|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 18288
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 11
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الحق
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 14-04-2008 الساعة : 01:28 PM
ففي اذار 1991 ، تحرك بعض المسلحين ضد الدولة، في وقت تعاني فيه هذه الدولة من حالة انكسار عسكري ، يفرض على ابنائها المخلصين العمل على لملمت الجراح ، وتاجيل اي خلافات او صراعات الى حين ، الا ان المنتفضين او الغوغاء حاولوا استثمار لحظة الضعف التي يعيشها البلد للتمرد ضد السلطة ، والهجوم على القطعات العسكرية المنسحبة لتجريدها من اسلحتها ، وحرق ونهب مؤسسات الدولة المدنية . فتحرك الجيش لبسط الامن ،وتحقيق الاستقرار .
تماما عكس الصورة الحالية ، عندما بادرت السلطة الى اعتقال معارضين لها بدون مبرر، احتج هؤلاء المعارضين ودعوا لاضراب او عصيان مدني سلمي للضغط على السلطة . فبادرت السلطة لممارسة اشد انواع القمع ، والاستخدام المفرط للقوة ، مما اضطر المضربين الى حمل السلاح دفاعا عن انفسهم ، فاصبحوا بذلك خارجين على القانون ، وعصابات مجرمين ، وتهريب.
في الحالة الاولى ، كانت السلطة تمتلك كل المبررات القانونية والشرعية لاستخدام القوة ، وبسط الامن للتفرغ لاعادة اعمار ما دمرته الحرب. رغم ان التمرد في حينها اضعف موقف المفاوض العراقي تجاه العدو . الا ان السلطة اتهمت ، في حينها ، بالطائفية ، والقمعية, بل حاولت الاحزاب المتاسلمة ، المستشيعة ، ان تستخدم الحادث لتبرر خروجها على قيم التشيع بتحالفها مع عدو ، كانت هي من يسميه بالشيطان الاكبر، وهو الان تحت ادارة يقودها اليمين المسيحي المتصهين ، الذي لم يتردد رئيسها عن ان يعلنها حربا صليبية ثانية على الاسلام والمسلمين ، معتقدا ، وفقا لخرافاته : ان قتل الملايين في المشرق العربي يمكن ان يعجل من ظهور المسيح .
فالقتل الذي تمارسه القوات الاميركية في العراق هو واجب ديني كما يعتقد بوش وادارته . ورغم صراحة ووضوح دعاء الثغور الذي طرحه الامام الرابع علي زين العابدين بن الامام الحسين (ع) ، والذي ترجمه فقهاء الشيعة الى قاعدة فقهية ، تقول بان اي غزو اجنبي لارض اسلامية ، يجعل المقاومة او الجهاد الدفاعي ، كما اصطلحوا على تسميته فرض على كل مسلم ومسلمة ، دونما حاجة لانتظار فتوى اوموافقه من فقيه او مرجع ، لم يشذ عن هذه القاعدة ولا واحدا من فقهاء الشيعة... كما لم يخرج على هذه القاعدة حتى الساكت عن الحق السس.... ، الذي لم يقدم اي رسالة فقهية ليظهر علميته بل اكتفى بتبني رسالة الخوئي ، التي تؤكد على وجوب مقاومة الغزو الاجنبي لارض اسلامية او \" الجهاد الدفاعي \" .
فكيف يصبح صدام وضباطه مجرمين يستحقوا الاعدام عند تصديهم لحركة وصفها الخوئي بانها حركة غوغاء خارجين على القانون ، عندما يحاول صدام فرض سلطة القانون يصبح مجرما طائفيا ،الى حد يدفعهم الى الخروج على اساسيات التشيع و تبرير التحالف مع غزو اجنبي كنتيجة لهذه الطائفية، ويغدو المالكي وعزيز الحكيم ابطالا مسلمين غيارا على التشيع وفقه ال البيت وهم يقتلون الابرياء من الشيعة دونما ذنب سوى انهم رفعوا صوتهم لاستنكار الظلم ورفض الاحتلال .
لم يحصل في التاريخ وليس هناك في الفقه الشيعي ، نموذجا او قاعدة مشابهة لهذه المفارقة العجيبة . يتمنى الانسان لو توفرت احصائيات موضوعية حقيقية عن عدد الشيعة الذين قتلوا على مدى 35 عاما في زمن صدام ، وعدد الشيعة الذين قتلوا على ايدي من يدعون انهم جاؤوا لرفع المظلومية عن الشيعة ، في الخمس سنوات من عمرالاحتلال . رغم ان الوقائع العيانية على الارض لاتحتاج لمثل هذه الاحصائيات .فهي تظهر ان هناك هوة بين الرقمين . مع فارق ان صدام لم يعدم يوما شيعيا مالم يكن سياسيا معارضا. الا انا نجد الشيعة اليوم يقتلون تحت مسميات عدة ، حركات مهدوية ، عصابات خارجة على القانون. فالتشيع اصبح اليوم تهمة محرمة الا الذين ينضموا لعصابات عزيز الحكيم وحزب الدعوة، او ممن يقبلوا ان ينقادوا كالنعاج .
في اواخر اذار 2004 ، توالت المعارك في النجف الأشرف ولم يسلم مرقد الامام علي (ع) من التخريب ، واصابة القبة والمنائر بعدة طلقات ، وتم تخريب السياج الخارجي ، وابواب الذهب ، لكن احدا من هؤلاء المستشيعين الشعوبيين ،لم يستنكر الامر او ادلى بتصريح ، هرب الكل الى خارج العراق ، وبدأ جماعة عزيز الحكيم يروجون لفكرة ان الاضرار التي اصابة المرقد وتمّ استخدام المرقد لتنفيذ احكام الاعدام ضد مخالفيهم ، واغتصاب النساء ، وغيرها من الاشاعات المراد بها التشويه وتبرير تخاذل ازلام الاحتلال في نصرة اخوانهم الشيعة .
عندما خدشت بعض الطلقات قبة العباس في احداث الغوغاء ( بلغة الخوئي ) عام 1991 ، عمل منها هؤلاء المستشيعون قضية كبرى ، يقيمون الاحتفالات السنوية للتذكير بتلك الجريمة ، وعندما تصيب طلقات جنود اليمين المسيحي المتصهين قبة الامام علي ، وهو امام وابو الامة ، وابو العباس الذي لم يكن اماما معصوما ، يتناسى هؤلاء الخوارج على التشيع الموضوع ، بل يلصقوا بلا خجل كل التهم الشائنة بالشيعة العرب للتهرب من المسؤولية ، وما توجبه من اتخاذ موقف ولو لفظي من الاحتلال.
وفي زيارة الاربعين العام الماضي قتلوا المئات من الاطفال والنساء والشباب من القادمين لزيارة الاربعين، ممن رفعوا شعارات مضادة للاحتلال ، وروج النظام والشعوبيين المتلبسين باسم التشيع الى ان هؤلاء المغدورين ليسوا الا مجموعة ضالة تؤمن بالمهدي المنتظر وتعتقد بقرب خروجه ، ولم يمر وقتا طويلا حتى جرت مذبحة جديدة في الزيارة الشعبانية الماضية في اوائل اب 2007 ، ولنفس السبب جماعات تحمل شعارات مناهضة للاحتلال ، استفزت الخونة من جماعات بدر فبادروا لاطلاق النار عليهم ، ورغم التعتيم على حجم الضحايا ، وحصر الخسائر ب 50 شخص حسب الرواية الرسمية ، الا ان المعلومات تؤكد ان الرقم اكبر من هذا بكثير .
وقبل زيارة الاربعين بايام ، وفي منتصف شهر كانون الثاني 2008 ، قامت قوات المرتزقة المسماة بالشرطة ، بمداهمة المئات من المنازل في البصرة والناصرية ومحافظات اخرى بحجة البحث عن الضالين من المهدويين، الذين ينون التحرك ضد السلطة ،متهمة اياهم بالانحراف والجهل. وبلغ عدد القتلى المئات من الشيعة العرب ، لانهم اجتهدوا او اعتقدوا ان الفساد بلغ حده الذي ينذر بخروج المهدي .فقتل الشيعة اصبح على النيات والمعتقدات. وهكذا تتواصل عمليات القتل على مدى شهور ، والتهم جاهزة ، شيعة منحرفون ، خارجون على القانون. ارهابيين و ...ومهربون .
|
|
|
|
|