عدد من أئمة أهل سنة الجماعة أقروا أن القائل (( هجر )) هو عمر .. منهم :
شرح البخاري - ابن بطال - الجزء 20 الصفحة 27
وكذلك رآى عمر فى ترك كتاب رسول الله لهم حين غلبه الوجع من أجل تقدم العلم عنده وعند جماعة المؤمنين أن الدين قد أكمله الله، وأن الأمة قد اكتفت بذلك، فلا يجوز أن يتوهم أن هناك شيئًا بقى على النبى تبليغه فلم يبلغه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]، وبقوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ} [الذاريات: 54]، وقد أنبأنا الله أنه أكمل به الدين فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
وإذا ثبت هذا بأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : « هلموا اكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده » محمول على ما أشار به عمر بأنه قول من قد غلبه الوجع وشغل بنفسه، واكتفى بما أخبر الله تعالى به من إكمال الدين، وبأن بهذا مقدار علم عمر وتبريزه على ابن عباس فكل أمر لله تعالى وللرسول لم يكن واجبًا على العباد قد جاء معه من بيان النبى - صلى الله عليه وسلم - بتصريح أو بدليل ما فهم به أنه على غير اللزوم.
وقد فهم الصحابة ذلك من فحوى خطابه - صلى الله عليه وسلم - وكل أمر عرى عن دليل يخرجه عن الوجوب، وجب حمله على الوجوب؛ إذ لو كان مراد الله به غير الوجوب لبينه النبى - صلى الله عليه وسلم - لأمته، فوجب أن يكون ما عرى من بيانه - صلى الله عليه وسلم - أنه على غير الوجوب غير مفتقر إلى طلب دليل أو قرينة أن المراد به الوجوب؛ لقيام لفظ الأمر بنفسه، وكذلك ما عرى من نهيه - صلى الله عليه وسلم - من دليل يخرجه عن التحريم وجب حمله على التحريم كحكم الأمر سواء، على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء. انتهى
__________________________
النهاية في غريب الحديث والأثر - أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري - الجزء 5 الصفحة 557
( ه ) وفيه [ كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا ] أي فحشا . يقال : أهجر في منطقه يهجر إهجارا إذا أفحش . وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي
والاسم : الهجر بالضم . وهجر يهجر هجرا ( ضبط في الأصل : [ هجرا ] بفتحتين . وليس في المعاجم ) بالفتح إذا خلط في كلامه وإذا هذى
( ه ) ومنه الحديث [ إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجرا ] يروى بالضم والفتح من الفحش والتخليط
( س ) ومنه حديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم [ قالوا : ما شأنه ؟ أهجر ؟ ] أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام . أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبارا فيكون إما من الفحش أو الهذيان . والقائل كان عمر ولا يظن به ذلك . انتهى
________________________________
شرح ديوان المتنبي - أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي محب الدين الجزء 1 الصفحة 9
2 - الْإِعْرَاب أأنطق اسْتِفْهَام كَالْأولِ وحرف الْجَرّ الأول مُتَعَلق بِهِ والثانى بِالْمَصْدَرِ الْغَرِيب الهجر الْقَبِيح من الْكَلَام وَالْفُحْش وهجر إِذا هذى وَهُوَ مَا يفر لَهُ المحموم عِنْد الْحمى وَمِنْه قَول عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ مرض رَسُول الله إِن الرجل ليهجر على عَادَة الْعَرَب الْمَعْنى كَيفَ أَقُول فِيك قبيحا وَأَنت عندى خير من تَحت السَّمَاء وَهَذَا مُبَالغَة يُرِيد خير النَّاس فِي زَمَانه . انتهى
____________________________
نسيم الرياض - في شرح شفاء القاضي عياض - الجزءالاول - الصفحة 411
و قيل من الاختلاف و الفتن : المراد بالاختلاف ما يشمل الخلاف و هو مخالفة العلماء و الفقهاء و الحكام من غير دليل معمول به و إن كان مطلقاً لم يقع في حياته
صلى الله تعالى عليه و سلم لمعرفة حقيقة كل أمر بالوحي و أما الاختلاف الذي وقع عنده صلى الله تعالى عليه و سلم كما ورج في الأحاديث الصحيحة من أن النبي صلى الله تعالى عليه و سلم قال في مرضه : (( ايتوني بدواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون به من بعدي فقال عمر رضي الله تعالى عنه إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله فلغط الناس فقال : اخرجوا عني لا ينبغي التنازع لدي فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الرزية كل الرزية ما حال بيننا و بين كتاب رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم فهذا مما شنع به الرافضة على عمر رضي الله تعالى عنه و سياتي بيان ذلك آخر الكتاب .
__
سر العالمين وكشف ما في الدارين - أبو حامد الغزالي - الجزء 1 الصفحة 4
واجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم عيد يزحم باتفاق الجميع وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال عمر بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى فهذا تسليم ورضى وتحكيم ثم بعد هذا غلب الهوى تحب الرياسة وحمل عمود الخلافة وعقود النبوة وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار وسقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا. ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبيضاء لأزيل لكم إشكال الأمر واذكر لكم من المستحق لها بعدي. قال عمر رضي الله عنه دعوا الرجل فإنه ليهجر وقيل يهدر فإذا بطل تعلقكم بتأويل النصوص فعدتم إلى الإجماع: وهذا منصوص أيضا فإن العباس وأولاده وعلياً وزوجته وأولاده لم يحضروا حلقة البيعة وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجى ودخل محمد بن أبي بكر على أبيه في مرض موته فقال يا بني ائت بعمك لأوصى له بالخلافة فقال يا أبت أكتب على حق أو باطل فقال على حق فقال توصى بها لأولادك إن كان حقاً. أولا فقد مكنتها بك لسواك ثم خرج إلى علي. فجرى قوله على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموتي لست خيركم أفقال هزلا أو جداً أو امتحاناً فإن كان هزلا فالخلفاء منزهون عن الهزل وإن قاله جداً فهذا نقض للخلافة وإن قاله امتحاناً. (وَ نَزَعنا ما في صَدورِهم مِن غل).انتهى
_______________________
فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر العسقلاني - كِتَاب الْمَغَازِي - ولا ينبغي عند نبي تنازع
مسند أبي يعلى
المؤلف : أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي
الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد عليها
الجزء 3 الصفحة 393 - 394
1869 - حدثنا عبيد الله حدثنا أبي حدثنا قره عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : دعا النبي صلى الله عليه و سلم بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابا لأمته قال : لا يضلون ولا يضلون فكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي صلى الله عليه و سلم
قال حسين سليم أسد : رجاله رجال الصحيح
1871 - حدثنا ابن نمير حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا قره بن خالد عن أبي الزبير عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال حسين سليم أسد : رجاله رجال الصحيح
لو كان رسول الله قد كتب ذلك الكتاب بعد أن طعن عمر بأهليته و عقله و طعن بالوحي كله و قال إن النبي يهجر لكان أول من سيكذب هذا الكتاب و يطعن به هو عمر لعنه الله فطالما حدث تشكيك بهذا الكتاب فلن تكون له أي فائدة حيث سيكذبه المكذبون و يتلاقفه المنافقون ( كعمر و أبو بكر ) ليجعلوا منه دليلاً على بطلان خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ..
و قد تحدث الهالك المهلك بن تيمية عن هذا الشك في منهاجه :
منهاج السنة النبوية - بن تيمية - الجزء 6 الصفحة 10 - 11 - 12
(( .. وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتبه فقد جاء مبينا كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر وفي صحيح البخاري عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد همت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة
وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه وأما الشيعة القائلون بأن عليا كان هو المستحق للإمامة فيقولون إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصا جليا ظاهرا معروفا وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب
وإن قيل إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور فلأن تكتم كتابا حضره طائفة قليلة أولى وأحرى وأيضا فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت إلى قول أحد فإنه أطوع الخلق له فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ إذ لو وجب لفعله ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شك في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بخلافها مجتهدا في ذلك ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذه به ..))
________________________
مسند أبي يعلى - الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد الجزء 3 الصفحة 393
1869 - حدثنا عبيد الله حدثنا أبي حدثنا قره عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : دعا النبي صلى الله عليه و سلم بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابا لأمته قال : لا يضلون ولا يضلون فكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي صلى الله عليه و سلم .
قال حسين سليم أسد : رجاله رجال الصحيح