العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 91  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-05-2013 الساعة : 01:44 PM




المقاومة تستعد لردع إسرائيل : مواجهة محسوبة أو حرب شاملة


ابراهيم الأمين



ليست طويلة جداً تلك الأيام التي مرت منذ هجوم العدو على مواقع في سوريا. لكنها كافية لتفريغ الصدور. قال الكل ما يريدون قوله. من الذين تباهوا بأن نظام بشار الأسد يتعرض لضربة عسكرية قاسية، إلى الذين اعتبروا الأمر فاتحة لموجة جديدة ونوعية من حرب التدخل الخارجي لإسقاط الأسد، مروراً بالموالين والمعارضين الذين أُتيح لهم التبارز مراراً وتكراراً حول النقلة التالية للاعبهم المفضل.

طبعاً، ليس لطيفاً الطلب إلى كتلة كبيرة من المعلقين المتحمسين أو المحبطين، أن يقفلوا الأفواه. لكن من المفيد لفت انتباه هؤلاء إلى أن ضجيجهم لا يفيد في شيء. لا حماسة معارضي محور المقاومة المفرطة من شأنها تعديل وقائع الميدان المتبدلة منذ أربعة أشهر إلى الآن، ولا فورة غضب أنصار بشار الأسد من شأنها إفقاد الرجل لأعصابه. علماً أن مفارقة بارزة لناحية أن جمهور محور الشر الأميركي ـــ الخليجي أكثر وعياً من قيادته، بينما يفوز محور المقاومة بقيادة أكثر حكمة من جمهوره. مع العلم، أننا في مواجهة وقائع بسيطة، وسهلة على الفهم، وكل نفخ لأحداثها سيتحول نكتة، كتلك المملة المستمرة منذ 26 شهراً في سوريا: سيسقط النظام خلال أسابيع!

ماذا حصل؟

منذ أربعة أعوام، أدخلتنا إسرائيل في مفردة جديدة لنظامها الردعي، وهي بعنوان: ممنوع وصول «السلاح الكاسر للتوازن» إلى حزب الله في لبنان. وخلال كل السنوات الماضية، كنا نسمع عن أنواع مختلفة من هذا السلاح الكاسر للتوازن. تارة هو منظومة المضادات الجوية اس اس 300، ثم صار صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات، ثم صار الحديث عن صواريخ فاتح 110 الدقيقة الإصابة، فجديد تحت عنوان السلاح الكيميائي.

أرسل الإسرائيليون عشرات الرسائل السياسية والدبلوماسية والأمنية إلى سوريا لمنعها من مواصلة تسهيل حصول حزب الله على هذه الأسلحة. وفي مرات عدة، قدم الإسرائيليون معلومات للجهات الغربية والعربية فيها صور ووثائق عن مصانع صواريخ يديرها حزب الله داخل الأراضي السورية، ثم بعثوا مرات بالطيران فوق الحدود اللبنانية ـــ السورية لتنفيذ غارات وهمية يراد منها القول لحزب الله وسوريا: نحن نراكم. ومع ذلك، لم يجرؤ مسؤول في إسرائيل على إعطاء الإذن بشن هجوم مباشر على المصانع، ولا على الطائرات الإيرانية، ولا على شحنات مفترضة إلى لبنان. كذلك لم يجرؤ أي مسؤول في إسرائيل على توجيه ضربة، ولو خاطفة، إلى مخزن أو منصة في لبنان نفسه. وعندما كانت القيادات العسكرية في إسرائيل تتوجه إلى القيادة السياسية، مطالبة بفسح المجال أمام التحرك، كانت تواجه بمعطيات استخبارية وأخرى عسكرية، بأن الوقت ليس مناسباً للدخول في مواجهة مع لبنان. وعندما تتسرب الأنباء إلى الصحافيين أو رجال السياسة، ويعمد هؤلاء إلى سؤال حكومة العدو عن الوضع، يأتيهم الجواب: هذه ليست صواريخ، إنها أنابيب مرسلة للبنى التحتية في جنوب لبنان!

الذي حصل منذ عامين، هو أن سوريا تبدلت. انفجرت الأزمة الداخلية، وسرعان ما تجمع العالم على سرقة مطالب وشعارات شعبية نحو معركة بأهداف عدة، ليس بينها على الإطلاق بناء سوريا القوية والديموقراطية. وخلال أشهر قليلة، عاش قسم من السوريين، وغالبية عربية ودولية، وهمَ إسقاط بشار الأسد على غرار ما حصل في مصر وتونس وليبيا. وسرعان ما أظهرت التطورات أن الأمور ليست على هذا القدر من البساطة، وأن سوريا دخلت في حرب وطنية موسعة، اختلط فيها النضال الشعبي لأجل تغييرات في الحكم، بمصالح الدول المعادية لقوى المقاومة في المنطقة. وتدحرجت الأمور إلى حدود باتت سوريا في مواجهة حرب كونية يقودها كل كلاب العالم، هدفها تدمير سوريا والعودة إلى النهش في جسم العراق الجريح، وتدفيع لبنان ثمن إلحاقه الهزيمة بإسرائيل وأعوانها، وعزل إيران ودفعها إلى معارك داخلية باسم الإصلاح.

ولما لم يعد خافياً على أحد أن سوريا لم تعد في وضع سياسي أو عسكري أو اقتصادي يمكنها من ادعاء خوض المعارك الكبرى، كان لا بد من مدها بالدعم المباشر من جانب قوى ودول محور المقاومة، مضافاً إليها الدور الناجم عن تبدل في رؤية روسيا والصين للواقع العام والمواجهة مع أميركا والغرب.

ببساطة، وفي ظل تقدير إسرائيلي مدروس بدقة تحتمل المغامرة، وجد أهل القرار في تل أبيب أن هناك إمكانية لإدخال تعديلات على قواعد اللعبة على الجبهة الشمالية. وقررت إسرائيل أنه ما دام ليس هناك من استعداد لخوض معركة جديدة مع حزب الله، وأن الحرب مع إيران هي على سبيل المزاح لا أكثر، فإن هناك إمكانية لاختبار مسار جديد. وكانت البداية باختبار مركز البحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق، وهو المركز الذي بات الكل يعلم أن القيادة السورية قد وضعته منذ سنوات بعيدة في خدمة برامج المقاومة وحاجاتها في لبنان وفلسطين. وحاولت إسرائيل أن تعطي صفة «العملية الموضعية» على تلك الغارة. لكنها استعجلت خلال الأسابيع القليلة الماضية رفع مستوى الاختبار، وأن تنتقل إلى مرحلة تحول فيها العملية الموضعية إلى سياسة ثابتة. وقامت بالإغارة على أهداف قرب دمشق تخص الجيش السوري، لكنها تحوي أسلحة إيرانية موضوعة بتصرف المقاومة في لبنان.

العراضة

ومع أن إسرائيل لجأت إلى سياسة حافة الهاوية من خلال عدوانها، إلا أنها درست الشكل بطريقة دقيقة. فهي اختارت، على صعيد الأهداف، أسلحة إيرانية تخص حزب الله ومخزنة في سوريا. واختارت على صعيد التنفيذ، طريق اللصوص، بأن استخدمت حديقة الجار للسطو على المنزل المجاور، فكان أن وجهت الضربات العسكرية من أجواء لبنان. وهي لا تدفع ثمن خروقاتها الجوية على لبنان أصلاً. وبالتالي، قالت إسرائيل إنها أنجزت عمليات عسكرية ناجحة، ولمزيد من النشوة، عادت إلى الحديث عن السلاح الكاسر للتوازن وعن شحنات مرسلة إلى لبنان.

قد يكون صعباً على عاقل، تصور ضابط إسرائيلي رفيع يشرب نخب هذه الغارات. فأي واحد من هؤلاء يعرف أن ما حصل لا يمثل عملاً بطولياً من شأنه هزّ الجبهة المقابلة. وما ضرب من صواريخ لا يمكن احتسابه في معادلة ما تملكه المقاومة وتخزنه في لبنان، لا في سوريا فقط. وأن «التشاطر» على الأسد في وضعه الحالي، لا يعكس قوة إسرائيل، بقدر ما يعكس استغلالها لضعف الأسد أو لتبدل أولوياته.

ومع ذلك، فإن إسرائيل تصرفت كمن ارتكب ذنباً كبيراً وينتظر العقاب. فهي أولاً، لم تستطع المفاخرة بما قامت به. وهي بادرت إلى البعث بكمية هائلة من الرسائل السياسية والدبلوماسية والميدانية التي تقول بأنها لا تريد حرباً. وهي مستمرة حتى هذه الساعة، تنتظر تقويماً كل عدة ساعات من جانب الجهات المعنية، من دون حسم الجواب الأصعب: ماذا قرر الطرف المقابل؟

التقديرات المتقابلة

يعني هذا ببساطة، أن إسرائيل انطلقت في قرار شن العدوان على سوريا، من فرضية أن الاسد ومع الحلفاء في إيران ولبنان ليسوا في وارد الانشغال في جبهات جديدة، ما يعني أن إسرائيل تفترض أن الجهة المقابلة لن تقوم بأي رد يمكن أن يقود إلى حرب، خشية أن يدمّر الجيش الإسرائيلي قدرات يحتاجها الجيش السوري في أماكن أخرى. وهذا التقدير يعني أن إسرائيل لا تريد حرباً، بل هي تريد القيام بأعمال منتقاة تهدف من خلالها إلى إدخال تعديلات على قواعد اللعبة.

في الجهة المقابلة، باتوا يجيدون قراءة عقل العدو. وفي العقل البارد لقيادة محور المقاومة من يعرف حقيقة التقدير الإسرائيلي. وبالتالي، إن الجسم العام لمحور المقاومة سيتصرف على أساس أنه ليس قادراً اليوم على الدخول في مواجهة كبيرة مع إسرائيل، بينما هو يعمل على تعزيز موقعه في الحرب القائمة على سوريا وفيها.

لكن في هذه الجهة أيضاً من يطرح السؤال: إذا كانت إسرائيل لا تريد حرباً، وهي تتكل على أن محورنا لا يريد الانجرار إلى حرب، أفلا يتيح لنا ذلك القيام برد مدروس من شأنه منع العدو من فرض قواعد اللعبة الجديدة، وساعتها إسرائيل لن ترد بما يقود إلى حرب؟

حافة الانفجار

لكن هذا السؤال يحتمل الكثير من العناصر المعقدة. صحيح أن إيران وحزب الله ليسا في وضع يجبرهما على القيام بعمل متسرع ضد إسرائيل رداً على الغارات على سوريا. لكن النظام في دمشق، وإن كان شريكاً حقيقياً في كل انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، لا يملك في رصيده ما يعفيه من الإجابة عن سؤال جمهوره: لماذا لا تردّ على إسرائيل؟

ومع ذلك، فإن الواقعية تقتضي الإشارة إلى الآتي:

أولاً: إن طبيعة العدوان الإسرائيلي جعلت سوريا في مركب واحد مع إيران وحزب الله. وبالتالي إن أي قرار بالرد على العدوان سيكون حصيلة تفاهم وتشاور وحسابات الأطراف الثلاثة.

ثانياً: إن الحسابات السورية اليوم، وتطلعات إيران وحزب الله من الرئيس الأسد، تقود إلى أن المهمة الرئيسية اليوم هي القضاء على محاولة تقسيم سوريا ونقل الحكم فيها من ضفة المقاومة إلى ضفة جماعة إسرائيل. وما دامت إيران وسوريا وحزب الله تصنف خصوم الأسد اليوم بأنهم أتباع إسرائيل أو حلفاؤها، فإن توجيه الضربات لهم سيكون في حقيقة الأمر توجيهاً للضربات إلى إسرائيل نفسها.

ثالثاً: إن إسرائيل تحاول فرض قواعد لعبة جديدة، لكن من الغباء الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق النتيجة من جولة واحدة كالتي حصلت. وإذا كان محور المقاومة لن يقبل بهذه القواعد، فهذا يعني أنه يدرس خيارات الرد التي تفهم العدو أن القواعد الجديدة مرفوضة. وهذا يقود إلى احتمال اندلاع جولة من المواجهة تكون شبيهة في حدها الأدنى بما حصل أيام تموز 1993 أو نيسان 1996، تقود عادة إلى فرض قواعد جديدة، وفي حدها الأقصى، تقود إلى حرب شاملة، لا أحد يعرف حجمها ومداها وقسوتها ولا حتى نتائجها.

الحرب المقبلة

وفق ما تقدم، يمكن استخلاص النتائج الآتية:

ـــ من كان يريد رداً مباشراً وموصوفاً على غارات إسرائيل، فليتوجه إلى العنوان الصحيح، أي إلى إيران وحزب الله. وثمة مناخ يكفي للتقدير، بأنّ هناك رداً آتياً لا محالة.

ـــ من كان يريد الرهان على ما تقوم به إسرائيل لتعديل موازين القوى في الحرب السورية الداخلية، فما عليه إلا انتظار نتائج المواجهات المحتدمة والمقبلة على جولات أكثر عنفاً.

ـــ من يعتقد أن واقع المنطقة يتيح لإسرائيل المبادرة دون تلقي الجواب، وبالتالي يتوقع تراجعاً في خطط محور المقاومة أو مواقفه، يكن مرة جديدة غير قادر أو غير راغب في معرفة كيفية تفكير عقل هذا المحور، وآليات عمله.

ـــ إن المؤشرات العملانية، والمحسوسة، تقود إلى أن مؤشرات الحرب الواسعة تزداد يوماً بعد يوم، وأن كيفية أو توقيت اندلاعها رهن أشياء كثيرة وإرادات عدة.

شيء أخير يجب الإشارة إليه، هو أن ما يجري في سوريا اليوم لم يعد له أي علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بشيء اسمه ثورة وطنية. إنه تمرد مسلح مدعوم من قوى معادية لسوريا الدولة والهوية والوجهة. إنه الحماقة الكبرى.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 92  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-05-2013 الساعة : 01:46 PM



إسرائيل في سوريا



‏السبت‏، 11‏ أيار‏، 2013


أسعد أبو خليل

ليس التدخّل الإسرائيلي في سوريا مستجدّاً أو فريداً، إذ إنّ الدولة العدو تتدخّل في كل صراع داخلي وكل حرب أهليّة في الوطن العربي (وخارجه) منذ إنشاء الدولة في عام 1948. تدخّلت في صراع اليمن وفي مجازر أيلول وفي حرب ظفار وفي الحرب الأهليّة في السودان وفي الصحراء الغربيّة وفي الحرب الأهليّة في لبنان وفي تحرّك الأكراد شمال العراق، وفي الحرب العربيّة الباردة في صفّ آل سعود. (حتى في نيجيريا، افتضح أخيراً دور لشركة إسرائيليّة متعاقدة مع الحكومة للتجسّس على الشعب النيجيري). هذا هو التاريخ الحقيقي لدور الدولة العدوّ في شؤون العالم العربي. وعلى عكس ما يرد في إعلام النفظ والغاز (وإعلام تدوين الغاز القطري مُنتشر في زمن الثورة السوريّة المسخ)، فإن العرب لم يفرطوا في تحميل إسرائيل أوزار الكثير من مصائبهم. على العكس، قلّلنا من تأثير العدوّ الإسرائيلي في شؤوننا، وساعد البعض على إخفاء هذا التدخّل عبر إسقاط نظريات عنصرية واستشراقية عن مسؤولية تخلّف العرب عما يحلّ بهم من مصائب (هل هذا هو سبب احتفاء الاستشراق الإسرائيلي بكتاب صادق جلال العظم الاستشراقي المُبتذل، «النقد الذاتي بعد الهزيمة»؟). العدو يتدخّل في كل شأن في العالم العربي، وفي التفاصيل، ويعطي المشورة لحكّام العرب حول التعاطي القمعي والدموي مع شعوبهم المقهورة.
إسرائيل موجودة في الصراع السوري قبل أن يبدأ. ننسى أن العدو أنشأ شبكات تجسسية إسرائيلية في سوريا (وكانت تضمّ لبنانيين ومصريين لأن اللبناني _ يقبر أمه _ رائد في خدمة العدو الإسرائيلي) منذ الستينيات، كما كشفت التحقيقات في قضية إيلي كوهين (الذي بالغ الإعلام الغربي _ وجريدة «النهار» _ في تصوير «منجزاته» التجسسية). وهذه الشبكات تتوالى في كل الدول العربية. إن قدرة حزب الله (كفانا كلاماً عن قدرات استخبارات الجيش وجهاز المعلومات الذي توقف فجأة، وحرداً عن إصدار بيانات توقيف عملاء العدو) على كشف شبكات التجسّس والإرهاب الإسرائيلي أظهرت الامتداد والانتشار الواسع للاستخبارات الإسرائيليّة على أنواعها، وعلى تغلغلها في الدولة والمجتمع في لبنان.
يريد إعلام النفط والغاز المُتحالف جهاراً مع العدو الصهيوني (والـ«صنداي تايمز» نشرت مقالة عن استعداد آل سعود وآل نهيان وآل الصهاينة الهاشميّين في الأردن لعقد اتفاق أمني _ عسكري مع إسرائيل وبرعاية أميركا) أن يتجاهل الدور الإسرائيلي في سوريا. وعندما تكون الدولة العدوّ غارقة حتى ما فوق الأذن في صراع عربي ما، فإنها تتعمّد الصمت إزاء ذلك الصراع مع بعض الاستثناءات. كما أن أميركا _ الحريصة حتى الشغف على مصلحة إسرائيل _ تجهد كي لا تتكلّم إسرائيل كثيراً في صراع عربي هي متورّطة فيه. في أيّار 2005، طلبت الإدارة الأميركية رسمياً من الحكومة الإسرائيلية التزام الصمت حول الدور الإسرائيلي في صنع القرار 1559 وفي الصراع الداخلي الذي أعقب اغتيال (السيّئ الذكر) رفيق الحريري في لبنان. وفي سوريا، كانت الإشارات إلى الدور الإسرائيلي عارضة في التغطية الصحافيّة الغربيّة: بضع مقالات تحدثت عن عناصر من الـ«موساد» تسرّبت إلى سوريا بضيافة «الجيش السوري الحرّ» _ وهذا الجيش مضياف لإسرائيل كما هو مضياف لحكومات النفط والغاز التي تلهمه ديموقراطياً _ لأسباب لا تتعلّق بنشر الديموقراطيّة، وخصوصاً أن مبرّر وجود دولة إسرائيل يعتمد على بنيان مرصوص يحوط بها من أنظمة الطغيان. كما أن الصحافيّين الإسرائيليّين تسرّبوا تحت جنح النهار إلى المناطق «المُحرّرة» من سوريا لنصرة «النصرة» وأخواتها.
لكن هناك ما هو أخطر من ذلك. ما فتئ الإعلام الغربي يتحدّث وبصراحة عن خطة إسرائيلية لإنشاء جيش على غرار جيش لبنان الجنوبي في لبنان، وذلك من أجل حماية الحدود مع فلسطين المحتلّة من سوريا. وعندما سُئل نتانياهو عن الموضوع قبل أيّام على محطة «بي.بي.سي» رفض الاستفاضة أو النفي أو التأكيد. ولا يحتاج المُحلّل إلى التكهّن لمعرفة طبيعة ذلك الجيش الرديف لجيش الاحتلال: هي مهمّة أخرى لـ«الجيش السوري الحرّ»، وخصوصاً أن ألويته _ مثل عشائر العراق وأفغانستان _ مرشحة للإيجار بسعر مُحترم.
وللمرّة الثالثة في غضون السنة الحاليّة، قامت إسرائيل بشن غارات قصف على مواقف داخل سوريا. إسرائيل أعلنت بذلك وبقوّة دخولها الحرب رسمياً إلى جانب القوى المسلّحة المعارضة، التي تتلقّى الرعاية والتمويل والتسليح من الدول العربيّة المُتحالفة مع إسرائيل. حاول إعلام النفط والغاز إخفاء ارتباكه: كيف يخفي دخول الجيش الإسرائيلي الحرب في سوريا إلى جانبه؟ «العربية» قرّرت أن تتجاهل الخبر وأن تركّز _ على عادتها _ على التدخّل الإيراني والشيعي الخارجي الذي لا ترى سواه. وعند الإعلام النفطي وبعض مثقّفيه، فإن لواء أبو فضل العبّاس وحزب الله هما الفريقان الوحيدان اللذان ينغّصان على الشعب السوري هناء الحرب الأهليّة المحضة، التي لا يعكّر صفوها أي تدخّل خارجي آخر، إلا من يتدخّل إلى جانب النظام. نشرة الأخبار في محطة صهر الملك فهد، «العربية»، تبدأ بالحديث العرضي عن القصف الإسرائيلي ثم تسارع إلى التركيز على تدخّل الدولة الصفوية (في الحديث عن «الصفوية» في الإعلام النفطي والطائفي يظهر جهل عميق بالتاريخ).
لكن بعض الصحافة السعودية كانت أصرح من محطة صهر الملك فهد. الناطق الأمين باسم آل سعود، عبد الرحمن الراشد، الذي عمل لسنوات في مضرب الأمير سلمان، «الشرق الأوسط»، قبل أن ينتقل إلى إدارة «العربية» لم يخف «سروره» بالتدخّل العسكري الإسرائيلي. المجاهرة بالصهيونية سائدة هذه الأيام. «الجزيرة» تغطّي القصف الإسرائيلي ثم تغيّر الموضوع لتتحدّث عن مجزرة كفر قاسم في محاولة مصطنعة لتمييز نفسها عن إعلام النفط السعودي، وكي تكسب ثقة الجمهور العربي الذي هجرها، كما أظهر أكثر من استطلاع (حتى لا نتحدّث عن استطلاعات داخلية في داخل مؤسّسة «الجزيرة»).
أما مثقّفو النفط والغاز من الذين يتصنّعون عداء لإسرائيل فأصيبوا _ هم وأهل المعارضة السورية في المنفى، بالارتباك الشديد. لعلّ ذلك يفسّر التلاعب الذي حدث في تدوينات أحمد معاذ الخطيب (عدوّ الـ«فايسبوك» و«العادة السرية» حسب كتاباته التي سبقت تعيينه من قبل هيلاري كلينتون في قيادة دكّان جديد للمعارضة بعد إفلاس الدكّان السابق له) وبرهان غليون. غليون أزال تعليقاً طويلاً كتبه على صفحته على «فايسبوك»، وأبدله بتعليق قصير وموجز. في التعليق الأوّل، استنكر غليون بكلام عام الاعتداء، وعتب على العدوّ لأنه لم «ينسّق» مع المعارضة المسلّحة (سؤال برسم غليون: هل يظنّ غليون أن أي كلمة يكتبها عن الديموقراطية ستتمتّع بصدقية بعدما حوّل نفسه إلى أداة بيد الحكومة القطرية؟ إن وقفة غليون في الدكّان المُسمّى «المجلس الوطني السوري» مَحَت كل كتاباته في مديح الديموقراطية). أما معاذ الخطيب، فإنه كان قد اعترض على العلاقة بين بعض الفرق المسلّحة وإسرائيل، لكنه قرّر أن يزيل ما كتبه لرصّ الصفوف وتنفيذاً _ على الأرجح _ لأوامر خارجية عليا. أما العصابات المسلّحة، فلم تستطع أن تخفي بهجتها واحتفلت على طريقتها بالتكبير والهتاف على مدار زمن القصف الإسرائيلي. هو زمن الإسلام الجهادي الصهيوني الذي شرح معنى جهاد الإخوان والسلفيّين في مصر، حيث تقوم الحكومة المصرية بفرض حصار على غزة أقصى من حصار حكم حسني مبارك. أسوأ من ذلك، استعان قادة معارضة المنفى (الإخوانجية والعلمانية على حدّ سواء) بخطاب بشير الجميّل وأبيه عن التحالف مع إسرائيل فأطنبوا بضرورة قبول المساعدة من «الشيطان» لتحرير الوطن _ و«الشيطان» في الخطاب الصهيوني العربي هو إشارة ودّ إلى العدوّ. الجيش السوري الحرّ كعادته يقول الشيء وعكسه: ناطق يثني على العدوّ، فيصدر نفي لكلامه مع أن الناطق الرسمي المعتمد، لؤي المقداد، كاد أن يدعو إلى تقديم الشاي والبرازق إلى جيش العدو.
لكن لم يُصب بالارتباك كل صف مثقّفي النفط والغاز: كتّاب سلالة الحريري لم يخفوا ابتهاجهم. كاد فارس خشّان أن يصيح مرّة أخرى (كما صاح من قبل في عام 2008 أثناء العدوان على غزة): «كلّنا إسرائيليّون». ومديرة أخبار في تلفزيون الحريري (وهي تكتب أيضاً في جريدة الأمير سلمان _ أهلية بمحلية) عاتبت وانتقدت من يُطالب المعارضة السورية بإدانة عدوان إسرائيل. استنكرت إدانة عدوان إسرائيل. لكن ماذا تتوقّع من هؤلاء الذين واللواتي صفّقوا للعدو في عدوان تمّوز؟ فضحتهم وفضحتهن «ويكيليكس».
أما نظام الممانعة، فلم تبد عليه علائم الممانعة. خطاب الممانعة لم يقع على جواب واحد لتفسير وتسويغ غياب الردّ على عدوان العدو: واحد يقول إن النظام كان قد ردّ في السابق على إسرائيل، لكن أحداً لم يعلم بذلك. أي إن الردّ كان فائق السرية، يا محسنين ومحسنات. آخر يقول إن النظام ردّ على العدو عبر التمنّع عن الرد، أي إن عدم الرد كفيل بتحرير الأرض أيضاً. لو أن المقاومة في لبنان علمت بذلك، لاكتفت بعدم الرد حرصاً على حياة المئات من مقاتليها. آخر يقول إن النظام لا يزال _ كعادته منذ 1974 _ يسعى لتحديد زمان المعركة ومكانها _ أو الرد. يبدو أن عملية التحديد عويصة وتحتاج إلى عقود طويلة كي تثمر. الصبر (غير) جميل. لكن دعاية الممانعة اكشتفت حسنات في إعلام الأنظمة في حرب 1967: لاحظت سقوط طائرات العدو، الواحدة تلو الأخرى، فوق سوريا من دون أن تكون قد أُطلقت طلقة واحدة عليها، لكنّ مسؤولاً عسكرياً سورياً تصنّع العنفوان وجزم لجريدة «الأخبار» بأن القصف الإسرائيلي لم يكن عبر طائرات عبرت الأجواء السورية. وماذا يعني لو عبرت أو لم تعبر إذا كانت قد نجحت في قصف مواقع في سوريا؟ وهذه الأجواء خُرقت من قبل العدو نفسه. هل الممانعة هي في ممانعة تقبّل الحقائق حتى لو حلّت واضحة أمام ناظريك؟
لكن إعلام الممانعة لا يزال غارقاً في أوهام دول الـ«بريكس»، ومحلّلو إعلام الممانعة يهلّلون لما يرونه من صعود لتكتّل سياسي لا دور له «بنوب» على الساحة الدولية. والأسد يرسل مبعوثة عنه لحثّ دول الـ«بريكس» على التدخّل في سوريا، موازنة لتدخّل الحلف الأميركي، غير أن دول الـ«بريكس» تحتفظ بعلاقات أكثر من وديّة مع الدولة اليهودية. ونتنياهو أمر بقصف سوريا وغادر إلى الصين التي استقبلته استقبال الفاتحين، كما أنه تهاتف «ودياً» مع بوتين بعد قصفه لسوريا. لكن سوء قراءة خريطة العلاقات الدولية تقليد بعثي قديم.

إن دخول إسرائيل العمل الحربي العلني والمباشر (لأن إسرائيل مثلها مثل أميركا موجودة على الأرض وغير بعيدة عن عمليّات اغتيال جرت وعن عمليّات تدمير ممنهجة للبنية التحتية السورية) كان قراراً أميركياً. وقد تسارعت الأحداث في الأسبوع الماضي لسبب بسيط: لقد حقّقت قوات النظام السوري تقدّماً ميدانياً ملحوظاً على أكثر من «جبهة»، وقد اضطرّت قوّات المعارضة إلى الانكفاء في أكثر من منطقة. وفي الأسبوع نفسه، جمع مسؤول عسكري رهطاً من الصحافيين الغربيين وأعلمهم أنه متأكّد من أن النظام السوري استعمل الأسلحة الكيمائية. أضاف أنه لا يستطيع أن يكشف مصدره (مُلّمحاً إلى كون المعارضة المسلّحة أمدّت إسرائيل بنماذج عن التربة) وقال إنه رأى في فيديو على الإنترنت سورياً يرغي من فمه (استعمال السلاح الكيميائي لا يتأكّد إلا بعد فحص مخبري لعيّنة من التربة). وفي اليوم التالي لذلك التصريح الإسرائيلي، قرّرت إدارة أوباما فجأة أن النظام السوري استعمل السلاح الكيميائي. وفي رسالة رسميّة إلى الكونغرس، قال أوباما إن وكالات الاستخبارت الأميركية (وعددها بلغ نحو خمس عشرة وكالة) توصّلت بناء على «درجات متفاوتة من اليقين» إلى اقتناع بأن قوات النظام السوري استعملت أسلحة كيمائية، لكن الإدراة عادت وأوضحت أن الفحوص مستمرّة (على طريقة عنوان الفيلم العربي «ولا يزال التحقيق مستمرّاً») وأن الاستعمال كان محدوداً وعلى نطاق ضيّق، لكن هذا النوع من السلاح لا معنى له إلا إذا كان على نطاق واسع وغير محدود. لماذا يلجأ أي كان إلى قتل شخص بالسلاح الكيميائي إذا كان الرصاص متوافرا،ً إلا إذا أصرّ المرء على الوقوع في دائرة الحظر الأميركي.
إن الغارات الإسرائيلية كانت إيذاناً بدخول أوباما الحرب في سوريا، لإنقاذ العصابات المسلّحة من الهزيمة، أو من الانكفاء الدراماتيكي. وأوباما، ضعيف سياسياً، ولا يقوى على الدخول في حرب، أو حتى على المبادرة بعمل عسكري غير مباشر، خارج نطاق التسليح والتمويل، وحثّ الأنظمة المُطيعة في الخليج. عوّل عرب كثيرون على أوباما، إذ غرّهم اسمه الثلاثي، متناسين أنه أهمله في حملته الانتخابية عام 2008، لكن هل هناك رئيس أميركي لم يعوّل العرب الكثير عليه، وخصوصاً في ولايته الثانية عندما يحلم العرب بأنه سيطيح اللوبي الصهيوني من أساسه؟ قرّر أوباما أنّ إسرائيل تستطيع أن تتعامل مع الواقع السوري كما تشاء، وأن تقصف في العالم العربي متى تشاء وأنّى تشاء، لكن أبو مازن يعوّل على «عملية السلام»، وهو تعهّد عدم مقاضاة إسرائيل دوليّاً على جرائمها كما أنه تعهّد السماح للعدوّ بالحفاظ على ما يريده من 22% من فلسطين، إضافة إلى كل الـ78% من فلسطين.
الأنظمة الخليجيّة ظهرت على حقيقتها: هناك حلف أميركي _ إسرائيلي في المنطقة العربية، وهو يقود الثورة العربية المضادة، فيما يُطلب من دول الخليج التصفيق والتمويل والتسليح فقط. والأمير القطري والملك الأردني حظيا بلقاء وجيز في البيت الأبيض: هذا أكثر ما يطمح إليه طغاة العرب.
دخلت إسرائيل الحرب وبقوّة، فيما يجهد الليبراليّون وحتى بعض اليساريّين في تعداد كل قتيل يسقط لحزب الله على مدار الساعة. هناك من يرى تدخّل حزب الله وحتى لواء أبو فضل العبّاس ولا يرى تدخّل إسرائيل وأميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا ودولة الإمارات والأردن وقطر والبحرين والكويت إلى جانب المعارضة الُمسلّحة. يستطيع إعلام النفط والغاز، وخصوصاً مواقع النفط والغاز التي تستقطب اليساريين السابقين الساعين إلى تلقّي دعوة لمهرجان الجنادريّة المُقبل، أن ينسى الغارات الإسرائيليّة في اليوم التالي، لكن واقع الحرب الإقليمية _ الدولية في سوريا يتناقض مع سرديّة الصراع الداخلي المحض. إن أميركا وإسرائيل تديران الحرب في سوريا من جانب واحد، وإيران وحزب الله وروسيا تدير الجانب الآخر، على الأرجح. طريف جدّاً أن محطات النفط والغاز لم تكلّ: في كل يوم جمعة تحاول إقناع المشاهد بأن التظاهرات الشعبية السلمية لا تزال تعمّ المدن السورية، وأن «الإخوان» والسلفيّة لا علاقة لهما بما يحدث في البلد.لم تعد القضية _ كما بدأت _ في يد الشعب السوري المُحتجّ. خرجت الأمور عن السيطرة. في «الثورة الأميركية» (وهي لم تكن «ثورة» لكن الأميركيّين لا يحبّون الثورات الحقيقيّة، لذا أطلقو كلمة «ثورة» على حربهم _ الماليّة _ ضد الاستعمار البريطاني) كان الشعب الأميركي ينقسم ثلاثة أقسام: «الموالون» وهم الذين حافظوا على ولائهم للعرش البريطاني، و«الوطنيّون» الذين حاربوا الاستعمار، والقسم الأكبر من الشعب الأميركي، على الأقل وفق المؤرّخ الأميركي ناثانيل فيلبريك في كتابه الجديد عن «الثورة الأميركية»، وقف على الحياد، ينتظر جلاء الموقف، أو صعود منتصر. قد ينطبق هذا التصنيف على الواقع الحالي للشعب السوري.
دخلت إسرائيل رسمياً وعلنياً في الصراع السوري. المقاومة مُطالبة بالردّ (ولتذهب كل احتجاجات حركة 14 آذار، أو اللوبي الإسرائيلي في لبنان، إلى الجحيم). أما الممانعة: فهي غير مُطالبة بشيء لأن أقصى ما يمكن أن تفعله هو تشكيل لجنة من أجل... تحديد زمان المعركة ومكانها. لا تحبسوا أنفاسكم وأنفاسكنّ.

الاخبار


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 93  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-05-2013 الساعة : 02:59 PM




بشار الأسد رئيساً خط أحمر .. فليستمر القتال


سامي كليب



حين يقتلع سوري قلب سوري آخر لا يتأثر أصحاب المصالح الكبرى في العالم، فيستمر التفاوض ويستمر القتال. حين يذبح سوري سورياً آخر لا ينتبه أولئك الذين يعقدون الصفقات تحت جنح الليل فلا بأس إن استمر القتال. حين تدمر سوريا وتصبح بلدات وأحياء كثيرة فيها ركام ولا ينقطع حبل المصالح فليستمر القتال. بات الدم السوري بخس الثمن إلى أقصى حد. لا شيء يوازي قتل البشر وتدمير الحجر، سوى الحقد الذي قد لا تمحوه السنون.

من يتسنى له الوصول إلى وثائق التفاوض أو إلى بعض الغرف المغلقة، يخرج يائساً أكثر من أي وقت مضى، ومقتنعاً بأن الحل ما يزال بعيداً، وأن دماً كثيراً سيراق قبل أن تصل المصالح إلى مرحلة الصفقة الكبرى التي يجب أن تشمل ملفات كثيرة.

الآن وقد تجدد الكلام عن «جنيف 2»، قد يفرح رب عائلة سوري بأن من بقي من أولاده ورزقه قابل للنجاة. قد يرقص قلب أم بأن ابنها الجندي في الجيش أو المقاتل في إحدى المجموعات المسلحة المعارضة سيعود يوماً بغير كفن. لكن الواقع في مكان آخر. لا تزال الحرب في أوجها، والمعركة شرسة وطويلة.

بالأمس قالت موسكو إن دمشق وافقت مبدئياً على «جنيف 2»، لكن في كلمة «مبدئياً» كل التعقيدات. والطريق للتفاوض لا يزال مزروعاً بالألغام.

فعلى أي أساس مثلا سيتم التفاوض بشأن موقع رئيس الجمهورية الذي يشمل أيضاً قيادة الجيش والقوات المسلحة؟ هل يظن أحد فعلا أن الرئيس بشار الأسد سيسلم الموقع للشيخ احمد معاذ الخطيب أو لغسان هيتو أو لرياض الشقفة؟ دمشق رافضة رفضاً تاماً أي تنازل عن صلاحيات الرئيس. ومن يرد مفاوضتها تنصحه بالاعتماد على الصلاحيات الحالية التي ينص عليها الدستور. روسيا تساندها في ذلك، وتقول إن من يقرر مصير الرئيس هو الشعب (بالأحرى من نجا من هذا الشعب)!.

دمشق ترفض، ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يجرجر خلفه اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة العرب ليقولوا في القاهرة قبل يومين: «لا بد للحكومة الانتقالية من أن تتمتع بسلطة تنفيذية كاملة، بما في ذلك السيطرة على القوات المسلحة»… في تلك الأثناء بالضبط كانت القوات المسلحة تتقدم في القصير لتحسم على الأرض ما تؤمن بأنه سيغير قواعد اللعبة.

يريد خصوم الأسد من «جنيف 2» أن يساهم في تنحيته بالسياسة ما داموا عجزوا عن ذلك بالقوة. وهو مصمم على البقاء بالقوة ما دامت السياسة خضعت لرياح الخارج، وأن جزءاً كبيراً من هذا الخارج فرح بتدمير سوريا.

من هنا يأتي الشرط السوري الثاني للذهاب إلى «جنيف 2». لا بد من وقف العنف أولا، ووقف تصدير السلاح إلى الجماعات المسلحة، لا بل لا بد أيضاً من وضع آلية تمنع الدول التي تصدر السلاح من الاستمرار في ذلك.

ثم مَن يفاوض مَن؟

معظم المعارضة كان قال بعدم التفاوض مع الأسد وطالب برحيله أو بإسقاطه أو بقتله. جزء من هذا «المُعظم» قبل الآن بالتفاوض شرط أن يكون ذلك مقدمة لنقل الصلاحيات إلى الحكومة. حتى الآن لا تعترف السلطة السورية فعلياً بالمعارضة ككيان موحد. وزادت قناعتها بأن المعارضة معارضات مع تفكك المعارضة إلى أجنحة داخل أجنحة، كما أن السلطة السورية تعتقد أن المعارضة ما عادت تمون على المسلحين وأن «جبهة النصرة» هي صاحبة الشأن الأبرز، ولا بد إذاً من القضاء عليها لأنها «إرهابية».

المعلومات تفيد بأن دمشق تقبل بحضور «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ولكنها تشترط حضور الأطراف المعارضة الأخرى وأطياف من المجتمع السوري ورجال دين، وتصر على أن يكون مستقبل سوريا واضحاً لجهة التعددية والمدنية. أما الحكومة الانتقالية المؤقتة فهي مرفوضة رفضاً تاماً. تردُّ اللجنة الوزارية العربية بالقول إن «الائتلاف» محوري في التفاوض المقبل.

حين يتم التشديد على «الائتلاف» وبمن فيه من «مجلس وطني»، ففي خلفية التشديد إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. واضح من النقاشات الداخلية لـ«الائتلاف» أن القلق كبير من إضعاف «الإخوان» ومن توسيع المعارضة لكي تشمل أطرافاً لا توافق «الإخوان» رؤيتهم للحل.

ثم من هي الدول التي يجب أن تحضر مؤتمر «جنيف 2»، روسيا ودمشق تريدان إيران، وبعض الدول الأخرى تجاهر بالرفض، كفرنسا مثلا، لكن المعلومات تفيد بأن واشنطن أبلغت سراً إيران بقبول حضورها، وطهران تريد أصلا الحضور. كما أن دمشق وموسكو ترغبان بإشراك دول «البريكس» لكي يكون في المؤتمر ما يوازي «أصدقاء سوريا».

لماذا إذاً أعلنت موسكو قبول دمشق المبدئي للمشاركة في «جنيف 2»؟

أهمية الإعلان أنه جاء قبل موقف المعارضة. فـ«الائتلاف» كان ينتظر أن ترفض دمشق ذلك، خصوصاً أنه غير متحمس للذهاب لاعتقاده بأن ثمة صفقة تطبخ بين الأميركيين والروس. في الإعلان الروسي ما يحمل المعارضة مسؤولية عدم تلبية شروط السلام، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي فاقت تصريحاته في شهر واحد كل ما صرح به وزير الخارجية السورية وليد المعلم منذ عام. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف ونظيريه الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس سيلتقون في باريس الاثنين المقبل. وكان لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي، أمس، «الموقف في سوريا في سياق مؤتمر دولي لتسوية سلمية في البلاد».

المعارضة محرجة تماماً في الوقت الراهن. فالتقدم العسكري للجيش السوري يؤثر على المعنويات. والفراغ في رئاسة «الائتلاف» بات يعمق الخلاف، وتجميد «الحكومة المؤقتة» جاء بضغوط كبيرة من بعض الدول، الأمر الذي يدفع المعارضة للاعتقاد بأن ثمة مناخات دولية وعربية تتغير.

تقول مصادر شاركت في النقاشات الداخلية لـ«الائتلاف» مؤخراً إن المعارضة محرجة حيال جنيف، فإن هي شاركت من دون الحصول على ضمانات بأن لا يكون للأسد ورموز النظام وقياداته «المتورطة في الدماء»، على حد قولها، أي دور، فسوف تزيد الغربة بين المعارضة ومؤيديها في الداخل، وإن لم تذهب فسوف تواجه إحراجاً دولياً كبيراً. ألم يقل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بضرورة تأسيس معارضة أكثر قوة ومصداقية في الداخل السوري؟ أليست وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من قرر وقف «المجلس الوطني» وإذابته في «الائتلاف»؟.

ثمة شعور لدى بعض المعارضة بأن بوادر إنشاء تيارات بديلة قد بدأت فعلياً، وإلا فماذا يعني «المؤتمر التأسيسي للقطب الديموقراطي في القاهرة»؟، وماذا يعني «اللقاء التشاوري في مدريد»، وماذا يعني المؤتمر المقبل في دمشق؟. وبعض هذه المعارضة يتساءل عن سر الذهاب إلى السعودية بدل قطر ما دامت الرياض ما كانت يوماً متحمسة فعلا للإخوان المسلمين.

وفي الأوراق السرية التي تجمعت عن الأميركيين والروس بشأن مؤتمر «جنيف 2»، فإن «الائتلاف» المعارض يضع شروطاً عدة للمشاركة في المؤتمر، أبرزها «المعارضة هي التي توافق على الأسماء التي يرسلها النظام للتفاوض، الحكومة الانتقالية تكون كاملة الصلاحيات، المفاوضون من النظام يجب أن يتمتعوا بصلاحية القرار داخل المؤتمر، والأهم من كل ذلك الحصول على ضمانات مسبقة بأن لا مكان للأسد ولا للمقربين منه أو المسؤولين عن المجازر في أي تركيبة سياسية مقبلة».

يبدو من خلال الشروط والشروط المضادة، أن عقد «جنيف 2» لا يزال بحاجة إلى ضغوط هائلة من قبل موسكو وواشنطن، ولكن اجتماع «أصدقاء سوريا» في عمان، ثم سعي أميركا وقطر وتركيا لتحريك لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، كل ذلك يضيف إلى العقبات، عقبات كثيرة، ناهيك عن أن «جبهة النصرة» لا تعرف أصلا لا «جنيف واحد» ولا «جنيف 2».

وسط استمرار هذا التأزم على المستوى السياسي، وبروز اختراقات في بعض الاتصالات السورية الرسمية مع عدد من الدول الغربية والعربية، يسود اعتقاد بأن السلطة السورية ليست على عجلة من أمرها للحوار أو التفاوض، ما دامت شروط هذا الحوار لا تلبي الشروط السورية. الحسم العسكري سيبقى إذاً سيد الموقف. الدم السوري بخس الثمن.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 94  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-05-2013 الساعة : 02:59 PM




كتب الشيخ المنار في أحد ردوده الأخيرة:

هناك فرق بالموقف بين أوربا (على راسها فرنسا وبريطانيا) وبين موقف الولايات المتحدة ، بل نستطيع القول بان هناك صراعا خفيا في الملف السوري ، والجهة الاولى تريد تخريب اتفاق الجهة الثانية مع الروس ، والسبب واضح كما كتبت سابقا بان اتفاقية سايس بيكو فقدت مضمونها ويوجد تحضير لاتفاقية جديدة ليس فيها مساحة لبريطانيا وفرنسا.
على كل حال كل اللاعبين عدا ثلاثة (امريكا – روسيا – ايران) هم لاعبون ثانيون ليس بيدهم القرار النهائي بينما القرار النهائي بيد الثلاثة . والغريب هو استطاعة ايران ان تدخل في هذا الملف كلاعب رئيسي وليس كمقاول ثانوي كما تفعل اسرائيل وتركيا وغيرها من البلدان.
وسنرى النتائج خلال حوالي شهر ، وفي الاخير سيقبل الجميع الجلوس على طاولة مفاوضات للحل مع بقاء الاسد واجراء انتخابات تقرر من سيكون الرئيس مستقبلا لسوريا؟ كما قررت ايران وروسيا ولا يكون غير هذا مطلقا ، والوضع الحالي يشير الى اختيار الرئيس بشار الاسد وليس غيره ، ولو اختاروا غيره فهو من اركان نظام بشار الاسد .
وهذه النتيجة هي التي لا يقبلها المعارضون فما سيقولون لشعب سوريا حينما يختار بشار الاسد؟ فلماذا قاتلوا؟ ولماذا دمروا سوريا بدعوى عدم رغبة الشعب ببشار؟ وهذه كارثة وسقوط كبير لجميع المعارضة اولا وللمعارضة المسلحة بالخصوص ثانيا. فان الاحداث ستبيّن انهم كانوا يخدمون مشروعا اجنبيا لا علاقة له باصلاح ولا علاقة له برفض بشار الاسد . وان جميع هذه الدول من تركيا الى الولايات المتحدة الامريكية كانت تكذب في سلة اهدافها المتغيرة ، والواقع هو انها خسرت رهانها ومصالحها الخاصة واذعنت ان الشعب السوري كان يريد بشار وليس غيره . وهذا من اهم المشكلات التي تواجه مؤتمر جنيف2 .


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 95  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-05-2013 الساعة : 03:01 PM




النص الكامل :
زمن التحولات الكبرى
- تخطو سوريا والمقاومة بسرعة نحو انجاز التحولات الهيكلية الكبرى في مسار جغرافيا الشرق الأوسط
- تم كسر معادلة القدرة الإسرائيلية على تنفيذ غارات جوية مؤذية معنويا وعسكريا داخل سوريا بخلق اسباب القناعة الروسية بفرص ملء الفراغ الإستراتيجي العسكري في آسيا ما بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان
- خسرت أميركا وإسرائيل إنجاز منع تسليح سوريا بما يحقق لها الردع فوصل أخطر وأقوى أنواع السلاح
- تم تعديل قواعد الإشنباك بفرض فتح جبهة الجولان تحت مظلة الردع الجديد فسقط فك لإشتباك الموقع في ال74 الذي أرادوا إسقاطه لمنح غسرائيل ميزات فشلت يومها بفرضها
- أعلن قائد المقاومة قبول السلاح الكاسر للتوازن من سوريا و الدخول على خط القتال في الجولان فسقط ال1701 الذي أرادوا إسقاطه بتحويله لتطويق المقاومة ونشر اليونيفيل من حولها
- أعلن قائد المقاومة أن خيار المقاومة مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي تقاتل القاعدة تحت لوائه لتدمير سوريا والمقاومة لن تتردد في القتال العلني ضدهما في سوريا إلى جانب الجيش والشعب في سوريا فسقطت سايكس بيكو التي أرادوا إسقاطها لنقل سم الفتنة من سوريا إلى لبنان و نقل السلاح والمسلحين من لبنان إلى سوريا فنقل الترياق في الإتجاهين
- اليوم تسقط الحدود بين لبنان وسوريا ويصير مصيرهما واحدا كما كان عشية الإحتلال الفرنسي رئيس واحد هو بشار الأسد وقائد مقاومة واحد هو السيد حسن نصرالله
- غدا كتائب الطلائع القومية العربية للقتال كما ايام جمال عبد الناصر تتمركز في الجولان وتقاتل لمنع زمن الردة الذي يقوده الأخوان
- مصير تونس ومصر وليبيا يتقرر في سوريا و قدر أحرارها أن يكونوا جزءا من حربها كما كانوا مع الجزائر في الخمسينات
- غدا تعلن حكومة العراق توحيد جهود جيشها مع الجيش السوري لمواجهة العدو المشترك و تسقط ضفة سايكس بعد سقوط ضفة بيكو
- بعد غد يتدفق فلسطينيو الشتات إلى جبهة الجولان فيسقط وعد بلفور
- أرادوها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة هكذا قال السيد والرئيس
- أرداوا تغيير سوريا لتتغير المنطقة فكان لهم أن تغييرا عكسيا من سوريا وفي سوريا ستتغير المنطقة كلها
- لن تنفع وصفات التهدئة في جنيف بمنع مسارات التغيير لأنهم أجبن من دفع فاتورة سلامنا ولن تنقع تفجيراتهم وتهديداتهم لأنهم أجبن من أن يدفعوا فاتورة حربنا
- سنخوض جنيف لنربح ونراكم الأرباح في محفظة سندات الشرعية والدعم الروسي لحربنا وسنخوض الحرب لنعطي فرصا واقعية لمشروعنا السياسي في جنيف
- ديمقراطية شعبية تنتخب من يمثلها بحرية و حرب مفتوحة على حلف القاعدة وإسرائيل ومن من السوريين واللبنانيين والعرب واحرار العالم يجدها حربه فله الساحة
- انه زمن التحولات الكبرى لن تغيره تحرشات في لبنان

الملخص :
زمن التحولات الكبرى
- تخطو سوريا والمقاومة بسرعة نحو انجاز التحولات الهيكلية الكبرى في مسار جغرافيا الشرق الأوسط
- تم كسر معادلة القدرة الإسرائيلية على تنفيذ غارات جوية وخسرت أميركا وإسرائيل إنجاز منع تسليح سوريا
- تم تعديل قواعد الإشنباك بفرض فتح جبهة الجولان
- أعلن قائد المقاومة أن خيار المقاومة مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي تقاتل القاعدة تحت لوائه
- اليوم تسقط الحدود بين لبنان وسوريا ويصير مصيرهما واحدا كما كان عشية الإحتلال الفرنسي رئيس واحد هو بشار الأسد وقائد مقاومة واحد هو السيد حسن نصرالله
- مصير تونس ومصر وليبيا يتقرر في سوريا و قدر أحرارها أن يكونوا جزءا من حربها كما كانوا مع الجزائر في الخمسينات
- غدا تعلن حكومة العراق توحيد جهود جيشها مع الجيش السوري لمواجهة العدو المشترك و تسقط ضفة سايكس بعد سقوط ضفة بيكو
- بعد غد يتدفق فلسطينيو الشتات إلى جبهة الجولان فيسقط وعد بلفور
- أرادوها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة هكذا قال السيد والرئيس
- أرداوا تغيير سوريا لتتغير المنطقة فكان لهم أن تغييرا عكسيا في سوريا سيغير المنطقة كلها.

***



من يتابع خطب السيد حسن نصر الله يرى أنه في كل مرة أنه أمين عام لحزب الله إلا في خطب الانتصار فهو قائد للمقاومة ويتحرر من حزبيته ولا يتطرق لأي موضوع ليس على صلة إلا بالصراع مع العدو الاسرائيلي:



ولمن يحب أن يقرأ بدلاً من السمع:


حديث الأستاذ ناصر قنديل للفضائية السورية


من يتابع خطب السيد حسن نصر الله يرى أنه في كل مرة أنه أمين عام لحزب الله إلا في خطب الانتصار فهو قائد للمقاومة ويتحرر من حزبيته ولا يتطرق لأي موضوع ليس على صلة إلا بالصراع مع العدو الاسرائيلي.


-هذا العيد هو عيد لكل من يحتفل بالمقاومة مع العدو الاسرائيلي وأن يخصص هذا الخطاب في هذا العيد لطرح مسألة الفكر التكفيري وربطها باستعدادات اسرائيل وما يدبر ويعد لنا عن طريقهم فهذه هي معركتنا ونحن لها
-سماحة السيد لم يخرج عن دأبه في مثقل هذا اليوم من أن تكون قضية خطابه في عيد المقاومة والتحرير وأن يخصص هذا الخطاب للحديث عن المشروع التكفيري في المنطقة يعني أنه ليس بين هذا الموضوع وبين الصراع مع العدو أي فاصل
-بلغ لدى السيد حسن نصر الله ما لديه من حجج ووقائع ومعطيات ومعلومات ويأخذ معلوماته فلا يطلق هذا الحكم إلا من خلال وقائع تدل على أن العلاقة العضوية بين القاعدة واسرائيل أكبر من أن تكون مجرد تقاطع محاور وهي نقطة غير مسبوقة للمرة الأولى يتحدث بها
-هناك كمية شجاعة أدبية مرعبة في خطاب السيد حسن فمهما امتلك من يقين بهذا الربط بين المشروعين ومهما تيقن من الموقع السوري فيبقى هناك حرج أن يقف ويقول أحد من خارج سوريا أننا جزء من هذه المعركة ولقد أخذنا خيارنا
-السيد حسن نصر الله كان يحرص على تسوية الازمة ويستخدم مكانته المعنوية لدى الرئيس الأسد من أجل إقناعه بشيء مما يقوله الأطراف المعارضة وهو صرف لا يقل من 1000 ساعة من العمل المضني في محاولة أن يفعل شيئ لحل الازمة سياسياً
-القوى التي تتهم السيد حسن نصر الله بالخيانة لم يعرفوا جيداً السيد حسن ولم يعرفوا جيداً الرئيس الأسد وكانوا ينوون احراج السيد حسن نصر الله لأن ينحاز لهم أدبياً وقد تفاجؤوا بأن ما وعدهم به السيد حسن جاء بأكثر منه
-الرئيس الأسد كان عنده يقين وإيمان بأن هناك مشروع استعماري يريد الخراب لسوري وهو مع المقاومة في مركب واحد لمواجهته وأن هذا المشروع يريد أن يستغل الازمة في سوريا لضرب المقاومة
نحن الآن نشهد مرحلة مختلفة كلياً جعلت فرائص الكثيرين اليوم ترتعد الأميركي والاسرائيلي والتركي في أن يصل السيد حسن نصر الله بشجاعة أخلاقية عندما قال أننا منحازون حيث الدولة تقف مع المقاومة ونعرف كلفة هذا الخيار ومستعدون لدفع كلفتها وكما وعدتكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا
-سماحة السيد حسن من النوع الذي يمضي الساعات في قراءة مخرجات مراكز الدراسات الأميركية ومناقشتها وتحريرها
واحدة من هذه الدراسات تقول بأن الهزيمة الاسرائيلية في حرب تموز لم تعد لأسباب تقنية من تأخر السلاح والعداد وهذه الدراسة تخلص للقول : بأننا نريد نصراً بدون دماء بينما نقاتل رجالاً لا يبخلون بتقديم الدماء
-الاسرائيلي كان يبحث عن من يبذل عنهم الدماء وكان يخشى من ذلك السيد حسن نصر الله وكان يحسب حساباً لأن يصل لمرحلة صدام مع هذا العدو التكفيري
السيد حسن نصر الله أبلغ الدولة اللبنانية أنكم غير مستعدون لتسليح الجيش وأنكم نمتم بعد حرب تموز أما المقاومة فنحن الحصرم في عين العدو الاسرائيلي
-اسرائيل كانت دوما الحرب بالنسبة لها هي الطريق الأقصر وكل هذا شهدناه في سوريا لا داعي له إن كانت قادرة على القيام بحرب تعتبرها نزهة وأن تحمل نفسها تبعات كل ذلك
أنا أعرف ان الشيخ البوطي يملك من النقاط الكثيرة المختلفة مع المذهب الشيعي ولكن موقفه الوطني لا علاقة له بالهوية المذهبية والطائفية
-اغتيل الشيخ البوطي جاء لأن المطلوب إخلاء الساحة الاسلامية أمام فتاوى التطبيع والانتهاء من هذا النموذج الوطني
لا يوجد من يستسهل الدم فكل من يملك هوية سياسية ودينية يحاول ان يتفادى الطرق التي تؤدي إلى سفك الدماء حتى لو يعلم أنه يقاتل أيدي اسرائيلي لهذا بذلت جهود هائلة لتفادي الوقوع في الفتنة
كان المطلوب في العلاقة مع تركيا وقطر أن يكسر في وعي العرب الحدية التي توصف بها مبادئ واخلاق السيد حسن والرئيس الأسد فقط لدرء الفتنة
-درء الفتنة جعلنا نرفع لافتات شكرا قطر مع معرفتنا بأننا نشكر دولة تقيم علاقات مع اسرائيل ودرء الفتنة جعل الرئيس الأسد يستقبل وليد جنبلاط ودرء الفتنة دفعنا للصلح مع السعودية
مشروعنا هو مواجهة اسرائيل وكل الجبهات الجانبية التي تؤدي إلى استنزافنا من الطبيعي أن نسعى لتفاديها وأن لا نتورط في اشتباكات جانبية عن الاشتباك مع اسرائيل
-المعادلة اليوم إما أن يسقط النظام السوري ويثبت أن هذا الخيار الذي انتصر في 2000 وجدد انتصاره في 2006 وهماً دفع ثمنه السيد حسن والرئيس الأسد وإما أن تنتصر سوريا وتسقط بقية الأنظمة العربية بعد أن يثبت أن الطريق الوحيد للصراع العربي الاسرائيلي هي المقاومة
هناك كوادر استشهدت لحزب الله في العراق وكانت تقاتل من قبل قيادات وكوادر على رأسها سماحة السيد حسن نصر الله
-من لم يفهم مضمون ما قاله السيد حسن نصر الله اليوم لن يفهم شيئاً وللمرة الأولى يصل لوصف الطرف الداخلي بأنه طرف اسرائيلي بعد 7 سنوات من المساعي لابعاد التيار التكفيري عن الفتنة بات يقيناً لديه أن هذا التيار يديره الاسرائيلي
-أعرف شباب من حزب الله في بعض القرى على الحدود اللبنانية السورية ضبطوا بعض المعدات الاسرائيلي ورصدوا بعض الاحاديث باللغة العبرية
-الرئيس الأسد كان يفعل خلال الأزمة ما كان يفعله سماحة السيد في ذلك الملف من خلال لقاءه بالزعران والأميين وحاول تحييدهم عن الصراع وإقناعهم ببطلان خياراتهم
-إذا الشق الأول هو خوض معركة الوعي فمن يربح الحرب هو من يربح العقول والقلوب بوجه التطرف والتكفير والرئيس الأسد وصل لقرار الكي وضميره الادبي مطمئن أنه لم يبقي وسيلة الا واستخدمها
نحن أمام عقليتين متشابهين في كمية الشجاعة وزالحكمة والاخلاق وهم يديرون معركة أولويتها اسرائيل
-قصة السلاح النوعي مع روسيا معروفة والرئيس الأسد كان قد درسها بشكل دقيق ماذا تعني هذه الصفقة وهو الذي كان يمضي 65% من وقته لإعادة هيكلة جيشه
والرئيس الأسد يشرف على برنامج تدريبه على مستوى سرية فهو لا يبني هذا الجيش لقتال معاذ الخطيب أم لقتال اسرائيل
-الرئيس الأسد لم يزر موسكو إلا بعد أن تيقن أن اموسكو سوف توقع على هذا القرار وتم إيقاف الصفقة في 2009 بعد تعهد نتنياهو بعدم قصف سوريا وقصفت سوريا والرئيس الأسد يمتص الصدمة
-صاروخ S300 يخل بالتوازن والاسرائيلي يعرف أن الذي يطلب الـ s300 وأن من يطلب الياخونت والذي يمنع السفن الحربية من الاقتراب والذي يطلب اسكندر A الذي يبلغ مداه 300 كيلو متر فهذا ليس له تفسير إلا أنه يحضر لحرب
-الاسرائيلي عرف أن الحرب الذي يحضر لها الرئيس الأسد لا تشبه حرب تشرين في شيء لذا يجب كسر سوريا وإسقاط النظام وقطع هذا النظام قبل عام 2015
-من أجل أمن اسرائيل تمت التضحية بزين العابدين وحسني مبارك ورمي كرة النار في المنطقة لأخذ سوريا على حين غفلة وأخذها من الحضن الروسي
-الرئيس الأسد مكان عليه أن يخوض معركة الوعي ضد شعبه وبين أن يبرئ ضميره ممن يريد استهداف البلد في الداخل وبين أن يقنع الروسي بأنه لا علاقة لما يجري في سوريا بالربيع العربي
فالمرحلة الأولى كانت لفك الاشتباك بين الحرب على سوريا وبين الربيع العربي للقول بأن لا دخل لما يجري في الدول العربية وبين الحرب على سوريا بصفتها حرب على آسيا
-فالمرحلة المقبلة كانت اثبات أن هذه الحرب هي حرب على آسيا وهي تهديد لأمن روسيا المباشر وأمن الصين المباشر وربط المعركة بالجغرافيا السياسي وبمشاريع روسيا والصين فهي المحور الوجودي للعمالقة الثلاثة ايران وروسيا والصين
-وهذا الربط قد نجح بامتياز ودخلنا في المرحلة الثانية بأنه لا يمكن الدخول في الحرب على سوريا وعلى القاعدة في آن واحد
فإذا الغرب وضع أمام خيارين إما أن يدعم القاعدة ويقبل بها بديلاً للنظام في سوريا وتحمل تبعات ذلك وإما أن يعتبر حرب سوريا على القاعدة من ضمن الحرب العالمية على الإرهاب وقد بدأت بوادر ذلك في لقاء لافروف وكيري
-لا يوجد دولة اليوم قادرة على خوض حرب على الإرهاب من خلال القدرة والكفاءات والخبرة كسوريا
-ما يقوله الأميركي لمجموعته هو نوع من البروباغاندا الإعلامية وما قاله أردوغان بعد لقاء أوباما بأنه بدأنا نعيد نظرنا بالازمة في سوريا
لا يجب الأخذ بما يتكلم الاميركي عن سوريا بل عما يقوله في مناطق آخر فالحل السياسي في سوريا محوره الرئيس الأسد قد بت واتفق عليه ويتم البحث بالتفاصيل
-الأميركي يعتبر بأنه فشل في اسقاط سوريا ولكنه نجح في نقاط لم يكن لينجح بها لولا لاحرب على سوريا وأهمها إخراج سوريا من الجامعة العربية وبالتالي من المبادرة العربية للسلام وهناك فرصة لتمرير التسوية
-التحول التالي الذي حصل عليه الاميركي هو خروج المقتاومة الفلسطينية من حضن سوريا إلى حضن أعداءه وجد فيه الاميركي فرصة لاقفال ملفات المنطقة مع خروجه من أفغانستان
جاءت الغارة الاسرائيلية على سوريا لاختبار هذا التحول وكان الرد السوري بطلب السلاح والرد في القصير وفتح جبهة الجولان ليعيد انجاز دور سوريا في الصراع العربي الصهيوني انطلاقاً من جبهة الجولان
-السوري بفتح جبهة الجولان جعل سياسياً بأن كل من يطلق النار في الجولان هي فصائل مقاومة وأبطل مفعول حصرية المقاومة في غزة والضفة وبيد طرف معين
-اسرائيل التي عملت حرب 1982 من أجل محاولة اغتيال فاشلة لسفير لها في لندن وشنت حرب تموز من أجل جنديين لم تجرؤ على الرد على قتل 5 جنود في مدرعة لهم في الجولان برد خجول جدا
الرئيس الأسد فرض معادلة جديدة أن هناك مقاومة تحتضنها دولتها وتحميها ولتقول بأن قواعد اللعبة في القضية الفلسطينية لم تنتهي وأن الحساب لم يغلق
-الرد الاسرائيلي كان بمزيد من الدعم للتكفيريين والانخراط بدعمهم فر حربهم بصورة أكبر والجواب كان بأننا نحن من سنتكفل بهم
الرهان على تدخل خارجي فشل والرهان على إنجاز قوى مسلحة معتدلة فشلت والتهمهم الجيش السوري عند أول وجبة والرهان على السفارات وخلق شرعية معينة سقطت باعتراف نبيل العربي بأنه ليس صحيحاً أن مقعد سوريا بيد المعارضة بل هو للدولة السورية ولكنه معطل مؤقتاً
-الأميركي يطلب أن يكون ميشيل كيلو رئيساً فهو يخوض لعبة أخرى فالمعارضة تقول يقولون بأننا لو قبلنا بإضافة الـ 31 عضو لسقطت الأغلبية وإذا لم نقبل سيتم تقسيمنا إلى أربع اقسام متصارعة
-الاتئلاف السوري لا يواجه مأزق بل هو بحد ذاته مأزق فهم إن شكلوا حكومة في مأزق وإن لم يشكلوا حكومة في مأزق أكبر
-كل أدوات الاشتباك مع سوريا في حال انهيار فالمورد البشري يتناقص وتنظيم القاعدة في المغرب العربي بدأ بالانسحاب إلى مكان آخر
-وفي الميزان التسليحهم هم فقدوا كل قوتهم ومهما امتلكوا من سلاح لا تعادل ربع ما يمتلكه الجيش العربي السوري الذي لم يزج بثقله الحقيقي في المواجهة لأن له مهمة أخرى
-المخزون البشري لقوات المعارضة تتناقص بينما سوريا تعتمد على قوات الدفاع الوطني التي لم تكن موجودة إضافة لكلام السيد حسن اليوم والذي هو إعلان غير مباشر عن الزج بـ 30 أو 40 الف في المعركة في سوريا فهم رصيد احتياطي وبهذا نجد أنه لا نسبة مقارنة في المخزون البشري والعسكري بين الطرفين
-وفي الطرف المعنوي عندما نجد الائتلاف يتفكك مقابل تماسك الدولة السورية ونحن حتى مطلع ايار نحصي الخسائر وبعد هذه الفترة أصبحنا نحصي الخسائر
-الأهمية فيما قاله السيد حسن نصر الله أنه اسس لهذا التحول النتوعي في الموازين
-هناك ثلاث عوامل يجعلونني متفائلاً في لبنان الأول أن معركة طرابلس مع حزني على كل ما يسقط فيها أنها هامشية في اللعبة المركزية لأنها لا يوجد فيها نقطة تماس مع الجسم الذي يوجع حزب الله
-البقاع اللبناني متداخل مع سوريا وكان اليوم واضح كلام السيد حسن نصر الله بأننا لن تسقط
-وفي صيدا فإن الوعي العام ووطنية أهل صيدا حالتا دون تورط المجتمع الصيداوي في صراع مع المقاومة برغم كل المحاولات
-القصير خطرة في معركة دمشق لأنها عقدة التوزيع في معركة دمشق فهم كانوا يأتون من عرسال إلى وادي خالد إلى عرسال إلى القصير إلى وادي بردى وإلى دمشق فكانت عقدة لإدارة المعركة على دمشق
-قطع هذا المعبر الالزامي المسمى بالقصير قطع ظهرهم وعلى الاقل بغض النظر عن النتائج فهي معطلة كمعبر وكممر لغرفة عمليات لجبهة النصرة
-القصير بالمعنى الاستراتيجي عطلت وغرفة العمليات التي وضعها الاستراتيجي لمراقبة حزب الله بعد أن اعتقد الاسرائيلي أن حزب الله وقع في خطأ أنه رمى بثقله الاستراتيجي في الظهير السوري
-ففي القصير نجد أن التركي والاسرائيلي والنصرة يرمون بثقلهم في هذه المعركة فطبيعي أن تستمر فترة من الزمن ولكن وظيفة القصير الاستراتيجية عطلت
-الاميركي لا يملك أي بديل إلا النزول من الشجرة فهو غير قادرة على المراهنة على التركي وعلى الاردني وغير قادر على أن يعمل حرب وغير قادر على المراهنة على الاسرائيلي والزمن ينفذ من امامه لهذا خياره أن يرمي بذنه لإنجاح جينيف وهي أن يجمع أكبر قدر من المعارضة بوجه الحكومة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب وإقناعهم الن جينيف هو استمرار للحرب على سوريا
-التفاوض الحقيقي ليس في جينيف لأنو الاطراف التي تفاوض على الجانب المعارض لا تملك قرارها والاميركي يعتبر أن دولة سورية قوية يمكن أن تفي بالتزاماتها فهو وصل إلى قناعة أنه طالما أنه غير قادر إنجاز نظام تابع فإن نظام الرئيس الاسد افضل من يمكن الاتفاق معه والتفاوض يتعثر عند نقطة أمن اسرائيلي واليوم السيد حسن نصر الله دخل هذا الاشتباك
-الاميركي لا يلعب مع أحد ساذج في السياسة فهو يستطيع أن يأخذ مكاسب إذا كان لديه فائض قوة لم يكتسبها فهو لا يملك فائض قوة يمكنه من اخذ مكاسب وهو يواجه قيادة على أعلى مستوى
الاميركي يريد حصة في السلطة الداخلية لسوريا للمجموعة التي راهنت عليه من أجل أن يحفظ ماء وجهه ويريد أن يكمل النظام في سوريا على القاعدة وأن يتنازل في الموضوع الفلسطيني
-من الواضح أن المرحلة الاولى من العقلية الاميركية هي جمع طيف واسع من المعارضة السورية عبر التصعيد الكلامي للدخول في جنيف لأن الاميركي لن يستطيع أن ياخذ ضمان لأمن اسرائيل فسيطول مؤتمر جينيف مع اسمرار الجيش في عمليات التطهير التي اصبحت اقصر طريقة للحل السياسي
-برأيي أن جينيف سوف يستمر على إيقاع أمرين تنامي قدرة الجيش على الحسم وتنامي وتصاعد وتيرة التوتر على جبهة الجولان وبرأيي أن الاسرائيلي لن تحتمل حتى 2015 لتكون أمام مشهد شبيه بالانسحاب من جنوب لبنان
-الدول التي ذات عضوية دائمة في مجلس الامن كافية لمؤتمر جينيف فمن وجهة نظر سوريا بأن السعودية وقطر لا داعي لحضورها بل إبلاغها والتفاوض معها لوقف التسليح واللتمويل
-الاميركي يقول أن حكومة ائتلافية تحوي جزء من المعارضة مع غطاء شرعي دولي عندما تشتبك مع القاعدة تكون الخسارة أقل ولكن سوريا لن تدفع هذا الثمن من ثوابتها
-هناك اشكاليات أبسط نقاش منطقي لها يفككها فوقف العنف أبسط طريق للحل السياسي فالدولة السورية قادرة على ايقاف اطلاق النار بمجرد إشارة من الرئيس الاسد بينما في الطرف الاخر لا يمكن ذلك
-المبادرة الحقيقية الوحيدة التي طرحت هي مبادرة الرئيس الأسد والتي أول بند فيها وقف إطلاق النار والكل يعرف أن 75% من الكتلة المقاتلة هي للقاعدة ومن يقاتل القاعدة غير الجيش فهل تجرؤ المعارضة على تغطية قتال القاعدة مقابل المشاركة في حكومة
-سماحة السيد يدرك أن المقاومة ستكون عرضة للتخوين وحملات الاشتباك والخطة الاميركية كانت تقضي احراج حزب الله من هذه الناحية لمنع الزج بفائض قوته في الحرب على سوريا
-حزب الله يعرف أن تداعيات هذا القرار كبيرة وهو كان يستعد في الفترة الماضية لها ونحن نعرف أن عقل المقاومة جاهز لكل الفرضيات وقد أعد لكل سيناريو سيناريو مقابل لذلك ختم بالقول كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 96  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2013 الساعة : 04:37 PM




الحرب في القصير : مكره أخاك , وبطل…

نضال حمادة

لم تكن مدينة القصير الواقعة على نهر العاصي في أسوأ توقعاتها تتوقع ما حصل لها منذ عامين تقريبا، ولم يكن أهل القصير هذا النسيج المختلط الذي تعايش بسلام وود منذ مئات السنين يتصورون في أسوأ كوابيسهم النكبة التي حلت بهم، بسبب وصول آلاف التكفيريين الآتين من وراء البحار ومن خلف الضباب ليفرضوا عليهم نمط حياة وتفكير ليس من تاريخهم ولا يتناسب مع النسيج المتعدد للمدينة و طبيعة القرى والبلدات المنتشرة حول المدينة على ضفاف العاصي والتي تشكل بتركيبتها بيئة مناهضة لكل التكفيريين من الصومال وليبيا وتونس وداغستان وجماعات القاعدة الذين اتوا القصير وجعلوا منها إمارة تكفيرية ، وكان وجودهم لسبب خاص بهم وهدف عقائدي طائفي استئصالي حملوه معهم بعيدا عن المطالب في الديمقراطية والحرية وكل الشعارات التي حملت منذ بدء الحرب في سوريا وعلى سوريا.

القصير هذه المدينة التي شهدت انتعاشا اقتصاديا في الثلاثين السنة الماضية خلافا لجوارها السوري حظيت بهذا الانتعاش والتطور بفضل جوارها لمدينة الهرمل حيث يدخل في كل صباح اكثر من الف عامل من القصير للعمل في الهرمل ، فيما تحولت المدينة وأسواقها الى سوق تبضع لأهالي الهرمل الذين يتمتعون بمداخيل اعلى بكثر من نظرائهم في القصير بسبب الفارق في مستوى المعيشة وكانت سوق القصير تقفر عند تأخر معاشات الموظفين في الهرمل او عند اغلاق الحدود لسبب من الأسباب ، كما ان العلاقات بين المدينتين تطورت الى حالات زواج مختلط ومصاهرات بين عائلات المدينتين ، ويتواجد حاليا في قرى ( المصرية، حوش السيد علي ، المعيصرة ، زيتا،) الاف السكان من أقرباء لقيادات في الجماعات المسلحة التي اجرمت خلال العامين الماضيين، وهؤلاء الناس يعيشون مع عائلات الهرمل لم يمسهم أحد بسوء رغم عدد الشهداء الذي سقط ورغم التهجير الذي حصل وهذا كله يعود الى نفوذ حزب الله في المنطقة الذي شكل في هذه الحالة مظلة حماية من الانتقام الطائفي وحافظ على وجود مئات العائلات السنية في هذه المنطقة.
اكتب عن الحرب في القصير المدينة التي اعرفها منذ صغري كونها جارة مدينتي الهرمل التي ينبع منها نهر العاصي ليروي القصير وريفها قبل ان يمر عبر الجمهورية العربية السورية من الجنوب الى الشمال ليصب في تركيا، وقد يأتي يوما اروي فيه الكثير من الأخبار التي لم تعلن ولم تنشر عن سيطرة المد التكفيري بدايات العام 2012 على المدينة في تزامن مع العمل الطائفي المنظم الذي بدأ في حمص، التي عايشت بداية العمل الطائفي فيها عبر تواصل من بعض الذين تم اختطاف أبنائهم في المدينة والذين طلبوا مني ايصال أسماء أبنائهم المختطفين لبعض المراجع في المعارضة السورية التي اعرفها و كان يومها اسم (محمد صقر خليف) يتردد في المسؤولية عن عمليات الخطف الطائفي في حمص ولكن خليف هذا بعد الاتصال به اخبر الوسطاء أن اولاد عائلة (دوم) الذين خطفهم تم تنفيذ حكم الشرع بهم وبكل من لا يغادر المدينة من الكفار والمرتدين ، كان (محمد صقر خليف) أول زعيم مجموعة تكفيرية شكلت في حمص وضواحيها قبل الذبح الطائفي الكبير منتصف 2012 والتهجير الطائفي الكبير الذي شهدته المدينة نهاية 2012 . وأذكر يومها اني التقيت في مؤتمر صحافي في فرنسا (برهان غليون) الذي هو ابن محافظة حمص وكان يومها رئيسا للمجالس الوطني السوري وسالته عن اعمال التطهير الطائفي في حمص فرفض ادانتها .

في القصير كان الوضع اخطر وادق فالمدينة التي يوجد فيها خليط ديني ومذهبي محاطة بقرى سورية موالية للنظام بتركيبتها وقرى سكانها لبنانيون شيعة ولكنها داخل الأراضي السورية بفعل التقسيم الذي فرضته فرنسا في اربعينات القرن الماضي ولا أخفي سرا إن قلت ان كاتب هذه السطور له في هذه القرى أقرباء واملاك وبيوت تعود الى مائتي عام خلت.

منذ بداية العام 2012 خرجت مدينة القصير عن سلطة الدولة السورية وبدأت ملامح الإمارة التكفيرية تظهر عليها مع توافد المئات من التكفيريين الغرباء عن بلاد الشام الى المدينة التي شهدت يومها أول عملية تهجير طائفي عبر حرق صيدلية لشخص سوري من آل (حمادي) بسبب رفضه اغلاق صيدليته والمشاركة في التظاهرات ضد النظام، وما لبثت هذه الحالة ان عممت على المؤيدين للنظام او على الحياديين من المسيحيين والشيعة الذين هجروا من المدينة بعد توسع عمليات القتل ضدهم .
بعد تنظيف المدينة طائفيا اتجهت العناصر التكفيرية التي شكل الغرباء غالبيتها وهم من (صوماليين ، توانسة ، ليبيين ، داغستانيين ، شيشان) اتجهت هذه العناصر الى السيطرة على ريف القصير خصوصا الريف الغربي لنهر العاصي الذي يتواجد فيه لبنانيون من أهالي الهرمل، وتم تهجير القرى التالية وافراغها من أهلها وهي: ( ابو حوري، ، الحمام، الأظنية، الفاضلية، عين الدمامل ، سقرجة ، النهرية) وهذه القرى على تماس مباشر مع مدينة الهرمل ، وقد أقام المسلحون التكفيريون منظومة عسكرية متكاملة في كل من (النهرية وسقرجة ) التي أصبحت خط اشتباك يومي مع اهالي منطقة الهرمل حتى شهر نيسان الماضي تاريخ طرد هذه الجماعات من هذه القرى.

في تلك الفترة بدأت عمليات خطف وقتل طائفي بحق أبناء من الهرمل من الذين يعملون في التجارة او سائقي نقل عمومي على طرفي الحدود وكان أول ضحاياه شاب من الهرمل اسمه (محمد سمير بليبل) من الذين ينطبق عليهم مقولة (على باب الله) خطف في ريف القصير ولم يعرف مصيره الا عند عملية تبادل بين ال جعفر والمسلحين، عندما اعترف مخطوفون من القصير أن من خطفه زعيم الجماعات المسلحة (مصطفى صالح عامر) المعروف بعمليات الذبح والقتل، يومها تدخل حزب الله في الهرمل بشكل حاسم ومنع فتنة طائفية كبرى في البلد خصوصا ان في الهرمل حوالي 600 عائلة سورية ومن الانصاف القول ان عشرة بالمائة فقط منها مسلمون شيعة فضلا عن علاقات (مصطفى العامر) في مدينة عرسال اللبنانية التي كان يتردد عليها دوريا.
ولم تتوقف هذه الأعمال حيث تم اختطاف جعفر مدلج وقتله و محمد عبد العباس الذي اختطف وتمت تصفيته، ومن ثم اختطف شخص من آل زعيتر وهذا الرجل ارسل الى أهله مقطعا في كيس من البلاستيك ، وطوال هذه الفترة كان حزب الله عامل التهدئة الوحيد في المنطقة التي كانت ستشهد حملة ثأر طائفي غير مسبوقة لولا تدخل حزب الله الذي كان له اكثر من دور في لجم هذه الفتنة في عمليات التبادل التي تمت أكثر من مرة بين آل جعفر والمسلحين في سقرجة أو في عملية الاختطاف الأخيرة لشخص من آل جعفر في بلدة عرسال شمال البقاع التي تشكل قاعدة دعم وامداد للمسلحين في القصير وحمص.

تزامنت كل هذه التعديات مع وصول عدد المسلحين التكفيريين على حدود مدينة الهرمل الى ما يقارب 17 الف مسلح غالبيتهم من القادمين من خارج منطقة الشرق الأوسط ، وبدأت معالم جبهة تتشكل على حدود الهرمل وكان الأهالي يسمعون عبر اللاسلكي المسلحين بلهجات تونسية وليبية وخليجية حوارات بين المسلحين الذي كانوا يتوعدون اهالي الهرمل باقتحام مدينتهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم، ومن الاتصالات التي رصدت في شهر رمضان الماضي حديث عن نية المسلحين الافطار في مدينة الهرمل.
وتحولت المنطقة خلال العام الماضي الى جبهة حرب حقيقة بين اهالي الهرمل والمسلحين فيما كان موقف حزب الله لأهل القرى المواجهة ان من يريد ان يترك هو حر ومن يريد البقاء له الحرية، في وقت كانت الاشتباكات بين اهالي المنطقة والمسلحين الغرباء تستمر يوما بعد يوم.

في شهر نيسان الماضي حصل التطور الكبير والمرعب في تلك المنطقة بتمكن المسلحين التكفيريين من السيطرة على تل النبي مندو الاستراتيجي الذي يشرف على كل منطقة حوض العاصي وقد أعدمت الجماعات المسلحة حامية التل من جنود الجيش العربي السوري بدم بارد وبدأت عملية تحصين في التل وأتت بمئات المسلحين اليه في استمرار للهجوم نحو قرى شيعية أخرى ( حاويك، زيتا، الديابية) كانت مهددة بالتهجير، وبالتالي يصبح المسلحون يمسكون بجبهة تشكل طوقا من اربع جهات حول الهرمل من جهة سوريا في القصير ومن جهة الشمال اللبناني حيث كانت تدور من وقت لآخر معارك بين ال جعفر ومسلحين في اكوم السورية وثالثة في منطقة عكار ورابعة عبر الطريق المؤدية لبعلبك والتي انتشر فيها مسلحون من الجيش الحر في مزارع سيطر عليها ناشطون سلفيون من عرسال على امتداد سهل راس بعلبك التي تعتبر طريق وصل الهرمل بمدينة بعلبك وبالبقاع.

بعملية تل مندو اكتملت عملية عزل مدينة الهرمل وأهلها، تزامنا مع عملية خطف حسين جعفر التي تطورت الى عمليات خطف مضادة هددت بفتنة طائفية شاملة في لبنان و معها بدت سياسة الصبر والنأي بالنفس سياسة انتحارية بكل معنى الكلمة في وقت انخرط فيه الكثيرون في لبنان من قوى 14 اذار والجماعات السلفية في المعركة التي تحولت الى حرب تهجير وإبادة طائفية ليس لها علاقة بأية مطالب اصلاحية في سورية.
مكره أخاك لا بطل… هذا هو حال المقاومة واهلها في حرب فرضت عليهم ، لم يريدوها ولم يسعوا لها، لكنهم قرروا خوضها حتى الحسم الكامل القريب ومهما كلف الثمن.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 97  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2013 الساعة : 04:38 PM




باي باي سايكس بيكو!


محمد صادق الحسيني

قوية وحازمة هي اشارات الدعم والمساندة للصديق وقاسية و لاذعة هي لمنتقديه:

‘كن حيث شئت انت اما نحن في حزب الله لا يمكن ان نقف في جبهة فيها امريكا والكيان الصهيوني والتكفيريون’ مفتتحا من قمر البقاع اللبناني ‘مشغرة’ فصلا جديدا من فصول نضال حزبه تحت ضغط تحولات ما بعد حرب السنتين على حليفته سورية بالقول:

‘ بعدما كنا ننظر جنوبا فقط صار لابد لنا ان ننظر شمالا ايضا هكذا اجبرونا للاسف’!

نطقها نصر الله بلسانه لكن روحه واحاسيسه كانت لا تزال الى القدس مشدودة لانه سرعان ما استدرك:

‘ ان سقوط سورية لا سمح الله يعني سقوط لبنان والمقاومة وغزة وفلسطين والقدس′!

معلنا بدء مرحلة جديدة سماها مرحلة:

‘تحصين المقاومة وحماية ظهرها… ‘ واعدا جماهيره بالنصر الاكيد في هذه المرحلة ايضا بالقول:

‘ كما كنت اعدكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا’ !

بدا وكأنه وحده بين زعماء العرب من لا يزال يتقن لغة ‘الوفاء للصديق عند الضيق ‘ لكنه كان’ القائد الذي سيحسدنا اولادنا واولاد اولادنا على اننا عشنا زمنه المتألق ‘ كما صرح حليفه من قوى 8 مارس الوزير والنائب اللبناني سليمان فرنجية وهو يحدث طيفا واسعا من اللبنانيين احتشدوا للمناسبة نفسها !

مرحلة قال عنها السيد ان جماهيره ‘سبقته اليها بعام ونصف ومندفعة فيها اكثر مما يتصور العالم، ذلك العالم الذي لم يفهم ثقافة المقاومة والمقاومين ولن يفهمها’ كما اكد نصر الله.

فماذا اراد هذا الرجل الذي بدا وكأنه يغرد خارج سرب العرب وهو يتحدث في عيد المقاومة والتحرير عن هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني؟

اكاد اجزم انه كان يحمل في جعبته قرارا اتخذه مع حلفائه في المشهد الدمشقي لم يرد التفصيل فيه بهذه المناسبة لكنه اراد ان يشي من خلال عنونته للمرحلة الجديدة باهم ما فيه : وداعا لحدود سايكس بيكو.

بمعنى اخر اذا كانت المقاومة في كل من لبنان وفلسطين وايران وسورية والعراق تقاتل حتى الان الصهاينة او الامريكيين فحسب لطردهم من حدود الجغرافية الوطنية فانها من الان فصاعدا وبعد كل الذي حصل من جانب المعسكر الاخر وتحشيده العابر للقارات ضد المقاومة فان المقاومة من جهتها ايضا باتت في حل من اي التزام بجيوبوليتيك سايكس بيكو الاستعمارية.

وهكذا يكون نصر الله بنظر المتابعين قد دشن انطلاقا من ‘مشغرة عماد مغنية’ مقاومة عابرة للطوائف والمذاهب والقوميات والاقطار عنوانها الفقهي : مقدمة الواجب واجب.

وهو ما يعني بالسياسة والممارسة على الارض بان حماية سورية من السقوط بأيدي الاغيار باتت اولوية عاجلة لابد منها على طريق تحرير فلسطين.

وهي دعوة غير مباشرة ايضا لاشعال جبهة الجولان بأيد عربية واسلامية عابرة للجغرافية السورية.

الجغرافية الجديدة التي سيسجل التاريخ بان ‘القصير’ لم تكن سوى الشرارة التي رسمت اولى معالم سورية الجديدة العابرة لحدودها ودورها التقليدي الذي لطالما اعتدنا عليهما!

وكما نصر الله كذلك هي القيادة العليا في طهران فهي من وجهة نظر عارفيها ومتابعيها باتت هي الاخرى ترى ما يراه نصر الله في ان الدفاع عن سورية اليوم بات جزءا لا يتجزأ من الامن القومي الايراني لا بل جزءا لا يتجزأ من مواصفات الرئيس المقبل وهي التي تستعد لاستحقاق الجولة الحادية عشرة لانتخابات الرئاسة عندها !

من يقرأ البرقيات القادمة من طهران على خلفية الترشيحات والترشيحات المضادة لمنصب الرئيس وبرامج المرشحين ويريد ترجمتها على ارض بلاد الشام في خضم تجاذبات الحرب على سورية لا يمكنه الا ان يقرأ تطابقا بين صانع القرار الايراني الاول و غرفة عمليات قيادة حاركة حريك!

فطهران هي الاخرى قررت الخروج على ‘المألوف’ وفتحت ‘بازار’ معركة الرئاسة بناء على ترمومتر معادلات الميدان في سورية السند والظهير للمقاومة اللبنانية والفلسطينية’ واضيفت ميزة جديدة لمواصفات اي رئيس ايراني عليه ان يتمتع بها وان يتقن فنها اذا ما اراد تحقيق الفوز الا وهي ميزة القدرة على مواكبة الحدث المقاوم على حدود فلسطين المحتلة!


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 98  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2013 الساعة : 04:39 PM




السيد نصر الله أطلق معركة ما بعد القصير…


أنطوان الحايك

حفلت عطلة نهاية الأسبوع بأكثر من حدث مفصلي أرخى بظلاله الثقيلة على الساحة الداخلية، ففي وقت كان فيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يعقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، العائد حديثاً من جولة راعوية استمرت حوالي الشهر، في محاولة منه لامتصاص نقمة الشارع المسيحي الذي شكا من خطواته التي أدت إلى اجهاض مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي، وأعادت التوتر إلى الساحة المسيحية، كان أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله يحدد معالم المرحلة، ويطلق معركة ما بعد القصير، وهي معركة تحمل أبعاداً استراتيجية بعيدة كل البعد عن الاستحقاقات الداخلية، وتتمحور حول اعلان الحرب على ما وصفه السيد نصر الله بالفكر التكفيري.

وفي غمرة الحدث السياسي، عاد الوضع الأمني ليتصدر الاهتمامات الرسمية والشعبية من بوابة الضاحية الجنوبية، التي تلقت الرد المباشر على الرسالة التي كان السيد نصر الله قد وجهها قبل ساعات معدودة إلى الخارج قبل الداخل، بيد أن الحزب نفسه اعتبر أن اطلاق الصاروخين وانفجارهما في الضاحية رسالة رد وصلت بوضوح، وبالتالي فإن شيئاً لن يغير من قناعات الحزب ولا من سياساته الخارجية والداخلية، لا سيما في هذه المرحلة البالغة الحساسية، والتي يتم خلالها عزل الحزب اقليمياً تمهيداً لتوجيه ضربة قاضية ليس فقط له، بل للمحور الاقليمي الذي يعمل من خلاله.

وبالعودة الى رسالة السيد نصر الله، اعتبرت مصادر قريبة من الحزب أنه اراد افهام من يعنيهم الأمر أنه بات واحداً من الأرقام الاقليمية الصعبة، وأن دوره في المرحلة المقبلة لن يقتصر على الداخل اللبناني، ولا على الحدود مع اسرائيل، إنما على طول المنطقة العربية باعتباره تحول إلى خط دفاع ثان بعد أن انهيار مقاومة حركة “حماس” وخروجها عن منظومة الردع الاقليمية، وانضمامها إلى قائمة التنظيمات التي تدور في فلك حركة “الاخوان المسلمين” وامتداداته المصرية والسعودية والقطرية بحسب التعبير، وما تأكيد السيد على مشاركة حزبه في حرب القصير الا مقدمة لرسم الأدوار الاقليمية الجديدة التي ستبرز بعد مؤتمر جنيف 2 والتي لن يكون لبنان ولا الحزب بمعزل عن تداعياتها.

ويبدو بحسب المصدر أن فريق 14 آذار استوعب الرسالة جيداً وفهم مضمونها، ولهذا سارع إلى الرد العنيف على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اعتبر بدوره أن نصر الله اعلن عن وفاة المقاومة في عيدها، مستعيداً المشهد عينه الذي ساد الساحة اللبنانية في أعقاب حرب تموز الماضية، وما هذا الكلام الا تأكيداً على أن مشاركة “حزب الله” في معارك القصير ساعدت على تغيير المعادلة العسكرية، ليس فقط من وجهتها الميدانية بل بوجهها السياسيي أيضاً، وذلك انطلاقاً من معادلة جديدة وهي ابعاد الكأس المرة عن الحزب في لبنان طالما أنه قادر على شربها في سوريا.

بدوره اتهم قيادي في تيار “المستقبل” السيد نصر الله باستقدام الحرب السورية إلى لبنان، فصحيح أن التيار يدعم المعارضة السورية منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة، ولكنه لم يدخل الحرب الميدانية بشكل مباشر ، فيما فعل “حزب الله” العكس، فدخوله الميدان السوري بهذا الشكل الاستفزازي، بحسب تعبيره، من شأنه أن يدفع بالتنظيمات السلفية والأحزاب اللبنانية الدائرة في فلكها إلى “الجهاد” انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن الساحة تحولت بعد خطاب أمين عام “حزب الله” إلى أرض خصبة للفتنة السنية الشيعية التي تزداد حدة استعارها يوماً بعد يوم.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 99  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2013 الساعة : 04:41 PM




نصر الله: لكم لبنانكم ولي لبناني


ناهض حتر



إنها مرحلة نوعية جديدة من الصراع الدموي المديد في المشرق، تلك التي أعلن عنها الأمين العام حسن نصرالله. لسنا، فحسب، أمام قرار حزب الله بالمبادرة ـــ المتأخرة، بنص كلام نصرالله، سنة ونصفاً ـــ إلى كسر فكّي الكمّاشة اللذين يكادان يطبقان على وجوده: إسرائيل جنوباً والإرهاب شمالاً، وإنما، بالأساس، انتقال الحزب، كقوّة مقاتلة، من المحلي اللبناني إلى المشرقيّ، وتالياً العربيّ والدوليّ. بذلك، تحوِّلُ المقاومةُ لبنانَ الصغيرَ إلى لاعب إقليمي رئيسي في نتيجةٍ، تحدث كمعجزة تاريخية، جرّاء حساباتٍ خارج الماديّ، بل بحسابات الإرادة والدمّ.

وراء جبران، يكرر نصرالله: «لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني». لكنها، اليوم، أحلام تتجسّد في إرادة فاعلة، وأماني يسندها العزم والدم… لبناني ـــ أنا نصرالله وصحبي ـــ مجيد كبير، بحجم استقلاله ودوره.

يليقُ بلبنان هذا الدور لثلاثةٍ: أنه الرائد في العروبة الحضارية، والرائد في الثقافة التقدمية، والرائد في المقاومة الحقيقية. وها قد جاء الوقتُ لكي تصبّ الرياداتُ في المعجزة التي كسرت الشروط الموضوعية وموازين القوى، ووضعت لبنان الصغير، استراتيجياً، في حجم الكبار من دمشق إلى بغداد إلى طهران إلى موسكو، لا بل حوّلته إلى دينامو هذا الحلف المتكوِّن في لهيب الضرورة التاريخية لنشوء العالم المتعدّد الأقطاب.

■ ■ ■

في قلب كل ذلك، فإن حزب الله لا يغامر، ولا يستثمر الدم في دورٍ؛ فالمهمة، بالنسبة إليه، هي، بالدرجة الأولى، مهمة دفاعية بامتياز. ذلك أن المشهد المتكوّن حوله، هو، بالفعل، مشهد الكمّاشة: من الشمال هجمة الجيش التكفيري للحلف الأميركي الخليجي الإسرائيلي، تطلّ على لبنان من غربيّ العاصي، وتكاد تعطّل أهم خطوط الإمداد للمقاومة، ومن الجنوب، تستعد إسرائيل ــــ مستغلةً ضغوط الحرب السورية على الحزب والموجة المتصهينة في المنطقة العربية التركية ــــ لشن عدوان انتقامي على جنوب لبنان، لا يثأر، فحسب، لهزيمة 2006، وإنما يطمح إلى تنفيذ مشروعه القديم ــــ الجديد، أي اجتثاث المقاومة وتأديب حزب الله، واستعادة ذلك اللبنان الضعيف الأسير في قبضة الردع والتدخل الإسرائيليين، بل ربما إلى استعادة الشريط الحدودي وجيش لبنان الجنوبي أو اتفاقية أكثر اذلالا من اتفاقية 17 أيار. هكذا تغدو المعركة ضد الإرهابيين في قصير حمص، هي نفسها المعركة ضد الإسرائيليين في الجنوب اللبناني؛ إنها معركة واحدة، لا بالمعنى الاستراتيجي فقط، بل بالمعنى التكتيكي أيضا. في القصير يقاتل حزب الله عن مارون الراس.

بلا فتوى، و«بكلمتين»، يستطيع حزب الله أن يجمع حوله عشرات الألوف من المقاتلين المتطوعين لخوض الحرب على الجبهتين، الشمالية والجنوبية. ليس في ذلك محض استعراض للقوة، بل إقرار لواقع يتمثل في قدرة المقاومة على القتال، في آن واحد، ضد التكفيريين والإسرائيليين معا، بل قل ضد الوهابية ـــ الصهيونية، بجناحيها؛ فليحذر الجناحان من الخطأ القاتل في الحسابات. إلا أن المعركة الراهنة الآن، هي معركة تأمين ظهر المقاومة وظهيرها. والانتصار في هذه المعركة، ضروري، فهو، إذاً، حتميٌ بالنسبة لأولئك الذين علّموا التاريخَ أولوية الإرادة، مستعدين، دائماً، لتسديد أتاوته. وهو انتصار سيحفظ لكل اللبنانيين، وطنهم قوياً مستقلاً تعددياً قادراً على استغلال امكاناته وثرواته وتحقيق الأرضية اللازمة للثورة الاجتماعية الداخلية.

■ ■ ■

لكن لمعركة حزب الله في سوريا، بعدٌ لبناني مشرقي. إنه الدفاع عن روح المشرق التعددي في مواجهة الحملة الهمجية لإلغاء الآخر، بإخضاع السنّي غير الوهابي، بل غير القاعديّ، إلى خيار أن يكون وهابياً قاعدياً قاتلاً أو مرتداً مقتولاً، واجتثاث أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى بالذبح الحلال، وتهجير المسيحيين، وتحريم العلمانية واليسار والقومية، واستعباد النساء من كل الملل.

هذه المعركة، معركة المقاومة ضد الهمجية، وحدها، جديرةٌ بأن تُخاض، لا دفاعاً عن الشيعة، بل عن السنّة أولا، والمسيحيين ثانياً؛ وبذلك فهي معركة الدفاع عن لبنان، الصورة المصغّرة للمشرق التعددي. وقد وهبنا الله الرحمن الرحيم، حزبه المستعدّ ليخوض المعركة، نيابةً عنا جميعاً، جنباً إلى جنب مع جيش المشرق الباسل، الجيش العربي السوري. وطالما أن الهجمة الهمجية من سوريا إلى العراق إلى فلسطين والأردن، تمضي في خط واحد، هو الخط الوهابي الصهيوني، فإن إرادة حزب الله ووعيه وقدراته، تحوّله، اليوم، إلى قوة مشرقية.

■ ■ ■

على المستوى الإقليمي ــــ الدولي، معركة حزب الله المزدوجة، تحوّله الحجرَ الكريمَ الثمينَ الذي يسند جداراً يُشادُ لحرية الشرق كله من الاستعباد الأميركي ــــ الصهيوني، ويكتب، بالدم، دور لبنان الاستثنائي في ولادة العالم المتعدد الأقطاب.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.67 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 100  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-06-2013 الساعة : 11:06 PM




كسر قواعد اللعبة في سوريا: إما جنيف -2 أو حرب شاملة

لؤي توفيق حسن *
(نحن نثق في قوتنا دون التباهي بها، ونحترم قوة الآخرين دون الخوف منها)
توماس جيفرسون

جاءت كلمة كيري في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في عمان قبل أيام بمثابة الماء البارد على الرؤوس الساخنة. وكان من بينهم وزير خارجية الأردن ناصر جودة. ففي دردشةٍ له مع الإعلامين قبل ساعات من انعقاد المؤتمر، أكد لسامعيه وجود اتفاق روسي أمريكي على "مرحلة انتقالية من غير الأسد ". فاجأ كيري المجتمعين في عمان، حيث لم يأت على ذكر رحيل الأسد كما درج المسؤلون الأمريكيون. اقصى سقف بلغه في هذا الشأن عبر عنه في قوله: "ندعو الرئيس الأسد إلى اظهار نفس الالتزام من اجل احلال السلام في بلاده"..

لعل المفاجأة مبعثها أن الوزير كيري سبق وأن قال خلال لقائه الوزير جوده في روما في الثامن من ايار /مايو : " الأسد ينبغي أن يتنحى كجزء من أي حل سياسي للأزمة في سورية ". وفي معرض حديثه عن أهمية توصل أطراف الصراع إلى حكومة انتقالية قال كيري في اليوم المذكور :" إن الرئيس الأسد ينبغي أن لا يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية". نلفت الى أن هذا الكلام الأمريكي جاء بعد لقاء كيري ـ لافروف في موسكو، اللقاء الذي وصفه المراقبون بأنه كان ناجحاً.



فماذا وراء الأكمة حتى أخذ الأمريكيون في تغيير لهجتهم؟ لكن قبل ذلك من المفيد أن نتذكر أن واشنطن لم تكن على عجلة بعد أن فرغ أملها ممن تصفها بـ"المعارضة المعتدلة" في أن تكون بديلاً حقيقياً عن النظام الحالي، ثم ومع تنامي نفوذ "جبهة النصرة " بوصفها القوة الفعالة على الأرض في سوريا، تأكد لواشنطن أن الخيار الأنسب هو استنزاف طرفي الصراع بفوضى مفتوحة من قتال دام. وفي هذا السبيل ولكي تبقى عجلة الفوضى على دورانها ظلت أمريكا تمني المعارضة بالوعود، حتى بعد لقاء موسكو! ووفقاً لعبارات مدروسة: حظر الأسلحة المتطورة للمعارضة خشية وقوعها بيد القاعدة، مع دعم لوجستي واستخباري لها متى أخذت الكفة تميل لصالح الجيش السوري؛ تبديد أي مخاوف لدى المعارضة عبر إغداق الوعود التي تؤكد جديّة الغرب في إزاحة الأسد تولاها الكومبارس الفرنسي والبريطاني الذي كان يتحدث مع المعارضة عن الجهود المبذولة " لإقناع باقي الشركاء الأوروبيين " لرفع حظر تزويدها بأحدث بالأسلحة! فيما كان الإيعاز الأمريكي (للحلفاء) الخليجيين هو في دفع المال كنوع من المسكنات للحفاظ على الروح المعنوية للميليشيات المعارضة! الحال ذاته مع معارضات الخارج والتي تبدى الانهيار في معنوياتها بانكفاء العديدين منسحبين من صفوفها أمثال سهير الأتاسي، وليد البني، كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا ويحيى الكوري وغيرهم وغيرهم من قائمة طويلة فيما أخلى معاذ الخطيب (الساحة) مستقيلاً بعد أن أدرك أن (محله من الاعراب) لا يتعدى المفعول به أو الاسم المجرور بحرف جر !!!.

ماذا حدث حتى غيرت أمريكا خطابها لتعيد حساباتها بسرعة وبشكل ملحوظ وخلال فترة زمنية قصيرة ؟! والجواب عن ذلك أن قواعد الاشتباك قد اخذت تتغير. روسيا تعلن أنها ستزود سوريا بصواريخ س س 300، أو زودتها بها..يُقال إن المنطقة الساحلية باتت مغطاة بها. سوريا من جهتها تسلم حزب الله "سلاحاً كاسراً للتوازن"، وهو أمرٌ لا يمكن أن تقدم عليه القيادة السورية من غير موافقة الجهة المصنعة أي روسيا؛ وتلك رسالة لها مدلول كبير. بالإضافة إلى ما سبق قدم سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الذي القاه بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس إذاعة النور، حزمة من المفاجآت وهي أيضاً من النوع الكاسر لقواعد الاشتباك وهذه عناوينها:

1ـ حزب الله مطمئن لقدراته في ردع العدو عن أية مغامرة باتجاه لبنان وهو ينقل بعض مقاتليه إلى سوريا، وبالأخص منطقة القصير الإستراتيجية. للتذكير هنا نلفت أن سيد المقاومة ألمح إلى هذا الأمر وفهمه كل المتابعين لخطابه في المناسبة المذكورة ،وذلك قبل أن يعلنه صراحة وبوضوح في خطابه في عيد التحرير، بل لعل الجديد في هذا الأمر جاء في الإشارة للمدة الزمنية التي مضت على مشاركة مقاتلي المقاومة في القتال الدائر في سوريا . ـ"منذ عدة أشهر"ـ . هذه المشاركة التي قلبت موازين القوى راساً على عقب.

2 ـ المقاومة تعلن عن دعمها للمقاومة في الجولان تدريباً، وعن مشاركة مباشرة، وهي في هذا قد التقطت طرف الخيط بعد أن أعلن الرئيس الأسد خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني "أن الجولان سيصبح جبهة مقاومة" . من الصحيح أنه تلا هذا التصريح إعطاء ضوء أخضر للهيئة الشعبية لتحرير الجولان لتشكيل كتائب مسلحة، لكن اللافت ما كشف عنه علي اليونس عضو اللجنة المركزية للهيئة المذكورة قبل أيام من أن الهيئة "ستنسق مع حزب الله في هذا المجال لمواجهة الكيان الغاشم لأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".

بناءً على ما سبق فإن دخول مقاتلي حزب الله إلى ساحات المواجهة في سوريا يتخطى التصدي للقوى التكفيرية ليصل إلى خربطة اللعبة من أساساتها!! أي نقل المعركة من القصير لتصل الى مشارف هضبة الجولان. محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية يقول "عندما قال الأسد هذا‏..‏استقبل المسؤولون الإسرائيليون ذلك بالسخرية‏.‏ لكن عندما يوجه الأسد ونصر الله نفس التهديد فينبغي أن يؤخذ على محمل الجد "، واضاف يمكن أن يبدأ حزب الله في العثور على موطئ قدم على الحدود السوريّة الإسرائيلية التي تتسم بالفوضى في غياب حكومة مركزية في دمشق.‏

بناء على كل ما سبق باتت أمريكا و(حلفاؤها) الغربيون أميل لحل سلمي في سوريا. غير أن هذا سيضع أمريكا أمام سؤال كبير: كيف يمكن اقفال الملف السوري مع وجود الأسد؟! أما العودة إلى البدء فقد باتت صعبة مع كسر قواعد اللعبة كما أسلفنا، والعودة إلى المربع الأول قبولاً بالأسد سيفقد أمريكا هيبتها، ومصداقيتها،وسيضع حلفاءها في أصعب الحالات.. هل هذا الاستعصاء ينتظر أمراً ما في جنيف ـ2 ؟؟! أو حرباً على جبهة واسعة؟!!. السيد وعد بالنصر كما وعدنا به على أبواب حرب صيف 2006 . وعد وصدق.
(كاتب من لبنان)


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:04 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية