اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهري.
والعن اللهم أعداء محمد وعترته من الأولين والآخرين
-14967عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه . قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ , فقالت: أخشى الضيعة بعدك , فقال: ياحبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك, وأوحى إلي أن أنكحك إياه يافاطمة, ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعطى أحدا بعدنا. أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك , ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله، وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء، وأحبهم إلى الله، وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما .يافاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما مئلت جوراً. يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني، وذلك لمكانك من قلبي، وزوجك الله زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية وقد سالت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي". قال علي رضي الله عنه: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله عز وجل به صلى الله عليه وسلم).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسرحيّة عمر!
إن كثيرا من أهل السنة يدّعون أن عمر كان غائبا أثناء وفاة النبي صلواة الله عليه وآله!!! ولما عاد فاجأه في حينه من أخبره بخبر الوفاة , فلم يتحمل الصّدمة وأطلق حنجرته بالصراخ والصياح , وراح يهدد من قال أن محمدا قد مات سيقطع رأسه!!.
ولا سأل أحد نفسه أين كان عمر وهو( المدّعى) أنه المقرِب من رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أكثر من غيره حتى لا يعلم بوفاة النبي؟؟؟.
فعمر ما غاب ولا أغمض عيناه لحظة واحدة عن رسول الله من يوم مرضه ( أرواحنا فداه) إلى أن توفي صلواة الله عليه وآله ! ولقد كان قبل يومين حريصا أشد الحرص على أن لا يكتب النبي من سيتولى الأمر بعده على الورق! لأن ما كتب نبي الله بيده سيصبح مأكدا محفوظا كالقرآن, وحينئذ يصعب تحريفه أو تبديله, ولذا اندفع عمر بشدّة لدفع(الوحي) واتهم النبي بأنه يهجر!! ولا يجب الإصغاء إليه!! وراحت زمرته تردّد ما قال عمر !!! حتى طردهم نبي الله من بيته وأوصى بثلاث, وكانت الثالثة المنسيّة !! هي ما كان يعلنه صلواة الله عليه وآله وسلم دائما وفي كل مكان يقفه صلواة الله عليه وآله, أن عليا عليه السلام وصيي وخليفتي من بعدي, وكان في إحدى هذه المرات, أن بخبخ له عمر ذاته, والصحابة!!.
وقد اعترف ابن حجر بذلك وقال: ( أن المقصود بالكتاب في حديث ابن عباس هو تعيين الخليفة ) ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري / حد / 20613 ).
وعلى ذكر بخبخة عمر, فمن الواجب علينا الرجوع إلى الوراء لمعرفة ما جعل عمر يرفض أمر نبي الله ثم يمثل مسرحيّته المشهورة بعد الوفاة!
مما لا جدال فيه , المشهورة المتواترة , أن نبي الله صلواة الله عليه وآله قام بأمر الله عز وجل بتنصيب من سيتولى الأمر من بعده , وذلك من يوم وانذر عشيرتك الاقربين إلى آخر لحظة من حياته الشريفة صلواة الله عليه وآله, وقد روى ذلك أرباب السير والتفاسير, أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وانذر عشيرتك الأقربين )(الشعراء: 214 ) قال علي عليه السلام : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي ! إن الله أمرني أن( أنذر عشيرتك الأقربين )... ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ( يا بني عبد المطلب ! إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي، وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت ( وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا) أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: ( إن هذا أخي، ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا ) قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
ذكره ابن جرير الطبري في تفسير سورة الشعراء و تاريخه ج 3 - ص 560 ). وأخرجه في تاريخ الأمم والملوك ص 217 من ج 2 بطرق مختلفة ) وأرسله ابن الأثير إرسال المسلمات في الجزء الثاني ص 2 في الكامل وص 24 )( تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 116 )( أبو جعفر الإسكافي في كتابه نقض العثمانية ) وقال: إنه روي في الخبر الصحيح ( وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 3 - ص 254 / 263)( أحمد بن حنبل: ج 1 ص 111 - ص 159)( الحاكم في المستدرك: ج 3 ص 132)( الذهبي: في تلخيصه معترفا بصحته)( الدر المنثور: للسيوطي: ج 5 ص 97. كما في ترتيبه ج 6 - ص 392 نقلا عن الطبري، وفي ص 397 عن الحفاظ الستة: أبي إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي )( الرياض النضرة: للطبري: ج 2 باب فضائل علي عليه السلام.. ورواه أيضا: السند المتقي الهندي: منتخب كنز العمال ص 42 - هامش الجزء الخامس من مسند أحمد باب مناقب علي)( ابن كثير: البداية والنهاية: ج 3 ص 45 الطبعة الأولى )( وذكره المؤرخ جرجي زيدان في تاريخ التمدن الإسلامي: ج 1 - ص 31 ) والأستاذ محمد حسنين هيكل في حياة محمد ص 104 من الطبعة الأولى. ورجال السند كلهم ثقات إلا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم فقد ضعفته ( الجماعة) وليس ذلك إلا لتشيعه!! فقد أثنى عليه ابن عقدة وأطراه، وبالغ في مدحه كما في ( لسان الميزان ج 4 - ص 43) وأسند إليه، وروى عنه الحفاظ المذكورون، وهم أساتذة الحديث، وأئمة الأثر، والمراجع في الجرح والتعديل، والرفض والاحتجاج.
ثم في كل مرة وفي كل موقف وفي كل موطن يذكِّْر النبي صلواة الله عليه وآله المؤمنين بهذه الولاية لعليّ عليه السلام ... ويكفي أن هذا التنصيب لا يكاد يخلو منه كتاب إسلامي ! فلو أراد أحدنا البحث في هذا الشأن فيلزمه عشرات المجلدات لكثرتها !! ولذا نشير فقط, ويكفي الباحث عن الحق والصواب معرفته من خلال هذه التلميحات... فعن عمرو بن ميمون قال إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال : فابتدؤوا ، فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها من استشرف فقال: أين علي ؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فأعطاها إياه ، فجاء علي بصفية بنت حيي ، قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه ، فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، قال ابن عباس : وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال وعلي جالس معه فأبوا، فقال علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال فتركه، ثم قال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، وقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال لعلي، أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال ابن عباس : وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه، فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، وقال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قال ، وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه، إلى أن قال: وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا . فبكى علي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي وقال له رسول الله أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة ، قال ابن عباس : وسد رسول الله أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال, وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه ، فإن مولاه علي ) قال الحاكم بعد إخراجه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة! وأخرجه الذهبي في تلخيصه ، ثم قال : صحيح .فهذه عشر فضائل لعلي ليست لأحد ولا ينبغي أن تكون لأحدغيره : فراجع ذالك في:
مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 / 132 وصححه // تلخيص المستدرك للذهبي وصححه مطبوع بذيل المستدرك // مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 25 ح 3062 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر // خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 61 - 64 ط الحيدرية وص 15 ط بيروت وص 8 ط التقدم بمصر // ذخائر العقبى ص 87 // كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 240 ط الحيدرية وص 115 ط الغري // المناقب للخوارزمي الحنفي ص 72 // الإصابة لابن حجر العسقلاني ج 2 / 509 // ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 34 ط اسلامبول وص 38 ط الحيدرية و ج 1 / 33 ط العرفان // ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 / 183 ح 249 و 250 و 251 // الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي ج 2 / 269 و 270 ط 2 // أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 106 ح 43 // فضائل الخمسة ج 1 / 230 // فرائد السمطين ج 1 / 328 ح 255 .
ثم قبل وفاة النبي صلواة الله عليه وآله بأشهر قليلة تم االتنصيب الرسمي والنهائي في غدير خم. . كما أخرج ابن المغازلي الشافعي وصية الغدير بطرق كثيرة، وعن عدد كبير من الصحابة فعن زيد بن أرقم قال( أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم شديد الحر، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء... إلى قوله : ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرفعها ثم قال: ( من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالها ثلاثا ) ( ابن المغازلي: المناقب من ص 29 إلى ص 36 ). قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم). ثم قال : وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحو من مائة نفس منهم العشرة وهو حديث ثابت( ابن المغازلي: المناقب ص 36 ).
وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسير قوله تعالى: ( سأل سائل بعذاب واقع ) (المعارج:1) قيل إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك.. إلى قوله: ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا، أفهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والله الذي لا إله إلا هو ، ما هو إلا من الله ، فولى الحارث ، وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، وائتنا بعذاب أليم, فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت: سأل سائل ( القرطبي: الجامع لأحكام القرآن - ج 18 - ص 287 - 289 ) .
وفي شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري، والمناقب لابن المغازلي، عن أبي هريرة قال: ( من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير ( خم ) كما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي فقال: ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا: بلى يا رسول الله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ، وأنزل الله ( اليوم أكملت لكم دينكم )( الحاكم النيسابوري : شواهد التنزيل - ج 1 - ص 158 - ابن المغازلي المناقب - ص 31 ) .
وقال الشهرستاني في الملل والنحل. ( ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) فلما وصل غدير خم أمر بالدوحات فقممن، ونادوا الصلاة جامعة، ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يؤم الرحال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار ألا هل بلغت ؟ ثلاثا ).( الشهرستاني: الملل والنحل - ج 1 - ص 163 ).
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال: ( لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونزل غدير " خم " أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه... يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك"( الحاكم: المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه ).وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنة وحفاظهم بطرق كثيرة. فيهم:( ابن حجر العسقلاني: الإصابة - ج 2 - ص 15 - وأيضا ج 4 - ص 568 )و( المقريزي: الخطط ج 2 ص 92 ) و ( الإمام أحمد في مسنده: ج 1 - ص 331 ط 1983 ) و ( البيهقي : كتاب الاعتقاد - ص 204 - وأيضا 217 ط بيروت - 1986 ) و ( السيوطي: الجامع الصغير - ج 2 - ص 642 ) وله أيضا ( تاريخ الخلفاء ص 169 ) و ( المحب الطبري: الرياض النضرة - ج 2 - ص 172 ) و ( ابن خلكان: وفيات الأعيان ج 4 - ص 318، 319 ) و ( الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد - ج 7 - ص 437 ) و ( ابن قتيبة: الإمامة والسياسة ج 1 - ص 109 )وابن تيمية في كتابيه، حقوق آل البيت ( ابن تيمية: حقوق آل البيت - ص 13 )... ورواه في عقيدته الواسطية أيضا ثم يرتد ويكذبه ويكذب نفسه في منهاج سنته! والمسعودي في مروج الذهب، والبلاذري في أنساب الأشراف، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم، وابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة، وغير هؤلاء من حملة الآثار من عمالقة أهل السنة.
وقال ابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة ( إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته. . . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده ) ( ابن حجر الهيثمي الصواعق المحرقة ص 42/44)
وما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه ولمّا سمع القوم هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم طفقوا يهنئون علي بن أبي طالب عليه السلام...
وبعد أن هنأ ذلكم الجمع الكبير من الصحابة علي بن أبي طالب عليه السلام على ولايته للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل قول الله تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فقال حينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي ) ( ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر 2 / 75 )( شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني 1 / 157 )( مناقب علي، ابن المغازلي: 19 )( تاريخ بغداد: 8 / 290 )( تفسير الدر المنثور: 2 / 259 )( الإتقان، السيوطي: 1 / 31 )( روح المعاني، الآلوسي: 6 / 55 )( المناقب، الخوارزمي: 80 )( تذكرة الخواص: 30) ( تفسير ابن كثير: 2 / 14 )( ينابيع المودة: 115 )( فرائد السمطين: 1 / 72 و 74 و 315 )( تاريخ اليعقوبي: 2 / 35 وصححه )( ابن جرير الطبري). ( تاريخ ابن كثير 5 / 210 )( كتاب النشر والطي، ونقله في إحقاق الحق عن المناقب عبد الله الشافعي: 106 مخطوط )( أرجح المطالب، عبيد الله الحنفي الامرتسري: 66 - 68 و 566 و 567 و 570 )( الكشف والبيان، الثعلبي ( مخطوط ) ( أبي نعيم الأصبهاني وذكرها ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 33 )( الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 47 )( الجويني في فرائد السمطين 1 / 73، 74 ).
وطبعا ليس كل من هنأ عليا عليه السلام كان صادقاً!!
وهل صدق عمر بن الخطاب في قوله لعلي يوم الغدير
" هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
ولمعرفة مدى صدق هؤلاي المبخبخين يُحتمنا الواقع أيضا إلى الرجوع ولو بشبر آخر إلى الوراء... فالنبي صلواة الله عليه وآله وسلم كان قد تعرض لعدة محاولات اغتيال من قريش التي لا تحتمل زعامة بنو هاشم ( وتلك عقدة قديمة كانت قبل البعثة! أيام السقاية) وقد طلبوا النبي صلواة الله عليه وآله من جده عليه السلام أن يسلمه لهم ليقتلوه في أول البعثة, ثم لما لم يفلحوا سلكوا مسلك الاغراء فأبى عليهم حتى لئن وضعوا الشمس بيمينه والقمر بيساره... فانقسم بطن قريش إلى ثلاثة أقسام! فبطن منهم آمن وصدق, وفريق أعلن كفره و جهر بعداءه وقد اجتمعوا ليضربوه ضربة رجل واحد! ورد الله كيدهم إلى نحورهم, وفريق آخر (ذكي) كان يعلم أن الأنبياء يعصمهم الله عز وجل إلى أن يكملوا تبليغ مراده سبحانه وتعالى , فلجئوا إلى حيلة الاندساس والانضمام والاندماج, ولذلك تسابقوا إلى النبي و( قالوا نشهد إنك لرسول الله , والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) ( المنافقين 1)
وهذا الأخير عاشر النبي وصاحبه لمدة طويلة وحاول القضاء عليه أيضا!! .
ذكر البيهقي في ( السنن الكبرى ج 8 ص 198) خبرهم وقال: ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إبن اسحاق في قصة تبوك وما كان على الثنية من هم المنافقين ان يرجموا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان من اقوالهم واطلاع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على أسرارهم, قال فانحدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية وقال لصاحبيه يعنى حذيفة وعمار أهل تدرون ما اراد القوم قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يرجمونى في الثنية فيطرحوني منها فقالا أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع اليك الناس فقال أكره ان يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم ! ثم ذكر الحديث في دعائه أياهم وإخباره أياهم بسرائرهم...) وذكره الإمام أحمد في مسنده بلفظ متقارب.... والهيثمي في مجمعه.... وابن كثير في بدايته.... وغيرهم. والذي يحيّر!!!! لماذا عمر يسأل ( وحده) صاحب سر رسول الله عن: إذا كان في قائمة المنافقين أم لا ؟؟؟ عن زيد بن وهب قال: مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة, فقال عمر: أمن القوم هذا ؟ قال: نعم, قال: بالله أمنهم أنا ؟ قال: لا, ولن أخبر به بعدك أحدا.!!!!!!!!!!!!!!؟ ورواه( ابن حزم في المحلى ج 11 ص 222 ) و( الطبري في جامع البيان تحت رقم 15743 ) و( ابن حجر في المطالب العالية كتاب التفسير حديث رقم 3718 ) وقال :إسناده صحيح.
وبقوا على حالهم يكيدون كيدهم ! إلى آخر أيامه صلواة الله عليه وآله وسلم !.
وقبل أن ينتقل النبي إلى الرفيق الأعلى, أراد أن يترك أمّته على المحجة البيضاء وأن يُعْلِمها أن من عملقوا بعضهم بعضا بأنفسهم ليس لهم من الأمر شيئا!! فجهز جيشا وجعل هؤلاء المتعملقون من الجند البسطاء إذ أمّر عليهم أصغر الصحابة رضوان الله تعالى عليه(أسامة) لعلهم يتوبوا ويبتعدوا عن مخططهم, ويتبعوا من ولاه الله عز وجل ورسوله وقد بخبخوا له ذات يوم.. ولكنهم رفضوا ولم يمتثلوا لأمر رسول الله صلواة الله عليه وآله, بل وطعنوا في من أمره نبي الله عليهم !!! حتى وبّخهم وكشف ماضيهم لمّا طعنوا في أب أسامة(البخاري) وصحيح مسلم .
وما يجدر الإشارة إليه وهو أكيد أن أسامة لا يطعن فيه إلا من ظن نفسه أنه أكبر منه درجة وأعظم قدرا , وقد كان تحت إمرته أبوبكر وعمر!!! .. أنظر . و أنظر . ثمانظر. فلا غيرهما من يجادل النبي كما جادلاه في بدر بعد ما تبيّن لهم الحق كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون!. وبما أنهما سيّدا المهاجرين !! فلا يمكن أن يكون غيرهما الطاعن!! وقد ذكرهم الحلبي في سيرته قال: ( فخرج * أسامة رضي الله عنه * بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا اشتدّ لذلك منهم أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص (ر) فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين والانصار....). وذكر مثله ابن حجر في فتح الباري وقال: (.... وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبوبكر وعمر ...). ولكن ابن تيمية وابن كثير كعادتهما يحاولان تضعيف ما صححته الأمة كلها عجبا!.. قال ابن كثير في تاريخه ( وقد انتدب كثير من الكبار من المهاجرين الاولين والانصار في جيشه فكان من أكبرهم عمر بن الخطاب ومن قال : إن أبا بكر كان فيهم فقد غلط !! فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إشتد به المرض وجيش أسامة مخيم بالجرف وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس ) . ويقول ابن كثير: ( وتوفي وهو أمير على جيش كثيف منهم عمر بن الخطاب ، ويقال وأبو بكر الصديق وهو ضعيف لان رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبه للامامة !!؟ فلما توفي صلى الله عليه وسلم وجيش أسامة مخيم بالجرف كما قدمناه ، إستطلق أبوبكر من أسامة عمر بن الخطاب في الإقامة عنده ليستضيء برأيه فأطلقه له)!!!!!.
وقول ابن كثير هذا يردّه و يكذبه بسيط الفهم والعلم بأحداث وفاة النبي صلواة الله عليه وآله!! وقد كان علم عمر بوفاة النبي صلواة الله عليه وآله وسلم قبل أبو بكر وأخذ في التمثيل والصياح والتهديد إلى أن جاء أبو بكر من السنح وأسكته!! كما في حديث عائشة ( تاريخ الإسلام للذهبي الجزء 3 الصفحة5 أحداث سنة إحدى عشر خلافة أبي بكر رضي الله عنه ) قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وأبو بكر بالسنح ، فقال عمر: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثه الله فيقطع أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر الصديق فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله موتتين أبداً، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك)...
وهذا المشهور, فكيف أصبح أبا بكر عند ابن كثير يستطلق عمر من أسامة ليستضيء برأيه ؟؟؟ حقيقة إنهم لا يخافون الله, ولا يستحون! وسبحان الله ! إلى اليوم مازالوا يكذبون ولا يبالون !!! يبرئون أعداء نبيهم ورافضي أمره !!! ويخلقون روايات تخطئ من أمّره نبي الله وكأنه هو من أبى الخروج بالجيش ! وكل هذا, لأجل تبرئة أبوبكر وعمر!!! ومازال من يصدقهم من ضعفاء العقول!!!
على أي حال, قلت أن النبي صلواة الله عليه وآله كان يعلم بمخطط قريش, ويعلم أنهم لا يبتعدون مهما قام بإبعادهم عن المدينة, وإنما بعثهم في جيش أسامة ولعن المتخلف عليه ! كما في ( شواهد التزيل للحاكم الحسكاني ج 1 ص 338) , فقط لإقامة الحجة على أمّته!. وإلا فإنه على دراية كاملة بما ستقاسيه عترته وسيّدها بعده صلواة الله عليهم من هذا الحيّ ! ولذلك اعتنق صل الله عليه وآله عليّا عليه السلام مهموما باكيا لما سيُفعل فيه وفي آله بعده! فعن علي عليه السلام قال: (...اعتنقني ( رسول الله صلواة الله عليه وآله) ثم أجهش باكيا قلت يا رسول الله ما يبكيك؟ قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي(حتى يفقدوني) قلت يا رسول الله في سلامة من ديني؟ قال في سلامة من دينك )( مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 9 ص 118)(مسند أبي يعلى ج 2 ص 427)( المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 61)( كنز العمال للمتقى ج 13 ص 176)
ـــــ
وفاة النبي صلواة الله عليه وآله وتمثيليّة عمر!!!
توفي نبي الله صلواة الله عليه وآله يوم الإثنين , فجاء عمر يركض سالا سيفه يهدد كل من يقول : بأن محمدا قد مات ، وأقسم بالله أنه لم يمت ، وإنما ذهب يناجي ربه كما فعل موسى بن عمران وتوعد من يقول بموته بضرب عنقه!!! ( الطبري وابن الأثير) وكان يفعل ذلك لأن شريكه كان غائبا في السنح ( نحو ثلاثة أميال على المدينة)! ولغرض منع المؤمنين الذهاب إلى بيت النبي خشية الالتفاف بأهل البيت والوصيّ والتمسك بالعترة التي رفضا قبل أربعة أيام من وفاة النبي حين قال لهم صلواة الله عليه وآله وسلم ( هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ..) فقاطعه عمر قائلا ( حسبنا كتاب الله ) لأنه اعتاد سماع النبي صلواة الله عليه وآله في كثير من المواطن كلما ذكر كلمة لن تضلوا أبدا إلا وأتبع بعد كتاب الله ( وعترتي ) ولذلك عارضه بشدة حتى طرده نبي الله من بيته ( ثم أوصى بثلاث).
قلت كان يهرّج لإلهاء الناس بصيّاحه ... والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم!!؟ ( سنن الدارمي/ المقدمة / حديث 83 ) و( قريبا منه في كنز العمال / ج7 / ص243 ح 18772) .
فيأتي إليه عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم المعروف ( بان اُمّ مكتوم المؤذن الأعمى) يهدئه و يذكره بقول الله سبحانه وتعالى: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم . ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) ( دلائل النبوة للبيهقي 7 / 217 )( ابن كثير في التاريخ 5 /242 /243 ) ...
وما زاد تذكير عمرو بن قيس بهذه الآية الكريمة عمرا إلا صراخا وتهديدا بقطع رقبة من قال أن محمدا مات !! بل زادته هياجا وقام يخطب الناس ويوعِد من قال محمدا قد مات بالقتل وقطع رأسه فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه ممّا يوعد ويقول !!!! و يصيح بأعلى صوته ( والله لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله إلا ضربته بالسيف ) ( مجمع الزوائد : 5/182) ... والناس في المسجد قد ملؤوه يبكون تائهون مما أصابهم مندهشون من تهديد عمر لهم !! فقام العباس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من أن يميته ميتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا فأحل الحلال وحرم الحرام ونكح وطلق وحارب وسالم ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رءوس الجبال يخبط عليها العضاه بمخبطه ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيكم أي قوم فادفنوا صاحبكم ...)
ولكن عمر بقي يصيح ويهدد لكسر وشل كل حركة ربّما قد تحدث! ويهرّج لكسب بعض الوقت إلى أن يحضر سيّد الحي القرشي!! الذي لم يكن آنئذ في المقام , وكان قد ذهب إلى زوجه بنت خارجة في السنح كما سبق... ولما رجع أخبروه بوفاة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم, ذهب أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتيقن أنه مات فقبّله, وقال: بأبي أنت واُمّي ، طبتَ حيّاً وميّتاً ، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً. ثمّ خرج وصعد المنبر, وقال: أيّها الحالف على رِسْلِك ( أي دورك الآن قد انتهى يا عمر) فلمّا تكلّم أبو بكر جلس عمر! ثم تشهّد أبو بكر بما علمه من التشهّد وقال: إنّ الله تبارك وتعالى نعى نبيّكم إلى نفسه وهو حيّ بين أظهركم ، ونعاكم إلى أنفسكم , فهوالموت حتى لا يبقى أحد إلاّ الله عزّ وجلّ... ثم قال : ألا من كان يعبد محمّداً صلى الله عليه وسلم فإنّ محمّداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت , وقال : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ. وقال :وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئـًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ . فنشجَ الناس يبكون . ( صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ، ج 5 ص 13 )( سنن ابن ماجة)( مسند ابن حنبل) ( الطبقات الكبري)( تاريخ الطبري )( الكامل في التاريخ ) ( شرح نهج البلاغة)(البداية والنهاية) وعن عائشة قالت : أن أبابكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يُكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموت التي كتبت عليك فقد متها, قال الزهري وحدثني أبوسلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبوبكر أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله الشاكرين)
وفي رواية أخرى مخلوقة تُبرّر غياب العظماء عن حضورهم جنازة الرسول الأكرم صلواة الله عليه وآله!! إذ سألوا الصحابة العلماء الذين تركهم رسول الله على المحجة البيضاء ليلها كنهارها! هذا السؤال العجيب !! أيصلىّ على رسول الله ! أيُدفن ..!؟؟...قال الترمذي: فقال عمر والله لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله قبض إلا ضربته بسيفي هذا... قال: وكان الناس أميين لم يكن فيهم نبي قبله فأمسك الناس ! فقالوا يا سالم انطلق إلى صاحب رسول الله فادعه فأتيت أبا بكر وهو في المسجد فأتيته أبكي دهشا فلما رأني قال أقبض رسول الله قلت إن عمر يقول لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله قبض إلا ضربته بسيفي هذا ! فقال لي انطلق فانطلقت معه فجاء هو والناس قد دخلوا على رسول الله فقال يا أيها الناس أفرجوا لي فأفرجوا له فجاء حتى أكب عليه ومسه فقال: ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ثم قالوا يا صاحب رسول الله أقبض رسول الله قال : فعلموا أن قد صدق قالوا يا صاحب رسول الله أيصلى على رسول الله ؟؟؟ قال نعم, فقالوا وكيف قال يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون ثم يدخل قوم فيتكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون حتى يدخل الناس قالوا يا صاحب رسول الله أيدفن رسول الله ؟؟؟ قال نعم , قالوا أين قال في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب فعلموا أن قد صدق ثم أمرهم أن يغسله بنو أبيه واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالواانطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار( في السقيفة) ندخلهم معنا في هذا الأمر فقالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير... ( الشمائل المحمدية للترمذي ج 1 ص337 )
الآن هدأ عمر وسكن! واستغرب لما سمع الآية من أبي بكر وتظاهر وكأنه لم يسمعها من قبل ذلك أبدا!!!! ويقسم بالله ويقول : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض ! حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات!!!!؟ وقال أبو بكر : بل قد نعاه الله إلينا فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) فقال له عمر: والله لكأنّي ما قرأتها قطّ ! ( تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١١٤ ; السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٣٠٥ عن أبي هريرة ، شرح نهج البلاغة : ١ / ١٧٨ وج ٢ / ٤٣ )
ـــــــآآآه ! يا عمر! أليست نفس الآيات التي ذكّرك بها عمرو بن قيس قبل مجيء أبو بكر!؟.
ألم يؤكد لك العباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مات وانه يأسُنُ كما يأسن البشر. وأن رسول الله صلى الله عيله وآله وسلمذاق الموت. . ولإنه أكرم على الله أن يميته موتتين ؟ وسألك إن كان لك عهدا فقلت لا ؟!؟. .
إن هذا, ومع رفض الكتاب من قبل, يبين أن كل تلك الصيْحات, التي دفعته إلى أن يقسم بالله العظيم كذبا , بأن محمدا ما مات! وأظهر نوعا من ( فقدان الوعي ) ليخرج الناس من الواقع , ويدخلهم في موضوع جانبي يمسك به الناس ، ويثير الغوغاء ويضيع عنهم الوقت حتى لا يعطي للناس فرصة في الالتفات إلى من أخلفه رسول الله, وأن يلهيهم بذلك الدور المرهب المرعب !... قطع رقبة من قال بموت رسول الله !!!.
نعم, يُهرج ليجتمعوا حوله ولا يلتفوا بعترة الرسول . إلى أن تحضر فرقة السقيفة الغائبة التي تتكون من ثلاثة نفر فقط يمثلون كل المهاجرين! عمر وأبو عبيدة وأبو بكر .
وفاجأ عمر بخطف الجمع ببدايته الحملة والحفلة قبل نهايه أبي بكر من خطبته, إذ صاح عندما سمع تلك الآيات قال لأبي بكر متمثلا بالاندهاش سائلا: ( أهذا في كتاب الله؟! قال: نعم، فقال : أيّها الناس ! هذا أبو بكر وذو شيبة المسلمين فبايِعوه ! فبايعه الناس.( الطبقات الكبرى ج 2 / 276) ( البداية والنهاية ج 5 / 241 ) ( مسند أحمد ج 10 / 44 / ح 25899 ) ( كنز العمال ج 7 / ص 232 / ح 18755 ) ومن الجانب الآخر نادى ابن سعد بن عمرو بنفس صياح صاحبه!!! ..
ثم نفس الكلام يعيده عمر في الغد بعد السقيفة! والتي سمّاها البيعة العامة واعترف أنه كان قد طرح قول الله ونبيه وراء ظهره وقال برأيه!! وهذا يفضح أن إجماعهم كان على (الاغتصاب) لا البيعة! وأنها سياسية لم يأمر بها الله عز وجل ولا نبيّه صلواة الله عليه وآله وسلم!.. كما أنه بقي في رفضه لما كان سيكتبه نبي الله صلواة الله عليه وآله وسلم !! ومازال يحاول إبعاد الناس عن العترة الطاهرة! وقد قال بالأمس : حسبنا كتاب الله في حضرة النبي ! وها هو يكررها و يعيدها ومعها تحدّي واعتراف في نفس الوقت أنها سياسة قرشيّة عصبيّة بغيضة قال: ( ياأيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كنت وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده الي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى !! أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا ( عجيب ! يرفض أمره بالأمس ! ثم يدّعي أنه يرى أن لو كان رسول الله لأدار أمرهم !!!؟؟؟؟!!) وأن الله تعالى قد أبقى فيكم كتابه الذي هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة)!!! 14064 !!! قال ابن كثير إسناده صحيح.
و كان بن عباس مقابلا لهم يقول ويكرر: أي قوم فادفنوا صاحبكم ; فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب . إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واللهِ ما مات حتى ترك السبيل نهجاً واضحاً ، فأحلّ الحلال وحرّم الحرام ونكح وطلّق ، وحارب وسالم ... ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال يخبط عليها العضاة بمخبطه ،ويمدُر(مدَرَهُ): أي طيّنه وأصلحه بالمَدَر , وهو الطين المتماسك , لئلاّ يخرج منه الماء ( النهاية : 4 / 309) حوضها بيده بأنصبَ ولا أدأب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان فيكم أي قومِ فادفنوا صاحبكم.. ( سنن الدارمي : 1 / 42 / 83 / و ج / 1 / ص 39 و في/ المقدمة / حد 83 )(الطبقات الكبري: 2 / 266) ( أنساب الأشراف : 2 / 243).
فلم يأبهوا بقوله ولم يلتفتوا إليه!!. بل لما انتهى أبو بكر من خطبته وسمع ما سمع من عمر بن الخطاب و ابن سعد, وتسابق بعض الناس من أنصارهم يصافحونه قام وأجاب من كان يقول لهم: أي قومِ فادفنوا صاحبكم . وقال : عندكم صاحبكم فأمرهم يغسلونه ! ثم خرج!!! ( مجمع الزوائد ج 5 ص 182 )
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
بسم الله وصلّ الله على محمد وآل بيت الله الطيبين الطاهرين
أحسنت أخي العزيز آكسل فقد وجدت في موضوعك أكثر مما توقعت وهو قفز عمر كالقرد في السرك ولو أنه لديه الكثير من الأعمال المسلية ولذلك تجد الوهابية يقتدون به لعنهم الله وأثابك