|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 72513
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 7,601
|
بمعدل : 1.65 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 05-10-2012 الساعة : 03:59 PM
سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله
متحديَّاً الحكومة في الإقدام على التصويت عليها
آية الله قاسم: نحن أمام حالةٍ من الإرهاب والعنف الرسميّ ولا تفريط في مطلب الإصلاح والتغيير
خطبة الجمعة (523) 18 ذو القعدة 1433هـ / 5 أكتوبر 2012م ـ جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز.
• الخطبة الثانية:ـ
أمَّا بعد أيُّها الأعزَّاءُ من المؤمنين والمؤمنات فعنوان الحديث:
سلطةٌ مطلقة وشعبٌ معزول:
تأخذ السُّلطة في البحرين شكل السُّلطات الثلاث وحقيقتها أنَّها سلطةٌ واحدةٌ مطلقة لا رأي للشعب فيها. الشعب معزولٌ تماماً عن النَّظر في أمر حكمه، في إدرة شأنه العامّ،في التصرُّف فيما يتعلَّق بثروته، في تقرير مصيره، شعبٌ في حكم الصغار القُصَّر يُدارُ أمر حياته على خلاف إرادته، أكثر من ذلك أنْ يُمنع عليه أنْ يعطي رأياً يرى فيه مصلحته.
والسُّلطة الواحدة المطلقة هي التي تضع بإرادتها المنفردة دستور البلاد، وهي التي تجري عليه التعديلات التي تراها، وهي صاحبة الرأي الأوَّل والأخير المتحكِّم في الثروة، وهي التي تقرِّر كما تشتهي ما لها وما عليها، ومن تقتلُ ومن تُبْقِي، ومن تطرد ومن تأوي، ومن تبعِّدُ ومن تقرِّب، ومن تعطي ومن تمنع، لا رأي مع رأيها ولا كلمة تعارض كلمتها.
رأيها نافذ والكلُّ عليه أنْ يخضع لإرادتها، وللسُّلطة حسب ما تدلُّ عليه لغة المواقف والأحداث رأيٌ في هذا الشعب وشؤونه خارج الزمن، وخارج المنطق، وخارج الموضوعيَّة وخارج الصِّدق وإنسانيَّة الإنسان وما يرضاه الدِّين.
للسُّلطة رأيٌ يقول:
أ - الشَّعب عبيدٌ مماليكٌ المعاملة الأمثل في حقِّه أنْ تكون بالعصا وأنْ يُساق إلى ما يريده سادته سوقاً بلا أنْ تُعتَبَر له إرادة، وإنِ استعلى عُومِلَ مُعاملة الأغنام والأبقار والمطايا [1]، وهنا تصطدم الإراداتان أصدَّ الاصطدام، إرادة الاستعباد والاستحمار وإرادة الحريَّة والانعتاق.
ب - بقاء السُّلطة مطلقة، قبضتها الحديديَّة، استئثارها بكامل القرار, بالثروة, بكلِّ الامتيازات، تحكُّمها في المصائر، وهيبتها التي لا تُمَسّ ولا تدانيها هيبة سلطةٍ أخرى في العالم هو المهمّ ولا مهمّ غيره وهو أغلى من كلِّ شيء، كلِّ الشعب ودينه وقيمه وحاجاته وضروراته وإنسانيَّته وكرامته وحاضره ومستقبله.
جـ - حقوق المرأة شعارٌ يصلح للمتاجرة به مع الغرب لإعطائه مفهومه الغربيّ من حيث ما يخالف الدِّين ويلغي أحكامه وضوابطه ويتنكَّر لأخلاقه وقيمه لا من حيث الحريَّة للرأي السياسي والتمتَّع بحقوق المرأة في الاختيار الحرّللسُّلطة التي تحكمها وتحكم الوطن، وفي التوزيع العادل للثروة، والأمن على النَّفس والعرض والحريَّة الدينيَّة والكرامة.
د - الحريَّة شعارٌ ترفعه الشعوب المغلوبة على أمرها [2]، وهو ضربٌ من أحلام العبيد الذين يجب أنْ يبقوا في ظلِّ العبوديَّة وأنْ يُعاملوا بأشدَّ ألوان القمع التي تجعلهم ينسون هذا الحلم وينسلخون منه.
هـ - العدل خرافةٌ من خرافات الدِّين وشعارٌ من شعارات الضعفاء ولا يصحُّ أنْ يستجيب له الأقوياء المتسلِّطون.
و - الدِّين يصلح مطيَّةً من مطايا السياسة حيث تحتاجه للوصول إلى أغراضها الدنيئة وتبرير مظالمها وخنق الصوت المطالب بالعدل والحريَّة والكرامة وحيث تجد من يزوِّره لصالح إرادتها ويخرج به عن أصوله وقيمه وأحكامه وشريعته.
ز - الديمقراطيَّة شعارٌ آخر يمكن أنْ يُخادع به من يُخادَع في الخارج، ويمكن أنْ يستغفل من يُستغفل به في الدَّاخل، لكنَّه شعارٌ يجب أنْ يُرفَع إعلاميَّاً وبقوَّة وأنْ يُحارَب على الأرض بأشدَّ ألوان المحاربة.
• وما أروع موقف السُّلطة من حقوق الإنسان وكرامته وتقدريها لنداء العقل والدِّين والضَّمير وما أشدَّ سماعها لكلمة النُّصح تأتي من كلِّ مكان ورجوعها عن الظُّلم والعمدِ السيء والخطأ استجابةً للإنكار تسمعه من كلِّ صوب، تسمعه من المنظَّمات الحقوقيَّة من دولٍ مختلفة ومنها الصديقة والحليفة كما هو نظرها، يتجلَّى هذا في إصرارها على إدانة الأطبَّاء والزجِّ بهم في السجن برغم كلِّ ما سمعته من شجبٍ واستنكار وتنديدٍ وإدانةٍ ومطالبةٍ بإطلاق سراحهم لما هم عليه من البراءة ، سمعت هذا من منظمَّاتٍ حقوقيَّة متعدِّدة ومن دول مختلفة بما فيها من تراها دولاً صديقةً وحليفة ومن مجامع دوليَّة ومن لجنة تقصِّي الحقائق التي كان اختيارها كاملاً على يدها وأعلنت التزامها بقراراتها، والنتيجة لهذا كلِّه أنْ ضربت عرض الحائط بكلِّ ما سمعته وبكلِّ ما التزمت به، وإذا كان هذا هو موقف السُّلطة من قضيَّةٍ جزئيَّة من قضايا هذا الشعب واجهت فيها كلَّ هذه الفضيحة وكلَّ هذا الإنكار والمطالبة بالتخلِّي عن البغي فيها وحالة الاستعلاء والمكابرة في الباطل فما حال القضايا الأخرى المتعدِّدة التي تمثِّل جراحاتٍ نازفة لهذا الشّعب لم تُسَلَّط عليها الأضواء بهذه الدرجة.
• وقضيَّةٌ أخرى يتجاوز فيها استخفاف السُّلطة بهذا الشَّعب أنِ استخفَّت بكلِّ النداءات والتوصيات الحقوقيَّة والدوليَّة وكلِّ ما قطعته على نفسها من وعود وبأبسط الحقوق السياسيَّة المتعارفة وذلك فيما يتعلَّق بالسماح بالتعبير السلميّ في الرأي السياسيّ حيث يستمرُّ المنع والقمع الشديد للمسيرات السلميَّة واستعمال آلة القتل في مواجهتها برغم كلِّ النداءات والتوصيات ومنها توصية لجنة التحقيق المستقلَّة، وتوصيات جنيف.
• بعد كلِّ التوصيات يُقتَل حسام الحدَّاد، وعلي حسين نعمة، على يد قوَّات الأمن عمداً لمشاركتهما في مسيرةٍ سلميَّة... على السُّلطة أنْ تبرز صورةً واحدةً للسِّلاح القاتل أو الجارح أو ما يسبِّب حتَّى خدشاً بسيطاً بيد أيٍّ من القتيلين الشهيدين حين قتله.
شهيدان واجها القتل العمد المُتَقَصَّدعلى يد قوَّات الأمن عقوبةً على التعبير السلميّ عن الرأي بعيديْن كلَّ البعد عن العنف وما يمتُّ إليه من وسيلة.
وتأتي في سياق استرخاص السُّلطة لحياة أبناء الشَّعب والإمعان في حربهم وفاة محمد علي أحمد مشيمع المسجون ظلماً تحت تأثير الحرمان من العلاج والدواء.
نحن أمام حالةٍ من الإرهاب والعنف الرسميّ الذي لا يترك لأحدٍ من أبناء الغالبيَّة في هذا الشعب مجالاً للتفكير في التفريط في مطلب الإصلاح والتغييرتحت أيّ ظرفٍ من الظُّروف، وهذا ما عليه كلُّ الأحرار من أبناء الشعب من جميع الشرائح والطوائف والتنوُّعات.
وحسب السياسة الأمنيَّة للسُّلطة على الشَّعب أنْ يدفع ضريبتيْن مكلفتيْن عند سقوط كلّ شهيدٍ على تراب الوطن، ضريبةً عند زفاف الشهيد لقبره وأخرى يوم إنهاء مجلس الفاتحة المُقام عليه، لا بُدَّ من سقوط جرحى ومختنقين بالغازات السامَّة وحصول إعاقاتٍ عقوبةً على التشييع وعلى العودة إلى قبر الشهيد في اليوم الثالث من أيَّام الفاتحة لقراءة ما تيسَّر من كتاب الله وتوديعه.
• عليه، فإنَّ الحكومة في البحرين لو صُوِّتَ عليها اليوم لكان نصيبها من أصوات الناخبين تسعةً وتسعين وتسعة من عشرة في المئة - 99.9% -، وحتِّى يتبيَّن صدق هذه المقولة فلْتُقدِم الحكومة على هذا التصويت لاكتشاف الوزن ولتتحدَّى الشرذمة القليلة بهذا التصويت وتثبت إحراجها لها.
هل تفعل؟ لا لنْ تفعل.
-----------------
[1] هتاف جُموع المصلِّين: "هيهات منَّا الذِّلَّة".
[2] سماحة الشَّيخ : "هذا هو رأي السُّلطة".
|
|
|
|
|