أحسنت أخي كريم آل البيت وهم الأطهار المطهرون ومنزلتهم أعظم من أن يتم الأعلان عنها فقط بالقرآن الكريم وأن الحساب عليهم لابل سيحاسب الله تعالى كل ماخلق على ولايتهم وحتى الرسل عليهم السلام واليكم الدليل ومن كتبهم ... والله عجيب كيف هذه الدرر عند الأخوة السنّـة ولايستفادون منها ولاحول ولاقوة ألا بالله العلي العظيم :
1- (فَلَنَسَأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) الأعراف: 6.
روى العلامة البحراني عن العالم (الحنفي) أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب (فضائل علي) (بإسناده المذكور) عن أبي برزة قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) - ونحن جلوس ذات يوم-:
(والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت)؟
فقال له عمر بن الخطاب: فما آية حبكم من بعدك؟
فوضع يده على رأس علي (رضي الله عنه) - وهو إلى جانبه - فقال:
(إن حبي من بعدي حبّ هذا)(1).
(أقول): مقتضى هذا الحديث، وأحاديث أخرى أيضاً أن الأنبياء والأمم السابقين أيضاً يُسألون عن حب أهل البيت (عليهم السلام).
(1) ـ غاية المرام: ص261.
2- (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَاَنَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة: 285.
أخرج العالم الشافعي محمد بن إبراهيم (الحمويني) بأسانيده المذكورة المتعددة عن أبي سلمى داعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه).
قلت: (والمؤمنون)
قال: صدقت يا محمد.
وقال: من خلفت في أمتك؟
قلت: خيرها.
قال: علي بن أبي طالب؟
قلت: نعم يا رب
قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرتَ معي، فأنا المحمود وأنت محمد (ثم) اطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي.
يا محمد: إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد: لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى يتقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.
يا محمد: أتحب أن تراهم؟
قلت: نعم
فقال لي: التفت عن يمين العرش
فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم - يعني المهدي - كأنه كوكب دُرّي.
قال: ( يا محمد هؤلاء الحجج وهو القائد من عترتك، وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي)(28).
وأخرجه بتفاوت يسير في بعض الألفاظ عديد من الأعلام:
مثل الإمام أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد (الحنفي) في كتاب المقتل(29).
والحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه(30) وغيرهما.
(28) ـ ينابيع المودة) للحافظ القندوزي (الحنفي).: ص75.
(29) ـ فرائد السمطين للحمويني ج2 آخر المجلد.
(30) ـ مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص95.
أكرر هذه كتبهم المعتبرة ولاحول ولاقوة ألا بالله العلي العظيم