|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 58470
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 41
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الفلسطيني
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 26-10-2010 الساعة : 04:47 PM
سبحان الله ألم تقرأ قوله تعالى :
في سورة التوبة يحثّ الله المؤمنين على الجهاد في سبيل الله، ويبيّن لهم أن تخلّف أيٍّ منهم عن المعركة لن يؤثر في سيرها، فالله سينصر رسوله كما نصره في مواقف صعبة جدا.. يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة)
واضح أن هذه الآية تمتدح أبا بكر الصديق رضي الله عنه بشكل لم يسبق له مثيل بين الصحابة الكرام، فلم يُمدح أحد كما مُدح أبو بكر هنا.. يقول المسيح الموعود عليه السلام: ومن حسنات الصدّيق ومزاياه الخاصة أنه خُصّ لمرافقة سفر الهجرة، وجُعل شريك مضائق خير البرية وأنيسه الخاص في باكورة المصيبة، ليثبت تخصّصه بمحبوب الحضرة. وسرُّ ذلك أنّ الله كان يعلم بأن الصدّيق أشجع الصحابة ومن التقاة وأحبّهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن الكُماة، وكان فانيا في حُبّ سيّد الكائنات، وكان اعتاد من القديم أن يمونه ويراعي شؤونه، فأسلى به الله نبيَّه في وقتٍ عبوس وعيش بوسٍ، وخُصّ باسم الصدّيق وقربِ نبي الثقلَين، وأفاض الله عليه خلعة {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} ، وجعله من المخصوصين. (سر الخلافة)
ويقول حضرته: أتعرف رجلا آخر من الصحابة الذي حُمد بهذه الصفات بغير الاسترابة؟ أتعرف رجلا سُمّي {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} وسُمي صاحبًا لنبي الثقلين، وأُشرِكَ في فضل {إِن اللهَ مَعَنَا} ، وجُعِل أحدٌ من المؤيّدين؟ أتعلم أحدًا حُمد في القرآن كمثل هذه المحمدة، وسُفر زحام الشبهات عن حالاته المخفية، وثبت فيه بالنصوص الصريحة لا الظنية الشكّيّة أنه من المقبولين؟ (سر الخلافة)
جوانب المدح في هذه الآية:
1: هجرة الصدّيق مع رسول الله r في أهم حدث في التاريخ يعتبر تكريما عظيما له رضي الله عنه.
1: قوله تعالى ]ثاني اثنين[.
2: قوله تعالى ]إن الله معنا[.. مع أن الكفار كانوا يلاحقون النبي r لقتله، ولم يكونوا يلاحقون أبا بكر.. أي أنهم لو أمسكوا بهما لقتلوه r ولما مسّوا أبا بكر، كما أنهم لم يمسّوا عليًّا.. ولم يخطر ببالهم أن يمسّوه، رغم أنه الوصيّ حسب أقوال الشيعة!! ولو قارنا هجرة النبي r بهجرة موسى عليه السلام لرأينا أنه رغم أن قوم موسى عليه السلام كانوا ملاحقينة معه، لكنه قال ]إن معي ربي سيهدين[، ولم يقل إن الله معنا وسيهدينا.
3: ]لا تحزن[ تدل على أنه كان خائفا على رسول الله r، وهذا يؤكد إيمانه ويبطل نفاقه الذي يقوله الشيعة، فلو كان كافرا منافقا لفرح لقتل النبي، ولقال له النبي r: لا تفرح إن الله معي وسينصرني. وواضح أن الآية فيها نبوءة عن انتصار أبي بكر حين يصبح خليفة، حيث سيتعرض لمصيبة مشابهة لهذه المصيبة ثم ينتصر. وهذا ما حدث. لذا قال ]إن الله معنا[ ولم يقل معي.
4: قوله تعالى ]فأنزل الله سكينته عليه[.. أي على أبي بكر. ويمكن فهم الآية باعتبار أن فيها جملة معترضة، وأن الواو في ]وأيده[ عطف على نصره.. فالتقدير هكذا: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ -إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ- وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
كما يمكن أن يعود الضمير الى أبي بكر من دون هذا التقدير، وذلك كما في قوله تعالى {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }.. أي لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوا رسوله وَتُوَقِّرُوا رسوله وَتُسَبِّحُوا الله بُكْرَةً وَأَصِيلا. وهكذا هنا، فالتقدير: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ أبي بكر لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى أبي بكر وَأَيَّدَ الرسول r بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا.
إذن، السكينة نزلت على أبي بكر الذي يحتاج إليها في هذه الحالة. وذلك كما في قوله تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.
كما أن الآية تحتمل أن تكون السكينة قد نزلت على الرسول r، فالضمير يمكن أن يعود إليه r. وقد أنزل الله السكينة على الرسول r في حنين {ويوم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ} (التوبة).. وأرى أن النصّ هنا ] فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا[ يعود إلى الرسول r وأبي بكر معًا، وقد جعله الله بهذه الصياغة ليحتمل الاثنين، حيث إنه r ]ثاني اثنين[. وهذا كله من الإعجاز القرآني. وإذا احتمل النصّ تفسيرا فيجب علينا الأخذ به إلا أذا منع من ذلك نصّ آخر. وقد بين الله تعالى أنه أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين معا، كما في الآية التالية: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَ} (الفتح)
وقد حاول الشيعة قصارى جهدهم أن يبينوا أن الآية تذم أبا بكر، حيث تصفه بالحزن والجبن، وأن السكينة لم تنـزل عليه، وأن الصحبة لا تعني شيئا..
وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا وأن الآية واضحة في المدح، بدءوا يقولون إن هذا الصاحب هو رجل آخر.
وقد سئل الشيخ ياسر الحبيب عن ذلك، فقال: "المشهور أنه أبو بكر بن أبي قحافة .....، والروايات تعضّد ذلك. إلا أن ثمة رأيا آخر لبعض المحققين الجدد يقول أنه عبد الله بن أريقط بن بكر، الذي كان دليل رحلة الهجرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم". ويتابع قائلا: "وأنا في هذه المسألة متوقف لورود إشكالات في كلا القوليْن....... فلذا أنا في هذا الموضع من التاريخ متوقّف، كما أتوقّف في مسألة بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل أنهن بناته حقا أم ربائبه، لأن الإشكالات والتعارضات عديدة..... نسأل الله تعالى أن يعجّل فرج إمامنا المهدي (صلوات الله عليه) ليزيل كل غموض في الدين أو العلم أو التاريخ، فإنه في أيامه – عجّل الله قدومها – سيفيض علينا من علومه وينبئنا بالخبر اليقين". (موقعه على النت: القطرة)
وقد علّق المشرف على موقعه بقوله: "صرّح الشيخ لاحقا في دروسه وإجاباته بأنه بعد تحقيقه في المسألتين قد قطع بأن أبا بكر بن أبي قحافة هو الذي كان في الغار وأن زينب ورقية وأم كلثوم (عليهن السلام) كن بنات النبي صلى الله عليه وآله".
قلتُ: هذا التوقف ثم التراجع يحسم المسألة، ويبين أن الشيخ توقف لما في القضية من مدح، ثم تراجع لما رأى الأدلة على أن الصاحب هو أبو بكر لا يمكن دحضها... فبالجمع بين توقفه وتراجعه تَثبُت قضيتنا.. وهو أن الصاحب هو الصديق، وأن الآية كلها مدح ليس له مثيل.
يقول شيخ الطائفة الشيعية المفيد: "أما خروج أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وآله فغير مدفوع، وكونه في الغار معه غير مجحود، واستحقاق اسم الصحبة معروف، إلا أنه ليس في واحدة منها ولا في جميعها ما يظنون له من الفضل" (الإفصاح)
|
|
|
|
|