|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 6574
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 747
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
متيم كربلاء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 17-11-2011 الساعة : 07:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد وآل محمدوعجل فرجهم وفرج عنا بهم ياالله.
عندما اولت القوى الغربية الاهتمام البالغ لمنطقة الخليج اهتمت ايضا بالانظمة الحاكمة فيها اهتماما يتيح لها امكانية التصرف بحرية ازاء اوضاعها الداخلية وبالاخص الاقتصادية منها.
وقد عملت الانظمة في الخليج على بناء اقتصادياتها بناءا قويا حتى باتت من اكثر الدول في المنطقة العربية اقتصادا الا انها لاتخلو من مظاهر للفقر والبطالة والمشاكل الاخرى.
هذا الوضع الاقتصادي الجيد للانظمة الحاكمة يراد منه عدة اهداف في نظر الغرب:
-الاستقرارالسياسي داخل الجهاز الحاكم نفسه.
لان الانظمة الخليجية في حالة عدم توفر الحد الادنى من هذه الرفاهية قد يؤدي بها الى رفض بعض التوجهات الغربية وبالتالي يؤدي هذا الوضع بالتدريج الى عدم الاستقرار في بنية الجهاز الحاكم وهو مالايرغبه المعسكر الغربي بتاتا.
2- الاهتمام بالقيم المادية وتقليل الشان بالقيم المعنوية .
ذلك خوفا من بروز شخصيات وطنية تنسلخ من الجسد السياسي الحاكم وتقف في مواجهة المشاريع الغربية حتى مع حدوث تغيرات مفاجئة كما حدث في قطر سابقا حين انقلب الابن على ابيه وتسلم زمام الامور!.
3- تقليص الادوار الخارجية لهذه الانظمة والاكتفاء بالادوار الداخلية والمحلية. وبشكل اوضح ان الانظمة السياسية في الخليج شأنها شأن كل الدول من حيث ممارستها لسياساتها الداخلية والخارجية الا انه ينبغي ملاحظة حجم الدور الخارجي الممنوح لها.
هذه الانظمة لاتملك خيارات سياسية حرة مؤثرة في الخارج كمصر سابقا واغلب خياراتها السياسية في الخارج مقيدة بالرجوع الى موافقتها للمواقف الغربية ولم يطرأ تغيير في السيطرة الغربية على القرار الخليجي الا مؤخرا نتيجة احداث المنطقة عموما والتي تتطلب تحركا واسعا للسيطرة عليها وهو مادفع القوى الغربية الى السماح لتوسعة هذه الادوار بشرط ان تتطابق مع التوجهات الغربية ايضا.
س/هل تتمكن الانظمة الخليجية (نتيجة اتساع دورها السياسي الحالي)من تغيير الاوضاع العامة للمنطقة !!وهل لحراكها تأثيرفي تغيير المواقف العامة والخاصة للبلدان!!
لازالت القوى الغربية تنتظر النتائج على ارض الواقع.واول تحرك سياسي للخليج شهدته المنطقة هو اجتماعها بين حين واخر بخصوص الاوضاع في اليمن والمبادرات التي اطلقتها لحلحلة الازمة السياسية هناك.الا ان جميع مبادراتها التي اطلقتها لحفظ ماء وجه النظام اليمني باءت بالفشل وتم رفضها من قبل الجماهير الثائرة!!
4- افهام شعوب المنطقة ان هذه الاوضاع ماهي الا نتيجة دعم العالم الغربي لها بناءا على مفاهيم ونظريات الحضارة الغربية وليس بناءا على مفاهيم ونظريات الحضارة الاسلامية!!
وهذا بدوره يؤدي الى نتائج عدة على الصعيد الاجتماعي والسياسي في نظرهم ومن ذلك :
على الصعيد السياسي مثلا:
تجميد حركة المجتمع الخليجي من ان تتجه ضد التوجهات الغربية تلك الحركة المعبرة التي تنطلق للتعبير عن الذات والمعبرة عن التطلع للحرية.
ولذلك اعتقدت القوى الغربية ان الشعوب العربية في الخليج يمكن ان تتعايش مع انظمتها بشكل انسيابي مادامت هذه الانظمة على هذه الشاكلة!ومن جانب اخر فأن الفكرة الغربية في هذا الخصوص والمبنية على اسس مادية محضة أن الشعوب الخليجية لن تفكر في مواجهة هذه الانظمة الحاكمة مادامت سبل الحياة متوفرة بشكل وباخر!
على الصعيد الاجتماعي ايضا كمثال:
لم يكن بامكان القوى الغربية الغاء القيم المعنوية المتمثلة بالرموز المقدسة في نفوس المسلمين فحج بيت الله الحرام مثلا يمثل تجمعا للمسلمين من كل اقطار العالم سنويا وهذا بحد ذاته كفيل لافشال كل مخططات الغرب لو انه استغل بشكله الصحيح والسليم .الا ان القوى الغربية وعت خطورة مثل هذه الاجواء الروحية السامية فتحركت للاتفاف عليها من خلال النظام السعودي الذي حاول وعلى مر تاريخه ان يضع العوائق والعراقيل امام تحقيق طموحات المجتمع الاسلامي في استغلال القوة المعنوية للرموز المقدسة لاجل الوحدة والتوحد.
وقد تكلمنا في الجزء الاول من موضوع الحذر من الفتنة القادمة عن هذا التطرف واليوم نتكلم عن متفرعات هذا الوجود الوهابي والمساحة الممنوحة لهم للتحرك ضد المسلمين وهو متفرع عن البوابة الايديولوجية التي تكلمنا عنها سابقا.
-ان القوى الغربية تعطي الضوء الاخضر للسعودية لتحريك التيارات الوهابية كلما رات مصلحة في ذلك وهذا معروف للكثير الا ان الخطورة التي تكمن هنا هي في المساحة الواسعة الممنوحة لهم!
فاذا تحركت الوهابية وفق مصالح النظام الحاكم فهذا يعني انها تحركت وفق المصالح الغربية وهو يعني ان القوى الغربية تستفيد من تحرك الوهابية بشكل كبير لانهم يوفرون لهم متاعب المواجهة المباشرة مع تحركات المسلمين التحررية. وعلى هذا الاساس فان بامكان الحركة الوهابية ان ترتكب المجازر والفضائع بحق المسلمين مادام الغرب بمنأى عن التوبيخ والنقد من قبل الراي العام العالمي.
ومن خلال هذا السلوك الوهابي (بالمعنى العسكري)تحقق القوى الغربية امرين:
1-تحقيق الاهداف الغربية في المنطقة بشكل غير مباشر بأيادي الغير.
2-امكانية دخول الغرب على الخط كادعائهم حماية حقوق الانسان وماشابه..
ان الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الخليج ضد بعض الانظمة السياسية تمثل مفاجئة للمعسكر الغربي الذي ضل يعتقد عدم امكانية تحقق ذلك .وهذه المفاجئة جعلتهم يفكرون بالوسائل المناسبة لايقافها وقتلها ابتداءا خصوصا وانها تزامنت مع الاحداث العامة التي تشهدها المنطقة .
وبلاشك فان الاحداث في الخليج هي من قبيل الاوضاع الداخلية لبلدانها وبالتالي فان امرمواجهتها لن يكون مناطا للغرب بل يناط الى الانظمة السياسية وادواتها.
وفيما يخص منطقة الخليج تقسم القوى الغربية الاحتجاجات الثورية فيها الى قسمين:
الاول-الاحتجاجات التي يمكن معالجتها واحتواءها.
الثاني-الاحتجاجات التي يصعب احتواءها.
بالنسبة للقسم الاول فان القوى الغربية تحاول اعطاءها صبغة ديمقراطية على الطريقة الغربية وفي مثل هذه الاحتجاجات تحاول القوى الغربية مسايرتها حتى لو وصلت الى نقطة التعارض مع مصلحة النظام الحاكم بل حتى لو ادت مسايرتها الى الاطاحة بالنظام الحاكم بشرط ان لاتحدث في الدول المعول عليها وهذا النوع من الاحتجاجات لم يحدث.وهو إن حدث فأن التعامل معه يأخذ نحوين:
النحوالاول:القمع ببشاعة إن حدث مع الانظمة المعول عليها بشكل اساسي كالنظام السعودي.لان السعودية تعتبر قلب الخليج ولايتحمل وضعها الداخلي اي تغييرحاليا في نظر الغرب.
النحوالثاني:التعامل معه بمرونة إن حدث مع نظام دولة خليجية اخرى لايمثل نظامها السياسي اهمية استتراتيجية للغرب.
اما القسم الثاني فليس للقوى الغربية عليها سلطان كمحاولة الالتفاف عليها من خلال الادعاء بدعمها ومسايرتها لان هذا النوع من الاحتجاجات اساسا هو موجه ضد المشروع الغربي في المنطقة.ومثاله على ارض الواقع الاحتجاجات التي شهدتها السعودية والانتفاضة البحرينية.
اذن القسم الاول له حلول ممكنة في نظر الغرب وان كان مجهول النتائج في نظرهم.
اما القسم الثاني فهو خارج سيطرتهم وغير مستوعب وفق الحلول المطروحة للقسم الاول وبالتالي فان نتائجه ليست مجهولة بل معلومة من حيث كونها تمثل ضربة في وجه المشروع الغربي .وبناءا على ذلك فان تعاملهم مع القسم الاول سيكون واضحا سواء كان سياسيا او عسكريا.
اما تعاملهم مع القسم الثاني سيكون وفق الحل الانسب وان ادى الى ارتكاب جريمة كبرى بحق المحتجين.
وكما قلت فان القوى الغربية امام احتجاجات القسم الثاني تتعامل وفق الحل المناسب بنظرهم وان ادى الى ارتكاب (جريمة كبرى) فان هذا يعني اطلاق العنان للانظمة الحاكمة في التعامل معها باي شكل من الاشكال وهذا ماحدث ايضا مع الانتفاضة البحرينية عندما تدخلت السعودية عسكريا تحت غطاء ومسميات ظاهرها قانوني.
ولم تشهد المنطقة احتجاجات القسم الثاني بشكل بارز كما شهدتها البحرين لحد الان وهذا مايقودنا الى البحث في هذه الانتفاضة من عدة جوانب ونبتدأ اولا بالبحث في الانتفاضة وفق المنظور الغربي.
الانتفاضة بشكلها العام تعتبر انتفاضة شيعية في نظر القوى الغربية على الرغم من انها تحركات وطنية خالصة انطلقت على ارضية حضارية خالية من اي صورة من صور العنف كما انها انتفاضة من حيث شعاراتها جامعة للطرفين السنة والشيعة ومستوعبة لمطالبهما وطموحاتهما والاجمل مافيها انها انطلقت بقاعدة شيعية حملت هموم السنة قبل الشيعة.
ان القوى الغربية تدرك قبل الانظمة السياسية الحاكمة ان الشيعة في الخليج لايدعمون الانظمة الحاكمة مادامت هذه الانظمة تدعم المشروع الصهيوني والمشروع الغربي وهذه العقيدة السياسية للشيعة مستمدة اساسا من العقيدة الدينية التي ترفض وجود الكيان الصهيوني في المنطقة وترفض كل من يرضى بهذا الوجود حتى لو كان نظاما شيعيا.فهي اذن من الثوابت عند الشيعة ومادامت هي كذلك فهي لن تُخدَع بالصبغات الديمقراطية التي تحاول القوى الغربية تزيينها للشعوب بين فترة واخرى .
وبعبارة اخرى ان الغرب لايمكن ان يقف الى جانب الانتفاضة البحرينية بتاتا ليس حرصا على النظام السياسي الحاكم فقط.بل ان مثل هذه الثورات اذا كتب لها النجاح فان حظوظ الغرب لاستمالتها ستكون معدومة وعليه يمكن القول ان الانتفاضة الشيعية في الخليج وفق المنظور الغربي يجب ان لاتنجح!.
الا انه يجب ان لانغفل جانب مهم هنا يخص المصالح الغربية ايضا:
ان القوى الغربية قد تشعرفي حالة دعمها للانظمة في الخليج خطرا على مصالحها عندما ترى السلوك الهمجي لبعض الانظمة يصل الى درجة تخرج عن السيطرة!
كما ان الانتفاضة البحرينية اذا كتب لها النجاح فسيكون تاثيرها على المنطقة كبيرا بسبب وجود القوى الشيعية المتنامية في المنطقة والمؤثرة.ابتداءا من العراق وايران ولبنان وحتى السعودية ..الخ
التحرك الطائفي لمواجهة الانتفاضة البحرينية
النظام البحريني الحاكم يمثل احد رموز العمالة في المنطقة وهذا النظام الذي تعامل منذ فترة طويلة مع هذا الشعب الاعزل تعاملا طائفيا مقيتا واوغل في سلوكه الابتزازي باشكال عديدة اعتقد ان الضغط على ابناء البحرين سيُخضِعهم ويحولهم بالتدريج الى شعب يأتمر باوامره وينتهي بنواهيه.
وما ان حانت ساعة التحرك ضده حتى بات مرعوبا خائفا لايعرف مايصنع حتى بات النظام في البحرين قبل الانتفاضة هو غير النظام مابعد الانتفاضة.
وبعيدا عن الكلام العاطفي نقول,ليعلم كل حاكم وكل نظام سياسي عميل أنه اذا قامت ضده انتفاضة شعبية كبيرة فهو يعني بدء العد التنازلي لسقوطه مهما طالت مدة بقاءه ولايمكن ايقاف ساعة العد الا اذا تغير النظام تغيرا نوعيا وهو غير مأمول منهم ابدا.
انتهى التمهيد
16 مايو 2011
|
|
|
|
|