|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.86 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ملاعلي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 13-11-2008 الساعة : 09:58 PM
أرى من الضروري أن أنقل ما قاله ابن تيمية في آية التطهير، وبالذات ما قاله ابن تيمية في كتابه «الفتاوى الكبرى» ج3 , ص154, وقد نشر العالم المعاصر الوهابي الشيخ أبو تراب الظاهري رسالة للإمام ابن تيمية استخرجها من فتاويه، وطبع هذا الكتاب تحت عنوان «رسالة في فضل أهل البيت وفي حقوقهم» لابن تيمية, طبع من قبل دار القبلة في جدة, السعودية 1405 هـ.
قال ابن تيمية ـ ـ في تفسير قوله تعالى:
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً قال ابن تيمية في شرح هذه الآية الكريمة: «و لما بيّن سبحانه إنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً، دعا النبي لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به, وهم علي وفاطمة ـ رضي الله عنهما ـ وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضا لهم بالتطهير، وبين أن قضا لهم بالكمال بدعاء النبي فكان في ذلك ما دلّنا على إذهاب الرجس عنهم، وتطهيرهم نعمة من الله يسبغها عليهم ورحمة منه وفضلاً».
وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ في نفس هذا المصدر: «فقد ثبت عن النبي من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه [إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما سأل الصحابة كيف يصلون عليه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
وقال شيخ ابن تيمية ـ أيضاً ـ: «وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن هذه الآية لما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أدار النبي كسائه على علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». والسنة النبوية تفسّر كتاب الله وتبيّن ـ ما زال الكلام لابن تيمية ـ وتدل عليه وتعبر عنه, فلمّا قال: هؤلاء أهل بيتي مع أن سياق القرآن ـ تأمل في كلام ابن تيمية ـ , يدل على أن الخطاب مع أزواجه».
أي سياق هذه الآية جاءت في سياق نساء النبي, وتتحدث عن نساء النبي لكن ابن تيمية يقول مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه, علماً أن أزواجه وإن كنّ من أهل بيته في نظر ابن تيمية, ولكن ـ تأمل فيما سيقول فيما بعد ـ «كما دلّ عليه القرآن فهؤلاء أحق, أي هؤلاء الأربعة أحق بأن يكونوا أهل بيته؛ لأن صلة النسب أقوى من صلة الصهر».
كما ذكر ابن جرير الطبري: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) «أي السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل المعاصي يطهركم الله تطهيراً..». وذكر بسنده عن قتادة في تفسير هذه الآية قال: «فهم [أهل بيت] طهرهم الله من السوء وخصّّهم برحمته», ثم ذكر الإمام الطبري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: «نزلت هذه الآية في خمسة (أي في الرسول الأكرم), وفي علي, وحسن, وحسين, وفاطمة ـ ما زال الكلام للإمام الطبري الإمام عند أهل السنة ـ , ثم ذكرالطبري حديث عائشة قالت: «خرج النبي ذات يوم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود وجاء الحسن فأدخله معه ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً), ثم ذكر حديث أنس إن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر, كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: «الصلاة أهل البيت (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)..». ثم ذكر إمام أهل السنة الطبري حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «كان النبي عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم حزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم الكساء [القطيفة], ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرِّجس وطهرهم تطهيراً» وذكر عدة أسانيد كثيرة لا مجال لذكر أكثرها؛ لأنها كثيرة جداً تدل على أن الرسول قد حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أي ويدخل النبي منهم، النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهو ـ سلم ـ في «آية التطهير» استثناء يدخل ضمن أهل البيت, قال المفسرون: إن «آية التطهير» أطلقت حتى على الرسول كلمة أهل البيت. ثم ذكر إمام أهل السنة حديث واثلة بن الأسقع قال: «إني عند رسول الله إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساء له, ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس» وهكذا وهكذا.. هنالك عشرات الأحاديث الأخرى التي تبيّن أن الرسول قد حصر أهل البيت بالأربعة.
وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الحديث الذي رواه الترمذي والبزاز عن ابن حوشب قال: «دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألته عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله، وكان تحته ابنته أحب الناس إليه, لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسن وحسين ـ رضي الله عنهم ـ فألقى عليهم ثوباً وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً). ـ قال ـ فدنوت منه وقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: تنحي فإنك على خير».
إذن فهنا نجد أن الرسول يؤكّد تأكيداً ضرورياً على ضرورة حصر أهل البيت المطهرين, أن يحصر أهل البيت في هؤلاء الأربعة, ويدخل النبي من ضمنهم فيصبحوا خمسة.
وسوف اذكرإن شاء الله عندما نأتي إلى الكلمة نؤكد لماذا حصر الرسول هؤلاء وبين أنهم فقط هؤلاء (الأربعة)؟! وسأبيّن أنّ ذلك يعود بسبب أنّ هؤلاء هم قرناء القرآن, و «حديث الثقلين» يرتبط بهم, ولما كانوا قرناء القرآن فيجب أن يكونوا محصورين بعدد معين, كما أنّ القرآن محصور بسور معيّنة، حتى لا يأتي أحد ويدعي أنه قرين القرآن, وأنه من أهل البيت المطهرين؛ لأن أهل البيت غير المطهرين ليس لهم عدداً معيناً معلوماً
|
|
|
|
|