امر تفرد به امير المؤمنين ولم نرى مثله لأي صحابي وهو ان الله يؤنب المسلمين ويلومهم بكتابه ولم يسلم من هذا اللوم الا علي(ع) جاء هذا في اية النجوى ولم يعمل بها من الامة الا امير المؤمنين وكفاه شرفا :
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ( 12 ) أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) ( 13)المجادلة
في المستدرك على الصحيحين: (عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله (ص) ان في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الآية قال كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي (ص) فكنت كلما ناجيت النبي (ص) قدمت بين يدي نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
كان مع النبي(ص) يتبعه اتباع الفصيل اثر امه في طفولته فقد كان ربيب النبي(ص) بعد ان اخذه من ابيه ليخفف عنه في سنة القحط كما نقل محمد بن طلحة الشافعي في كتاب مطالب السؤل , وبقي ذلك القرب الى اخر عمره الشريف(ص) فكان مع قربه في المجالس العامة له خلوات معه ففي اسد الغابة (عن جابر قال يوم الطائف دعا رسول الله ( ص ) عليا فناجاه طويلا ، فقال بعض أصحابه : لقد أطال نجوى ابن عمه قال يعني رسول الله ( ص ) : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه) . وبقي الى لحضة الوفاة:
ففي مجمع الزوائد (عن أم سلمة قالت والذي احلف به إن كان على لأقرب الناس عهدا برسول الله (ص) قالت عدنا رسول الله (ص) غداة بعد غداة يقول جاء على مرارا قالت وأظنه كان بعثه في حاجة قالت فجاء بعد فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند البيت وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه على فجعل يساره ويناجيه ثم قبض (ص)من يومه ذلك وكان أقرب الناس به عهدا . رواه أحمد وأبو يعلى الا أنه قال فيه كان رسول الله(ص)يوم قبض في بيت عائشة ، والطبراني باختصار ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة).
النبي (ص) ولآخر لحظة يناجي امير المؤمنين بيد انا نرى في رزية يوم الخميس قبيل وفاة النبي(ص) ان النبي (ص) طرد القوم بعد ان تنازعوا بكتابة الكتاب ففي صحيح البخاري: (لما اشتد بالنبي(ص)وجعه قال ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر ان النبي(ص) غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عنى ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزيئة كل الرزيئة ما حال بين رسول الله(ص) وبين كتابه)
وفي صحيح البخاري (عن عائشة رض زوج النبي (ص) ان رسول الله (ص) مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعنى بالعالية).
امرهم النبي(ص) هذه المجموعة التي يقودها عمربالخروج وهو غير راض عما صدر عنهم لعدم الطاعة قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)الاحزاب 36.
ذكر الطبراني في المجمع الكبير عن عباس ، قال : (ما أنزل الله " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها . ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان ، وما ذكر عليا إلا بخير).
وقد مر عليك ان الله ذم اغلب الصحابة في انهزامهم وعلي (ع) ينادى باسمه لا فتى الا علي.
ومر عليك ايضا قبل قليل ان النبي(ص) كان يلهجح بذكره حتى توفى وجمع من الصحابة مبعدين
من القضايا التي تبين فضل امير المؤمنين(ع) بوضوح ان النبي (ص) يبعث بعض الصحابة بأمر فإذا تبين خطأ او ضعف في المهمة يرسل عليا(ع) لأصلاح الامر وهذا تصريح فعلي من النبي(ص) بفضله ومن ذلك .
1- تبليغه سورة براءة :
ذكر اهل التفسير والحديث والسيرة ان النبي(ص) امر ابا بكر بتبليغ سورة براءة لاهل مكة ثم اتبعه بعلي(ع) ليأخذها منه وهذه احدى الروايات:
يروي أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس ، أن النبي ( ص ) أرسل فلانا " وأعطاه سورة التوبة ليبلغها الناس في موسم الحج ، ثم أرسل عليا خلفه وأخذها منه وقال ( ص ) " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.
وفلانا هو ابو بكر كما صرح البخاري في صحيحه وغيره وهذا مما يدل على فضل الامام على ابي بكر وانه الاجدر والافضل بحمل المسؤلية الدينية وانه من النبي(ص) والنبي (ص) منه, وقد قال تعالى(..فمن تبعني فإنه مني..)36 ابراهيم.
2-اعطاء الراية يوم خيبر:
مر عليك اعطاء الراية لابي بكر وعمر يوم خيبر وانهزامهم ثم قول النبي(ص) ( لاعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) وفي رواية البخاري يفتح الله على يديه
3-اصلاح ما افسده خالد:
في قصة ليس هذا محلها ان خالد عمل بعمل الجاهلية باسم الاسلام قتل من بني جذيمة كونهم قتلوا عمه في الجاهلية:
قال ابن حبان في كتابه الثقات بعد ان سرد القصة(...ثم دعا رسول الله (ص) علي بن أبي طالب فقال يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم وانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك فخرج على حتى جاءهم ومعه مال ... ثم رجع إلى رسول الله(ص) فأخبره قال أصبت).
وفي سيرة ابن هشام بعد نقل الخبر قال( قال رسول الله (ص) : رأيت كأني لقمت لقمة من حيس ، فالتذذت طعمها ، فاعترض في حلقي منها شئ حين ابتلعتها ، فأدخل على يده فنزعه..)
تأميره على الغير وعدم تأمر احد عليه
لقد وضح النبي (ص) فضل الامام على غيره بعدة اساليب قولية وفعلية ومنها هذا الامر فالنبي(ص) يجعل الامير على الشيخين وغيرهم من الصحابة اكثر من مرة ولم نرى عليا الا اميرا ونذكر بعض من ذلك :
ماأخرجه الإمام أحمد في مسنده قال : ( بعث رسول الله (ص) بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ).
ومنها ما مر في خيبر حيث بعث الشيخين ولم يكن الامام تحت لوائهم ومن ثم بعثه اميرا على غيره
ومنها ما اخرجه البيهقي في سننه الكبرى: (بعث رسول الله(ص) عمرو ابن العاص في سرية فيهم أبو بكر وعمر ).
ومنها بعث اسامة
وقال ابن حجر في فتح الباري: (كان في الجيش الذي كان عليهم أسامة أبو بكر وعمر...).
خاتمة
حرصنا في هذا البحث على الاختصار فاوردنا القليل من الكثير , واخترنا على العموم الروايات الصحيحة من كتب اخواننا , فتبين من العرض التطابق التام بين صفات الامام والروايات التي جاءت بفضله وهذه الايات والروايات ينسجم بعضها مع بعض ويؤيد بعضها بعضا فكأنها قصة مترابطة او كتاب متسلسل وكلها تشير الى افضلية الامام , وقد كونت بأجمعها بناءا متكاملا راسخا لا تزيله عواصف المبطلون ولا تضعفه امطار المشككون.
واخيرا كان بودي ان اسهب بما احدثه عثمان بن عفان ابان خلافته من مخالفة صارخة للشريعة حتى اجتمع عليه المسلمون وقتلوه ومنهم من اصحاب بيعة الرضوان ثم اقيسه بامير البمؤمنين ولكن ذلك يحتاج الى بحث مستقل ومن ارادالاطلاع فليراجع كتاب الغديرج9 والحمد لله اولا واخرا.
بسم الله
احسنتم اخي خادم قنبر
فقد ادرك عليه السلام من قبله واتعب من بعده اين نخن من بحره وما خفي علينا اعظم فهو عليه السلام لا يعرفة الا الله ورسوله كما روي فهو يحير العقول
فيك يا اعجوبة الكون غدى العقل كليلا انت حيرت ذوي اللب وبلبلت العقولا