|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 76357
|
الإنتساب : Nov 2012
|
المشاركات : 62
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-12-2012 الساعة : 10:54 PM
لتوسل المشروع
1- التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا:
كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني.
أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي. ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم. فإن الحب من صفاته تعالى.
ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل:(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)سورة الأعراف: الآية 180[.والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى. ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا الطلب، لأن أسماءه الحسنى سبحانه صفات له، خصت به تبارك وتعالى.
ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال: (قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)سورة النمل: الآية 19ومن الأدلة أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أدعيته الثابتة عنه قبل السلام من صلاته:
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي ) رواه النسائي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي
2 التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:
كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي.. أو يقول: اللهم إني أسألك بحبي لمحمد صلى الله عليه وسلم وإيماني به أن تفرج عني.. ومنه أن يذكر الداعي عملاً صالحاً ذا بالٍ، فيه خوفه من الله سبحانه، وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء، وطاعته له جل شأنه، ثم يتوسل به إلى ربه في دعائه، ليكون أرجى لقبوله وإجابته.
وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيته قوله تعالى: (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) سورة آل عمران: الآية 16[ وقوله: (ربنا آمنا بما أنزلت وتبعت الرسول فاكتبا مع الشاهدين)سورة آل عمران: الآية 53[ وقوله: (إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار)سورة أل عمران: الآيتان 193 و 194[. وقوله: (إنه كان فريق من عبادي يقولون: ربنا آمنا فاغفر لنا، وارحمنا، وأنت خير الراحمين) سورة المؤمنون: الآية 109[ وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات. وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسل ما رواه بريدة بن الحٌصَيب رضي الله عنه حيث قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحداً، فقال: قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب ) ): رواه أحمد (5/349 و350)
3 - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:
كأن يقول المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى، فيجب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوا له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه. فهذا نوع آخر من التوسل المشروع، دلت عليه الشريعة المطهرة، وأرشدت إليه، وقد وردت أمثلة منه في السنة الشريفة، كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، فمن ذلك ما رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه حيث قال: اصاب الناس سنَة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي يخطب على المنبر قائماً في يوم الجمعة، قام وفي راوية: دخل أعرابي من أهل البدومن باب كان وجَاه المنبرنحو دار القضاء ورسول الله قائم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فقال: يا رسول الله ! هلك المال، وجاع وفي رواية: هلك العيال ومن طريق أخرى: هلك الكُراع، وهلك الشاء وفي أخرى هلكت المواشي، وانقطعت السبل فادعُ الله لنا أن يَسْقِيَنا وفي أخرى: يُغيثنا فرفع يديه يدعوحتى رأيت بياض إبطه اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ورفع الناس أيديهم معه يدعون، ولم يذكر أنه حوَّل رداءه، ولا استقبل القبلةلا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قرعة
ولا شيئاً، وما بيننا وبين سَلْع من بيت ولا دار وفي رواية: قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فوالذي نفسه بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطرَ يتحادر على لحيته الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية: فهاجت ريح أنشأت سحاباً، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماءُ عزاليها ونزل عن المنبر فصلى فخرجنا نخوض الماس حتى أتينا منازلنا وفي رواية: حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى ما تقلع حتى سالت مثاعب المدينة وفي رواية: فلا والله ما رأينا الشمس ستاً
وقام ذلك الأعرابي أو غيره وفي رواية: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائماً فقال: يا رسول الله تهدم البناء وفي رواية: تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشيوفي طريق: بشَق المسافر، ومُنع الطريق وغرق المال، فادع الله يحبُسه لنا فتبسم النبي الله صلى الله عليه وسلم فرفع يده، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على رؤوس الجبال والإكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت مثل الجوْبَة، وفي رواية: فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة يميناً وشمالاً كأنه إكليل وفي أخرى: فانْجابَتْ عن المدينة انجياب الثوب يمطر ما حولينا ولا يمطر فيها شيء وفي طريق:قطرة وخرجنا نمشي في الشمس يريهم الله كرامة نبيه الله صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته وسال الوادي وادي قناة شهراً، ولم يجىء أحد من ناحية إلا حدث بالجود.
ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقَون.
ومعنى قول عمر: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى الله بدعائه، والآن وقد انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائنهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: (اللهم بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا
|
|
|
|
|