يا اخي انت اعتذرت عن الحوار بلموضوع بطريقة غير مباشرة
و انا لم اطعن بصحة الرواية للمرة الثالتة اكرر سؤال من شقين
هل هي صحيحة فقلتم انتم صحيحة
ما هوى تفسيرها
هل من اجابة واضحة دون النسخ و الصق و الكلام المطول ؟؟
سلوني قبل ان تفقدوني
خطب اميرالمؤمنين (ع) في الناس وقال: سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لاتسألوني عن فئه تظل مئة وتهدي مئة الاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها الى يوم القيامة.
أجيبوا حيرة الزميلة "بتديت مل " حتى لا تمل كثيراً على كثرة مللها وأجيبوها على سؤالها عن معنى وتفسير المقولة المشهورة والتي فضحت - هذه المقولة - جهل الجاهلين وإدعاء العلم من المدعين من الأولين والآخرين ...
نعم يا كرمية أهلك
إن هذه المقولة ثابتة الصحة والتعيين أنها لسيد الوصيين وإمام المتقين وربيب طه رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله
وهي ثابتة عندنا وعندكم ثبوت النجوم في الأفق
وثبوت الجبال الرواسي على الأرض
اما االمعنى والتفسير المطلوب يا طيبة فهو والله المستعان :
* من معانيها وتفسيرها لدينا ولدى العقلاء أنه أقضى الصحابة باعتراف عمر بن الخطاب، فراجع الحديث الصحيح بصيغة: (أقضاهم علي)، وبصيغة: (أقضانا علي)، وبصيغة: (أقضى أمتي علي)، وبصيغة: (أقضاكم علي).والقضاء يستلزم العلم والدين للقاضي.
وقد قال فيه النبي (ص): ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).
وقد حسنه جملة من العلماء منهم : ( البدر الزركشي - الشوكاني - ابن حجر العسقلاني - الحافظ العلائي - السخاوي - محمد بن طولون الصالحي الشافعي - الزرقاني - نقلوا تصحيح ابن جرير الطبري - الحاكم - الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي - والحافظ احمد بن الصديق الغماري - وغيرهم الكثير ).
* ومن معانيها أنه لم يكن غيره من أصحاب النبي (ص) يقول سلوني !!
1- (( عن سعيد بن المسيب قال : لم يكن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول سلوني إلا علي بن أبي طالب. إسناده صحيح ))
[ انظر: كتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ج1 \ ص383 \ ح725)، دار ابن الجوزي، قال المحقق أبو الأشبال الزهيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وكذلك انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ، (ج2 \ ص801 – ص803 \ ح1098) ، دار ابن الجوزي ، السعودية ، ط.3 1426 ، قال المحقق وصي الله بن محمد عباس : إسناده صحيح ].
2- (( عن أبي الأسود ، قال ابن جريج ورجل آخر عن زاذان قالا : سئل علي عن نفسه فقال : إني أحدث بنعمة ربي ، كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت ، فبين الجوانح مني علم جم. إسناده صحيح )).
[ انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ، (ج2 \ ص801 – ص803 \ ح1099) ، دار ابن الجوزي ، السعودية ، ط.3 1426 ، قال المحقق وصي الله بن محمد عباس : إسناده صحيح ]
3- (( وعن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب ويقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل. إسناده صحيح )).
[انظر: كتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (ج1 \ ص383 \ ح726)، دار ابن الجوزي، قال المحقق أبو الأشبال الزهيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات].
5- وقد روى عبد الرّزاق الصنعاني في تفسيره (3/241) في سورة الذاريات بسند رجاله ثقات:
(( عبد الرزاق ( ثقة ) عن معمر ( ثقة ) عن وهب بن عبد الله ( ثقة ) عن أبي الطفيل ( ثقة ) قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. ))
* ومن معانيها أنه لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون إلا خلفه والآئمة ولده وذلك بشهادة سيد شباب أهل الجنة بذلك الإمام الحسن !!
(( عن عمرو بن حبشي ، قال : خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي ، فقال : لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون ، إن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله. إسناده صحيح )).
[ انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ، (ج1 \ ص674 \ ح922) ، دار ابن الجوزي ، السعودية ، ط.3 1426 ، قال المحقق وصي الله بن محمد عباس : إسناده صحيح ]
* ومن معانيها أنه كان الصحابة يعدونه أفضل أهل المدينة المنورة وليس الكوفة كما يدعي ابن تيمية!!
(( عن عبد الله بن مسعود قال : كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب. إسناده صحيح )).
[ انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ، (ج2 \ ص801 – ص803 \ ح1097) ، دار ابن الجوزي ، السعودية ، ط.3 1426 ، قال المحقق وصي الله بن محمد عباس : إسناده صحيح ]
وهذا ليس بمستغرب على باب مدينة العلم ، فإنه ورد في علم قريش :
(( قدموا قريشا و لا تقدموها و تعلموا من قريش و لا تعلموها و لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى )).
صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم 4382.
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة بحق هذا الحديث :
( فإذا ثبت هذا العموم لقريش ، فأهل البيت أولى منهم لأنهم امتازوا عنهم لخصوصات لا يشاركهم فيها بقية قريش ).
لذا قال المناوي في فيض القدير ( ج6 \ ص278 ) أن:
"علي كرم الله وجهه من أعلم الصحابة بدقائق العلوم ولطائف الحكم".
وهذه إحدى معانيها لدينا ولديكم بشكل مقتضب وسريه وإلا فلها معانٍ لا يسع الوقت لإهامك أياها كلها بســـبب إنك تريدين أمر آخر وشبهة أخرى نحن نعلمها تماماً كما وقعتِ عليه من هنا وهناك يا طــيبة ....
وهذه الشبهة المكنونة والتي ستظهر لاحقاً أكيد هنا من قبلك هي :
(( إن هذه المقولة طعن فيمن بعده من الائمة المعصومين عندنا عليهم السلام ، وأنه سلوني أنا علي بن ابي طالب قبل أن أموت و ما تحصلون العلم الذي عندي عند غيري من من يأتي بعدي من الأئمة من ولدي وأنهم ليسوا مثل علمي وفي مستواي منه
وأن هذه فرصتكم ، وتعني ايضاً أن الامام لايورث علمه الى من بعده منهم عليهم السلام ... ))
فلا تخافي ولا تحزني فعندنا يا طــيب فعندا لكل شبهة جواب
ولكل إعاقة فكرية دواء وشــراب ...
ونجيبك والمستعان بالله تعالى ...:
أولاً ....:
إن إثبات الشيء لا ينفي ما سواه ، فلو قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( سلوني قبل إن تفقدوني ) فهذا لا يعني عدم إمكانية سؤال من بعده من الأئمة أو أن الأئمة عليهم السلام بعده عاجزون عن الإجابة و العياذ بالله ، لإن إثبات الشيء لا ينفي ما سواه كما سنبين اكثر ان شاء الله .
ونلاحظ أن عبارة الإمام عليه السلام فيها شقان :
الشق الأول : (سلوني) :
و فيه الكثير من العبر و الحكم منها :
1. هي إشارة إلى سعة علم الإمام عليه السلام و إحاطته بتفسير القرآن و الأحكام و العقائد و بالتالي يظهر عجز و فشل و جهل و خيبة من تولى شؤون المسلمين قبله الذين لم يجرؤا أن يقولوا هذه العبارة ، بل أكثر من ذلك كانوا يلجأون إلى معاقبة من يسألهم و يستفتيهم خوفاً من افتضاح أمرهم كما فعل الثاني بصبيغ في الحادثة المشهورة المعروفة !
و جهلبعض خلفائكم بتفسير معنى (الأب) في قوله تعالى (وفاكهة و أبا) معروف مشهور لكل خبير بالسنن و الآثار ....!!
و بالتالي على العاقل اللبيب الذي يفهم و يعقل أن ينظر إلى قوله تعالى ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) .
2. إن كلمة (سلوني) هي تربية للأمة على سؤال أهل العلم الذين هم أحق بالسؤال و أولى به و هم أهل البيت عليهم السلام ، و على هذا أجمعت روايات أهل البيت بضرورة السؤال من الأئمة عليهم السلام (و في هذا دليل على أن قول الإمام سلوني ليس مختصاً بأمير المؤمنين عليه السلام) ....، وما يؤيد قولنا هذا ما صح روايته عنهم عليهم الصلاة والسلام ...:
في بصائر الدرجات : عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال الذكر القرآن و آل رسول الله صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسؤولون .
وفي الكافي 1\399 : عن زرارة قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال : له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : " سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به " قال : إنه ليس أحد عنده علم شئ إلا خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليس الأمر إلا من ههنا ، وأشار بيده إلى بيته .
الشق الثاني : (قبل أن تفقدوني) .
يشير أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن (فقدانه) سيولد (فتنة) في الأمة و هذه الفتنة عمياء دهماء ، هذه الفتنة ستكون سبب في إضلال الناس و إبعادهم عن الصواب فالسؤال قبل وقوع الفتنة يكون مجدياً و نافعاً أما بعد وقوعها فالأمور تختلط و تشتبه حتى لا يكاد ينفع سؤال ، وما يؤد قولنا هذا ما صح على لسان أمير المؤمنين عليه السلام تكملةً لموقلته هذه وما بعدها مفسرةً لقوله حيث قال وما صح نقله في نهج البلاغة 2\130 (شرح الشيخ محمد عبده) :
( أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ، قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها ، وتذهب بأحلام قومها) .
و هذه الفتنة ستؤدي إلى انعزال أهل البيت عن الناس بسبب الظلم و القتل و التشريد و الإقصاء لهم و العزل عن دورهم منزلتهم بين المسلمين والذي ستمارسه الأئمة الحاكمة على الأئمة عليهم السلام .
و قد شرح أبو الحسن صلوات الله عليه هذه الفتنة في خطبة أخرى من خطبه العصماء حيث بأبي وأمي هو :
( ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور و حوازب الخطوب لأطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسؤولين . وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقا تستطيلون معه أيام البلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم . إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت نبهت . ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات . يحمن حول الرياح يصبن بلدا ويخطئن بلداً ، ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية ، فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها . وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي . كالناب الضروس تعذم بفيها وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع درها . لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعا لهم أو غير ضائر بهم . ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه . والصاحب من مستصحبه . ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعا جاهلية . ليس فيها منار هدى ، ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة ) . نهج البلاغة 1\183 .
و الملاحظ أن الإمام الصادق عليه السلام قد كرر مقوله جده أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان عصر الصادق عليه السلام يتضمن شيئاً من الانفراج في الوضع الشيعي بعد سقوط الدولة الأموية و مجيء الدولة العباسية التي رفعت شعار أهل البيت أول قيامها فقد روي عن الصادق عليه السلام قوله : ( سلوني قبل أن تفقدوني فإنكم إن فقدتموني لم تجدوا أحداً يحدثكم مثل حديثي حتى يقوم صاحب السيف) الأصول الستة عشر 76 .
فهل يصح بعذ هذا القول من حفيد علي أن يستشكل مستشكل علينا بهذه الحجة الواهية وهذه الشبهة الركيكة ...!!!
و (صاحب السيف) هو الإمام المهدي عليه السلام حيث عانى الأئمة بعد الصادق عليه السلام من كثرة التضييق فولده الكاظم عليه السلام قضى أكثر من عشر سنوات في سجن هارون الرشيد ، أما الرضا و الجواد عليهما السلام فقد خضعا لرقابة المأمون و المعتصم و استشهدا سلام الله عليهما و هما في سن الشباب ، في حين كان السجن و الإقامة الجبرية هو الغالب على الحياة القصيرة للإمامين العسكريين صلوات الله عليهما .
فإذن كلمة (قبل أن تفقدوني) ليست ناظرة إلى عجز الأئمة بعد المرتضى و الصادق عليها السلام بل ناظرة للظروف الموضوعية و الحالة السياسية القائمة التي تتحكم بطبيعة و قدرة الشيعة على الاتصال بأئمتهم المظلومين عليهم السلام .
أرجو أن نكون وفقنا في إيصال الفكرة لجنابكم و أرجو أن يكون الإشكال الذي ستوردنه لاحــــقاً قد ارتفع مقــــدماً ....
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليك يا أبا الحسن يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً
ولعن الله تعالى مخالفوك وظالموك من الأولين والأخرين