مره أخرى أختي الكريمة لا تتسرعي بالحكم لأني تمعنت في ما جئت به من آيات ولم آتي بهذه الآيات من دون أن أفهم معانيها والمقصود بالإستدلال بها وسوف أشرح لك فما بعد سبب إستدلالي بها لانه على ما يبدو قد فهمتي عكس ما أعنيه ربما لإستعجالك بالرد أو ربما لم أستطع أن أوصل مقصدي
نعم الصحبة تكون بين المؤمن و المؤمن و بين المؤمن و الكافر و بين أي اثنين يشتركان في أمر معا و إنا كانا مختلفين ...
قبل أن أتطرّق لبعض ما جئت به من آيات ...
أقول لك انظر لصيغة الحوار في المنتديات ...
سترى المسلم عندما يحاور نصرانيا أو العكس يتجنّب قول أخي ( فالأخوة بين لمؤمنين فقط ) فيخاطبه بـ ( يا صاحبي ) !!!
و أعجب من كلامك في هذا ...
رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يجيبك بلغة أشرف العرب و أفقههم في لغة القرآن الكريم فيقول :
صحيح مسلم - صفات المنافقين وأحكامهم - باب - رقم الحديث : ( 4983 )
- حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : أسود بن عامر ، حدثنا : شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس قال : قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئاًً عهده إليكم رسول الله (ص) فقال : ما عهد إلينا رسول الله (ص) شيئاًً لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني : ، عن النبي (ص) قال : قال النبي (ص) في أصحابي إثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، و أربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/display/display.asp?hnum=4983&doc=1
هذا الحديث الشريف لا ينفي ما قلته أبداً لأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هنا يقصد بكلمة أصحابي العدول منهم والمنافقين ثم أخرج منهم إثنا عشر منافق فلو سالتك كلمة أصحابي هل تعني أنهم كلهم عدول؟؟ أم كلهم منافقين؟؟
إذا فالكلمة بحد ذاتها لا تعني المنافقين ولا تعني العدول فليس بهذا الحديث إستدلال لكلمة صاحب وعندما أشرح لك المقصود بالصحبه في الآيات الكريمات سوف يتضح قصدي
!!!!
طلبت مني آية واحدة ... لن آتيك بآيات جديدة بل من الآيات التي استشهدت بها دون أن تتعمّق في معناها :
واضح جداً أن الأخت الكريمة فهمت الأيات بطريقة معكوسه وسوف أوضح لها المقصود بإذن الله
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الأعراف : 184]
هنا المقصود بالصاحب في الآية الكريمة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ناصح ومخلص لقومه حتى لو كانوا على الكفر ولن نختلف هنا بأن الصاحب في هذه الآية هو خير لمن صحبهم وسوف أكتفي بذكر أن الصاحب هو رسول الله في بقية الآيات التي ستاتي لاحقاً منعاً للتكرار... وسوف أذكرك أختي الكريمه بما قلته عن معنى الصاحب في الايات الكريمة حتى نتفق في التفسير(أن كلمة صاحب لا تطلق على غير المخلص لمن معه) هذا ما قلته في بداية كلامي عن الصحبة
من الذين كانوا يظنون أن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) به جنّة ؟؟؟
المقصود بالصاحب في الآية هو رسول الله وليس كفار قريش فانتبهي ولا تفهمي المعنى معكوس
هل هم المؤمنين أم المنافقين و الكفّار ؟؟؟
فهل تقصد بأنّ المنافقين و الكفّار كانوا مخلصين للرسول الأكرم ( صلى الله عليه آله ) ؟؟؟
العكس رسول الله هو من كان مخلصاً لهم
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً [الكهف : 34]
هنا مالك الجنتين وهو كافر كان يحاور صاحبه المؤمن ويقول له بتكبر وإستعلاء بانه اكثر منه مالا واعز نفراً والصاحب هنا هو العبد المؤمن.
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُأَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف : 37]
كلمة صاحب هنا تعود على العبد المؤمن عندما حاور الكافر وقال له أنه كفر بالله .. وهنا كان العبد المؤمن مخلصاً للكافر وناصحاً له وهو مثال صحبة المؤمن للكافر ولكنها صحبة خير
هذه الآيات أشهر من أن تستشهد بها ...
أرجو ان يكون رأيك قد تغير بعد الشرح
هل تقصد بأنّ الصاحبين هنا مؤمنين مخلصين لبعضهما ؟؟!!!
لم أقل أنهما مؤمنين مخلصين لبعضهما بل عبد مؤمن مخلص لهذا الكافر وناصح له.
و ها هو الصاحب يخاطب صاحبه : أكفرت !!!
نعم يخاطبه أكفرت على سبيل النصيحه والمعاتبه
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ... [سبأ : 46]
هنا المقصود بالصاحب هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم : 2]
هنا المقصود بالصاحب هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر : 29]
المقصود بهذه الآيه هو من عقر ناقة صالح عليه السلام وهذا مثال صحبه الكافر للكافر ففي الآيه عاقر الناقة هو صاحب لقومه الكافرين وهنا كان عاقر الناقه مخلصاً لقومه الذين فرحوا بذلك وكان ذلك هدفهم الذي تحقق بفضله.
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ [التكوير : 22]
هنا المقصود بالصاحب هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
!!!!
أين الصحبة التي تعنيها في هذه الآيات !!!
أرجو أن تكوني قد فهمتي المقصود بالصحبة .. وهنا بعد أن أوضحت المقصود بالصحبة وفي كل الايات المذكوره فإن الصاحب هو مخلص لصاحبه ولم أجد آية واحدة تذكر فيها الصحبة على سبيل النفاق والغدر وهنا أكرر طلبي بأن تذكري لي آية واحدة فقط , تذكر فيها الصحبه بمعنى الغدر والخيانه والنفاق .. وهنا يعلم الله أنني لا أتحدى ولكن ربما فاتتني آية يكون المقصود بها غير ما فهمت.
أنتظر منك هذه الآية وإذا جئتي بآية واحده عندها لن يكون لأبي بكر الصديق فضل في الصحبه وسوف أتغاضى عن كل الآيات التي ذكرتها ولو لم تأتي بآية واحده فهنا أقول لك أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في جميع الآيات التي بها معنى الصحبه إخلاص الصاحب لصاحبه وبالتالي فإن أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان مخلصاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبالتالي فله الفضل في صحبة رسول الله.
على كلّ حديث رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ينسف ما تؤوّله من مفهوم الصحبة !!! فهو يقول في أصحابي 12 منافقا ... فهاهو أشرف الخلق أجمعين و أفصحهم يصف المنافقين بالصحبة !!!
الأخت الكريمه وفقك الله .. عندما طلبت منك أن تأتي بآية يكون المقصود بالصاحب هو الغدر والنفاق كان لإثبات أن الله سبحانه وتعالى ذكر كلمة الصاحب في جميع الآيات بمعنى المخلص لصاحبه وحتى ما جئتي به من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينسف ولا يدمر ما جئت به لانه لا يمكن أن يفهم من أن كلمة أصحابه هم المنافقين لأنه كما ذكرت سابقاً فقط إثنا عشر منهم هم المنافقين وليس جميعهم . فلا يمكن أن نقول كلمه أصحابي هم كلهم منافقين ولا يمكن أن نقول أن كلهم عدول.