" والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " هذا المجرى ، ولتكن النكتة هي الاشارة إلى أن أنواع الكرامات الدينية - ومنها الولاية المذكورة في الاية - ليست موقوفة على بعض المؤمنين دون بعض وقفا جزافيا ، وإنما يتبع التقدم في الاخلاص والعمل لا غير
نحن نفسر صيغة الجمع والاية نازلة في علي عليه السلام بالاولى ثم للائمة الباقين
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 6 ص 9 :
وليت شعرى ما ذا يقولون في مثل قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - إلى أن قال : - تسرون إليهم بالمودة " ( الاية ) " الممتحنة : 1 ) وقد صح أن المراد به حاطب بن أبى بلتعة في مكاتبتة قريشا ؟ وقوله تعالى : " يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منهاالاذل " ( المنافقون : 8 " ، وقد صح أن القائل به عبد الله بن أبى بن سلول ؟ وقوله تعالى : " يسألونك ما ذا ينفقون " ( البقرة : 215 ) والسائل عنه واحد ؟ وقوله تعالى : " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " ( البقرة : 274 ) وقد ورد أن المنفق كان عليا أو أبا بكر ؟ إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة . وأعجب من الجميع قوله تعالى : " يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " والقائل هو عبد الله بن أبى ، على ما رووا في سبب نزوله وتلقوه بالقبول ، والاية واقعة بين الايات المبحوث عنها نفسها . صفحة فإن قيل : إن هذه الموارد لا تخلو عن اناس كانوا يرون رأيهم أو يرضون بفعالهم فعبر الله تعالى عنهم وعمن يلحق بهم بصيغة الجمع . قيل : إن محصله جواز ذلك في اللغة لنكتة مجوزة فليجر الاية أعنى قوله : " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " هذا المجرى ، ولتكن النكتة هي الاشارة إلى أن أنواع الكرامات الدينية - ومنها الولاية المذكورة في الاية - ليست موقوفة على بعض المؤمنين دون بعض وقفا جزافيا ، وإنما يتبع التقدم في الاخلاص والعمل لا غير . على أن جل الناقلين لهذه الاخبار هم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعون المتصلون بهم زمانا وهم من زمرة العرب العرباء الذين لم تفسد لغتهم ولم تختلط ألسنتهم ، ولو كان هذا النحو من الاستعمال لا تبيحه اللغة ولا يعهده أهلها لم تقبله طباعهم ، ولكانوا أحق باستشكاله و الاعتراض عليه ، ولم يؤثر من أحد منهم ذلك .