنا قبل أن ينزل الله علينا نار من السماء بسبب ما فعلتي
وذهبت المرأة ، ثم أرسل الله عز وجل ملك من السماء إلى موسى عليه السلام يقول له: ماذا فعلت بالمرأة التائبة ، أما وجدت أفجر منها؟؟؟؟
فقال موسى و من أفجر منها ؟؟؟؟؟
فقال : تارك الصلاة عامداً متعمداً ، عمله أعظم مما عملت هذه المرأة
... جمع الصلوات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر"
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تتركن صلاة متعمداً. فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله" تخيل.. ذمة الله برئت منه!! فلا رعاية ولا حماية ولا حراسة من الله عز وجل....
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج: "ورأيت ليلة أسري بي أناساً من أمتي ترضخ رؤوسهم بالحجارة (أي تكسر بها) كلما رضخت عادت فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين كانت رؤوسهم تتكاسل عن الصلاة"!!
يقول الله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) مريم: 59.
يقول ابن عباس رضي الله عنه: ليس معنى أضاعوا الصلاة تركوها بالكلية.. ولكن كانوا يجمعونها فيؤخرون صلاة الظهر إلى صلاة العصر ويؤخرون صلاة المغرب إلى صلاة العشاء.. والغي: واد في جهنم تستعيذ منه النار لشدة حره!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
انتشرت هذه الايميلات المضحكة والباطلة التي تدل على سذاجة صاحبها وعدم اطلاعه لآراء الفقهاء رضوان الله تعالى عليهم
على العموم أول من ابتدع الجمع بين الصلوات هو الرسول صلى الله عليه وآله !! نعم هو اول من قال لنا بجواز الجمع بين الصلاة والدليل من ذلك من كتب اهل السنة والجماعة وهو نبي مرسل من الله عز وجل ! واخشى ان يصلوا إلى يوم كقول الناس ايام عمر بن الخطاب ، قال النبي صلى الله عليه وآله وقال عمر !!
في كتاب صحيح مسلم الجزء 1 صفحة 489 :
(حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ )
قول تعالى ( اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهوداً) ـ الاسراء : 78 ـ يقول الفخر الرازي ـ وهو أحد اعلام المفسرين من اهل السنة ـ " .. فإن فسرنا الغسق بظهور أول الظلمة كان الغسق عبارة عن اول المغرب ، وعلى هذا التقدير يكون المذكور في الاية ثلاثة اوقات .
وقت الزوال ، ووقت الغروب ، ووقت الفجر . وهذا يقتضي ان يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر ، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين الصلاتين ، وأن يكون اول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء فيكون هذا الوقت مشتركاً ايضاً بين هاتين الصلاتين ، فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء مطلقاً .
الا انه دلّ الدليل على ان الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز ، فوجب ان يكون الجمع في السفر وعذر المطر وغيره " ـ التفسير الكبير ( الفخر الرازي ) : 21 / 27 ـ .
وعلى عادته في عدم استغلال النتائج وتنكره لصحتها ، مع كامل اعترافه الصريح بدلالة الاية على جواز الجمع ، يفضل الرازي التشبث ببعض السنة الملائم لأهوائه !
كما ايد البغوي هذا الامر بقوله : " .. حمل الدلوك على الزوال أولى القولين ، لكثرة القائلين به ، ولأنا اذا حملنا عليه كانت الاية جامعة لمواقيت الصلاة كلها ، فدلوك الشمس يتناول صلاة الظهر والعصر ، وغسق الليل يتناول المغرب والعشاء ، وقران الفجر هو صلاة الفجر .. " ـ راجع معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن : 4 / 171 ـ .
واخرج ابو بكر احمد بن عبد الله الكندي في موسوعته الفقهية عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قوله في تفسير ( اقم الصلاة لدلوك الشمس .. ) : " ( دلوك الشمس ) : زوالها ، يعني صلاة الظهر والعصر . و ( غسق الليل ) : يعني ظلمة الليل ، أي صلاة المغرب والعشاء . و ( قران الفجر ) : يعني صلاة الغداة ، وهي صلاة الصبح . وقال : الجمع في الحضر كالإفراد في السفر " ـ المصنف : 5 / 325 ـ .
قوله تعالى ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ) ـ هود : 114 ـ .
يقول القرطبي في تفسير هذه الاية : " لم يختلف أحد من أهل التأويل في ان الصلاة في هذه الاية يراد بها الصلوات المفروضة … قوله تعالى ( طرفي النهار ) قال مجاهد : " الطرف الاول صلاة الصبح ، والطرف الثاني صلاة الظهر والعصر ، واختاره ابن عطية … والزلف المغرب والعشاء … " ـ الجامع لأحكام القران ( القرطبي ) : 9 / 109 ـ وفي تفسير ابن كثير عن مجاهد في قوله تعالى ( وأقم الصلاة طرفي النهار … ) " قال : هي الصبح في اول النهار ، والظهر والعصر مرة اخرى … وقال الحسن في رواية ابن المبارك عن مبارك بن فضالة عنه : وزلفاً من الليل يعني المغرب والعشاء ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : هما زلفا الليل ، المغرب والعشاء . وكذا قال مجاهد ومحمد بن كعب وقتادة والضحاك : انها صلاة المغرب والعشاء " ـ تفسير القرآن العظيم ( ابن كثير ) : 2 / 461 .
فهذه الايات ، واقوال المفسرين قد دلت بصراحة على ان اوقات الصلاة ثلاثة ، وهذا يعني ان جمع الصلاة عند الشيعة الامامية موافق للاصل .
جمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للصلاة
ولقد جمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء في المدينة ـ أي انه كان حاضر وغير مسافر ـ ولم يكن هناك عارض من مطر او مرض او .. وقد اقرّت بذلك كتب العامة ، لا سيما الصحيحين ، وهو مروي في المتون !
فقد أخرج مسلم " عن ابن عباس قال : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء في غير خوف ولا سفر " صحيح مسلم ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر): 1 / 284 .
وأيضاً " عن ابن عباس قال : ان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صلى بالمدينة سبعاً وثمانية، الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء " نفس المصدر السابق: 1 / 285 ـ .
وأيضاً " عن ابن عباس قال : صليت مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثمانياً جميعاً وسبعاً جميعاً ، قال عمرو بن دينار ، قلت : يا ابا الشعثاء أظنه اخّر الظهر وعجّل العصر ، وأخّر المغرب وعجّل العشاء ، قال : وانا اظن ذلك " صحيح مسلم ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر ) : 1 / 285 ، مسند احمد : 1 / 221 ، المصنف ( ابن ابي شيبة ) 2 / 344 .
وعن عبد الله بن شقيق قال : " خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم ، وجعل الناس يقولون الصلاة .. الصلاة .. قال : فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني ، الصلاة .. الصلاة . قال : فقال ابن عباس : أتعلمني بالسنة لا أم لك ؟! ثم قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء .
قال عبد الله ابن شقيق فحاك في صدري من ذلك شيء ، فأتيت ابا هريرة فسألته فصدق مقالته " صحيح مسلم ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر ) : 1 / 285 ، مسند احمد : 1 / 251 .
وعن معاذ بن جبل " قال : جمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء . قال : فقلت : ما حمله على ذلك ؟ فقال : اراد ان لا يحرج امته " صحيح مسلم ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر ) 1/284 ، مصنف ابن ابي شيبة : 2/244 ح2 .
واخرج البخاري بسنده عن ابي امامة قوله : " صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ، ثم خرجنا حتى دخلنا على انس بن مالك فوجدناه يصلي العصر ! فقلت : يا عم ! ما هذه الصلاة التي صليت ؟ قال : العصر، وهذه صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) التي كنّا نصلي معه " اخرجه البخاري (باب وقت العصر ) : 1 / 144 .
وكذا اخرج مالك في موطئه عن ابن عباس : " صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الظهر والعصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً ، في غير خوف ولا سفر " موطأ مالك : ( باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر ) : 1 / 144 / 4.
كما اخرج احمد في مسنده عن ابن عباس انه قال : " صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة مقيماً غير مسافر سبعاً وثمانياً " مسند احمد : 1 / 221 .
ومصادر اخرى ذكرت جمع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لصلاتي الظهر والعصر وصلاتي المغرب والعشاء ، من غير اضطرار ـ ابو داود في الصلاة : 1211 ، النسائي في المواقيت : 1 / 6 ، شرح النووي : 1 / 246 ـ .
وبالجملة فان علماء الجمهور ـ القائلين بجواز الجمع وغير القائلين به ـ متفقون على صحة هذه الاحاديث وظهورها ، وتعليقاتهم خير دليل على ذلك ! وحسبك ما نقله النووي في شرحه لصحيح مسلم ، والزرقاني في شرحه لموطأ مالك ، والعسقلاني والقسطلاني وزكريا الانصاري في شروحهم لصحيح البخاري ، وسائر من علّق على أي كتاب من كتب السنن المشتمل على احاديث عبد الله بن عباس في الجمع بين الصلاتين .
علّة الجمع
ولقد كانت الاحاديث التي روتها الصحاح ، كحديث ابن عباس " .. أراد ان لا يحرج احداً من امته" ، وحديث معاذ بن جبل " .. اراد ان لا يحرج امته " ، صريحة في بيان العلة ، فجمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين صلاتي الظهرين وصلاتي العشاءين ، هو للتوسعة على الامة وعدم احراجها بالتزام التفريق ، رأفة بأهل المشاغل ـ وهم اغلب الناس ـ لأن التفريق لا يتيسر لكل واحد ، وعدم اليسر لا يجتمع مع سهولة الشريعة وسماحتها .
ان التزام التفريق بين الصلوات قد يجعل البعض متوجهاً للصلاة على مضض ! أو تركها اصلاً !
لقد جرت حكمة الله تعالى بتشريع الجمع على لسان نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن خلال فعله المبارك ، فلماذا ينكر المخالفون امر الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟! ولماذا يتأولون هذا التشريع ويتركون غيره ؟!
فالجمع ميسور لكل انسان ، ولا يتنافى مع الشرع الصحيح ، ويقبله العقل والذوق السليم ، فهو يتماشى مع القران ، ويهتدي بالسنة .
ولقد اتفقت مرويات اهل البيت ( عليهم السلام ) مع الايات المباركة التي ذكرت في مورد الاستدلال ، ومع الاحاديث الشريفة التي رويت عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . فقد ورد عن الامام الصادق ( عليه السلام ) انه " قال : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جمع بين الظهر والعصر بأذان واقامتين ، وجمع بين المغرب والعشاء في الحضر من غير علة بأذان وقامتين " .
هذا بالاضافة الى احاديث كثيرة مروية عن اهل البيت النبوي الطاهر بهذا الخصوص ـ راجع الوسائل ـ .