|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 15998
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 2,894
|
بمعدل : 0.47 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الهادي@
المنتدى :
المنتدى العام
،، الخوف من الموت ،،
بتاريخ : 12-06-2012 الساعة : 12:05 AM
الخوف من الموت
فلاح بسيط بحياته نقي بفطرته
يخرج الى مزرعته كل يوم مبكرا
وكان متعلقا بها كتعلقه في الحياة
فكان الموت هاجسه الاول والاخير مما دعته الحالة
أن ينذر نصف محصوله السنوي الى ملك الموت .
مرت السنة تلو الأخرى الى السنة السادسة
وفي أحدى الليالي الجميلة بنسيمها والمظيئة ببدرها
دخل في نوم عميق من أثر التعب
وفي حلم أقرب منه الى الحقيقة جاءه ملك الموت وخاطبه قائلا:
أنا عبد مطيع لله سبحانه وتعالى وأنا قابض الأروح في ميعادها المكتوب
فلماذا تنذر لي نصف ثروتك سنويا ؟؟
أتتوقع مني أن أتأخر عن قبض روحك عندما تحين ساعتها؟؟
لا أيها العبد الفقير فنحن الملائكة لا نعصي أمر ربنا
لكنني على فعلتك تلك سأدعوا الله أن يجزيك أجر ما فعلت
بأن تراني وأنا أقبض أرواح العالمين
فأن رأيتني جالس عند رأس العبد فما عليك إلا أن تغسل وجه العبد
وتقرأ المعوذتين فسيشفى بأذن الله
وأن رأيتني جالس عند رجليه فهذا يعني أنه ميت لا محال.
أستيقظ من حلمه مفزوعا
حمد الله وشكره وأيقن بأن الموت حق لا ينفع فيه النذر
لكنه أيقن بنفسه أن ما مقاله لك ملك الموت
سيسترد به ماله الذي أنفقه من قبل لأجله.
أخذ يزور العباد وهم في سكرات الموت
فأن كان يرى ملك الموت جالس عند رجليه فهذا ميأوس منه
وأن كان يراه عند رأسه فيخرج ماءا من عنده يغسل به وجه المسجى
ويقرأ المعوذتين فيقوم بأذن الله.
ذاعت شهرة هذا الفلاح في البقاع المعموره
وتقاطرت عليه الناس من كل حدب وصوب .
كثر ماله وأصبح من الأغنياء والأعيان
وفي أحدى الليالي الشتوية الباردة أصابته حالة من الزمهرير
وأخذت فرائضه ترتجف من شدة الحرارة
وغلب عليه الهذيان والضعف والنحول بدرجة لا يقوى على النهوض
وفي لحظة من الأنتباه وجد ملك الموت جالس عند رجليه
طلب من أبنائه أن يغيروا وضعية نومه فوجده عند رجليه ثانية
وطلب منهم التغيير الثالثة والرابعة وفي كل مرة يجده عند رجليه
عندها وكل أمره الى ملك الموت
فقال له الملك حان الآن موعدك فلا مفر من أمر الله
سأقبض روحك لكنني سأهون عليك سكرات الموت
جزاء فطرتك ونيتك السليمة.
|
|
|
|
|