في كل صباح استيقظ على صوت العصافير , وعلى نسمات الهواء الباردة , وعلى كوب قهوة ارتشفها في مكان آمن
وممتليء بالهدوء , اعيش في سكنٍ يُلملمُني , امشي على قدماي , استمع بأذاني الاثنتين , اُبْصرُ العالم حولي !
إذاً انا في نعمة عظيمة لم اعرف قيمتها جيّداً !
كنت شديدة التذمّر من الّفراغ ومن الروتين ! كنت لا اتفائلُ ابداً , بل كنت اندب حظي في كل شيء ! في شهادتي
التي حصلت عليها ! ومستواي التعليمي !!
كنت ارى ان احلامي مستحيلة التحقق , لا يرضيني القدر ابداً , بل كنت لا اعرف للتفائل درباً , وكنت اسير في
إتجاه معاكس للتفاؤل والهدوء والقناعة بالنعم حولي ,
اصبحتُ ارى الدنيا سواد , واصبحتُ في عُمرٌ اكبر من عُمري فقط لأني لم اكن متفائلة , كنت ارى الأشياء السوداوية
في حياتي , لم ابحث عن جمال الأشياء التي امتلكها لأني وببساطة لم اكن متفائلة !
كنت غارقة في النعم دون اي تقديرٍ لها ! كنت اردد دائماً بأني ( محرومة ) من كل معاني الجمال في حياتي رغم
إني لازلت في سن صغير !
قرأتُ كثيراً , وسمعتً كثيراً وقررتُ ان اتغيّر للأفضل ! كنتُ اتسائل كيف لي ان اتخلّص من كل ذلك التذمّر ! وكيف لي
ان اعيش بإبتسامة ورضا دائم ! بحثتُ كثيراً حتى وجدتُ ان السبب الوحيد هو ان حياتي يخلو منها شيء عظيم ! شيء
كان لابد ان يكون مُلازماً لي منذ فترة طويلة !
( التفاؤل ) كنت اجهل تماماً مايعني التفاؤل ! ولم اعش يومي متفائلة , وكنت اغض النظر عن ( تفائلوا بالخير ! )
بدأتُ ارى الجمال من حولي , بداتُ اعيشُ يومي متفائلاً , بداتُ ارى الألوان بحقيقتها دون السودوية التي كانت تطغى
على حياتي قبل ان اعيش متفائلة !
تفائلتُ فوجدتُ الكثير ! تفائلتُ فاصبحت إبتسامتي اجمل , تفائلت فاصبحت على تواصل بالطبيعة من حولي , اصبحت
ارى الوان الزهور , اصبحت استمتع بزقزقة العصافير ! اصبحت ارتشف قهوتي وانا بنفس مطمئنة وراضية , تفائلت فوجدتُ
الكثير ! كنت اتسائل كيف مضت كل سنواتي تلك دون تفاؤل !
بالتفاؤل احسستُ بنعم الله عليّ , بالتفاؤل اصبحتُ اترقّب كل يوم لشيء يزيد جمال حياتي , بالتفاؤل اصبحت ثقتي بنفسي
كاملة , تخليّت تماماً عن التذمر المزعج !!
لمَ لا اتفائل ولي ربٌ رحيم ! لمَ لا اتفائل ولي اذن وعينان وشفتان ولسان ويدان وقدمان ! لمَ لا اتفائل وانا بكامل صحتي
لمَ لا اتفائل وانا اعي جيّداً ان الله سبحانه ارحم على عبده من الأم الحنون !
لمَ لا اتفائل ولي رب يقول ( إن مع العسر يسرا ) اتضيق بي الدنيا بعد هذه الآية !
لمَ لا اتفائل والله سبحانه وتعالى يقول ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) اي سودوية تجتاحني بعد تلك الآية ! واي إحباط يستطيع
ان يغشاني بعد تلك الآية !
التفاؤل نعمة عظيمة كنت اجهلها , واحمد ربي كثيراً ان تعلّمت ماهو التفاؤل , ونعمة عظيمة ان اطبّق التفاؤل في حياتي
لأستمتع بكل لحظاتي ! حتى القاسية منها !
لك الحمد ربي ان انعمت عليّ بتلك النعمة , اللهم لك الحمد حتى ترضى !
ندمتُ كثيراً على لحظاتٍ من عمري مرّت دون تفاؤل ! ندمتُ على لحظات الحزن , وعلى لحظات التذمر , وعلى لحظات الإحباط !
تفائلوا وابتسموا , هو عمرٌ واحد سنعيشه ! فلمَ الإحباط , استمتعوا بالتفاؤل واقرؤوا ( تفائلوا بالخير تجدوه ) ودعوا تلك
الكلمات امام اعينكم , ورددوها كثيراً واستمتعوا بلحظاتكم , فتفائلكم بالخير يعني ان تتحقق الأحلام , يعني العيش بهدوء اكثر
واستمتاع باللحظات , وكسر للإحباط , فقط تفائلوا وابتسموا : )