|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
فلسفة الشعائر الحسينية
بتاريخ : 09-01-2010 الساعة : 09:31 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللطم (اللدم)
وهو من أقدم الشعائر التي مارستها الشيعة لإظهار حالة التفجّع والحزن لمصيبة سيد الشهداء الحسين ومصائب الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
إذ يجتمع حشد من الموالين في مكان مقدس كالمسجد أو الحسينية أو بعض الأوقاف فيجردون نصف أبدانهم ويبدأون بلدم الصدور ولطم الخدود وضرب الرؤوس بأساليب منسقة حزينة. ولتنسيق الضربات التي ينهالون بها على صدورهم يصعد شاعر أو حافظ للشعر وينشد قصائد منظمة بأسلوب خاص تذكّر اللاطمين بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) وتحافظ نبراتها على وحدة الضرب وهم يتجاوبون مع الراثي في ترديد بعض الأبيات الشعرية(1).
والضرب باليد يكون على الجانب الأيسر من الصدر أي فوق منطقة القلب ، واللطم هو أحد أهم وسائل إظهار الجزع على المعصومين (عليهم السلام) وأكثرها انتشاراً ، ولتوضيح ذلك يجب علينا أن نعرف إن من طبيعة الجسم البشري انه عندما يتعرض إلى الألم المعنوي –الظلم تحديداً- يفرز هرمونات تعمل على زيادة الطاقة لديه ليكون مستعداً للدفاع عن نفسه ، واللطم هو إحدى الوسائل للتنفيس عن هذه الطاقة والتي بدورها تشير إلى أن هناك ظلماً واقعاً وحقاً مسلوباً وأن الذين يلطمون ، يشيرون من خلال اللطم إلى ذلك الظلم والحق.
وجعل ليكون جزءاً مهما من الشعائر الحسينية كونه يمثل مواساة للزهراء (عليها السلام) ، كما أن فيه إشارة إلى أن أهم ما ينبض بالحياة -القلب- ليرخص ويحزن لما جرى على آل محمد (عليهم السلام) ، وأن مصدر الحياة هذا أضربه بنفسي دون خوف أو وجل دلالة على عظيم المصاب -أي عظيم الحق المسلوب والظلم الواقع- ومن الأدلة على ذلك ما يشير إليه علم الأدلة الجنائية ، أن المجني عليه إذا كان مضروباً في قلبه أو في منطقة قريبة عليه ، يعرف أن الجاني كان ينوي قتل المجني عليه ، بخلاف ما لو كانت الاصابة في البطن أو الأطراف .
كما وأن التركيبة الجماعية في اللطم تشير إلى الوحدة والاشتراك في الإشارة إلى الحق والمطالبة به ، هذا هو الجانب الفلسفي للطم بأبسط صورة ممكنة أستطيع أن أقدمها لك أخي القاريء.
(1) قاموس الشعائر الحسينية لمؤلفه حيدر السلامي .
|
|
|
|
|