اذا اردنا ان نعبر عن حكم غريب مستهجن صدر في خصومة بين الناس نقول عنه " حكم قراقوش " .
فمن هو قراقوش ؟؟
الأمير قراقوش بن عبد الله المسمى بهاء الدين هو رومي ولد بأرمينيا في آسيا الصغرى و كان مملوكاً لصلاح الدين الايوبي أو لعمه شيركوه.
وكان شيركوه وزيراً لآخر خلفاء الفاطميين في مصر عام 564 هجري، حاول أن يسلب السلطة لنفسه ولكنه توفي قبل أن يستتب له الأمر في البلاد .
وهنا ظهر قراقوش على المسرح السياسي المصري ، اتفق مع القاضي عيسى على أن يدبر الأمر لصلاح الدين بعد عمه شيركوه ، فنجحا فعلاً في أن يولياه الحكم في مصر و كان هذا بدء المستقبل السعيد لفاتح بيت المقدس.
حفظ صلاح الدين الجميل للرجلين فلم ينبذ صداقتهما بل كان أول ما فعله ليكافئ قراقوش على إخلاصه أن عهد إليه حراسة أملاك الفاطميين و الإشراف عليها .
وفي عام 567 هجري عندما أعلن صلاح الدين خروجه على الفاطميين واستيلاءه على الحكم في مصر لنفسه ، جعل من قراقوش حارساً و مشرفاً على أملاكهم في مصر وفي عام 572 هجري كلفه بأن يقوم بتشييد الحصون في القاهرة بما فيها القلعة الحالية.
و كان من عادة صلاح الدين إذا سافر عن مصر أن يترك أحد أبنائه فيها ليراقبه ، و لكنه لم يفعل هذا في سنة من السنين فترك قراقوش لنفسه العنان وشط أحكامه عن حد العقل و الحكمة .
وصل قراقوش بعد وفاة صلاح الدين إلى قمة النفوذ و السلطان ، فلما مات الملك العزيز ابن صلاح الدين عام 595 هجري ترك ابنا قاصراً لم يبلغ يعد سن الحكم و السلطنة و عين له الأمير قراقوش وصياً و مشرفاً على شؤون المملكة.
تروى عن قراقوش و أحكامه الغريبة قصص كثيرة منها :
قراقوش و أموال الصدقة
كان من عادة قراقوش كل عام و في وقت خاص أن يتصدّق بمبلغ كبير من المال على الفقراء والمحتاجين.
و أتى يوم و قد وزع قراقوش هذا المبلغ كله، إذ أتته امرأة تشكو له وفاة زوجها وهي لا تجد ثمن كفنه.
فقال لها قراقوش : إن مال الإحسان قد صرف كله هذا العام فارجعي الينا في العام المقبل لنعطيك بمعونة الله ثمن الكفن !!
قراقوش و قصة المرأة الحامل
وحدث أن نزل جندي في مركب فيها فلاح و امرأته، فضرب الجندي امرأة الفلاح و كانت حاملاً في سبعة أشهر فأجهضها.
فمضى الفلاح إلى قراقوش يشكو له أمر هذا الجندي .
فحكم قراقوش على الجندي أن يأخذ امرأة الفلاح في داره حتى تحمل مرة أخرى في سبعة أشهر ثم يردها إلى زوجها كما كانت.
وعندما سمع الفلاح هذا الحكم قال : أيها السيد العظيم، إني ارجع عن شكوى و اترك أمري إلى الله وعدالته .
قراقوش و مال الدين
و شكا دائن مدينه لأنه لا يقوم بدفع ما اقترضه ، فاحتج المدين بأنه فقير و لكنه كلما جمع لصاحب الدين شيئاً من المال و ذهب ليرده إليه لم يجده فإذا ما أتى إليه الدائن و طالبه بدينه كان الرجل قد صرف ما جمعه من مال وازاء هذا حكم قراقوش بأن يسجنوا الدائن حتى يتمكن مدينه من العثور عليه إذا ما أراد أن يرد له ماله فلم يتردد الدائن من أن يتنازل عن دينه .
قراقوش و اللص
شكا رجل إلى قراقوش أن بعض اللصوص قد سرقوا داره ، فسأله : هل هناك باب خاص يقفل الحارة التي تقطنها ؟
فأجاب الرجل : بنعم .
فأمر قراقوش أن يخلعوا هذا الباب و يأتوا به اليه ، و لما احضروا الباب ، أمر أيضاً أن يسوقوا إليه جميع سكان الحارة، و في حضرة هؤلاء اقترب قراقوش من الباب و كلمه همساً ثم التفت إلى الجميع و قال: لقد سألت هذا الباب فأجابني أن للسارق ريشة فوق رأسه .
و كان أن رفع أحدهم يده فوق رأسه ليتلمس موضع الريشة، و قبض عليه قراقوش وأمر بضربه حتى اعترف بالسرقة .
قراقوش و الميت الحي
أراد ولد أن يتخلص من أبيه البخيل بأن يدفنه حياً فجاء إليه و بعض الرجال ، فانتهزوا فرصة نوم الرجل العجوز ووضعوه في النعش و حملوه إلى مدفنه .
في الطريق مرَّ بهم قراقوش فصرخ الرجل من داخل نعشه العدالة و الرحمة ، فاستوقفهم قراقوش و سألهم عن الخبر، فتكلم الميت و شرح القصة و لكن الابن احتج قائلاً :
أيها السلطان العظيم إني أؤكد موته و لكنه لم يفعل هذا إلا ليسبب لي المتاعب بعد وفاته كما سببها لي في حياته و اسألوه شهودي يؤمنوا على قوله.
و أمن الشهود للسلطان على أن الرجل ميت حقاً .
فقال السلطان : إذن فقد انتهى الأمر ، إن شهادة شخص واحد لنفسه لا تكفي فاحملوا هذا الرجل سريعاً إلى المقبرة إذا لو استمعنا إلى كلامه لما رغب أحد أو رضي أن يدفن كما أراد له الله .
قراقوش و قميصه الطائر
و يحكى أيضاً أنه ترك قميصه على جبل المقطم ليجف فهبت الريح و حملت القميص على السفح الآخر من الجبل فركع قراقوش و قال ( الهي ، أشكرك و أحمد لك نعمتك إذ لو كنت الآن مرتدياً قميصي لحملتني الريح كما حملته ).
قراقوش و الطائر الفار
و يحكون أيضاً أن طائراً له مزق قفصه فأمر قراقوش أن ( أسرعوا و اقفلوا ( باب النصر) و ( باب الفتوح ) ) حتى لا يفر الطير من القاهرة
عزيزتي ...واختي ....زخات مطر
لااوافقك ..بما سطرتيه ..
الماضي ...جزء لايتجزء من حياة الانسان....بما فيه من مساوء ..وخذلان ..وعثرات ..وخيبات
لانه ..ماضينا .ولاننكره .....ولانغمض عيننا له ...
علينا ان وفقنا الله ....ان ننظر الى الحاضر ..والمستقبل ...بعين ماضينا .....
مجرد رأي