|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
طيار عراقي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 01-03-2013 الساعة : 03:48 PM
أعتذر من الجميع ، فلعل هناك من يرى اختلافاً في أجوبة الأخوة الفضلاء ، فتعيّن علينا البيان كالآتي ..
متى يكون الإنسان مخيّر ومتى مسيّر ؟!!!!!!!!!!!!!
قال الأخ الفاضل نصير : الإنسان مخير فيما تناولته القدرة والاستطاعة ، ومسير فيما عدا ذلك كالموت .
قال الهاد: جواب صحيح دون كلام .
وقال الأخ الفاضل نهروان العنزي : مخير في التشريع ، مسيّر في التكوين .
كما قد قال الأخ الفاضل أبو أسد البغدادي : الإنسان مخير في افعاله التكليفية .... ومسير بخلقه التكويني.
قال الهاد : هذا في غاية الإحكام ، وهو الذي نصّ عليه العلماء عبر القرون ، بعضهم من أهل السنة المتكلمين ، وهو -معنىً- يجامع جواب الأخ نصير تماماً .
قال الأخ محمد : يقولون ان الانســان مخير في ما يعلم و مسير في ما لا يعلم " هـــل هذا الامــر صحيح؟!!.
قلت: أجاب الأخ الفاضل أبو أسد البغدادي في المشاركة 15 عن هذا إجابة علمية وافية ، وهي التي ذكرها العلماء سنة وشيعة في كتبهم العقيدة والكلامية .
دفع شبهة !!!!
ظنّ كثير من الناس أنّ الله تعالى قد قضى أن يكون الإنسان مخيّراً عندما نزل إلى الأرض، وهذا خطأ ، فالإنسان قد خلق مخيّراً في عالم اسمه عالم الذر ، قبل أن يخلق الله تعالى جسد آدم من طين بخمسين ألف سنة (لا يعلم مقداه إلا الله تعالى= يوم كألف سنة) ..، يدلّ على ذلك نصوص صحيحة معتبرة في الكافي ، روى في معناها أهل السنة أيضاً ..
وبإيجاز فالله تعالى لم يرد إلا أن يرحمنا ويتفضل علينا ، وهكذا كنّا جميعاً في عالم الذر مبتهجون، ملتذون بقدس العلم ، منعمون بنور العرش وإشراق الذات ..
لكنّ هناك من لجّ مع الله تعالى تحاسداً ، فطلب منه سبحانه أن يمتحن الخلائق في عالم الصبر والعناء ، وهو العالم العنصري= عالم السماوات والأرضين ، حيث لم يكن هناك في عالم الذر سماوات ولا أرضين ولا عناء ولا فناء سوى الابتهاج بنور العرش وكنوز القدس، مع التنبيه أيضاً أنّ هذا قد حدث قبل أن يعصي إبليس ؛ إذ ليس إبليس أول من عصى ..
بلى أول من عصى هو إبليس لكن هذا في العالم العنصري (تراب، هواء، ماء، نار = الطين) ..
هذا هو مجمل الأمر، أما تفاصيله ، فلكون مرّدها إلى القضاء والقدر، فقد نصح العلماء (سنة وشيعة) وهناك منهم من حرّم، أن لا يخوض فيها خائض، كونها اجتهادية، مبتنبية على قواعد حكمية متنازع فيها، ونصوص عن النبي وأهل البيت عليهم السلام صعبة مستصعبة لا يحتملها إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان..
والزبدة : لا يسوغ لأحد أن يخوض في هذا تفصيلاً إلاّ إذا كان ملمّاً بقواعد المعقول، مسلطاً في المنقول ، لما قلناه من أنّ مردّه إلى القضاء والقدر والبداء والاحباط والتكفير وعدل الله تعالى وحكمته...، وقد صح عن النبي وأهل البيت عليهم السلام النهي عن ذلك تعمّقاً وتكلّفاً.
يكفي أن نعلم ..
أنّ الله سبحانه وتعالى أنزلنا إلى الأرض ، مع أنّه سبحانه قد قضى -بعدله- يوم العهد والميثاق ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، بأسماء أهل الجنة على يمين العرش ، وأسماء أهل النار على شمال العرش ، السعداء والأشقياء ، لا يكون هؤلاء من أولئك ، ولا أولئك من هؤلاء ..
قلت أنا الهاد : بلى قضى الله تعالى بهذا بعدله ، لكن لله تعالى قضاء أشرف من هذا القضاء ؛ فلقد قضى -برحمته وفضله ومنّه- فقال سبحانه في الفرقان: (إلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) ، وقال جلّ قدسه في هود : (إلاّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) وغير ذلك من الآيات الصريحة أنّ الله تعالى خلقنا ليرحمنا ويتفضّل علينا ، لا ليعدل فينا ..
وهذا هو أشرف معاني البداء ، وهو قوله تعالى (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أي يمحو سبحانه ما قضى به عدله (الآجال الأرزاق الشقاوة، السعادة)، ويثبت سبحانه ما قد قضى فضله ورحمته ومنه ، فيزيد مثلاً سعادة أهل السعادة ، ويمحو شقاوة أهل الشقاوة لمن استغفر وآمن وعمل صالحاً وبراً ..
قال الهاد : وقد أجمل الله تعالى كلّ هذا فهذا فقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ) وهو صريح في القضائين ، والقضاء الذي في اللوح المحفوظ محكوم بالقضاء المسمّى عنده سبحانه ، وهذا لا يعلمه إلا هو سبحانه ..
وفي الجملة : هذا ما عليه الشيعة ، ووافقهم كثير من أهل السنة ، ومما استدل به كثير أهل السنة هؤلاء، ما رووه عن عمر أنه كان يقول في دعائه : اللهم إن كنت قد كتبتني في ديوان الأشقياء فامحني، واكتبني في ديوان السعداء ، وتخريجه ما قلناه .
بوركتم جميعاً ، ولا نحتاج أن نعلم أكثر من هذا ..
|
|
|
|
|