أحببت أن أنشر هذا الرد الوارد في مركز الأبحاث العقائدية www.aqaed.com
كثرت الاحاديث التي تثبت التحريف لدى الامامية ووصلت حد التواتر حتى جمعت في كتاب اكثر من 2000 رواية من العصومين والسؤال هو نريد حديث واحد صحيح على شرط الامامية من احد المعصومين ينفي التحريف عن القران الكريم .
الجواب الأخ جبار الماجدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تصل الأخبار الواردة في هذا الجانب حد التواتر وإلاّ تكون قد أفادت العلم , وهي ليست كذلك اليوم , بل وقبل اليوم , وها هم علماء الإمامية قد حققوا في الموضوع منذ عصر الغيبة الصغرى إلى اليوم وانتهوا إلى القول بعدم التحريف نذكر منهم:
شيخ المحدّفثين الصدوق عليه الرحمة (المتوفى 381 هـ), عميد الطائفة الشيخ المفيد (ت 413 هـ), الشريف المرتضى علم الهدى (ت436 هـ) , شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (ت 460 هـ) , المفسر الشهير الطبرسي (ت 548 هـ) , العلاّمة الحلي (ت 726 هـ), المحقق الأردبيلي (ت 993) , شيخ الفقهاء جعفر كاشف الغطاء (ت 1228 هـ) , الشيخ البهائي (ت 1031 هـ) , الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) , المحقق محمد حسين كاشف الغطاء (ت 1373 هـ) , وهكذا الكثير غير هؤلاء الأعلام, ويمكن للمتابع مراجعة أقوالهم ومصادرها في كتاب الشيخ محمد هادي معرفة ((صيانة القرآن من التحريف)) وهو مطبوع حديثاً ومتداول.
وأمّا عن طلب لرواية صحيحة عن أهل البيت (عليهم السلام) تنفي التحريف عن القرآن الكريم, فنقول أن هناك الكثير من الروايات الصحيحة التي يستفاد منها عدم التحريف إمّا تصريحاً أو تلويحاً أو تقريراً, ويكفيك أن تعرف ما تظافر نقله من الروايات الدالة على عرض أحاديث الأئمة (عليهم السلام) على القرآن الكريم وجعلهم (عليهم السلام) القرآن ميزان صحة أحاديثهم من عدمها , وهو أوضح دليل على تمامية القرآن وعدم تحريفه وإلاّ لم يصح جعله ميزانا ً؟! (أنظر الكافي للكليني ج 1 ص 69 باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب).
ونضيف إليها ما ورد بإسناد صحيح في رسالة الإمام الباقر (عليه السلام) إلى سعد الخير: ((وكان من نبذهم الكتاب, أن أقاموا حروفه, وحرّفوا حدوده...)) (الكافي 8/83) , فالرواية تدل على التحريف المعنوي لا اللفظي بدليل قوله (عليه السلام) بعدها ـ راجع تمام المتن ـ : ((فهم يروونه ولا يرعونه, والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية, وكان من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون! فأوردهم الهوى, وأصدرهم إلى الردى, وغيّروا عفرى الدين, ثم أورثوه في السفه والصبا...)).
ونضيف إليه أيضاً ما ورد بسند صحيح عن أبي بصير, قال: سألت أبا عبد الله الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم...) وما يقوله الناس: ما باله لم يسمّ عليّاً وأهل بيته؟ ـ ملاحظة: وهذه هي افم الدعاوى من غير المحققين القائلين بالتحريف ـ قال (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً أو أربعاً, حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسّر لهم ذلك. (أصول الكافي 1/286).
هذا رد مهم على الافتراء على الشيخ المجلسي
الـســؤال ( كيف نتعامل مع رواية الكليني بأن القرآن سبعة عشر ألف آية )
روى الشيخ الكليني في الكافي بسند صحيح َعنْ أَبفي عَبْدف اللَّهف (عليه السلام) قَالَ إفنَّ الْقفرْآنَ الَّذفي جَاءَ بفهف جَبْرَئفيلف (عليه السلام) إفلَى مفحَمَّدف (صلى الله عليه وآله) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةف .
فهذه الرواية سندها صحيح فما رأيكم ؟
الجواب
الأخ حسن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انّ هذا الخبر هو خبر واحد وعندنا أن مسائل العقيدة لا تثبت نقلاً إلا من طريق التواتر, وهو معارض بأخبار كثيرة ترد التحريف بالنقص في القرآن.
ومن ثم فقد رواه الكليني في باب النوادر والنادر هو الشاذ الذي ليس بمشهور ولم يعمل به الأصحاب.
وقد علّمنا الأئمّة (عليهم السلام) قواعد عند تعارض الأخبار منها قاعدة الأخذ بالمشهور المجمع عليه, وإذا كانا معاً مشهورين يأخذ بما يوافق الكتاب.
روى الكليني عن الإمام الصادق (ع) في رواية ننقل موضع الحاجة منها:
فقال: ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه, وإنّما الأمور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع وأمر بين غيّه فيجتنب وأمر مشكل يردّ علمه إلى الله وإلى رسوله - إلى أن قال - : قلت: فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟
قال: ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامة فيؤاخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامة... الخ. (الكافي 1: 68، باب اختلاف الحديث).
وعليه فنحن لا نقول بصحة كل ما في الكافي (في مقابل من قال بصحة البخاري ومسلم) وان هذا خبر واحد لا يأخذ به في العقائد (مقابل من اعتمده في العقائد) وهو شاذ لا يقابل المشهور مع أنّه يخالف القرآن الذي نص فيه على حفظه ويخالف العامة الذين رووا عن عمر بن الخطاب انّه قال: (القرآن ألف ألف حرف من قرأه صابراً محتسباً كان له بكلّ حرف زوجة من الحور العين (الأتقان في علوم القرآن: 242) وغيرها من الروايات التي نص علمائهم على بعضها انّها صحيحة في زيادة بعض آيات سورة معينة.
ودمتم في رعاية الله