|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50999
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 514
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبدالله الجزائري
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 29-07-2013 الساعة : 07:36 PM
رد آخر جديد
مشكلة العراق ليست وليدة اليوم ولا الأمس القريب , بل هي هرم تراكم عبر سنوات طوال إبتدأ منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 التي تأسست على جملة أخطاء تعمقت وإتسعت وتركت آثارها السلبية على البنية الإجتماعية وأسست لنظام الطبقية الإجتماعية وإستئثار طائفة معينة بمقدرات البلد , وصولا إلى النظام البعثي الذي أمعن في خلق الفوارق الإجتماعية وقاد البلد بسطوة الطائفة الواحدة والقبيلة المعينة ثم العائلة الحاكمة والمتحكمة , وصنف بقية الطوائف والاعراق الاخرى عبيدا تطيع وتخدم وسلب منها حق الإختيار وحقوق المواطنة , ثم حصلت الطامة الكبرى عبر سياسة عسكرة المجتمع وتبعيثه - نسبة للبعث - وجعل من الحزب مؤسسة مخابراتية قمعية فتت أوصال المجتمع , وهذه السياسة قطعت اوصال المجتمع وهدمت فيه القيم الإجتماعية والإلتزامات الدينية , وتحولت كل مؤسسات الدولة إلى حدائق خلفية تخدم رموز النظام وحاشيته الضيقة ,
إلى أن أنهار النظام في 2003 فانهارت معه كل الدولة ومؤسساتها كنتيجة طبيعية لسياسات النظام وتخبطاته .
ومما زاد في الطين بله أن التغيير لم يحصل بايادي عراقية بل جاء عبر إحتلال أمريكي أضاف أحمالا ثقيلة إلى كاهل المجتمع المتعب من تركات الديكتاتورية والإضطهاد , فحصل الفراغ الرهيب في بنيان الدولة ولم يكن في الساحة المضطربة إلا الاحزاب التي كانت تسمى بالمعارضة , وهي عبارة عن معارضة فنادق ولم تكن يوما معارضة خنادق فعلية ضد النظام البعثي , فتجمعت بقضها وقضيضها وبكل عناوينها , وبما انها كانت تفتقد إلى الوجود والأرضية الشعبية التي كانت تفتقدها في الداخل العراقي فحاولت تعويض النقص باساليب إنتهازية فاهتمت ببناء احزابها بدلا من بناء البلد المنكوب المهدم وركزت على التنافس مع بعضها البعض في إثبات الوجود بدلا من التكاتف للإنطلاق في تأسيس خطوات جديدة تنتشل المواطن العراقي مما لحق به من تدمير منظم ومتواصل لأكثر من تسعين سنه ,,
الحقيقة المرة أن هذه الاحزاب لازالت مستمرة في نهجها الهدام ولم تعي لحد الآن أن أسلوب إدارتها للبلد إن إستمر سيوصل العراق للمجهول والكارثة ,
الحلول ضعيفة جدا خصوصا وبما تمر به المنطقة الإقليمية للعراق من حالة تأزم , فبالإضافة للعوامل الداخلية الآنفة الذكر , ساهم العامل الخارجي في إستفحال عوامل الإنقسام المجتمعي وخلق دوائر مفرغة في إجترار المشاكل وتصعيد الازمات , فتعززت الطائفية ولاحت بوادر التقسيم والتفتت , وتحول العراق إلى مسرح تتصادم فيه الاجندات الخارجية ومراكز القوى وساحة لتصفية الحسابات الدولية .
وأخيرا الحل دائما وأبدا بيد الشعب إن أراد التغيير , ولكن لابد من مقدمات كثيرة غير متوفرة في الوقت الحالي وبالتالي العراق لايزال يمر في نفق مظلم والثمن سيكون غاليا وكبيرا .
|
|
|
|
|