|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 80569
|
الإنتساب : Mar 2014
|
المشاركات : 187
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الأكرف
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 06-06-2014 الساعة : 09:43 PM
إعفاء ألمرأة عن القتال
من الطبيعي ان يرتبط القتال بأمرين ، الاول : القدرات الجسدية ، والثاني : الاستعداد النفسي ، ومما لاخلاف فيه ان القدرات الجسدية للانثى تختلف عن الذكر بشكل طبيعي وفي الاعم الاغلب ، ولا يناط بالنادر والشاذ كما لا يناط باللاتي يتدربن تدريبا قاسيا لانماء قدراتهن القتالية ، اذ المناط هي القدرات الخلقية ، فألمرأة التي يعبر عنها بالجنس الناعم لايمكن التفريط بها لتدخل معمعة الحرب وساحة القتال المعروفة نتائجها سلفا حيث لاتعود اليها ولا للامة بالصالح .
كما ان قدراتها النفسية ميالة الى الرقة والعطف والحنان مما لا تساعدها على خوض المعارك والمناوشات ، ومن هنا نجد ان العالم الغربي الذي رفع راية التساوي بين ألمرأة والرجل بشكل مطلق لم يتمكن خلال قرن او اكثر من ان يطبق هذا المفهوم لا اقل في مشاركتها القتال جنبا الى جنب مع الرجل رغم ان القتال في هذه الايام لا يحتاج الى الكثير
شمس ألمرأة لا تغيب 102
من الجهد ، ولا الشجاعة وقوة العضلات ، حيث اصبحت الالة هي التي تسيطر على الموقف ، والانسان اصبح يتحكم بعدد من الازرار والمقاود ويدير مجموعة من الادوات التي لاتحتاج الى قدرات جسدية ولا الى قناعات نفسية والتي هي مفصولة تماما عن النهاية السلبية المترتبة على تلك الحرب .
ومع هذا فان الاسلام لم يمنع ألمرأة من الجهاد حيث لم تذكر في المستثنيات في قوله تعالى : « لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ » (1) ، وربما اراد بعض الفقهاء درجها ضمن الضعفاء ولكنه لم يثبت ، وغاية ما استدل به الفقهاء هو بعض الروايات التي لم تتجاوز الثلاثة ، ومنها ما ورد ان الامام الحسين (عليه السلام) حين خرجت ام وهب الى المعركة يوم عاشوراء قال لها : اجلسي فلقد وضع الله القتال عن النساء (2) وهذه الروايات في الواقع ليست بالمستوى المطلوب في الفقه ولا تصلح اكثر من ان تكون مؤيدات لا يستند اليها بالاستقلال ، وما الاجماع المدعى الا مستنده عدم خروج النساء في المعارك على عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن حكم
(1) سورة التوبة : ألآية : 91 .
(2) بحار الانوار : 44/123 عن امالي الصدوق .
شمس ألمرأة لا تغيب 103
بعده (1) وهو مخدوش رغم انهم ذكروا بان خروجها على ايام الرسول كان نادرا ، ومن هنا نجد ان بعض الاعلام ذكر بان الزوج اذا اذن لزوجته الخروج الى القتال صح منها الجهاد ، ولا يخفى ان هذا يدلنا على جواز جهادها ، ولكن ليس فرضا واجبا في حالة الهجوم ، اما في حالة الدفاع فلا خلاف بان الجهاد فرض عليها كما على الرجل ، وعليه فقهاء الفريقين .
ومما تجدر الاشارة اليه ان ألمرأة كانت تشارك في المعارك على عهد الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) ومن حكم بعده في جوانب قتاله ، حيث ان الحرب ليس مجرد قتال ومنازلة ، فان المشاركين لهم ادوارا مختلفة فمنهم من يحفظ الثغور ، ومنهم من يقاتل ، ومنهم من يراقب ، ومنهم من يقوم بمهمات استطلاعية ، ومنهم من يقوم بالخدمات العامة والتطبيب ، وتصليح ما اعطب في الحرب وهكذا ، وقد اخذت ألمرأة دورها كاملا في هذا المجال على عهد الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) ومن حكم بعده (2) .
(1) الفقه : 47/64 .
(2) وقد استمعت الى تقرير من فضائية « الجزيرة » عبر برنامجها « للنساء فقط » ليلة الثلاثاء 25/3/2003م الساعة : 15:7 مساء بتوقيت لندن ، ان ألمرأة في الولايات المتحدة تشارك الرجل في الجيش ولكن يحضر عليها القتال وانما تقوم باعمال اخرى في الجيش كالتمريض والسياقة وامثال ذلك ، واما القتال فلا يحق لها ، وذكر بان ألمرأة تشكل سدس الجيش الذي عبيء للضرب المحتمل على العراق في شهر اذار سنة 2003م ، والذي بلغ تعداده في 25 شباط 2003م مائتي الف جندي .
شمس ألمرأة لا تغيب 104
وربما يكون دور المناضل في الصف الثاني او الثالث اكبر ممن هو في الصف الاول وفي ساحة الحرب ، ومن هنا نجد ان المسلمين كانوا يصطحبون نسائهم الى الحرب ، وتناط لهن ادوار مختلفة ، منها : رعاية الجرحى وتطبيبهم ، ومنها القيام باعمال استطلاعية لصالح المسلمين ، ومنها اعداد الطعام وجمع الحطب للمقاتلين ، ومنها تشجيع المقاتلين بالتهليل والتكبير ، واعداد المحاربين ، وهذه ادوار شريفة لا يمكن التنقيص من قيمتها ، وربما شاركن القتال ان استوجب الامر ذلك ، والتاريخ يشهد لهن بذلك ومن تلكم النساء :
ام عطية (1) حيث تقول : « غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه آله وسلم) سبع غزوات وكنت اخلفهم في رحالهم ، واصنع الطعام ، واداوي الجرحى ، واقوم على المرضى » (2) .
ومنهن ام عمارة (3) ، نسيبة بنت كعب المازنية التي شهدت غزوة احد وبيعة الرضوان ويوم اليمامة وغيرها ،
(1) ام عطية : نسيبة ــ بالتصغير ــ ابنة الحارث الانصارية ، صحابية جليلة ، روت عن الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) ، وعن عمر بن الخطاب ، وروى عنها انس بن مالك ، واخرون ، شاركت في غسل ام كلثوم ابنة الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) .
(2) ألمرأة في حضارة العرب : 27 .
(3) ام عمارة : هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الانصارية من بني النجار ، صحابية روت عن الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) شهدت احدا هي وابنها عبد الله وزوجها زيد بن عاصم ، روى عنها حفيدها عباد بن تميم واخرون .
شمس ألمرأة لا تغيب 105
وقاتلت مسيلمة الكذاب (1) مع ابيها ، وقد قطعت يدها في هذه المعركة وجرحت اثنا عشر جرحا ، وكانت في معركة احد تسقي الظماء ، وتأسو الجرحى ، وقامت تدافع عن رسول الله (صلى الله عليه آله وسلم) حين هرب الرجال ، فذهبت تصول وتجول بين يدي رسول الله (صلى الله عليه آله وسلم) تنزع على القوس ، وتضرب بالسيف دونه (صلى الله عليه آله وسلم) حتى قال عنها الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) : « ما التفت يمينا وشمالا الا وانا اراها تقاتل دوني » ، ومن مواقفها انها ضمدت ابنها عمارة ثم قالت له : قم يا بني فضارب القوم وجاهد في سبيل الله ، وقد قال عنها رسول الله (صلى الله عليه آله وسلم) ايضا : « ومن يطيق ما تطيقين يا ام عمارة » (2) .
ومنهن الخنساء (3) الشاعرة التي قدمت اربعة من بنيها في حرب القادسية ، وقد خاطبت ابناءها بقولها : يا بني انكم اسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا اله الا هو
(1) مسيلمة الكذاب : هو ابن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي ، ولد في الجاهلية وتوفي سنة 15 هـ ، ولد ونشا باليمامة « الجبيلة» في نجد ، قيل اسلم ، الا انه بعد ذلك ادعى النبوة ، فعرف بكذبه لهذا الادعاء ، حتى جاء في المثل « اكذب من مسيلمة » .
(2) مسؤولية ألمرأة : 74 .
(3) الخنساء : هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية « ... ــ 24 هـ » ، شاعرة مخضرمة ، قيل انها اشعر الناس في الرثاء ، اسلمت مع قومها حين قدمت على الرسول الاعظم (صلى الله عليه آله وسلم) الى المدينة ، ويقال ان الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) ذكر بانها اشعر الناس .
شمس ألمرأة لا تغيب 106
انكم بنو امراة واحدة ، ما خنت اباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ، ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما عد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا ان الدار الباقية خير من الدار الفانية . يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم وخطابه العزيز : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (1) فاذا اصبحتم غدا ان شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على اعدائه مستنصرين ، فاذا رايتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، واضطرمت لظا سياقها وحللت نارا على اوراقها ، فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة (2) ، ولما استشهدوا قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وارجو من الله ان يجمعني بهم في مستقر الرحمة (3) .
ولا ننسى مواقف فاطمة الزهراء (عليها السلام) في بعض غزوات الرسول (صلى الله عليه آله وسلم) ومواقف ابنتها زينب الكبرى مع اخيها الحسين (عليه السلام) في معركة الكرامة بالطف ، ومواقف عدد من النساء اللاتي شاركن في واقعة كربلاء الاليمة ، وسنأتي على سيرتهن ان شاء الله تعالى .
(1) سورة ال عمران ، ألآية : 200 .
(2) اعلام النساء : 1/368 .
(3) مسؤولية ألمرأة : 78 .
شمس ألمرأة لا تغيب
http://holykarbala.net/books/aam/shams/05.html
|
|
|
|
|