بالعلم تتفتح آفاق البصيرة
وترسم مساحة وجود الأنسان
ضمن تصنيفات نسب البصائر
التي تمنح حرية الأختيار وتحديد
المسار والمنهج العلمي ضمن
البصيرة المتجلية في فؤاد قلبه
(يعني عين الجوهر أي عين العقل)
التي تمنحه الحضور ومعرفة
المصير الذي سيؤول اليه مع الجماعة
ضمن إطار إنسانية الأنسان .
فلا قبول للطاعة بدون الخشوع
ولا إمتلاك سبل النجاح بدون العلم
ولا مسير بدون القوى الخفية
الساكنة في بنائنا الجسدي
(إنها البصيرة)
التي تلهمنا السير
نحو المصير الأيجابي.
وإلاّ .....الى المجهول.
إلهي ماذا وجدَ من فقدك وماذا فقد من وجدك ..!؟
لو أن أحدنا أحبّ الله كحبّهِ لذويه
لكانت تجارته مع العشق الألهي رابحة
؛
الحاج ابو عباس أخي الكبير
دمت بوصالهِ أبدا
حديث الكيا ..
اليوم حين استقليت السيارة (( الكيا ))
المتوجهة الى باب الشرقي في العاصمة بغداد
دار حديث كنت أنصت لهُ ببالغ الأهتمام
قال احدهم ونحن نمر على منطقة تجاوز سكني ما يطلق عليه (( حواسم ))
من حق الحكومة أن تأتي وتقتلع هذه العشوائيات من جذورها لقد شوهوا المدينة قلت في نفسي (( عاشت ايدك )) انا معك فيما تقول ..
بالطبع لم يسمعني الا الله وملائكتي الكاتبين ..
ردّ آخر بعصبية ليس من حق الحكومة ان تزيل هذه البيوت
الناس تموت من الفقر والجوع فأين يذهب من لايمتلك سكن يأوي فيه عياله
وبدلات الأيجار مرتفعة جداً والحياة صعبة... ووووو الخ قالت في نفسي طبعاً (( كلامك صحيح بس .... ))
فردّ الأول قائلاً : الذي ليس لديه امكانية ان يعيل عائلة فالمفروض ان لايتزوج ..!
ودخلوا في جدال حول الأداء الحكومي ونقص الخدمات
والعاطلين عن العمل والعاطلين عن الأمل وووووو
فسألت نفسي حينها من فيهما المحق ..!؟
هل من الممكن أن يكون هناك رجل لايستطيع أن يؤمن لقمة عيش لأولاده ..!؟
نعم موجودين بكثرة لكن من السبب هو أم الظروف
التي اضحت شماعة يعلق عليها الفاشلين اجتماعياً أخطاؤهم..؛
لستُ أدري
وصلنا الى باب الشرقي والجدل قائم على قدم وساق
والطريق الذي كان طويل بفضل النقاش الساخن انتهى دون ان اشعر به
عندنا كل الطرق تؤدي الى باب الشرقي
إنه المركز حيث ساحة التحرير
لكنها على العكس من ساحة التحرير المصرية
ليس هذا موضوعنا
موضوعنا هو حديث الكيا (مايكروباص)
الذي فتحت الأخت الروح آفاق الخوض فيه
وتطرقت الى موضوع غاية في الأهمية
بما أنها ذكرت الوجهة المقصودة
دون ذكر الجهة المقصود منها
(عتبي على مديرها كيف يسمح لنفسه
أن يدعها تستقل هذا النوع
دون أن يخصص لها سيارة
فالروح أكبر مقاما وعزة من غيرها.)
للموضوع جوانب عديدة
سأخذ منه الجانب التاريخي أولا
ثم الجوانب الأخرى ذات الأهمية تباعا.
تطورت وسائل النقل العام
تبعا للتطور العلمي والتسابق بين الشركات
في طرح وسائل النقل العام
في العراق سأبدأ من السبعينات من القرن الماضي
حيث دراستي المتوسطة والثانوية
كانت وسائل النقل العام عبارة عن سيارات روسية الصنع
تسع لأحد عشر راكبا كما في الكيا اليوم
ولازال قسم منها في مدينة الصدر يعمل حاليا
ترافقها سيارة مرسيدي أقجم
وأجرتها خمسون فلسا
مضافا اليها النقل الحكومي وهي
الأمانه (الباص دو الطابق والطابقبن)
إنكليزية وألمانية الصنع
حيث الجابي أو المحصل ذو البدلة الرصاصية
بالدكم الفضية الكبيرة ليجمع الكروة (الأجرة)
وهي عشرة فلوس أو عشرين فلسا
بعدها في الثمانينيات جائت الكوستر
وتسع واحد وعشرون راكبا وأجرتها مائة وخمسون فلسا
مع المنشأة (الحافلة) التي تسع لأربعة وأربعون راكبا
يابانية الصنع للنقل بين المحافظات والحج
وأجرتها بين الدينار الواحد وخمسة دنانير تبعا للبعد
مع البقاء على النقل العام وهي الأمانه
لكن بنوع أحدث من السابق وبأجرة خمسون فلسا.
أما في التسعينات فتطورت الى نفس النوع
لكن بمواصفات أحدث حيث التبريد
وأرتفاع الأجره وذلك بالتغير الذي طرأ على العملة العراقية
بسبب الحصار وظهور العملة المطبوعة وأرتباطها بالدولار .
بالمناسبة كان الدينار العراقي يساوي ثلاثة دولارات تقريبا
بينما اليوم فالدولار يساوي ألف ومائتان وخمسون دينارا
أما بعد سقوط بغداد ظهرت سيارات بنوعيات مختلفة
ومناشأ مختلفة وبموديلات حديثة
امممم
اولاً يا اخي الغالي والفاضل الحاج ابو عباس
منذ ما يقارب التسع سنوات وانا امر على الباب الشرقي
مستقلة للكيات التي ياما رأيت فيها العجائب
اما مديري فهو رجل بل رقم كبير في الساحة
لكن هو لايعرف تفاصيل العمل وكيف نصل له
المشكلة بالمدراء المباشرين لنا
عموماً ما ادوخك انا الان اعمل في هذا المكان يوم واحد فقط
اتوجه للكرادة مدينة الاهل اذهب لمكان عملي
وامر على بيت اهلي لأتغدى مع امي الحبيبة
التي تتصل صباحاً لتسألني ماذا اريد على الغداء اليوم
واقفل راجعة لبيتي في احدى مناطق بغداد هذا كل يوم سبت
وبقية ايام الاسبوع ما عدى الجمعة والاحد لأنهما عطلتي
فأنا اعمل موظفة في احدى الاذاعات الحكومية وعليه خلصانة من دوخة الكيات
لأنه لدينا خطوط توصلنا من والى العمل...
الصور خصوصاً الحافلة ذات الطابقين لاتتصور الى اين ارجعتني
فعلاً ايام رائعة عشناها ربما لن تتكرر ..
يجذبني الحديث عن الماضي وان يأخذنـي
شخصٌ في رحلة عبر التاريخ
وفي الوقت ذاتة اعشق الأنطلاق في رحلة
الى المستقبل عبر مخترع او معلومة
ولكن اصــاب بالوجوم اذا ماتطرق شخصٌ
الى الحديث عن الساعة
والآن
واليــوم !! فهل
هذا يعني ان زماننا مُحبط ويخلو من البريق
الذي يتمتع به كلاٌ من المـــاضي والمستقبل
؟!
اعتقد بأن الصعوبات والمشاكلة المنتشرة في
حاضرنا هي السبب في افتقادنا لمتعة عيشة
ورؤيتة بلا رونق..
عمي الحبيب سيدة الأدب الفـــاتنة ام جعفر
اسعدني حديثكما وتواجد بينكما لكما تحيه تعبق
بالود وصنوف الورد الى الملتقى..
غاليتي ربما هموم الحياة التي في تزايد تفقد الأشياء رونقها
حتى بتنا لانشعر بطعم السعادة حتى لو رافقتنا..؛
لي عودة لأحكي لكم عما رأيتهُ اليوم
فجعلني أترك العمل واخذ كيت باص واعود للبيت