[الرجل الحر]

تتعالى في الاوساط الشيعية العراقية هذه الايام اصوات مجلجلة تهز الكيان الشيعي وترفع الرايات الحمراء تنبيها لخطر قادم ,, والخطر القادم هذه المرة ليس من خارج الجسد الشيعي الغير متجانس اساسا بل من داخل اكثر التيارات الشيعية في العراق تماسكا ولُحمة واقواها تأثيراً على الساحة السياسية في العراق على المستوى الداخلي والخارجي بحكم القاعدة الجماهيرية العريضة والبنية الشبابية التي يملكها والتي تمتاز بميولها التمردية و سطحية امكاناتها الثقافية والفكرية والتي اضفت عليها طابعاً من الجرأة قد يصل الى حد ارتكاب المحذورات وعبور الخطوط الحمراء بتفاصيلها الشرعية والعرفية,, الا وهو التيار المعروف بالتيار الصدري ..

و مكمن الخطر هو اعلان الانشقاق الرسمي والعدائي ما بين قائد التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وبين عصائب اهل الحق التي بدأت كجماعات مسلحة تحارب الجيش الاميركي بعدما تشذرت عن جيش المهدي واجتمعت في كيانها الجديد ..

المشكلة التي قد تخفى على قائد الصدريين السيد مقتدى ان المد الاستعماري الغربي الذي راح يتلاعب بأوراق الربيع العربي بما يخدم اجنداته التوسعية الطامعة ومصالحه التي لاتعترف بأية حدود جغرافية ,, كما هو الحال في سوريا وفي مصر والبحرين واليمن ,, لهو اقرب الى الساحة العراقية من خلال التواجد العسكري ومن ثم المخابراتي الاستعماري الاميركي والبريطاني داخل الاراضي العراقية والذي يرتقب كل حدث في العراق من اجل رسم التغيير الذي يخدم مصلحة الغرب ويعطي انطباعا للعالم عن ارادة شعبية مفتعلة وزائفة تماما كما يحدث في سوريا .. وقد تكون حركة طارق الاموي هي احدى سيناروهات الربيع العربي الاميركية في العراق ..

ربما لم يدر في خلد السيد مقتدى ان تأجيل التصادم الغير منطقي والغير مبرر بين كتل التيار الواحد لهو احجى في هذا الظرف المتفجر المحيط بالبلد والذي بدأت بوادره المدروسة تلامس اجواء العراق من خلال استغلال قضية طارق الاموي كوردياً و تركياً ومن بعيدٍ قريب عروبياً ..

اتمنى ان لا يعيد الاخوة الصدريون مأساة شق الصف الشيعي الواحد التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي وبقي شيعة العراق ينزفون جراحاتها ليومنا هذا