|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 57467
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 3,238
|
بمعدل : 0.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-05-2011 الساعة : 07:00 AM
عملاق تتلاشى الاقزام امامه
خاطرة منقولة:
ربما تورم حاجباه من لكمات الجلاوزة، ولعل الدماء لونت الشعر الابيض في شيبته، او لعل قدمياه عجزا عن حمل جسده ا لمثخن بالجراح، لكن كلا منها اصبح اكثر بلاغة في الافصاح ليس عن ظلامته فحسب، بل عن معاناة شعبه جميعا. رآه بعض المحامين هذا اليوم في غرفة التنكيل التي ألبست لبوس القضاء، فأنكره، حتى اقترب منه وتعرف عليه متسحضرا بعض ملامحه التي غيرها التعذيب،. تحدث اليه بضع كلمات فيها شيء من العطف، فاذا بالرجل يمتعض من ذلك الخطاب فتنطلق كلماته بالتحدي والعزيمة والثبات، فكأن بحرا لجيا يفصل بين الجسد الذي صلت عليه سياط الاعداء، والروح التي حفظها الله من كل سوء، فنطقت بالظلامة والتحدي والثبات، ما اعتاد يوما ان ينحني لجلاد، وما كان له ان يتراجع عن موقف، فقد رفض ان يعيش على هامش الحياة، بل كان حاضرا في الميدان، خصوصا عندما يرى انحسارا من الشعب في ساعات العسرة وعندما تدلهم الخطوب. لم يتقن سوى لغة التحدي والاصرار على الموقف، ولم يتقن لهجة الاستعطاف او التذلل او الاسترحام، سوى من الله وحده. فمنذ آن تعمق ايمانه بربه، أيقن ان النصر لا يأتي الا من الله، "وان الكافرين هم اصحاب النار". يواجه جلاديه وينصحهم فلا يسمعون، فيكتفي بمخاطبتهم قائلا: "فستعلمون ما أقول لكم، وأفوض أمري الى الله، ان الله بصير بالعباد". غرف من ماء اوال، فما عشق غيرها، وما تلذذ بمعين من سواها. ينظر الى الطغاة فتختلج شفتاه قائلتين: فما اتفه الخليفيين وما أشد عزيمة المجاهدين الصابرين المحتسبين.
محمد حسن محمد جواد، رجل عادي في نظر الكثيرين، فقير بلا مال، شأنه شأن البحرانيين الذين احتوش الذئاب خيرهم، مستضعف بلا ظهر، كما هم اهل البحرين الكرام ا لذين لا يحمي ظهرهم الا الله المقتدر الجبار، مظلوم، شأنه كآلاف البشر من ابناء هذه الارض الطاهرة الذين لا يستطيعون رد الظلم الخليفي عنهم الا بالاستعانة بالصبر والصلاة، مهشم الاعضاء، كما يفعل بالشباب والصبية والنساء، وكما يمارس بحق العلماء والاطباء والاعلاميين والفنانين والرياضيين، فكأنه اختزل معاناة الشعب في شخصه، حتى لكأن قضيته برمتها مختصر مفيد لقضية شعب واصل جهاده وصموده منذ اربعين عاما على الاقل. منذ ان فتح قلبه على قضية الشعب، رفض ان يعيش الا مع المظلومين والمستضعفين. رأى لذته في الحضور الميداني حتى عندما يغيب كبار القوم. الدين لديه شهادة وحضور وموقف، فلا تكتمل الصلاة الا اذا نهت عن الفحشاء والمنكر، ومن أبشع أشكالهما مسايرة الطغاة، فلا تستقيم تكبيراته مع الخشية من بطش الطغاة، لان الله هو المنتقم الجبار الذي تتصاغر الجبابرة امام عظمته، ويتلاشى الخليفيون امام جريان سننه. عندما وجد ان الافواه قد كممت في موسم عاشوراء الماضي، أبى الا ان يكون صوته ملعلعا في شواع المنامة، حتى لكأنه أبوذر الذي رفض الصمت عندما بحث الكثيرون عن الأمن الشخصي تحت رداء الصمت. وحده كان الشاهد والشهيد عندما رفع صور السجناء لحظات حتى انقض عليه القتلة واقتادوه الى واحدة من غرف التعذيب لينال من العذاب فوق ما يطيقه جسده المثخن بالجراح.
تجاوز الستين، وروحه تزداد حيوية وشموخا، قضى سنوات عمره من سجن لآخر، لكن عزيمته ازدادت رسوخا، وتعمق ايمانه بقضيته حتى بلغت حد اليقين. عاصر العديد من الجلادين: ابتداء بهندرسون، مرورا بعبد الرحمن بن صقر آل خليفة (الذي مات واصبح ماثلا امام ربه بسبب جرائمه بحق الابرياء) وصولا الى خليفة بن عبد الله آل خليفة الذي تجاوز الجميع في ممارسة التعذيب بحق الشباب والشيوخ، النساء والرجال، بدون وازع من ضمير او رادع من مبدأ او انسانية. لم يراوده شيء من الخوف يوما، فلتشبع سياطهم من الجسد المتعب، فلن ينحني امام ارادتهم، ولن يتراجع موقفه المطالب برفع الظلامة عن شعبه، والسماح لاهله بتقرير مصيرهم. عاش في السجن زمنا يفوق فترات حياته خارج الزنزانات. واعتاد جسده كافة اشكال التعذيب الذي لا رحمة فيه او انسانية او رأفة. سخر من الجلادين الذين رأى في قسمات وجوههم علائم العبودية والخنوع والجريمة. نظر الى الواحد منهم فرآه منسلخا عن انسانيته، فرأف به حتى عندما علقه من يديه ورجليه بطريقة "الفلقة". كان الجلادون قساة غلاظا بدون قلوب او عاطفة او رحمة، فكانوا يمعنون في جلده بالسياط، ويتلذذون بالدماء المنبعثة من الجسد الطاهر، لكنه ينظر وقد تشوش بصره، الى اشباح في هيئة الرجال، تهوي بسياطها عليه، فيشفق عليهم ويلعن الطغمة التي اصبحت سببا لشقاء هؤلاء في الدنيا والآخرة. هل يعيش السفاحون حياتهم بأمن او لذة او ذوق؟ ألا تصك مسامعهم عندما يأوون الى فراشهم متعبين من جلد الابرياء، صرخات الضحايا واستغاثات الاطفال والنساء؟ ما لهؤلاء يموتون وهم احياء؟ أحقا ان بامكان الجسد ان يعيش بدون روح تشعر او ضمير يتحرك؟ هؤلاء الجلادون امتهنوا لعق الدماء حتى اصبحوا أقل شأنا من الوحوش الكاسرة التي تلتهم ما حولها بدون حساب.
هذا البحراني الشهم، اصبح، امام اشباه الرجال المختفين في قصورهم بعيدا عن مواجهة الشعب الغاضب، عنوانا لصلابة الارادة ووضوح الرؤية وقوة الاداء. ولذلك اعتبروه واحدا من القادة الذين يخططون لقلب نظام حكمهم، فهم يتذكرون صيحته في عاشوراء في ذروة القمع السلطوي ولسان حاله يقول: يا للمسلمين! هؤلاء يخيفهم صمود البشر، لان ذلك الصمود يؤكد فشل كافة اساليب البطش التي استعملوها ضد البشر: "يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله آني يؤفكون". دوره القيادي الذي اضفوه عليه قد لا يكون بعيدا عن الواقع. فمن يتواجد في الميدان دائما، وفي مختلف ساحات المواجهة هو القائد الحقيقي للجماهير: تخشاه الاعداء، ويحترمه الاصدقاء، ويقدره الاحرار، وتنحني له الشعوب، وتستذكره الاجيال. كان محمد حسن جواد، واحدا من اولئك القلائل الذين قضوا نصف قرن من اعمارهم صامدين امام الاعداء، غير آبهين بعدة فرعون وعدد جنوده، وغير مكترث بقض قريش وقضيضها. فهو مشروع نهضة شعب وابتعاث امة وصرخة جيل، صوته عنوان تغيير، وموقفه طريق صمود، وارادته اداة لصناعة الموقف وفرض النصر. عرفه الاعداء كذلك، وان جهله الاصدقاء. هو اليوم مرتهن في اصفاد العدو، ولكنه يمثل تحديا اخطر عندما يكون وراء القضبان، لان دعاءه مظلوما هناك يصل الى اعماق الغيب، ولا يحجبه عن الله حجاب. سيحكمون عليه بما شاؤوا، مع ا خوته الابطال، عنوان الكرامة والمجد، وضمير الامة المغيب، وسيكون ذلك الحكم عليهم وليس لهم، لان غضب الله سيحل عليهم، فيسقطون كورق الخريف، ويتلاشى الذكر الخليفي الى الابد، وتتحرر البحرين من جديد، ويبتسم احفاد محمد حسن جواد وحسن مشيمع وعبد الوهاب حسين، ويومئد يفرح المؤمنون بنصر الله.
تفاصيل محاكمة الرموز
عُقدت اليوم أول جلسة من جلسات المحكمة العسكرية التابعة لنظام آل خليفة وقد احضر المعتقلون من الرموز والعلماء ولم يكن مسموحا لهم التحدث مع بعضهم البعض ولا مع اهاليهم وقد بدا واضحا ان معظمهم من دون محاميا والبعض الأخر محاميهم معتقل وهو المحامي محمد التاجر ....
وقد استطاع بعض المتهمين البوح لأهاليهم عن بعد ببعض فصول التعذيب والمعناة فهم لم يلتقوا او يشاهدوا بعضهم البعض الا اليوم في قاعة المحكمة الخليفية وعن بعد فكل متهم ومنذ اعتقاله وإلى اليوم يرزح في زنزانة إنفرادية في سجن سري وقد عبر الكثير من المعتقلين الرموز عن تعرضهم للتعذيب المستمر وقد بدا التعب عليهم ألا انهم يتحلون بمعنويات عالية جدا.
تأجلت المحمكمة العسكرية حتى يوم الخميس القادم اي بعد 3 ايام وقد هدد القاضي المعتقلين بأنها آخر فرصه لهم لتوكيل محامين ........
- ابراهيم شريف السيد بدون حلاقة وبدت لحيته وشعره طويلا للغاية كما بدا عليه الضعف الجسدي.
- عبد الهادي الخواجة تعرض لكسر في الفكين واجريت له عملية جراحية جراء التعذيب .
- عبد الوهاب حسين بدا عليه التعب وهو يعرج في مشيته وآثار جرح فوق حاجب العين.
- حسن مشيمع ايضا بدا عليه الضعف البدني ويعرج في المشي.
- محمد برويز - بدت آثر التعذيب واضحة عليه خصوصا معصمية.
- الشيخ محمد حبيب المقداد بدا عليه الضعف الجسدي وآثار تعذيب واضحة.
مكان الأعتقال يعتقد أنه مبنى جهاز الأمن الوطني في القلعة حيث ذكر المعتقلون انهم في انفرادي تحت الأرض ولا يسمع فيه غير اصوات التعذيب. كما ان كل المعتقلين كانوا من دون حلاقة.
|
|
|
|
|