٢ - تهديد العناصر الوطنيه غير السائره فى ركبهم بمختلف الطرق والوسائل.
٣ - بث الرعب والهلع فى صفوف المواطنين والوحدات العسكريه.
٤ - تأليب المراتب على الضباط والآمرين غير الشعوبيين وحثهم على عدم الطاعه والعصيان من قبل الفئات الشعوبيه واللاقوميه.
٥ - مراقبة كل عنصر ومواطن قومى ووطني وغير متجاوب مع الشعوبيين من قبل العناصر الحاقده والشعوبيه.
٦ - رغم قيام مقر الفرقه بإجراء بعض الإجراءات للحد من التصرفات اللاقانونيه لتلك الفئات إلا كما أسلفت أن تلك الإجراءات كانت مبعث الشك و الريبه وعدم الرضا بإعتبارها لاتخدم تيارهم الشعوبي واللاقومى.
٧ - العناصر القوميه والمواطنين المستقلين سواء فى الجانب المدنى او العسكرى كانوا ضد أى تيار شعوبى ومع أى إتجاه وسلوك يحقق الوقوف بوجه هذه التصرفات اللاقانونيه ويعيد سيادة القانون على أرض الوطن ويؤمن حماية وأمن وسلامة المواطنين."
ويستطرد اللواء الركن صلاح عبد القادر رشيد معددا حالات التردى التى وصلت إليها الفرقه الثانيه بفعل إنتشار الأفكار الملائيه والشيوعيه فيذكر منها أيضا:
"١ - نقل عدد من الضباط الذين كان يعتمد عليهم السيد قائد الفرقه (الطبقجلى) خارج الفرقه.
٢ - تولى الضباط الشعوبيون قيادة معظم الوحدات والوحدات الفرعيه فى الفرقه.
٣ - قيام الضباط الشعوبيون بتأليب المراتب على آمريهم الذين لايسايرون ركبهم وحثهم على عدم الطاعه وعصيان الأوامر بإعتبارهم خونه ومشكوك بإخلاصهم للسلطه.
٤ - تهديد العناصر الوطنيه غير المسايره لرغبات الفئات الشعوبيه بالقتل والسحل."
هذا وقد سئل اللواء الركن صلاح عبد القادر سؤالا مباشرا وصريحا وهذا نصه: كتب قائد الفرقه الثانيه المرحوم ناظم الطبقجلي مايزيد على الثلاثين رساله رسميه يستنجد بها عبد الكريم قاسم والحاكم العسكري لوضع حد لتصرفات الملا البرزاني والبارتيين والشيوعيين غير القانونيه. . فما هو تصورك لو إستجاب قاسم لنداء قائد الفرقه؟
فأجاب: "إن الرسائل والمراسلات الرسميه التى وجهها المرحوم العميد الركن ناظم الطبقجلي قائد الفرقه الثانيه إلى عبد الكريم قاسم والحاكم العسكري العام حول التصرفات اللاقانونيه للفئات الشعوبيه الحاقده والحلول المقترحه للحد منها والتى تضمنتها تلك الرسائل والمراسلات التى لم تلق آذانا صاغيه بل إن بعض مضامينها كانت تتسرب إلى تلك الفئات بشكل وبآخر لتأليب هذه العناصر وتحفيزها وإثارتها للوقوف ضد المرحوم الطبقجلي الذى كان فى الواقع سدا منيعا بوجه كل تصرف لا أخلاقى ولا قانوني يمارس ضد المواطنين فى قاطع الفرقه من قبل هؤلاء.
وعلى هذا الأساس أطلق العنان بشكل واسع للشعوبيين للعبث بأمن واستقرار وسلامة المواطنين والتشكيك بإخلاص كل من لايواكب التيار الشعوبي ووصمهم بمختلف النعوت النابيه وتهديدهم بمختلف الوسائل والطرق وعم هذا الوضع فى وحدات وتشكيلات الفرقه فأحدث خللا كبيرا فى الضبط العسكرى وفى تنفيذ الأوامروإرباكا كبيرا فى طبيعة العمل بين الآمرين ومنتسبيهم إلى حد الشك وعدم الطاعه والعصيان وفى حالات محدده تولى الضباط الأحداث من الشعوبيين مسؤولية قيادة الوحدات والوحدات الفرعيه بدعوى عدم إخلاص آمريهم الأصليين للسلطه، وهكذا عمت الفوضى والإرتباك وتوسعت عمليات الريبه والشك والطعن بكل عنصر طيب ومواطن صالح الذى رفض السير بركبهم.
إزاء هذا الوضع أتصور أن عبد الكريم قاسم كان غير قادر للإستجابه إلى رغبة المرحوم الطبقجلي حيث كان الموقف منفلتا وأن العناصر الشعوبيه كانت من خلال رؤوسها وقيادييها في بغداد والمحافظات والقوات المسلحه كانت بيدها قبضة السيطره على الموقف، فلا أعتقد أنه كان بمقدور عبد الكريم قاسم وضع خطة ثوره للحد من تصرفات تلك الفئات حيث أن الوقت كان قد فات ومتأخرا وإن حاول المبادره بذلك آنذاك ففى تصورى كان يطاح به بأى ثمن كان"
وهكذا يقرر اللواء الركن صلاح عبد القادر رشيد الكردي القوميه بأن أفكار الملا البرزاني التعصبيه إستطاعت خلال فتره وجيزه أن تشيع حاله واسعه من الفوضى والإرباك داخل وحدات الجيش وأن زمام الأمور قد أفلت من يد عبد الكريم قاسم إلى الدرجه التى بات فيها لايمكنه السيطره على الأمور أو وضع حد لتصرفات الملا العنصريه وجنوحه نحو الإنفصال وسعيه لقتل أوتهجير التركمان بإعتبار ان هؤلاء هم العقبه الكؤود فى سبيل تحقيق رغباته ومراميه الإنفصاليه.
ولذلك كان رد اللواء الركن صلاح عبد القادر متشائما عندما سئل: هل كانت مذبحة كركوك ستقع لو إستجاب قاسم لنداءات الطبقجلي؟
فكانت الإجابه: "لو إستجاب عبد الكريم قاسم لنداء الطبقجلي حول الحد من تصرفات الشعوبيين والبارتيين ففى إعتقادي كانت الظروف مواتيه لحدوث مذبحه على غرار مذبحة كركوك التي حدثت فيما بعد بعد أن فلت الزمام!."
إنتهت شهادة اللواء الكردي صلاح عبد القادر رشيد حول مذبحة كركوك ولكن سيل المؤامرات التى حاكها الملا وأتباعه لتركمان العراق لم ينته.
وللحديث بقيه
(وردت هذه الشهاده فى: موسوعة 14 تموز - ثورة الشواف فى الموصل (3) - العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين - الصحيفه رقم 230، 231، 232، 236، 238 - دار الحريه للطباعه - بغداد 1988 م)