عضو برونزي
|
رقم العضوية : 11779
|
الإنتساب : Nov 2007
|
المشاركات : 339
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ضد المنحرفين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-03-2008 الساعة : 07:49 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ..
لماذا غاب ؟؟ وما الحكمة من غيابه ؟؟
جاء في بعض أجوبة الأئمة عليهم السلام:
-ماكل مايعلم يقال, ولا كل مايقال حان وقته, ولا كل ماحان وقته حضر أهله ..
قال رسول الله (ص) :
-لابد للغلام من غيبة, يخاف فيها القتل ..
قال أمير المؤمنين (ع) :
-إن القائم منا إذا قام, لم يكن لأحد في عنقه بيعة . فلذلك تخفى ولادته . ويغيب شخصه ..
قال الإمام الحسن (ع) :
-أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام, وأقام الجدار, كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران (ع) إذ خفي عليه وجه الحكمة منه, وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا .. أما أنه مامنا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم ..
قال الحجة المنتظر (ع) :
كتب في جملة رسالة وجهها إلى سفيره محمد بن عثمان رضوان الله عليه, يأمر شيعته بعدم الخوض فيما لايعنيهم :
-... وأما علة ما وقع من الغيبة, فإن الله عز وجل يقول : (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم) . أنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه . واني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد الطواغيت في عنقي . وأما وجه الإنتفاع بي في غيبتي, فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب . وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ..
فأغلقوا باب السؤال عما لايعنيكم, ولا تتكلفوا ماقد كفيتم, وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج, فإن في ذلك فرجكم, والسلام على من اتبع الهدى ..
ما الحكمة من غيابه ؟؟
من المؤكد أنه لم يستتر شخصه عن أبصار معاصريه إلا بتقدير من الله العزيز .. والله عز إسمه, لا ولن يستشير أحداً من خلقه في ما يفعله, لأنه حكيم .. ( لايسئل عما يفعل, وهم يسئلون ) .. فلأمر ما, لاتدركه عقولنا ببداهة, كانت الغيبة, وكانت عن إرادة حكيم لاشك أن في تقديره حكمة لا تنالها الأفهام القاصرة, وسينكشف سرها يوم الظهور ..
ثم نقول لمن يطلب المثل :
أو لم يستتر نبينا محمد (ص) في شعب أبي طالب ثلاث سنوات يخاف على نفسه مردة قريش وجبابرتها, يحميه عمه أبو طالب..
ثم لماذا استتر إدريس (ع) عشرين سنة خوفاً من أمته الضالة التي رفضت دعوة الحق وناصبت رسول الله إليها العداء..
ولماذا قال موسى لقومه : ففرت منكم لما خفتكم, فوهب لي ربي حكما, وجعلني من المرسلين, لإحقاق الحق وإبطال الباطل حين سنحت لي الفرصة ..
هذا والأمة الإسلامية لاتعدوا بشأنه خطى الأمم السابقة -كما قال رسول الله (ص)- إذ كل نبي قد توارى عن قومه لما قضيت مصلحة دعوته ذلك, من إبراهيم الى إدريس فصالح فيوسف فموسى, فعيسى فمحمد صلوات الله عليهم .. أفلا يصح ذلك في بقية الله في أرضه, وحجته على عباده, وحامل مواريث أنبيائه, والمخلوق الوحيد الذي يحمل ريح السماء وروح الفرج للإنسانية !! أجل .. فالتاريخ الذي بين أيدينا ينبئنا أن كل إمام عايش عهود الظلمة الذين أبتزوا حقه, كان لايخرج من حبس ألا ليتلقى أوامر حجر أو نفي, أو لتنتاشه شباه سيف, أو ليسق سمً قاتلا ..
والمؤاخذة في غيابه لاتقع كلية ألا على من يحول بينه وبين أداء رسالة عدل مثالي تشمل الإنسانية وتملأ الأرض قسطا .. وسنرى حين ينادي بإسمه بمختلف وسائل الإعلام- بدءاً بجبريل (ع) وإنتهاء بأصوات المحطات الإذاعية- سنرى كيف يحترق ذنب الظالمين, وكيف يتهيأون لقتاله, وكيف يحاولون إطفاء نور الله, بمعاقبة كل من يذكره أو يدير لسانه باسمه ..
ثم لقائل أن يقول : إذا كان يغيب خوفاً على نفسه, وكان الله عز وجل سيظهره بقوة منه, ويؤمنه على نفسه حين ظهوره, ويقيض له أنصاره ومؤيديه, فلماذا أخر الله ذلك وجعل الغيبة بهذا الطول ..
والجواب في أقوال النبي والأئمة (ع) حين بينوا أن غيبته محنة يكون فيها تمحيص المؤمنين , وغربلة المكذبين به على مر العصور ..
ثم لقائل أن يقول : لم لايخرج ويحول الله تعالى – نفسه- بينه وبين من يريدون قتله مازال في عين الله وكنفه؟!. ومازال مسلحاً بعناية الله فإن الأمور تستقيم له بالقوة, ويصير الناس على خير مما هم عليه الآن ... ومعنى ذلك بطلان حجته, لأن خروجه هكذا يتنافى مع تكليفنا وتكليفه, إذاً تصبح المسألة مسألة إلٓه يواقع الناس في ساحة الحرب ليكونوا مؤمنين رغم أنوفهم .. وبين المخلوقات التي غبرت, والتي ماتزال بيننا , كثيرون من الأشرار الذين هم في دار إمتحان, فمن آمن منهم بأوامر الله ونواهيه نجا, ومن داوم على سيرته هلك .. ثم هل نجد له أنصاراً صالحين بيننا اليوم؟!. أم ترى أن نرجع سيرة اليهود مع موسى(ع) حين قالوا له: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (24) سورة المائدة .. وتصبح القضية قضية سماء مئة بالمئة, لادخل فيها للإنسان المكلف بأن يختار لنفسه صف الأخيار أو صف الأشرار !!!
وقد يقول قائل بالأخير : لم لم يبق ظاهرا, ويعتزل الحكم الدنيوي كآبائه, ويأمر بالقسط والعدل, ويصلح ماشاءت له ظروف الإصلاح في ظل تأييد الله وتسديده, إلى أن يسير بالإنسانية إلى طريق الهدى ولو في مدى ألف عام ..
ونقول لهذا : هكذا كان شأن آبائه جميعا, ولم يمت واحد منهم ألا بالقتل أو السم, ولم يستكمل واحد منهم عمره طبيعيا مع سلامة بنياتهم وصفاء طينة أجسادهم الشريفة, وقد سبق في علم الله تعالى أنه لابد من خروجه بالسيف بعد أن يستحكم الظلم في أدمغة أهل العناد وقد رصده الله تعالى لأمره هذا . فتكليفه غير تكليف آبائه الذين أمروا بالقسط فماتوا بالقتل والسم لأنهم أمروا به ..
ويقول القائلون : لم لايظهر لأوليائه المأمونين على معرفته فقط ؟؟
والجواب, لأنه لو كان لبان, وصار بحكم الظاهر, فيعرف مكانه, ويقضى بشأنه ماهو مقضي .. فغيابه تأديب لأهل زمانه ..
وهو إعلان صارخ بأنهم ليسوا في وضع يصلح لأن يكونوا من الأمناء, فضلاً عن كونهم غير صالحين لنصرته ..
فإنتظار الوقت المناسب لامفر منه ولو تعطل كثير من الأحكام الشرعية مازال الأمر إمتحاناً, ذلك لتتهيأ النفوس لقبول قول مصلح يحكم بالعدل بعد تجرع غصص الظلم, فيمنحه أهل الدنيا الثقة إذا رأوا عدله .. ولا تذهبن بنا العاطفة كل مذهب, فأمس قال مسلم سفيه :
اعدل يارسول الله!!!. قالها للنبي (ص) بوال على عقبيه, والنبي (ص) هو الذي أرسى العدل السماوي على الأرض ..
فأجابه النبي , ذو الخلق العظيم بقوله : ويلك, أن لم اعدل أنا, فمن يعدل؟؟؟.
أما القائم المهدي عجل الله فرجه فلا يرحم أمثال هذا السفيه الوقح على الله ورسوله .. لأنه يعرف الناس بالتوسم .. فتصور كيف يكون حال المنافقين في دولة ينظر حاكمها إلى المنافق الذي يبطن النفاق فيأمر به فتضرب عنقه على مرأى من الناس ودون سابق محاكمة ..
ألا أن تقبل مثل هذا الحاكم لاتتحمله العقول ببساطة وإذعان .. ألا إذا كان وعد الله, وظهر الحق وزهق الباطل !.
أما متى يشاء الله الظهور ؟. فإنه سيشاؤه ..
فلابد إذن من هذه الغيبة التي حتمها الله وأجراها في سابق علمه , وهي لطف من الله تعالى بنا, مثلما أن ظهوره -حين يظهر- سيكون - ايضاً- لطفاً منه تعالى بنا ..
|