ومن طريق مسلم ، حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا ابن أبي مريم أنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري : أن رجلا من المنافقين في عهد رسول الله كان إذا خرج رسول الله تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله فإذا قدم النبي عليه السلام اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا , فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب.
ومن طريق مسلم ، حدثنا زهير بن حرب أنا أحمد الكوفي ، حدثنا الوليد بن جميع ، حدثنا أبو الطفيل قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة ما يكون بين الناس فقال : أنشدك الله , كم كان أصحاب العقبة فقال له القوم : أخبره إذ سألك قال يعني حذيفة : كنا نخبر أنهم أربعة عشر , فإن كنت فيهم فقد كان القوم خمسة عشر , وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حزب لله ولرسوله , ويوم يقوم الأشهاد , وعذر ثلاثة , وعذر ثلاثة قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله ولا علمنا بما أراد القوم
محلى ابن حزم - المجلد السادس/الصفحة الحادية والستون
قال أبو محمد : ويبين هذا ما رويناه من طريق البخاري ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ني إبراهيم النخعي عن الأسود قال : كنا في حلقة عبد الله بن مسعود فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم , ثم قال : لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم , قال الأسود : سبحان الله , إن الله تعالى يقول {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} فتبسم عبد الله بن مسعود , وجلس حذيفة في ناحية المسجد , فقام عبد الله فتفرق الصحابة , فرماني حذيفة بالحصى فأتيته , فقال حذيفة : عجبت من ضحكه وقد علم ما قلت " لقد أنزل الله النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم.
وأما حديث حذيفة فساقط , لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ، ولا نراه يعلم من وضع الحديث فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر , وعمر , وعثمان , وطلحة , وسعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنهم ، أرادوا قتل النبي وإلقاءه من العقبة في تبوك
وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به والحمد لله رب العالمين.