فضلاً عن استخدام القوة المفرطة، فقد استخدمت السلطات العسكرية خلال الاشتباكات والقصف الغازات السامة وأسلحة محرمة دولياً.
وقد قتل المئات من المدنيين غير حاملي السلاح نتيجة للقصف العشوائي لمنازلهم، وبالتالي قتل الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ، حيث تشير بعض التقارير أن نتائج الحرب الأولى والثانية فقط 2500 قتيل من الطرفين، و250طفل وامرأةو5700جريح .
وكذا طال القصف المنشآت المدنية الخدمية وموارد المياه والمدارس ودور العبادة، حيث ذكرت التقارير أيضاً أنه تم تدمير 30قرية و 700منزل تدميراً تاماً، و800منزل تدمير جزئي، وعشرات المساجد والمدارس الحكومية والدينية، وجرف وحرق عشرات المزارع.
وفي وقائع عديدة جرى قتل الجرحى والأسرى منزوعي السلاح، وكان ذلك إما بالقتل المباشر( إطلاق ناري) أو بالقتل الجماعي بدهسهم بالدبابات، وتعرض الكثير للتعذيب الشديد قبل القتل كالسحل في الطرق والحرق.
كما فرض الحصار التام حول المناطق التي تتعرض للقصف، مما أدى إلى موت العديد من المرضى والأطفال والشيوخ، نتيجة انتشار الأوبئة و نقص الغذاء والدواء، ومنع المواطنين من الدخول إلى المستشفيات وتلقي الخدمات الطبية، كما منعت السلطات منظمات الإغاثة الدولية ووسائل الإعلام المحلية والدولية من دخول محافظة صعدة.
وتم نهب واحتلال منازل المواطنين في المناطق التي تم قصفها، وبعض منازل المناطق التي لا تقصف، وطرد الكثير من الأسر إلى العراء.
اعتقالات واسعة :
قامت السلطات العسكرية باعتقال الآلاف منذ عام 2003 (قبل الحرب) وحتى اليوم.ومن دون أي أوامر قضائية.
قبل الحرب اعتقل المئات من الطلاب (أغلبهم تحت سن الـ18)، ومن مختلف المناطق والمحافظات كصعدة وحجة وصنعاء .... وذلك بسبب (تعبيرهم السلمي عن موقفهم من السياسة الأمريكية في المنطقة)، وأغلبهم تم اعتقالهم من داخل المساجد، وتوسعت بعد الحرب حملة الاعتقالات التعسفية غير القانونية فشملت كل المحافظات التي يقطنها أتباع الطائفة الزيدية، واستهدفت في الأغلب مدرسي المذهب وطلابهم. وكذا العلماء والقضاة والشخصيات البارزة اجتماعيا وسياسياً ( بعضهم تجاوز عمره الـ 85) ، و كل من كان يدعو إلى إيقاف الحرب من غير الطائفة الزيدية والصحفيين وأكاديميين من حملة شهادة الدكتوراه وأعضاء المنظمات المدنية والإنسانية .
وأغلب الذين اعتقلوا لم توجه لهم أي تهم ولم يسمح لأقاربهم بالزيارة، كما لم تسمح السلطات للمنظمات المدنية والدولية بزيارة المعتقلين الأطفال أو غيرهم.
وقد تم إحالة القليل من المعتقلين إلى المحاكمة بعد احتجاز غير قانوني طال لأشهر عديدة ، وبعد إجراءات نيابية متعسفة ، أخيرا تم عرضهم على محاكم استثنائية ( غير دستورية)، ومحاكمتهم بإجراءات استثنائية لم تضمن لهم أبسط حقوق المحاكمة العادلة .
ولم يتجاوز عدد المحالين للمحاكمة من المعتقلين بسبب أحداث صعدة 39 شخصاً فقط ( بالرغم أن المعتقلين يعدون بالآلاف، يعتقد البعض أن الأحكام الجائرة التي صدرت بعقوبات قاسية( تصل إلى الإعدام بسبب معارضة الحرب) من أجل عدم مطالبة المجتمع المدني بإحالة المعتقلين للمحاكمات ) .
وقد ترك الجرحى في السجون بدون أي عناية صحية، مما تسبب في وفاة الكثير.
كما تعرض المعتقلون (من بينهم جرحى وشيوخ وأطفال) لمختلف أنواع التعذيب، وتتعرض بعض المعتقلين للقتل بالرصاص الحي داخل السجون ( سجن قحزة - صعدة ) وتركهم ينزفون حتى الموت.
وقد شمل التعذيب الجسديالضرب والجلد وتعمد إحداث الجروح بالآلات الحادة وبالكي والكهرباء والحرمان من طعام يليق بالبشر ( وجبتين عبارة عن رغيف جاف وكوب صغير من الماء غير النظيف)، وحرمانهم من النوم لعدة أيام.
بينما شملت صنوف التعذيب النفسي تهديدهم بالقتل واعتقال أسرهم وخصوصاً النساء ، وتهديهم بمزيد من التعذيب الجسدي ، وأيضاً بالاعتداء الجنسي( حيث يجعلون بعض السجناء يمارسون الفاحشة أمامهم، وعدم السماح لهم بالذهاب للحمام وجعلهم يقضون حاجتهم في نفس الزنزانة الصغيرة( التي تحوي الكثير من السجناء)، وعدم السماح لهم بالوضوء والصلاة وقراءة القرآن.
بالإضافة لكل ما سبق تعرض المعتقل للسب والإهانة والتكفير من قبل ضباط المعتقل وعدم السماح لأسرته بزيارته ، بل اعتقال من يطالب بزيارتهم.
العقاب الجماعي:
§ يتضح ذلك في عمليات الاعتقال ومداهمة المنازل والمساجد، والفصل التعسفي لأتباع المذهب الزيدي والهاشميين من وظائفهم ، ونلخص تلك الحالات فيما يأتي (وللعلم كلها جرت دون أي أوامر قضائية وبصورة غير قانونية) :• الضرب الشديد في المساجد لمن كان يردد الشعار بعد صلاة الجمعة (قبل اعتقاله بصورة وحشية- غالبيتهم من الأطفال).
• القيام بحملة عنصرية تتلخص في فصل الموظفين الأساسيين بمختلف المناصب من وظائفهم بسبب انتمائهم العرقي (هاشميين) أو المذهبي (زيدي).
• مصادرة الكثير من الممتلكات الخاصة خصوصاً الفكرية منها ( المكتبات).
• القيام بحملة تغيير قضائية تلخصت في إبعاد كل القضاة الهاشميين والزيديين عن المراكز الحساسة وإقالة واعتقال البعض الآخر بالرغم من تمتعهم بالحصانة القضائية..
• اقتحام المنازل بصورة فجائية ووحشية وترويع الأسر التي تعيش فيه من أطفال وشيوخ ونساء وإشهار الأسلحة في وجوههم، مع إطلاق النار خارج وداخل المنزل بغرض الترهيب، والتحقيق معهم في تلك الحالة ثم أخذ رهائن من الأسرة أغلبهم أطفال عندما لا يجدون من يريدون.