أي أن هناك أكثر من سبع تفسيرات لصفة اليد برغم أن الموصوف واحد !!!!
الأمر الآخر : المعنى المذكور معنى مجازي و ليس معنى حقيقي . و حيث أن الصفة المجازية تغيرت حسب السياق معنى ذلك أن يد الله لا تعني شيئا مجرد مجاز معتمد على الجملة !!
و قد ذكرت في مداخلة سابقة ، لا يمكن لنا معرفة الصفة المجازية من الصفة الحقيقية إلا إذا عرفنا الموصوف . و لا يمكن معرفة الفعل المجازي من الفعل الحقيقي إلا إذا عرفنا الفاعل .
و قد ذكرت عدة أمثلة في مشاركات سابقة ...
خلاصة القول : جميع الآيات التي تتحدث عن صفات الله هي من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله .
و نحن نؤمن بتلك الصفات على مراد الله سبحانه ، و لا نبحث عن معناها أو كيفيتها .. فنقول لله يد .. فإن كان معنى اليد هو القوة .. فلله قوة .. و إن كان معنى اليد هو القدرة ... فلله قدرة ... و إن كان معنى اليد هو الرزق ... فلله رزق ... و إن كان معنى اليد أمر آخر .. فلله ذلك الأمر
و لكنكم جميعا تنظرون إلى أن معنى يد الله هو يد البشر !!!!! .... ثم تقولون في أنفسكم ليس لله يد مثلنا و أنما اليد مجاز !!!
يا جماعة و الله إن الموضوع سهل يسير على من نزّه الله ، و صعب عسير عن شبّه الله .
يقول العلماء أن المواد أو الأجسام ثلاثة أنواع : مواد صلبة ، و مواد سائلة ، و مواد غازية
و كل شيء لا يدخل ضمن الأصناف الثلاثة فليس بجسم .. فقالوا الضوء ليس صلب و ليس سائل و ليس غاز فهو ليس بجسم .
النار و ليس الدخان هل هي مادة صلبة أم سائلة أم غازية ؟؟!! .. الدخان غاز و لكن النار ليس بغاز ... فالنار ليس بجسم .
هناك أمور كثيرة مخلوقة ليست بالأجسام من المنظور المادي حسب تصنيف علماء الفيزياء ، فلماذا تجسمون الخالق و تشبهونه بالمخلوق و هو سبحانه قد خلق مخلوقات مختلفة لنعرف التباين و أن الصفة و إن تشابهت بالإسم فليس بالضرورة تتشابه بالمعنى و الكيف ..
للإنسان يد ... و يده لحم و عظم
للباب يد .... و يده حديد و خشب
و غيرها من الأمثلة ،، فليس اليد كاليد و لا الصفة كالصفة .... و إنما هي تشابه أسماء لا أكثر و لا أقل .... فتعالى الله عن التشبيه و التجسيم .
و كذلك نرى السراب ماء ، و الماء ماء ... فهل ماء السراب كماء البحر ؟؟
ماء البحر جسم و مادة و لكن ماء السراب ليس جسم و ليس مادة ... و لكن العين ترا الاثنين ماءا
فليس الماء كالماء .. !!
و أخيرا أريد أن أنبه إلى موضوع مهم أيضا
بعض الناس يعتقدون أن ذات الله عبارة عن نور أو ضوء مثل ضوء الشمس أو ضوء القمر !!!!! ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )
لو كان ذات الله عبارة عن نور مثل نور الشمس فإن الله يشبه مخلوقا من مخلوقاته و هو القمر و نوره و الشمس و نورها .. و يكون الله قد شبه الملائكة التي هي مخلوقة من النور كذلك ...
فهل لله نور مثل نور الملائكة مثل نور النجوم مثل نور القمر مثل نور النار مثل نور المصباح ؟؟!!
طبعا لا و ألف لا و تعالى الله عن الشبيه و المثيل ....
إذا وصف الله لنفسه صفة النور فاعلموا أن نوره ليس كمثله نور و وجهه ليس كمثله وجه و يده ليس كمثله يد و غير ذلك من الصفات ...
تلك كلمات نؤمن بها على مراد الله بيقين تام كامل أن هذه الصفات ليست كصفاتنا بتاتا لا في المكنون و لا في المعنى و لا في الكيف و لا في الماهيّة و إنما تشابه أسماء لا أكثر و لا أقل ..
هدانا الله إلى الحق و الصواب
و السلام عليكم