اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد محمد
[ مشاهدة المشاركة ]
|
يا سفيه السفهاء
دافع عن نبيكم الذي غلب عليه الوجع وصار يهجر ثم بعدها دافع عن امير المؤمنين عليه السلام
|
دعني القمك الحجر
فقلمي اشتاق أن يسطر أحرفاً جديدة وجملٌ مفيدة
بسم الله أقول وبه وحده أصول وأجول
أولاً نسبة القول بـ "أَهَجَر"
إلى الفاروق عمر بن الخطاب لا دليل عليه
إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه
وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع الروايات
قال ابن عباس : فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع
وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله
أما لفظ "أَهَجَر" فجاءت جميع الروايات بنسبتها إلى بعض الحاضرين فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
دون تحديد لأشخاصهم قال ابن عباس "فقالوا ما شأنه؟ أهجر! استفهموه"
فأين إذن زعمكم من نسبة هذه الكلمة إلى سيدنا عمر رضى الله عنه؟؟؟
إنه لا وجود لهذه النسبة إلا فى الأذهان المريضة
والقلوب الممتلئة حقداً على صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ثانياً : ليس فى كلمة "أهجر" ما يعارض عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله
وفى الوحى وتبليغ الرسالة حال صحته وحال مرضه يبين ذلك ضبط الكلمة المبين حقيقة المراد منها وهو سلب الهجر لا إثباته وحاصل هذا الضبط فيما يلى :
أ- إثبات همزة الاستفهام وبفتحات عليها "أَهَجَرَ" على أنه فعل ماض والكلمة فى هذه الحالة
على سبيل الاستفهام الإنكارى على من توقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم بإحضار الكتف والدواة
فكأن قائلها قال : كيف تتوقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم أتظن أنه صلى الله عليه وسلم كغيره يقول الهذيان فى مرضه امتثل أمره وأحضره ما طلب فإنه لا يقول إلا الحق
وهذا الضبط والمراد به هو أحسن الأجوبة وأرجحها عند الحافظ ابن حجر
والقرطبى فى توجيه هذه الكلمة وهو ما أرجحه أيضاً
ب- وضبطها بعضهم : "أهُجْراً" بضم الهاء وسكون الجيم والتنوين والكلمة فى هذه الحالة راجعة إلى المختلفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائلها خاطبهم بها
والمراد : جئتم باختلافكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين يديه هجراً ومنكراً من القول
وهذا الضبط الثانى والمراد به تثبته الروايات وما جاء فيها من كثرة لغطهم ولغوهم
ثالثاً : اتفق العلماء على أنه لا يصح أن تكون هذه الكلمة "أهجر" إخباراً
لأن الهجر بالضم ثم السكون من الفحش أو الهذيان
والمراد به هنا : ما يقع من كلام المريض الذى لا ينتظم ولا يعتد به لعدم فائدته ووقوع ذلك من النبى صلى الله عليه وسلم مستحيل فى حقه لأنه معصوم فى صحته ومرضه
لقوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى ) ولقوله صلى الله عليه وسلم
"فوالذى نفسى بيده ما يخرج منه
(أى من فمه الشريف فى حال غضبه ورضاه، وكذا صحته ومرضه إلا حق )
وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث "هجر" أو "يهجر"
وهى محمولة عند أهل العلم على وجهين :
الوجه الأول :
حذف ألف الاستفهام والتقدير أهجر؟
ويؤيد صحة هذا الحمل أنه لو احتمل من بعض الصحابة أنه قال تلك الكلمة
إخباراً عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن شك عرض له فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حال مرضه لوجد من ينكره عليه من كبار الصحابة بل من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه رداً عن عصمته ولو ثبت الإنكار من الصحابة أو الرسول لنقل إلينا ولا نقل!
وهو ما يؤكد صحة هذا المحمل
الوجه الثانى :
فى المراد بظاهر رواية "هجر" و"يهجر" هو حملها على ما جاء فى الرواية الثانية من قول الفاروق عمر : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع" ويكون قائل "هجر" أو "يهجر" لم يضبط لفظه وأجرى الهجر مجرى شدة الوجع لأنه ينشأ منه لا أنه اعتقد أنه صلى الله عليه وسلم يجوز عليه الهجر وإلا وجد من ينكر عليه كما سبق
وعلى ما سبق فليس فى قول القائل "أَهَجَر" أياً كان قائلها كما أنه ليس فى قول عمر رضى الله عنه : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع"
ما يتعارض مع عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ما يشوه شخصيته ويحط من قدره كما يزعم البعض
لأن قائل "أهجر" أو "أهجراً" كان القول منه سلباً للهجر لا إثباته
وإنكاراً منه على من توقف فى امتثال أمره صلى الله عليه وسلم
وإنكاراً أيضاً على المختلفين بين يديه صلى الله عليه وسلم وما أحدثوه بحضرته من لغط ولغو
ولو حملت الكلمة من قائلها على الإخبار بحاله عليه الصلاة والسلام لوجد من ينكر على قائلها وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكر ذلك ولنقل إلينا ولا نقل!
مما يؤكد أن قائل "أهجر" قصد بها سلب الهجر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا إثباته كما يزعم الجهال ..
وفي هذا الرابط دحضي لبقية الشبهة لمن أراد المزيد
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه
والتابعين والعاقبة للمتقين ..