تشكيل المجلس الاعلى
بعد مخاضات عسيرة تم تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. كان المجلس مكوننا حسب تقسيمات ذاك الوقت اي قبل ما يقارب من ثلاثين سنة مكونا من الاوساط التالية:
1- كتلة اية الله السيد محمد باقر الحكيم او كما تسمي نفسها كتلة خط المرجعية. ومعه السيد عبد العزيز الحكيم والسيد ابو اسراء اكرم الحكيم والسيد ابو هاشم علاء الجوادي كاتب السطور.
2- كتلة جماعة حزب الدعوة والذي كان يسمى يومها جماعةاية الله الشيخ محمد مهدي الاصفي ومعه اية الله السيد كاظم الحائري والدكتور السيد ابو احمد ابراهيم الجعفري والشيخ محمد باقر الناصري والشيخ حسن فرج الله. واضيف بعد شهرين الاخ المرحوم الحاج محمد صالح الاديب وهو من كبار قيادات حزب الدعوة لكنه قبل تاسيس حزب الدعوة كان من جماعتنا في تنظيمات حركة مؤسس الحركة الاسلامية العراقية الشيخ عز الدين الجزائري وكان من كوادر حركة الشباب المسلم في كربلاء.
3- كتلة مستقلة ابرز افرادها سماحة السيد اية الله السيد محمود الهاشمي ومعه العلامة السيد حسين الصدر والعلامة السيد محمد باقر المهري. وتحول السيد المهري بعد ذلك الى كتلة السيد الحكيم مع استمرار علاقاته مع السيد الهاشمي.
4- اخوة من جهات اسلامية موجودة في الساحة وهم العلامة السيد محمد تقي المدرسي قائد منظمة العمل وابن اخت المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي والعلامة الشيخ جواد الخالصي وهو نجل اية الله الشيخ محمد الخالصي وحفيد المرجع المجاهد اية الله العظمى مهدي الخالصي.
وجلس هؤلاء الرجال لجلسات طويلة من اجل اعداد دستور المجلس والنظام الداخلي له. وبعد انجازهم لهذين العملين المهمين. القى بنا سماحة الفقيه السيد كاظم الحائري كلمة مذكرا بها بالسيد الشهيد الصدر واخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ومظلوميتهما والشهداء من ابناء العراق وضرورة النهوض بمسؤولية العمل من اجل اسقاط نظام الطاغية واقامة النظام الذي ينشده الشعب العراقي واكد السيد الحائري في كلمته على مفاهيم روحية وضرورة الاخلاص لله بالعمل وان نصر الله وامداده الغيبي مرتبط بالاخلاص وتنقية النفس الى ما هنالك من مفاهيم اخلاقية. وقد هزت كلمته ضمائر الاخوة فاجهشوا بالبكاء. بعد ذلك تم انتخاب هيئة الرئاسة للمجلس الاعلى المكونة من الرئيس وهو سماحة اية الله السيد محمود الهاشمي والنائب الاول وهو سماحة اية الله السيد كاظم الحائري والنائب الثاني وهو سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم. وانتخب الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم ناطقا رسميا للمجلس. كما انتخب الاخ الدكتور السيد ابراهيم الجعفري رئيسا للجنة التنفيذية للمجلس. وتتكون اللجنة التنفيذية من وحدات عمل كانت اعمال المجلس الاعلامية والعسكرية والمالية والادارية والامنية مرتبطة بها. انشغل اعضاء المجلس باعداد البيان الاول للمجلس الاعلى وبعد انجازه اعلنه بمؤتمر صحفي حاشد الشهيد السيد الحكيم رضوان الله عليه.
لقد حدّد المجلس الاعلى، ومنذ إنطلاقته عام 1982، اهدافه وشخّص معالم تحركه، ووضع اسس انطلاقته التي تتوزع عليها حركته السياسية والجهادية والاعلامية، من خلال تشخيص دقيق للظروف والاوضاع في محيطه المحلّي والاقليمي والدولي، وبالرغم من الصعوبات الداخلية والخارجية الكثيرة التي واجهت حركة المجلس الاعلى لاسباب معروفة باتجاه بلوغ اهدافه في تحرير ارادة الشعب وايصال مظلوميته الى الرأي العام، الا انّ ما تحقق في تلك المرحلة يعتبر إنجازاً حقيقياً، جديراً بالثقة.
مجلة دراسات وبحوث
في هذه الفترة اقترحت على السيد الحكيم ان أُصدر مجلة للبحوث. كانت وجهة نظر السيد يومها انني ينبغي ان اضطلع بعمل ميداني وبالتحرك والمفاوضات السياسية فهناك حسب تقديره مساحات ينبغي ان اغطيها...وكان رأي اني اناسب اكثر للامور التقافية والعلمية وشؤون البحث والكتابة والحوار. وعلى اي حال لو ان السيد كان قد امرني لالتزمت، لكنه اقترح علي وناقشته بمقترحة وكانت النتيجة ان اصدرت مجلة بحوث باسم "دراسات وبحوث" صدر منها ثمانية اعداد ثم توقفت عن مواصلة الطريق بها نتيجة لملابسات الساحة يومها...وشهادة تاريخية فان السيد لم يتدخل بعملي بهذه المجلة وكان لي مطلق الحرية في تحريرها. بل كان دوره التشجيع والدعم المعنوي والمادي. وهي من الاخلاقيات الرائعة التي اتذكرها له والتي تنم عن ثقته باخوانه وبمن يعمل معه.
صدر العدد الاول من هذه المجلة بتاريخ شوال سنة 1401 هـ، وكانت تصدر عن المكتب الاعلامي لجماعة العلماء المجاهدين في العراق التي كان امينها العام هو السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله. وقد بينا في افتتاحية العدد الاول من هذه المجلة دواعي واهداف اصدارها. ومع ان المجلة كانت مشروعي الخاص الى حد كبير الا ان دعم السيد الشهيد لها ورعايته لي يومها يجعلها احد وسائل العمل المعتمدة والتي كانت تقوّم الجانب الفكري والثقافي من خطنا السياسي والاجتماعي بالعمل يومها. وادناه صورة مقروءة من افتتاحية العدد الاول. وهي بحد ذاتها تبيّن وتسلط ضوءً على تفكيرنا يومذاك:
افتتاحية العدد الاول من مجلة دراسات وبحوث
وقد كتبت في هذا العدد موضوعين:
اولهما: المرجع المجاهد الامام محمد حسين كاشف الغطاء باسم مستعار هو المهندس (ع. نجف) وكنت اوقع به كتاباتي في فترة الثمانينيات.
وثانيهما: مدرستان في الحركة الاسلامية وهو مقارنة علمية بين منهج الشهيد المفكر سيد قطب والشهيد المرجع السيد الصدر، وباسم ابو رباب وهو اسم بنتي الكبيرة.
وكتب اخي الاستاذ السيد اكرم الحكيم بحثا في هذا العدد بعنوان: الاساليب المتقدمة في النفوذ الامبريالي وباسم الاستاذ اكرم هادي. وكتب الشيخ جلال الصغير بحثا بعنوان: الغرب... النفط...الشرق الاوسط وباسم الشيخ ابو ميثم.
واستمرت هذه المجلة الفصلية بالصدور لثمانية اعداد وقد توقفت بعد ذلك. وقد كان لها صدى كبيرا في الوسط الثقافي بين معجب بها وبين حاسد حاقد لا يسره ابداع الاخرين. وعلى اي حال اصبحت هذه السابقة الثقافية مبادرة شجعت عددا من الاخوة المثقفين على اختطاط نهجها وهكذا ظهرت مجلات فكرية ثقافية اسلامية عراقية رصينة على منهج مجلة دراسات وبحوث.
صور مجلة دراسات وبحوث العدد الثامن
موتمر جرائم صدام
انعقد هذا المؤتمر في طهران للفترة من 17 الى 22 كانون اول 1983، اشتركت فيه وفود من 34 دولة، وكان موضوعه الاساسي جرائم نظام صدام وبالخصوص تجاه الحوزة العلمية وقتل العلماء ومراجع الفكر الاسلامي.
وقد جاء انعقاده بعد اعتقال وقتل مجموعة كبيرة من اسرة المرجع الراحل الامام السيد محسن الحكيم (رض) من قبل نظام صدام المقبور كرهائن بهدف ممارسة الضغظ على معارضة آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) للنظام الحاكم، واسكات تحركه، ونتيجة لموقفهم السلبي من طلب النظام الصدامي لحضورهم في مؤتمر اعده لدعمه. وضمن سياسة النظام البائد في القضاء على الحوزات العلمية والعوائل الاصيلة في العراق، حيث اعدم النظام ستة منهم وهدّد بإعدام الآخرين اذا لم يكف السيد الحكيم عن معارضته، ونفّذ النظام تهديده بعد ذلك بقتل عشرة آخرين في عام 1985، ظلما وعدوانا.
واستمرت عمليات الاعدام والقتل للعائلة الكريمة للامام الحكيم حتى بلغ الشهداء والمفقودين منهم حوالي 62 شهيدا ومفقودا. تبين بعد سقوط النظام ان المفقودين قد اعدموا ايضاً، شأن المفقودين الآخرين الذين لم يعثر على اثر لهم.
مؤتمر جرائم صدام ويجلس على المنصة سماحة السيد صدر الدين القبانجي وسماحة السيد محمد الحيدري والدكتور السيد علاء الجوادي وسماحة الشيخ محمد تقي المولى
جانب من مؤتمر جرائم صدام ومن بين من يظهر بالصورة الدكتور السيد علاء الجوادي وسماحة العلامة السيد حسين الصدر والدكتور السيد ابراهيم الجعفري
مؤتمر الكوادر الاسلامية
هذا المؤتمر من مؤتمرات المجلس الاعلى المهمة. انعقد في طهران للفترة من 24 تشرين الثاني الى 2 كانون اول 1984 واشترك فيه 400 شخصية يمثلون قيادات وكوادر ومجاهدي الحركة الاسلامية من داخل ايران وخارجها ومن مختلف مهاجر العراقيين، لبحث شؤون الثورة الاسلامية في العراق، ولإبراز الوزن الحقيقي للقوى الاسلامية العراقية في الساحة. وقدم به الاسلاميون العراقيون العديد من الدراسات المهمة التي كانت بمثابة الاساس للمراحل اللاحقة من مسيرة النضال. (توجد عندنا تفاصيل وقائع هذا المؤتمر التاريخي وسننشرها بالكتاب ان شاء الله)
مؤتمر نصرة الشعب العراقي
عقد المجلس الاعلى مؤتمر نصرة الشعب العراقي في طهران في 24/12/1986 والذي استمرت فعالياته اربعة ايام، وقد كان المؤتمر اول اجتماع بين القاعدة العريضة للمعارضة وبهذا الحجم واشتركت فيه القوى السياسية الحقيقية في الساحة واتخذ طابعا رسميا من خلال حضور ممثل الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا وليبيا وجرت فيه مباحثات جادة ومكثفة، كما كان في الوقت نفسه عبارة عن تظاهرة سياسية للاحتجاج على تصاعد النهج القمعي للنظام الحاكم وتعطيل الحريات والاعدامات المتواصلة، وقد اشتركت في فعاليات المؤتمر 450 شخصية عراقية قدمت من 17 دولة تمثل مختلف اتجاهات واطياف المعارضة من اسلامية ووطنية وغيرها. (توجد عندنا تفاصيل وقائع هذا المؤتمر التاريخي وسننشرها بالكتاب ان شاء الله) . ومن الجدير ذكره انه قد افتتح هذا المؤتمر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية يومذاك آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الاسلامية حاليا وشارك في جانب من اجتماعات مؤتمر نصرة الشعب العراقي . ومن الشخصيات العربية الاسلامية المهمة حضر العلامة المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين والقى كلمة فيه.
توصل المجتمعون في نهاية المؤتمر الى مجموعة من القرارات التي تؤسس لعمل مستقبلي مشترك بين اطراف المعارضة العراقية، وكان هذا التوجه خطوة بالاتجاه الصحيح وان كانت لم تصل الى درجة تشكيل تحالف حقيقي متكامل بينها
ومن جملة القوي والتنظيمات التي شاركت في " المؤتمر نصرة الشعب العراقي":
- المجلس الاعلي للثورة الإسلامية في العراق، برئاسة السيد محمد باقر الحكيم. وكان ينضوي تحت لواء المجلس الاعلى يومها معظم الحركات الاسلامية العراقية لذلك كان للاسلامين حضور واضح ومتميز في المؤتمر كما كان لهم الدور الاهم في انجاحه.
وشارك في المؤتمر بفاعلية الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يقوده نجلا المرحوم ملا مصطفي البارزاني السيدين ادريس ومسعود. وقد حضر ادريس ولم يحضر مسعود. ولحد الان اتذكر مشاركة المرحوم ادريس ومداخلاته البناءه وقد اعجبت يومها بالمستوى الاخلاقي الرفيع الذي كان يتحلى به المرحوم لذلك حزنت كثيرا عندما توفي هذا الانسان فيما بعد.
وكذلك كانت مساهمة الاتحاد والوطني الكردستاني، فاعلة ومؤثرة وان لم يحضر زعيمه الاستاذ جلال الطالباني واوفد بدلاً عنه الرجل الثاني في التنظيم الدكتور فؤاد معصوم.
وحضرته شخصيات من لندن مثل: الشهيد الكبير السيد محمد مهدي الحكيم والقى كلمة فيه والعلامة المجاهد الحجة السيد محمد بحر العلوم حفظه الله والاستاذ سعد صالح جبر رئيس حزب الامة.
وعلى صعيد الطيف العراقي فقد حضرت معظم اطياف العراقيين من عرب وكرد وتركمان ومن سنة وشيعة وحضر ممثل عن الاسقفية الاشورية العراقية.
الاب المرحوم زيا بوبو ممثل الاشوريين في المؤتمر والذي كان قد هرب هو وعائلته وبعض من افراد طائفته وعشيرته من بطش النظام الصدامي ليلتحق بالمعارضة
كانت فعاليات المؤتمر من خلال خمس لجان متابعة فرعية تكون كل منها مسؤولة من جانب معين من جوانب عمل المؤتمر والاشراف علي تنفيذ مقراراته. وهي التالية:
1ــ لجنة دراسة استراتيجية الوضع المقبل في العراق.
2ــ لجنة دراسة وسائل توسيع العمل السياسي والاعلامي ضد الدكتاتورية في العراق.
3ــ لجنة دراسة الحرب ونتائجها السياسية والإقليمية على المعارضة.
4ــ لجنة دراسة توسيع العمل العسكري ضد النظام الدكتاتوري الصدامي.
5ــ لجنة دراسة حقوق الإنسان.
العمل في مجال حقوق الانسان
وفي اواسط الثمانينات تبنى ـالسيد محمد باقر الحكيم الى جانب مهماته ومسؤولياته ـ العمل في مجال حقوق الانسان في العراق، بعد ان لاحظ وجود فراغ كبير في هذا المجال ووقع اختياره على اخية الحجة السيد عبد العزيز الحكيم فأسس "المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق" وهو مركز يعني بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في العراق من قبل نظام صدام آنذاك، وقد تطور هذا المركز وتوسع حتى اصبح مصدراً رئيسياً لمعلومات لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة والمقررّ الخاص لحقوق الانسان في العراق والمنظمات الوطنية والدولية الحكومية وغير الحكومية، وقد حضر هذا المركز العديد من المؤتمرات الدولية، ووثق عشرات الآلاف من حالات اختفاء العراقيين داخل العراق، وطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء العقيدة والرأي والمحجوزين من ابناء المهجرين العراقيين.
يمكن وصف فعاليات وحركة المجلس الاعلى في مجال حقوق الانسان لمواجهة وفضح الانتهاكات التي قام بها نظام صدام ـ المقبورـ، بالاوسع في ساحة المعارضة.
ثم قام المجلس الاعلى بالتحرك على الامم المتحدة ومؤسساتها العاملة في جنيف لطرح قضية حقوق الانسان فيها، ودعا الى تشكيل منظمات حقوق الانسان في العراق واسنادها حيث تم تأسيس عدد كبير من هذه المنظمات التي انتشرت في مختلف انحاء العالم.
كما قام وفد عال المستوى برئاسة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق باجراء لقاء مع الامين العام للامم المتحدة (خافيير بيريز ديكويلار) في جنيف عام 1991.
وكان المجلس الاعلى يتعاون مع نحو 15 مركزاً ومنظمة محلّية عراقيّة في الخارج وكان ممثل المجلس الاعلى في المنظمات الدولية يشترك ولسنوات عديدة في اجتماعات اللجان الفرعية للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة التي تستمر لعدة اسابيع، وقد استمر هذا الحضور كل عام بعد تعيين المقرّر الخاص لمراقبة حقوق الانسان في العراق من قبل مجلس الامن الدولي عام 1991 على اثر انتهاكات النظام الواسعة في الانتفاضة الشعبانية المجيدة.
وكانت ثمرة تلك الجهود صدور ادانة سنوية للنظام من قبل لجنة حقوق الانسان والمجلس الاقتصادي الاجتماعي في دورته التي تنعقد في جنيف كل عام وغيرها من المنظمات ذات العلاقة، وكذلك صدور توجيهات بهذا الشأن من قبل الجمعية العام للامم المتحدة وكانت مكاتب المجلس الاعلى في لندن وسوريه والنمسا والمانيا وامريكا فعالة في ايصال رسالة المجلس الاعلى الى المراكز المعنية المؤثرة.
وكان المجلس الاعلى يوجه عادة وبصورة مستمرة مذكرات ورسائل الى الامين العام للامم المتحدة والى دول مجلس الامن يلفت فيها الانتباه الى ضرورة تحمل المسؤولية في حماية الشعب العراقي من قمع النظام، ومنتقدا في الوقت نفسه إنحصار اهتمام الامم المتحدة بموضوع مراقبة الاسلحة فقط وتجاهل القضايا الانسانية. وبالرغم من انّ مجلس الامن اخذ في الاعتبار تأكيدات المجلس الاعلى على تخفيف الحصار على الشعب العراقي وإبقائه على النظام في اصدار القرار 986 عام 1996 المعروف بقرار النفط مقابل الغذاء والدواء والقرار 1284 اواخر عام 1999 في التأكيد على الجانب الانساني، الا انّ وجود نقاط فراغ وثغرات نقص كثيرة يتضمنها القرار جعل من السهولة التفاف النظام المقبور عليه. وكان رئيس المجلس الاعلى يتابع هذه الامور بفعالية واستمرار.
واكمالا للفائدة حول النشاط في هذا المجال اضيف المعلومات التي جمعها د.صاحب الحكيم عن "المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق" وهي:
* مؤسسة عراقية إنسانية غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان في العراق
* تأسس في ربيع عام 1987 تحت إشراف سماحة السيد عبد العزيز الحكيم
* مهتمه جمع وتنظيم الوثائق، والمعلومات المختلفة عن أوضاع حقوق الإنسان، والحريات الأساسية في العراق، وعن ضحايا إنتهاكات نظام بغداد لتلك الحقوق والحريات، دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين أو المذهب أو الهوية السياسية.
* يعتمد الأساليب الفنية الحديثة في التوثيق، والتصنيف والفهرسة، والبحوث.
* يتعامل مع المنظمات الدولية الحكومية، وغير الحكومية العاملة في حقل حقوق الإنسان، وقد إعتمدت معلوماته من عدد من المنظمات المعروفة مثل :
- لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة
- ومقررها الخاص المعين لمتابعة حقوق الإنسان في العراق
- لجنة المختفين التابعة للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية
- منظمة حقوق الإنسان في العراق – لندن-.
- منظمة مراقبة الشرق الأوسط
- المنظمة العربية لحقوق الإنسان
كما اعتمدت معلوماته من قبل كثير من وسائل الإعلام الخبرية.
* يبلغ الرقم الأرشيفي لوثائقه المصنفة فعلا حوالي أربعة وعشرين ألفا من الوثائق الصادرة من مؤسسات النظام العراقي.
* تبلغ وثائقه الأخرى الصادرة عن المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام عدة آلاف، فضلا عن مئات الإصدارات المنجزة من قبله، وتضم كتبا وكراسات وبيانات وتقارير موثقة
واشكر الدكتور صاحب الحكيم على هذه المعلومات القيمة التي رفد بها البحث. ومن باب الشيئ بالشيئ يذكر فان الدكتور صاحب الحكيم كان له ممارسات ومبادرات كثير تتعلق بحقوق الانسان وله مؤلفات وثائقية مهمة تعكس مظلومية شعب العراق ابان الحكم الدكتاتوري الاسود، من قبيل:
*تقرير عن اغتصاب وقتل وتعذيب اكثر من 4000 إمرأة في بلد المقاير الجماعية " العراق"
* قتل الإنسان في الأهوار 1993.
* موسوعة عن قتل مراجع الدين وعلماء وطلاب الحوزة الدينية لبلد المقابر الجماعية العراق
* القتل العام في الإنتفاضة الشعبية في شعبان آذار 1991 .
* أسماء بعض ضحايا انتفاضة شعبان آذار 1991
* القتل الجماعي في العراق خلال انتفاضة شعبان آذار 1991 خ.
وغيرها من الكتب والمقالات
اضافة الى دوره الكبير في تأسيس واستمرارية الاعتصام المستمر في لندن المقام في ساحة الطرف الأغر فيها، الذي بدأ يوم السبت 4/1/1997 للمطالبة بمحاكمة المجرم صدام على جرائمه التي إرتكبها بحق الإنسانية المعذبة في العراق، والإنسانية جمعاء، حيث كان يشترك في هذا الإعتصام كل العراقيين والعراقيات من كل الفئات والجماعات والأحزاب يجمعهم شعار ( كل الشعب معارضة) ومحاكمة المجرم صدام مطلب جماهيري أجمعت عليه جميع فئات الشعب العراقي. وللتاريخ فان الإعتصام المستمر يمكن اعتباره من اطول الفعاليات السياسية المعارضة في تاريخ العراق السياسي ضد الدكتاتورية. وصفته إحدى الصحفيات البريطانيات بأنه ( سوق عكاظ عراقي ) تطرح فيه كل الأفكار والمناقشات وتوزع فيه صحف كل الجهات العراقية المعارضة، ووقع على تأييده محبو الحرية من كل دول العالم ( من كل اللغات) في أكبر عريضة قماش في التاريخ بلغ طولها عشرات الأمتار، نأمل أن تحتل مكانا زاهيا في احد متاحف العراق الوطنية في المستقبل. فضلا عن تكريمه هو شخصيا والعديد من مناضلي العراق الذين اسهموا في النشاط الجاد من اجل اسقاط الطاغية بما يستحقونه من تقدير.
يتبع