والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آل بيته الطيبين وأصحابه المنتجبين.
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون ) سورة القصص .. صدق الله العلي العظيم
إن قضية فلسطين وترابها يأتي في الرمزية والقداسة عند المسلمين بعد الرمزية الأولى في العالم الإسلامي لمكة المكرمة، ولا يمكن لأي مسلمٍ يحمل تلك العقيدة والاعتراف بقداسة تلك الأرض العظيمة أن يفرّط في أي شبرٍ من أرض تلك البقعة المباركة، وعلى المسلمين أن يكونوا حريصين في الدفاع عنها وتحريرها من احتلال الكيان الصهيوني الغاصب الأثيم، فإن أرض الأنبياء مكان اعتزازٍ وتقديرٍ عند كافة المسلمين واسترجاعها من يد الغاصب المحتل وظيفة شرعية وتكليف على المسلمين كافة.
يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الراحل الخميني (قدس) في آخر جمعةٍ من شهر رمضان المبارك ليربط الفكر العالمي والإسلامي بالقضية المركزية الأولى في أعظم وأقدس الشهور، الشهر الذي تفيض فيه مشاعر الناس بالإنسانية والنُبل، وهو الشهر الذي يجعل كل مسلمٍ أقرب ما يكون للتمسك بمعتقداته ومبادئه وكرامته، لذا اكتسب يوم القدس العالمي كل هذه المكانة في نفوس شرفاء وأحرار العالم الإسلامي المدافعين عن الشعائر والمقدسات والكرامة وعن التراب المغتصب والحق المسلوب.
إن الصحوة الإسلامية والثورات العربية التي نشهدها اليوم في العالم الإسلامي لهي بعض نتاج ذلك اليوم الذي غرس في نفوس الشعوب العربية والمسلمة التي تسعى لتقرير مصيرها واسترجاع حقها وكرامتها معنى التضحية والجهاد والدفاع عن البلاد والعباد، لا سيما ثورة الكرامة في البحرين التي تستمد جذوة لهبها من ثورة الحجارة في فلسطين المحتلة، وإن ما يحدث الآن في البحرين لهو نسخة مكررة للاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية، حيث الاحتلال السعودي يمارس أبشع أنواع القتل والتعذيب والعقاب الجماعي على الشعب البحريني الجريح، وإننا في هذا اليوم العظيم المبارك نرفع شعار الحرية والاستقلال للأرض الفلسطينية ونهتف في ذات الوقت بطرد المحتل السعودي من أرضنا.
لقد آمنت الشعوب بأن لا خيار لأي شعب ثائر يبحث عن حقه واستقلاله وكرامته إلا السبيل الذي اختاره الله لجنده وحزبه وأولياءه، وهو سبيل المقاومة والصمود والثبات والاستمرار في نهج التضحية والفداء، فكانت ولا تزال الحبيبة فلسطين تقدم الشهيد تلو الشهيد وهكذا البحرين تقتفي إثرها وتستمد من عزم أطفال الحجارة المقاومين الذين يسطرون أروع الدروس في ساحات الجهاد لكل ثوّار العالم، وإن النصر الإلهي لمحتومٌ لمن كان له ثقةٌ بربه ودخل في حزبه، ألا إن حزب الله هو الغالبون.
عندما تجلى يوم القدسِ العالمي في نفوس شعب البحرين أبى هذا الشعبُ إلا أن يقدم قرباناً للقضية المركزية الأولى وهي القضية الفلسطينية فتصدر الجميع ذلك الشاب المتفاني في سبيل الله والمعتقدُ بعظمة القضية والمدافع عن التراب المقدّس هناك، ففتح صدره للرصاص إلا أن الرصاصة اختارت رأسه، فمضى محمد جمعة نحو ربه شهيداً راضياً مرضيا، فهنيئاً لهُ وللبحرين هذه التضحية الصادقة المخلصة في الدفاع المقدّس عن الأرض المحتلة في فلسطين، وهنيئاً للشهداء الذين أرخصوا أرواحهم في سبيل الأرض والوطن.
ختاماً: نود الإشارة إلى الرجل القابع خلف الزنازين المجاهد الدكتور علي العكري الذي تصدر يوماً أطباء العالم وخاطر بنفسه في سبيل فلسطين وتوجه مع طاقمه الطبي ووقف على ذلك التراب ليقدم ما بوسعه للفلسطينيين من علاج وأدوية تخفف شيئاً من معاناتهم وآلامهم، فنطلب من الأحبة في فلسطين أن يرفعوا أكفهم بالدعاء لهذا الرجل ليفك الله أسره رغماً عن الدكتاتورية الخليفية الجاثمة على صدر الشعب البحريني الجريح، كما نُؤكدُ على التظاهر الحاشد مساء اليوم الخميس وغداً الجمعة في جميع المدن والمناطق البحرينية تحت شعار " يوم القدس العالمي " .
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار وأجعل لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم...
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 25 أغسطس/ آب 2011م