يا جماعة ليس شرطا إذا سمع الإمام مسلم حديثا أن يسمعه البخاري أو يسمعه الترمذي ..
هناك أحاديث في صحيح البخاري ليست في صحيح مسلم ، و هناك أحاديث في صحيح مسلم ليست موجودة في صحيح البخاري ، و أحاديث في سنن الترمذي ليست موجودة في الصحيحن.
للبخاري شروطه في قبول الحديث ، ولمسلم شروطه في قبول الحديث ،، و إذا سمعتم مصطلح ( الحديث المتفق عليه ) فمعناه أنه يحقق شروط البخاري و مسلم . و الأحاديث المتفقة عليها من الشيخين هي أصح الأحاديث
هذا هو المصدر مصحف مسلم الذي لا يأتيه التزوير من قدامه
ولا من وراء ظهره
حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو كثير
قال حدثني أبو هريرة قال
: كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه و سلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى
الله عليه و سلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع
فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار فدرت به
أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع الجدول ) فاحتفزت
كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو هريرة ؟ فقلت نعم يا
رسول الله قال ما شأنك ؟ قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقطع دوننا ففزعنا
فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا أبا
هريرة ( وأعطاني نعليه ) قال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله
إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة
فقلت هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا
بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول
الله عليه وسلم ما لك يا أبا هريرة ؟ قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي
ضربة خررت لأستي قال ارجع فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر ما حملك على ما
فعلت ؟ قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة ؟ قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فخلهم ج 1 ص 59 .
الكتاب : صحيح مسلم
المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت
تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الأجزاء : 5
مع الكتاب : تعليق محمد فؤاد عبد الباقي