س11ـ لو يروا أن احد الأئمة الاثني عشر غاب؛ فلماذا اختلفت السنة الإلهية في الأئمة عند المهدي حتى غاب هذا الزمن الطويل, خاصة وأن معظم الأئمة الاثني عشر ينطبق عليهم نفس علة غياب المهدي وهي الخوف وعدم الناصر (كما تقولون)؟!
س12ـ لماذا لا نجوز أن الله سبحانه وتعالى قد بدا له في أمره إماتته ونقل المهدوية إلى غيره ممن سيولد لاحقا ويعيش حياة طبيعية كسائر الأئمة من آبائه؛ خاصة وأن هناك مرجحا لذلك وهو طول غيبته التي لها إلى الآن مئات السنين؟!
س13ـ لماذا لا نجوز أنه شخصية وهمية افترضت من قبل الاثني عشرية تقية لئلا يندثر مذهبهم بعد انعدام ذرية الحسن العسكري؛ خاصة وأن هناك مرجحاً لذلك, وهو وجود العمل بنظرية التقية لدى الاثني عشرية, ودفاعهم عنها دفاعاً شديداً, وتميزهم بها دون سآئر المذاهب الإسلامية؟!
س14ـ كيف تقبلون رواية ولادة الإمام المهدي عن أمرأة؛ وواحدة فقط وهي جارية أبيه (نرجس), أم أن هناك رواة غيرها, ومن هم؟!
س15ـ كيف تجب الحدود على أهلها في حال الغيبة, أم أنها تسقط, وهل يجوز. سقوط مئات السنين ؟, وما هي الحكمة إذا من تشريعها؟!
--
الجواب:
ج11 ـ انما اختلفت السنّة في المهدي (عليه السلام)، لأنه خاتم الأئمة الاثني عشر الذين أخبر عنهم جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمر بالتمسك بهم كما في حديث الثقلين ـ المتواتر نقله ـ وأخبر انهما لن يفترقا (يتفرقا) حتى يردا عليه الحوض. ولأنه الموعود المنتظر لإقامة الأمت والعوج، وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلمت وجوراً. فهو في مطادرة من أعدائه أكثر مما كان عليه أباؤه (عليهم السلام) من الخوف، وان كانت لهم غيبات في غياهب السجون طالت أو قصرت لكنها لفترات محدودة، ومع ذلك فقد ولّدت تلك الحالة عند بعض الشيعة القول بمهدوية بعض الأئمة كما في الواقفة الذين وقفوا بالإمامة على الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وجاءت الأحاديث بذمهم.
ج12 ـ ليست مسألة البداء في أمر إمامة المهدي (عليه السلام) بواردة، بل منفية! لأنها لو كانت واردة لوجب على الله من باب اللطف أن يعرّف الناس إماماً غيره ولا يتركهم هملا، لئلا تخلو الأرض من حجة قائم لله بأمر الشريعة. وحيث لم يعيّن غيره فتعين هو، ولا يكون التعيين الا بالنص، وفي الإمام المهدي (عليه السلام) لو تم القول بالبداء فممن يكون النص؟ بينما كان النص عليه موجوداً باسمه ونعته من قبل وجوده وحتى بعد ولادته(عليه السلام).
ج13 ـ ما دام أقصى ما لديكم لماذا ولماذا؟ فلا نرى يجدي معكم الحوار لأن المتعنت ليس لديه فوق لماذا من مخرج.
ومع ذلك نقول لكم: اذا افترضنا جدلاً كما تقول: فمن هو الإمام الذي يقود الأمة في فترة خلو الأرض منه إذا لم يكن هو المصلح المنتظر؟ وكيف يكون شخصية وهمية، وقد ثبت وجوده الخارجي، وشهد بولادته القابلة عمة أبيه حكيمة وأمه وأبوه وأراه لبعض خواصه؟!!
ولو أغمضنا النظر عن ذلك كله فما رأيكم في علماء العامة الذين لا يؤمنون بالتقية وشهدوا بولادته (عليه السلام) وصحة نسبه وانه ابن الحسن العسكري (عليهما السلام)، ثم من رآه من العامة كما ذكره الشعراني وغيره. فراجع كتاب (اليواقيت والجواهر 2 / 143 ط الأزهرية سنة 1321هـ) فستجد هناك ان (الشيخ حسن العراقي) المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر قد اجتمع بالإمام المهدي (عليه السلام) ووافقه على ذلك (الشيخ سيدي علي الخواص).
ج14 ـ نحن لم نقبل رواية الولادة عن امرأة واحدة فقط وهي جارية أبيه (نرجس)، بل هناك غيرها، وهي القابلة عمة أبيه (حكيمة)، وشهادة القابلة في إثبات الولادة والاستهلال مقبولة عند جميع المسلمين، فدونك ما يقول علماؤهم وأئمة المذاهب منهم.
قال أبو حنيفة: ((إن أنساب المسلمين وأحوالهم ينبغي أن تحمل على الصحة، فإذا أقر ببنوّة الصبي فوجه الصحة أن يكون ذلك الولد بنكاح، وإذا كان بنكاح يثبت زوجية أمه، وقال: يقبل في ولادة الزوجة قول المرأة الواحدة...)).وقال الشافعي في (الأم 7 / 123): ((اذا شهد شاهدان على نسب لميت يستحق به ميراثاً وقالا لا نعلم له وارثاً غيره قبلت شهادتهم)).
وقال القفال الشاشي في (حلية العلماء 11 / 278): ((ويقبل فيما لا يستطلع عليه الرجال من الولادة والرضاع والعيوب التي تحت الثياب شهادة النساء المنفردات، لأن الرجال لا يطلعون عليها في العادة، فلو لم تقبل فيها شهادة النساء منفردات بطلت عند التجاحد، ولا يثبت من ذلك)).
وأخذنا بالإقرار.
فقد جاء في (البحر الزخار ـ وهو من المصادر المهمة لدى علماء الزيدية في ج5 / 12 ط الاولى بمصر سنة
1368هـ): ((فصل: ويصح إقرار الرجل بولد أو والد إجماعاً بشرط مصادقة البالغ وعدم شهرة نسب آخر)).
فتبيّن لنا ان مذاهب المسلمين تقول بما قلناه في الإقرار، وشهادة النساء المنفردات، فعلام التشهير بمن يرتب الآثار على ذلك!!!
فهل يصح بعد ذلك أن تقولوا: كيف تقبلون رواية ولادة الإمام المهدي عن امرأة واحدة فقط وهي جارية أبيه (نرجس) أم أن هناك رواة غيرها ومن هم؟
ج15 ـ من قال تسقط الحدود في زمن الغيبة أو تعطل الاحكام فيها؟!
وهذا شيخ الطائفة أبو عبد الله المفيد قال في (المقنعة / 129): ((فأما إقامة الحدود فهي الى سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله، وهم أئمة الهدى من آل محمد (عليهم السلام) ومن نصبوه لذلك من الأمراء والحكام، وقد فوضوا النظر فيه الى فقهاء شيعتهم مع الإمكان)).
----------------------------
بارك الله تعالى لنا فيك أستاذنا الجليل "السيد الأميني"
بحوثك رائعة وإسهاماتك صادعة
بالحق وللحق لا حرمنا الله تعالى من لطفه فيك وفي قلمك
تابع المسير ونحن متابعين لكم
----------------------------------