الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي
الحديث : ( حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا يعقوب قال حدثنا ابن اخي ابن شهاب عن عمه قال اخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت: اتت سهلة بنت سهيل بن عمرو وكانت تحت ابي حذيفة بن عتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ان سالما مولى ابي حذيفة يدخل علينا وانا فضل وانا كنا نراه ولدا وكان ابو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فانزل الله : (ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله.) (((( فامرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ان ترضع سالما ))))) فارضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تامر اخواتها وبنات اخواتها ان يرضعن من احبت عائشة ان يراها ويدخل عليها وان كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها وابت ام سلمة وسائر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخلن عليهن بتلك الرضاعة احدا من الناس حتى يرضع في المهد وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم من دون الناس).
أولاً :
الحديث الاول الذي نذكره و الذي احل فيه النبي رضاعة الكبير هو حديث سهلة بنت سهيل زوجة ابي حذيفة بن عتبة
1- كيف تتم رضاعة الكبير ؟؟ وهل يري بذلك عورة المرأة ؟؟
الاجابة علي هذا السؤال .. أقول هل يشترط لمن يشرب اللبن البقري او الجاموسي ، مثلاً ، انه ينزل تحت الجاموسة ليشرب مباشرة من ثديها ؟؟!!!
عفوا اعتذر عن هذا المثال
عموما نقول ان مباشرته للمرأة غير وارد و انما يتم حلب اللبن و يشربه دون ان يري عورتها , وما ثبت بخصوص رضاعة سالم و هو كبير من قبل التي ربته سهلة بنت سهيل هو انها حلبت لبنها في وعاء وأعطته ليشرب من الوعاء و هذا ثابت في طبقات ابن سعد ترجمة سهلة بنت سهيل .
2- لماذا جاء الاسلام برضاعة الكبير ؟؟؟
الناظر لحديث سهلة سيعرف لماذا ؟
لان سهلة نفسها تقول ان سالم كان يدخل عليهم ( اي انه كان ابنها بالتبني ) فعندما حرّم الاسلام هذا التبني كان لابد من مرحلة انتقاليه
كذلك سهلة هي التي قامت بتربية سالم فكان عندها مثل ولدها و عز عليها فراقه
3- هل معني ذلك ان الامر كان خاصا بسهلة ؟؟
انقسمت الارآء علي ثلاث :
منهم من رأي ان الامر كان خاص بسهلة فقط ..
منهم من راي ان الامر كان لمن كان له مثل حالها و للراي الاول و الثاني ذهبت ام سلمة و سائر زوجات النبي ..
منهم من راي ان الامر مطلق ( و الي هذا ذهبت ام المؤمنين عائشة ) ..
4- هل تحل رضاعة الكبير الان ؟؟؟
لا تحل و الدليل انها لا تحل بعد الحولين ما قاله :
علي ابن ابي طالب
ابن عباس
ابن مسعود
جابر
ابن عمر
ابي هريرة
ام سلمة
سعيد بن المسيب
عطاء
الشافعي
مالك ( رغم انه اخرج الحديث في الموطأ )
احمد
اسحاق
الثوري
اما ابو حنيفة فخالف و رده تلامذته ( ابو يوسف و محمد ) و علي رأي ابو يوسف و محمد الذي هو التحريم يدور مذهب الاحناف .
فهل معني ذلك ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها كانت تدعو لامر حرام ؟؟!!
نقول بالطبع لا
و لكن حدث نسخ لهذا الامر
و الكل اجمع في الثلاثة اراء المذكورة آنفا ان هذا الامر بتحليل رضاعة الكبير كان لفترة عارضة الا السيدة عائشة
فاذا اثبتنا ان السيدة عائشة نفسها اعترفت بهذا النسخ فلا مجال اذن لحجج الروافض علينا !!
كيف نثبت ذلك ؟؟
نقول اثبات ذلك عقلا و نقلا هو من البخاريفقد بوّب البخاري رحمة الله عليه بابا اسمه ( ثانيا :باب من قال لا رضاعة بعد الحولين ) .
هل اسم الباب واضح ؟؟؟
1- لماذا لا تجوز الرضاعة بعد الحولين ؟؟؟
لان النبي صلي اله عليه و سلم قال ( انما الرضاعة من المجاعة ) اي ان الرضاعة التي تجب هي ما كانت في فترة صغر الطفل كي يكون هذا اللبن سبب في بناء لحمه فتكون المرضعة قد انبتت من لبنها لحم الطفل كما الام تنبت من رحمها لحم الطفل فتكون المرضعة كالام في هذا الحين .
2- هل لهذا الدليل شواهد ام انه مجرد استنتاج ؟؟؟
الشاهد من حديث ابن مسعود حين قال ( لا رضاع الا ما شد العظم و انبت اللحم ) و من حديث ام سلمة ( لا يحرم من الرضاع الا ما فتق الامعاء ) .
3- هل جزم احد ان هذا الحديث ناسخ للحديث الذي قبله ؟؟
نعم و منهم المحب الطبري في الاحكام .
4- ولكن كيف تستدل ان عائشة رضي الله عنها قد علمت بهذا النسخ ؟؟؟
اقول لان بمنتهي البساطة هذا الحديث هو من رواية عائشة رضي الله عنها
و اليكم الحديث : اخرج البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها ان النبي دخل عليها و عندها رجل فكانما قد تغير وجهه فقالت انه اخي فقال انظرن ما اخوانكن انما الرضاعة من المجاعة .
فان قال الروافض ان ربما المراد بذلك الامر هو ( عدد الرضعات و ليس السن ) لأجبناهم أن هذا يستحيل فإن أحاديث أعداد الرضعات التي تحرم التي روتها هي عائشة رضي الله عنها و هي تعلمها جيدا .
كذلك لفظ الحديث لا يدل علي العدد و انما يدل علي السن ( انما الرضاعة من المجاعة ) اي في السن الذي يكون سد الجوع فيه هو اللبن الذي يرضعه الرضيع
كذلك بوّب البخاري الحديث كما ذكرنا في باب من قال انه لا تجوز الرضاعة بعد الحولين .
السؤال الأخير للروافض :وما يدريك أن هذا الحديث هو الذي نسخ الذي قبله و لم لا يكون العكس ؟؟ أي لم لا يكون هذا الحديث هو الاول و حديث سهلة هو الناسخ ؟؟؟
نقول هذا من فرط الغباء ان يظن الروافض كذلك و ذلك لأن الأصل في الرضاعة كان التحريم فلابد أن يأتي حديث يحلل ذلك التحريم و هو حديث سهلة ثم إذا كان نسخ يكون بعد حديث سهلة لا قبله .
و هذا ما نفهمه من الحديث ان عائشة رضي الله عنها كانت تظن بجوازه فنبهها النبي صلي الله عليه و سلم الي نسخه
و علي هذا فاننا نقول ان الاجماع من أمهات المؤمنين و الصحابة رضي الله عنهم و التابعيين و الأئمة أن رضاعة الكبير منسوخة
و أنها ما أحلها الله إلا رحمة بالأمة في أمر احتجاب النساء عن أبنائهم الذين قاموا بتربيتهم لما نزل امر النهي عن التبني ثم نسخت .