لا أعلم لماذا تعشقون اللعن كل هذا العشق ، شفا الله هذه القلوب مما حواها ...
الحمد لله ... فنحن قدوتنا القرآن الكريم و الرسول الأعظم و الأئمة الأطهار سلام الله عليهم ...
صحيح البخاري - الحج - حرم المدينة - رقم الحديث : ( 1734 )
- حدثنا : أبو النعمان ، حدثنا : ثابت بن يزيد ، حدثنا : عاصم أبو عبد الرحمن الأحول ، عن أنس (ر) ، عن النبي (ص) قال : المدينة حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث من أحدث حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
الرابط :
صحيح مسلم - الحج - فضل المدينة - رقم الحديث : ( 2429 )
- وحدثناه حامد بن عمر ، حدثنا : عبد الواحد ، حدثنا : عاصم قال : قلت لأنس بن مالك أحرم رسول الله (ص) المدينة قال : نعم ما بين كذا إلى كذا فمن أحدث فيها حدثاً قال : ثم قال لي هذه شديدة من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ، قال : فقال : إبن أنس أو آوى محدثاً.
الرابط :
فلعنة الله على الظالمين ... و هل هناك أظلم ممن أجرموا بحقّ محمد و آل محمد و من برروا لهم ؟؟!!!!
و أمّا ما أوردناه في عجالتنا السابقة فكان الهدف منه كما أوضحت أن هناك منهجية في الاستدلال بالنصوص و بناء الأحكام عليها ، و لا تؤخذ النصوص مجزأة هكذا بسطحية ليبنى حكم مستقل به دون إلمام بنظيراتها من النصوص و الأدلة ..
محاولة سطحية للتشتيت و التضليل ...
فضربت مثلا إخبار الله سبحانه و تعالى أن قاتل المؤمن عمدا فهو مخلّد في جنهم ، و هذا حكم عام واضح .. و هذا يناقض الحديث الذي رواه أبو ذر عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم : "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر " متفق عليه .. فهذا الحديث يدل على أن أصحاب الكبائر و إن دخلوا النار و أطالوا فيها إلا أنهم لا يخلدون فيها .. و الله يقول بأن القاتل مخلد ..!!!
أولا الحديث يقول ... و إن زنى و سرق ... و لم يقل و إن قتل متعمدا !!!!
فالقاتل عمدا مخلّد في النار إلّا أن يعفو الله و المظلوم في هذا ...
و الفتنة أشد من القتل ...
ما بعرف ازا بتفكّر انو الأحاديث بإمكانها ان تنسخ أحكام القرآن !!!!
على كلّ ....
الزنى من الكبائر التي توجب النار لمرتكبها الذي لم يتُب ... قد يغفر الله ... نعم قد يغفر ... لكن ما وصلنا من أحكام أنّ مرتكبها سيجزى النار على سوء عمله ...
السرقة من الكبائر التي توجب النار لمرتكبها الذي لم يتُب ... قد يغفر الله ... نعم قد يغفر ... لكن ما وصلنا من أحكام أنّ مرتكبها سيجزى النار على سوء عمله ...
القتل عمدا من الكبائر التي توجب النار لمرتكبها الذي لم يتُب ... بل و تخلّده في النار بحكم آية صريحة ... قد يغفر الله ... نعم قد يغفر ... لكن ما وصلنا من أحكام أنّ مرتكبها سيجزى النار على سوء عمله ...
فكان السؤال يا فهيم ... ما حكم من خرج على وليّ الأمر ؟؟!!!
و طبعا لأنّك تعرف الحكم جيدا ... دفعك عنادك و كبرياءك و ولاؤك للظلام الى النصب و لا أدري ان كان بعلمك أو دون أن تشعر ... فأصبحت تحوم حول سلب صفة سيدا شباب أهل الجنة عن الحسن و الحسين سلام الله عليهما ... ( أينك يا رسول الله عليك و آلك أفضل الصلاة و السلام !!!)
فيبدو من ردّك أنك تعتقدين خلود القاتل في جهنم ... و هذا هو حكم الخوارج و معتقدهم بخلود أهل الكبائر في النار استدلالا بهذه الآية و مثيلاتها ...
الخوارج هم أمثالك يا هذا ...
أما قولكِ بأن التوبة هي التي تحول دون خلود القاتل في النار فهذه ليست إجابة ، لأن الجميع يعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا ، و لكن سؤالنا كان من قتل مؤمنا و مات قبل أن يتوب فهل يخلد مع فرعون برغم أنه مؤمن بالله حق الإيمان و يشهد الشهادتين ..؟!
و هل هناك مؤمن يقتل مؤمنا عمدا و لا يتوب !!! إي شو هالإيمان هاد ؟؟؟!!!!!
و أما الطرح الثاني الذي يتحدث عن وصف الحسن و الحسين بأنها سيدا شباب الجنة ، فقد طرحته لأوضح أمرا آخر و هو أن النص الواحد لا يأخذ كحكم عام .. فكون أن هناك حديث صحيح بأن الحسن و الحسين سيدا شباب الجنة ، لا يمكن أن نفهم منه بأنه سيد على رسول الله و على عيسى و موسى و إبراهيم و الرسل أو سيد على أبيه و أمه ..
يا جماعة ما تفضحوا حالكم و تشهروا النصب عينك عينك ... عُد و اقرأ و افهم ...
اقتباس :
|
نعم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما ... و هذا اعتقادنا ... أمّا الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) فهو خارج أي مقارنة فمقامه لا يصله أحد ... و هو الأعظم و الأكرم و الأشرف و الأطهر ...
|
اقتباس :
|
حسبنا الله و نعم الوكيل
.................
حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عثمان بن سعيد المري ، ثنا علي بن صالح ، عن عاصم ، عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال : : (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما .
هذا حديث صحيح بهذه الزيادة و لم يخرجاه .
و شاهده .
هذا حديث صحيح بهذه الزيادة و لم يخرجاه . و شاهده
إبن حجر - المطالب العالية - كتاب المناقب
4064 - وقال أبوبكر : ، ثنا : أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن علي ، قال : قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، رواته ثقات.
الرابط:
إبن عساكر - ترجمة الإمام الحسين (ع) - رقم الصفحة : ( 70 و 71 و 73 و 74 )
- حدثنا : أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، حدثنا : السري بن خزيمة ، حدثنا : عثمان بن سعد المري ، حدثنا : علي بن صالح ، عن عاصم : ، عن زر ، عن عبد الله (ر) ، قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، قال الذهبي : الحديث صحيح ، وليس عند إبن عمر ، وإبن مسعود لفظ : إلاّّ إبني الخالة.
|
فهذا الوصف لم آتِ به من كيسي !!! انّما هو متّفق عليه ... و أوّل مرة بشوف شخص بينكر هالشي للحسن و الحسين سلام الله عليهما !!!!!
فمالذي جعلك تقولين بأن الرسول و علي مستثنون من هذا الحديث و الحديث لم يسثني أحد فلم يقل الرسل " الحسن و الحسين سيدا شباب الجنة ما عداي و وماعدا علي " ..فاللفظ عام..؟؟!!
الذي جعل علماءك يقولون هذا في الأحاديث التي أدرجوها ...
فخلاصة ما أردت توضيحه في عجالتنا السابقة أن الأحكام لا تصدر من النص الواحد العام ، و إلا لفسدت السماوات و الأرض ، بل هناك الحكم العام و الخاص ، وحديث الترغيب و الترهيب ، و الناسخ و المنسوخ ، و المطلق و المقيد و القطعية و الظنية و القرينة اللفظية و السياقية و الخارجية و غيرها من قواعد استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية و الذي لن يعلمها إلا من طبها و درسها .. و من يتعلم هذه القواعد لا يطرح الأسئلة التي طرحتيها بهذه السطحية ..
طبعا علم و دراسة هذه الأمور محصور في مدرسة السلفية !!!!
فسؤالك منطلق من مبدأ هذا نص واحد فلنطبق بحكمه على الجميع .. كالذي يأخذ قوله تعالى : (( اقتلوهم حيث ثقفتموهم )) .. فيقتل جميع الكفار بدعوى أن الله أمر المؤمنين بقتل الكفار أينما كانوا ، فيقتل المدنيين ظلما بجهله الدين و أحكامه ..
عجبتني كتير هاي الجملة منك ... أفهم أنّك ضدّ الإرهاب الذي تقوم به القاعدة مع المدنيين ... حتى و إن كانوا كفّارا ؟؟؟!!!!!
و كالذي يقرأ قول الله (( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضلتكم على العالمين )) .. فيقول أن بنو إسرائيل هم أفضل العالمين و أفضل من جميع الصحابة و أفضل من الأئمة و أفضل من جميع البشر لأن الله قال بالنص القطعي أنه فضل بني إسرائيل على العالمين ...
و هذا ظنّ الوهابية بأنفسهم ...
بهذه الطريقة يصبح الدين مطعما نصيا يأخذ كل شخص مالذ و طاب له من النصوص و يبني عليها الأحكام و يترك النصوص الأخرى و يتغنى بأن أدلته مؤخوذه من كلام الله و كلام رسوله .. فهدى الله من ينتهج نهج هؤلاء إلى الحق ..
ما رأيك بصيغة أخرى ...
يستطيع علماء السلاطين لوي عنق الأحكام بما يناسب سلاطينهم ... حتّى ان دفعهم هذا الى تحريف الدين نفسه ... فليس حكم الإسلام من يطبّق على الرجال ... بل إنّ حكم الرجال من يُطبّق على الاسلام !!!!!
أما ردا على السؤال المطروح و الذي كان لماذا خرج سيد شباب الجنة على يزيد ؟ .. ثم تحول إلى ما حكم الحسين بخروجه على يزيد ؟ و ما حكم عائشة بخروجها على علي و حكم معاوية بخروجه على علي و الخوارج بخروجهم على علي ؟؟
لستُ أنا من حوّلت السؤال ... بل إخوتك الذين قالوا عن الحسين بأنّه اجتهد فأخطأ !!!
و حيث أن السؤال تغير من لماذا خرج إلى ما حكم الخروج .. فسأجيب على حكم الخروج لأنه السؤال الذي وجدته مكررا من أكثر من عضو ..
فلَم يجب أحد ... و لنرى ما ستكتب أنت بطريقة ملتوية لتضليل بعض المساكين ...
طبعا السائلة تسأل عن الحكم من مطلق حديث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم القائل : " كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه " .. و قوله : " من خلع يدا من طاعة مات ميتة جاهلية "
عليك نوووور ... وينك من زمان ؟؟؟!!!!
فيريد السائلة من اقتصاص هذين النصين دون النظر إلى غيرها من النصوص أن نقول بأن الحسين مات ميتة جاهلية و عائشة كذلك و الخوارج كذلك و معاوية كذلك .. و هذا ضرب من الجهل كبير ..
أعطينا شوي من نور علمك ...
سنضع ثلاثة نصوص أمامنا و منها نشرح ردنا ..
روى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان " .. رواه مسلم
و روى عبد الله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم قال : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع و هو مسؤول عن رعيته ، و الرجل في أهله راع و هو مسؤول عن رعيته ، و المرأة في بيت زوجها راعية و هي مسؤولة عن رعيتها ، و الخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " .. رواه البخاري
و لا أدري أأشرح الموضوع و أفصله أم أوجز فيه و ألخصه .. و لكن أنه لا جدوى من تفصيله فتلخيصه أولى ..
قد فصّل العلماء ضوابط الخروج على الحاكم و شروط الحاكم الذي ينطبق عليه هذا الحديث .. و الباحث عن تلك الضوابط سيجدها ...
يردّ عليك التناقض في كتبكم ...
صحيح مسلم :
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن سماك بهذا الإسناد مثله وقال فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
و في مسلم أيضا :
و حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن بشار جميعا عن معاذ واللفظ لأبي غسان حدثنا معاذ وهو ابن هشام الدستوائي حدثني أبي عن قتادة حدثنا الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا
و في مسلم أيضا :
و حدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح و حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو ابن حسان حدثنا معاوية يعني ابن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان
قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع
و في مسلم أيضا :
حدثنا حسن بن الربيع حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن أبي رجاء عن ابن عباس يرويه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية
و أعجبني هالحديث كتير في مسلم :
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا عاصم وهو ابن محمد بن زيد عن زيد بن محمد عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس
أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
و الطريف أنّهم كانوا يتحدثون عن الحرّة !!! و يقولون لا يجب خلع يد من طاعة !!!!!!!!!!!!!!! مع كل تلك الجرائم لا يجوز ان تخلع يدا من طاعة ... فلا يجيزون الخروج على يزيد !!!!!
إن اردت المزيد فهناك المزيد ... و لازلنا في مصدر واحد !!!!
و حبّيت في هذا المضمار أن أضيف قولا لابن تيمية :
وهذا ما نفهمه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن الغلبة والقهر، فقال: (...) ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة؛ فيدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما. ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان، إلاّ وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي في إزالته..
راجع : ابن تيمية منهاج السنة: 1/391
أما شرح الحديث بإيجاز فالمقصود بموت الجاهلية هو الإثم و ليس الكفر ، و دليل ذلك قول الرسول لأحد صحابته في حديث آخر " إنك امرؤ فيك جاهلية " و ذلك استنكارا من الرسول لفعل هذا الصحابي فهذه عبارة يستخدمها الرسول للتهويل من بعض الأمور و الترهيب عنها ..
أول شي يا زميل ما بيصير تحتج علي بأحاديثكم ...
تاني شي ... قال له : فيك جاهلية ... و لم يقل تموت ميتة الجاهلية !!! فافهم يرحمك الله ...
فلكي نصدر حكما على المواقف المذكورة في الأسئلة لا بد من تفنيد كل موقف لنشرح إجابتنا عليه و لكن لعدم رغبتي التفصيل سأذكر الموقف و الحكم ...
أما الحسين رضي الله عنه فلم يكن خروجه خلع يد من طاعة لعدة أسباب و منها : أنه لم يكن قد بايع يزيد أصلا حتى نعتبره خارجا عليه ، فهو لم يكن لديه يد من طاعة حتى نقول بأنه خلعها ، أما لو كان الحسين قد بايع يزيد في بادئ الأمر ثم خرج عليه لكان خروجه له معنى آخر يستحق المكوث عنده و الوقوف عليه ..
يردّ عليك علماؤك ..
* هل يجب على كل مسلم أن يبايع شخصاً بيده كما فعل الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ؟.
الجواب:
الحمد لله
البيعة لا تكون إلا لولي أمر المسلمين . يبايعه أهل الحل والعقد ، وهم العلماء والفضلاء ووجوه الناس ، فإذا بايعوه ثبتت ولايته ، ولا يجب على عامة الناس أن يبايعوه بأنفسهم ، وإنما الواجب عليهم أن يلتزموا طاعته في غير معصية الله تعالى .
قَالَ الْمَازِرِيّ : يَكْفِي فِي بَيْعَةِ الإِمَامِ أَنْ يَقَع مِنْ أَهْل الْحَلِّ وَالْعَقْدِ وَلا يَجِب الاسْتِيعَاب , وَلا يَلْزَم كُلّ أَحَدٍ أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَهُ وَيَضَع يَدَهُ فِي يَدِهِ , بَلْ يَكْفِي اِلْتِزَامُ طَاعَتِهِ وَالانْقِيَادُ لَهُ بِأَنْ لا يُخَالِفَهُ وَلا يَشُقَّ الْعَصَا عَلَيْهِ اهـ نقلاً من فتح الباري .
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
أَمَّا الْبَيْعَة : فَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ لا يُشْتَرَط لِصِحَّتِهَا مُبَايَعَة كُلّ النَّاس , وَلا كُلّ أَهْل الْحَلّ وَالْعِقْد , وَإِنَّمَا يُشْتَرَط مُبَايَعَة مَنْ تَيَسَّرَ إِجْمَاعهمْ مِنْ الْعُلَمَاء وَالرُّؤَسَاء وَوُجُوه النَّاس , . . . وَلا يَجِب عَلَى كُلّ وَاحِد أَنْ يَأْتِيَ إِلَى الأَمَام فَيَضَع يَده فِي يَده وَيُبَايِعهُ , وَإِنَّمَا يَلْزَمهُ الانْقِيَادُ لَهُ , وَأَلا يُظْهِر خِلافًا , وَلا يَشُقّ الْعَصَا اهـ
فإن أجمع أهل الحل و العقد لأحدهم بالخلافة ... يصبح خليفة للمسلمين ... و قد أجمع القوم على بيعة يزيد و منهم كبار الصحابة كابن عمر !!!! و عندها أصبح خليفة لا يجوز الخروج عليه ...
أما السبب الثاني : فأهل الكوفة كانوا قد بايعوا الحسين رضي الله عنه و أوهموه بأنهم مستعدون لجعله خليفة للمسلمين و أن المسلمين كلهم يريدونه و أقنعوه بالذهاب للكوفة أخذ البيعة منهم ، فرأى الحسين أنه و إخوانه الصحابة أحق بالخلافة و أقدر على أمورها من يزيد فكان ما كان .. و بالتالي لا يمكن القول بأن الحديث المذكور منطبق عليه
متى بايعه أهل الكوفة ؟؟؟ قبل أم بعد تنصيب يزيد خليفة ؟؟؟
إن قلت قبل ... فلا حاجة لي بمثل هكذا حوار ... فأنت تنكر كل الحقائق لتثبت الباطل ...
و إن قلت بعد ... أقول لك ... أيضا تجيبك كتبك :
صحيح مسلم :
و حدثني وهب بن بقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما )
هذا محمول على ما إذا لم يندفع إلا بقتله , وقد سبق إيضاح هذا في الأبواب السابقة .
وفيه أنه لا يجوز عقدها لخليفتين , وقد سبق قريبا الإجماع فيه , واحتمال إمام الحرمين .
فهل كان الحسين يجهل هذا الحكم ؟؟؟ أم أنّ شدّة الطمع في الخلافة دفعه لمخالفة أوامر جدّه عليه و آله اشرف الصلاة و السلام ؟؟؟!!!!!!
أما الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه و حاصروه و قتلوه شر قتلة ، فلا أرى فيهم ألا أهل فتنة و أتباعها فعليهم من الله ما يستحقون .. و هم فعلا من تنطبق عليه الآية " و الفتنة أشد من القتل " .. لأن القارئ للتاريخ الإسلامي يكتشف أن معظم الخلافات و الفتن صارت بسبب قتلة عثمان و أسياد هذه الفتنة ..
سبحان الله ... و لله في خلقه شؤون ؟؟؟!!!!!!
أما سمعت عن شهيد الربذة ؟؟؟!!!!
أما سمعت عن طغيان بني امية في عهد خليفتكم الثالث و ظلمهم للعباد و كثرة اللهو و الترف و البعد عن دين الله في ذلك العهد ؟؟؟!!!!
سبحان الله !!!!!
أما عائشة و معاوية رضي الله عنهما .. فهما ردة فعل لقتل عثمان و نتيجة لما انتشر في الفتنة من أتباع ابن سبأ و ما يشيعون فيها ، و كليهما كانت المطالبة بالقصاص دافعهما بمطالبة علي بذلك و علي كان يرى تأجيل القصاص لتخف الفتنة و بين هذا و ذك كان ما كان .. فلا نرى أن ما حدث خروج من أجل الخلافة أو خلع يد الطاعة المذكور في الحديث بمعناه الذي فصله أهل العلم ..
ما شاءالله ... الخليفة يقول الأمر لي ... و لكن أمهلوني الوقت ... فتخرج عليه جيوش ... ثمّ تقول ليس خلع يد من طاعة ؟؟؟!!!!
فعلا لله في خلقه شؤون !!!
ما هذا الاستخفاف بالعقول ... توقّعت حتى تقول ما قاله أخوك عن الحسين سلام الله عليه و لعنة الله على من ظلمه و ساندهم و رضي بظلمهم ... ظننتك ستقول بأنّهم أخطأوا ... لكن طلع انهم لم يخرجوا على وليّ الأمر و لم يخلعوا يدا من طاعة ... فهؤلاء لا يخطئون !!!!
فليرى القارئ السني المنصف هذا التضليل و التمويه الذي يتلوّن كالحرباء بكل لون ليناسب الموقف !!!!!
أما الحديثين الذين ذكرتهما فالأول لأوضح أنه على أي مسلم رأى منكرا سواء من ولي الأمر أو ممن دونه أن يحاول تغييره سواء باليد أو اللسان أو القلب ،، فكيف يوفق المسلم بين الأمر بعدم الخروج على الحاكم و بين الأمر بوجوب تغيير المنكر بشتى الوسائل حتى و إن صدرت من الحاكم .. من أجل ذلك كانت هناك ضوابط يجب معرفتها . أما الثاني فهو يتكلم عن أن الحاكم مسؤول عن رعيته فعند تقصيره في ذلك لا بد للرعية بالمطالبة بحقوقهم ..
أجبتك من كتبك ماذا يجب على المسلم ان رأى منكرا من خليفة المسلمين ....
فخلاصة ردنا أن الأحكام لا ترمى هكذا جزافا لنص هنا أو رواية هناك ، و إلا لفسد الدين بهذه الصورة ، بل لا بد من فهم النصوص جيدا و الجمع بينها حتى لا تتعارض و لا نجعل الدين كما ذكرت مطعما مفتوحا يأخذ كل شخص ما أعجبه من آيات و آيات ليصدر الأحكام حسب ما يفهمه منها ..
لم نرمي الأحكام كما فعلت ... بل اطّلعنا على مجموع روايات و نظرنا في اجماع العلماء على هذه الروايات ...
و لسنا نتلوّن كالحرباء لنثبت ما ندعوا اليه ...
|