|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 48644
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 182
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
يا رب الحسين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-10-2010 الساعة : 08:33 PM
لو تأملنا سورة عبس حق التأمل ، لوجدنا أن فيها دلالة على عظم مكانة النبي صلى الله عليه و آله و سلم عند الله ..!!
و قد يقول قائل : و كيف ذلك ؟ و السورة فيها عتاب على النبي صلى الله عليه و آله و سلم بسبب عبوسه ..!!
لكن الفطن صاحب البصيرة ، سيجد أن أفعال الإنسان تنقسم إلى قسمين : أفعال إرادية و أفعال غير إرادية ..
الأفعال الإرادية : هي الأفعال التي يفعلها الإنسان بإرادته و اختيارته و قراره في فعلها ، وهي معظم أفعال الإنسان .
الأفعال غير الإرادية : هي الأفعال التي يفعلها الإنسان دون إرادته ، بل هي ردود أفعال تصدر منه تلقائيا ، مثل رفع اليد عند لمس جسم حار ، زيادة عدد نبضات القلب عند الخوف ، تغير لون الوجه عند الغضب ، عبوس الوجه حين الضيق ، تهلل الوجه حين الفرح ، وما شابه ذلك من تصرفات و ردود أفعال غير إرادية ..
الله سبحانه و تعالى يحاسب الإنسان على أفعاله الإرادية فقط ، التي يقوم بها باختياره و إرادته ، و لا يحاسب الإنسان على زيادة عدد نبضات قلبه عند الخوف ، و لا يحاسبه على احمرار وجهه حين الغضب ولا يحاسبه على عبوس وجهه حين الهم ، ولا يحاسبه على تهلل وجهه حين الفرح ،، لأنها تصدر منه تلقائيا دون إرادته ..
و لكن لعظمة مكانة النبي صلى الله عليه وآله و سلم عند الله ، نجد أن الله عاتب رسوله على فعل لا إرادي ، وهو العبوس بعد الضيق ، حيث كان النبي يدعو كفار قريش للإسلام ، فلم يسلموا و أصروا على كفرهم و ضايقوه بالكلام ، فانعكس هذا الضيق عبوسا على وجهه ، و حين ذلك دخل عليه رجل أعمى يريد أن يسأله عن أمور الدين ، فنظر إليه و وجهه لازال عابسا متأثرا من المشهد الأخير الذي هو فيه .. فإذ بالمولى يعاتب نبيه على هذا الفعل اللا إرادي التلقائي ...
و هذا إن دل على شيء ، يدل على عظم مكانة النبي ، لدرجة أن الله يحاسبه على أفعاله اللاإرادية ، ولا يوجد مخلوق على وجه الأرض يحاسبه الله على أفعال لا إرادية ...!!
كما يدل هذا المشهد على مكانة الصحابي الأعمى عند الله ، فهذا العبوس لم يره الأعمى و لم يعرف عنه شيئا و لم يضايقه ذلك ، فهو أعمى لا يرى شيئا .. و بالتالي عبوس الرسول وعدم عبوسه سواء عند الأعمى لأنه لا يرى وجه الرسول ، و لكن الله لا يريد أن يستقبل الرسول عبده التقي الأعمى بوجه عابس و إن كان عبوسه ردة فعل يقتضيه الموقف ،، فدل على عظم مكانة هذا الصحابي عند بارئه ..
|
|
|
|
|