قال الله تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } سورة الأحزاب – 6
فقوله تعالى:
(( وأزواجــــــــــــــه أمهـــــــــــاتهم ))
آية واضحة جلية و مُحكمة في القرآن، وهــــــــذا حُكم الله عز وجل ، فمن لم يعترف بأن أحد زوجات الرسول صلى الله عليه وآله ، فهو "كــــــــــــــــافر" خارج عن الملة اتفاقاً.
فأنتَ يامن لا ترضى بــ عائشة رضي الله عنها - أماً لك ، تكون كافراً خارجاً عن الإسلام ويُطبق عليك حد الردة لأنك >> ترفض حُكم الله عز وجل وتكذب بآياته.
وإن كنت في ريْب من ذلك فاعلم أنه اختلف العلماء في معنى أمهات المؤمنين إلى رأيين :
الرأي الأول : المقصود هو أنه يحرم الزواج بهن كما يحرم الزواج بالأم .
قال الله تعالى {..... وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} سورة الأحزاب – 53 .
الرأي الثاني : المقصود هو الاحترام و التعظيم و الإجلال .
وقد أشار علماء المسلمين "قاطبة" من سنــة وشيـــــعة بوجـــــــــــوب تعظيم أزواج النبي كلهم من دون استثناء .. وأذكر هنا بأدلة علماء أهل البيت (سلام الله عليهم) وهي واضحة بالتفسير القاطع استناداً لقوله "وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ":
1) بلغة الفقيه - السيد محمد بحرالعلوم ج 3 ص 206 :
تنبيه .. اعلم أن للام إطلاقات ثلاثة :
1- أمهات النسب .
2- وأمهات الرضاع .
3- وأمهات التبجيل والعظمة ، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وآله .
2) تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 61 ص 277 :
وقوله : ( وأزواجه أمهاتهم ) جعل تشريعي أي أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي التصريح به في قوله ( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا . فالتنزيل إنما هو في بعض آثار الأمومة لا في جميع الآثار كالتوارث بينهن وبين المؤمنين والنظر في وجوههن كالأمهات وحرمة بناتهن على المؤمنين لصيرورتهن أخوات لهم وكصيرورة آبائهن وأمهاتهن أجدادا وجدات وأخوتهن وأخواتهن أخوالا وخالات للمؤمنين .
3) أحكام القرآن - الجصاص ج 3 ص 465 :
وقوله تعالى وأزواجه أمهاتهم قيل فيه وجهان .
أحدهما : أنهم كأمهاتهم في وجوب الإجلال والتعظيم .
والثاني : تحريم نكاحهن .
وليس المراد أنهن كالأمهات في كل شيء لأنه لو كان كذلك لما جاز لأحد من الناس أن يتزوج بناتهن لأنهن يكن أخوات للناس وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بناته ولو كن أمهات في الحقيقة ورثن المؤمنين وقد روي في حرف عبد الله وهو أب لهم ولو صح ذلك كان معناه أنه كالأب لهم في الإشفاق عليهم وتحري مصالحهم كما قال تعالى جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم .
4) المبسوط - الشيخ الطوسي ج 4 ص 158 :
أزواج النبي صلى الله عليه وآله أمهات في معنى العقد عليهن ، وليس أمهات حتى تحرم بناتهن وأمهاتهن لأنهن ليست بأمهات على الحقيقة نسبا أو رضاعاً فيكون بناتهن أخوات ، وأمهاتهن جدات
5) تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 8 ص 122 :
( وأزواجه أمهاتهم ) المعنى : إنهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة ، وتحريم النكاح . ولسن أمهات لهم على الحقيقة ، إذ لو كن كذلك لكانت بنتاه أخوات المؤمنين على الحقيقة ، فكان لا يحل للمؤمن التزويج بهن . فثبت أن المراد به يعود إلى حرمة العقد عليهن لا غير ، لأنه لم يثبت من أحكام الأمومة بين المؤمنين وبينهن ، سوى هذه الواحدة . ألا ترى أنه لا يحل للمؤمنين رؤيتهن ، ولا يرثن المؤمنين ، ولا يرثونهن .
"والحمــــد لله الذي أتمَ لنا الديــــن"
يا من تُطلق على نفسك "غرام حسيني":
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة
أعيت من يداويها