|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 33894
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 797
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كريم آل البيت
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 31-05-2009 الساعة : 04:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
نأتي الآن إلى الجُزء الآخر .. الصلاة ،
الصلاة هيَ :
( الصِلة ) بين المُصلّي والمُصلَى إليه أو ( عليه ) .
يقول سُبحانه :
(هو الذي يُصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) ،
ولمّا ( أمرنا ) جل شأنه بأن نصِل ما أمرنا به أن نصِلهُ .. فقال :
( والذين يصِلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) .
كما أن المؤيّد بأن الصلاة هيَ ( الصِلة ) ..
لقوله جل شأنه :
( خُذ مِن أموالهم صدقة تُطهِرهم وتُزكيهم بها و صلِّ عليهم إن صلاتك سكن لهُم والله سميع عليم ) .
ومِن تِلك الآية البليغة المٌبينة .. نجِد أن الحق سبحانه يقول للنبي ( ص ) صِلهُم وتواصَل بهم ومعهم .. لأن في ذلِك يكون سكن وطمأنينة لهم مِن أن يضِلّوا إن قطعت الصِله بهم .
ولمّا قال تبارك إسمه :
( إن الله وملائكته يُصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .
ولأن الحق سبحانه وملائِكته يُصلّون على رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. وذلِك بأنهم على ( صِلة ) به .. وقد أمرنا بصريح الآية السابقة أن نُصلّي عليه ( أي نصِلهُ ) ،
وهل هُناك أعظم وأقوى وأخلَص في الصِلة إلا أن تكون بصِلة ( الرحِم ) ؟؟!
ولأن صلاتنا التي نُصلّيها لله كعِبادة .. أي الصلاة المؤداة التي فرضها بخمس صلوات .. فهيَ مِن ( ضِمن ) صِلتِنا به جلّ شأنه .. ونُكرِّر مِن ( ضِمن ) صِلتِنا به .
ولأنه وكما قُلنا وأوضحنا وأتفقنا بالأدلّة والبراهين ومِن كتاب الله العظيم بأن الإقامة للشيء هيَ المُداومة .
فنجِد أن الحقّ جل شأنه أمرنا ليس بالصلاة المؤداة كعِبادة فقط .. لأن تُسمّى الصلاة .. إنما أمرهُ في كُل آياته أن : نُقيم الصلاة ، و إقام الصلاة .
وأمّا و ( إقام ) الصلاة .. فهي تعني أن نكون ( دائموا ) الصِلة به .. وفي كُل أوقاتنا وفي كُل مناحي حياتنا تكون صِلتنا بالله : صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي ( لله ) ربّ العالمين لا شريك له .
وهذا هوَ معنى وفِقه قول الله تبارك وتعالى حيث يقول : أقيموا الصلاة .. وإقام الصلاة ،
أي دائِماً وأبداً أجعلوا صِلتِكم بالله .. ولا تُقطع أبداً في أي أمر مِن أمور حياتكم .
هذا هوَ معنى أن ( نُقيم الصلاة ) .. أي نجعل صِلتنا بالله دائِمة .. فيكون أمرنا كُله لله .. ونُسلِّم إليه تسليما كامِلاً تامّا .. هذه ما تكون لله وبالله .
ولأن الحقّ جل شأنه أمرنا أن نصِل ما أمرنا به أن يوصَل .. فجاء أمره تخصيصاً لرسولنا الأكرم ( ص ) .. فقال للـ ( مؤمنين ) : يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما .
أي نجعل صِلتنا به صلى الله عليه وآله وسلم دائِمة .. لأنه رسول الله .. ومِن إدامة صِلتنا بالله والتي أمرنا بها أن نجعلها دائِماً وأبداً ( قائِمة ) .. أن تكون صِلتنا برسوله ( ص ) قائِمة .. ولا تكون صِلتنا برسولنا الأكرم ( ص ) قائِمة وتامّة (( إلا )) إن وصلنا ذوي القُربى .. ولذلِك تجد أن نبينا محمد ( ص ) الوحيد مِن الأنبياء الذي قال الله لنا في كتابه على لِسانه .. فقال :
( قل لا أسألكم عليه مِن أجر ـ إلا ـ المودّة بالقُربى ) .
والمودّة ( عرفاً ) .. هيَ الصِلة بالمودود له .. فنقول في الحياة العامة ونطلُب مِن الأعِزاء علينا فنقول له : ( ودّنا ) أيها العزيز .. أي تودّد إلينا وأجعلنا نودّ بعضنا بعضا .. أي نصِل بعضنا بعضا .
وهذه هيَ : المودّة في القُربى التي أمرنا وأوصانا بها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
ولأن أمر ووصاية رسولنا لنا والإمتثال له ولأمره .. تكون مِن الإمتثال لأمر الله .. لقوله جلّ شأنه :
( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولّوا فإن الله لا يُحب الكافرين ) .
ومِن هذه الآية البليغة المُبينة .. نجد أن الله يُقرّ بأننا لو تولّينا ( أي أعرضنا ) عن طاعة الرسول فنكون مِن الكافرين ( نصّاً ) بالآية المذكورة .
كما قال جلّ شأنه : ( ومَن يُطِع الرسول فقد أطاع الله ) ،
أي أن طاعة الرسول ( ص ) هيَ طاعة لله ذاته .
ولمّا كان ولكي نكون مُقيمي الصلاة .. أي الصِلة بالله تكون ( دائِمة ) .. فيجب أن نتمسّك بصِلة ما أمرنا الله أن نتمسّك بهم .. لأنهم مِن آية ( الولاية ) .. هُم : ( يُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ) وهُم راكعون .. ولا أحد غيرهِم يستطيع ويقوى أن يُسلِّم كُل الأمر لله .. فيكونوا ( مُقيمي ) الصلاة .. أي دائِموا الصِلة بالله ومع الله ، وهُم ( راكعون ) .. أي في خضوع وخشوع تاااام لأمره .. فيجعلون وكما في كتابه العزيز .. يحعلون الأمر ( كُله ) لله .
أليس الأمر كُلّه لله ؟؟!ّ
وبِذلِك أحبتنا ( المؤمنين ) مِن الذين لهم قلب أو ألقوا السمع وهُم شهود .. نكون قد أحكمنا وبيّنا وأوضحنا فِقه وبلاغة قوله سُبحانه : إقام الصلاة .
والآن لا يتبقى لنا إلا أن نضع لكم الآية البليغة العظيمة المُبينة مِن كتاب الله ، والتي تُبيّن وتؤيّد حديث ( الثُقلين ) : كتاب الله وعِترتي .
ولكِن قبل أن نضِعها .. نقول :
* هل هُناك أي إستبيان أو إستيضاح أو حتى ( إستشكال ) على ما قُلناه وبيّناه وأوضحناه وبشكل واضِح ومُبسّط جداً وأهبنا فيه كثيراً لكي يصِل إلى العامّة البُسطاء قبل الخاصّة ؟؟
إن كان .. فننتظِر ، وقبل أن نضِع لكم الآية .. فلا يتبقى الآن إلا وضع الآية .. ولكِن :
هل أحد عِنده شيء فيما قلناه وبيّناه ؟؟
ننتظِر ..........
هذا وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ،
|
|
|
|
|